فضائل وبركات اتباع خير البشر

الشيخ محمد سرندح

2023-09-22 - 1445/03/07 2023-09-25 - 1445/03/10
عناصر الخطبة
1/فوائد من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم 2/من أهم مبادئ الدين نصرة الضعفاء والمظلومين 3/من بركات وخيرات اتباع خير المرسلين

اقتباس

كان مولد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الخطوة الأولى لنبذ الظلم والاستبداد في شؤون الرعية، فقد جعل الحكم شوريًّا فيما لم تنزل به الآيات، وبمولده -صلى الله عليه وسلم- جمع العرب الذين أنهكتهم الحروب الداخليَّة، وأنهكهم الاقتتال والانقسام، فأصبحوا سادة العالم بعد الشتات...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، وُلدت الأمة الإسلاميَّة بمولد أحمد، الحمد لله، ولد الرباط في الأقصى بعد مولد أحمد، الحمد لله، شاءت إرادة الله أن يتغير وجه الأرض من الظلم والظلام والاستبداد إلى التوحيد والعدل والسوية، بولادة سيد الأنام محمد؛ (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[آلِ عِمْرَانَ: 164].

وُلِدَ الْهُدَى فَالْكَائِنَاتُ ضِيَاءُ *** وَفَمُ الزَّمَانِ تَبَسُّمٌ وَثَنَاءُ

 

قال عليه الصلاة والسلام: "أَنا محمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ‌إنَّ ‌اللَّهَ ‌-تَعَالَى- ‌خَلَقَ ‌الخَلْقَ ‌فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ ثمَّ جَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فجَعَلَني فِي خيْرِهِمْ فِرْقَةً ثمَّ جَعَلَهُمْ قَبائِلَ فَجَعَلَنِي فِي خيْرِهِمْ قَبِيلَةً، ثمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتًا فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا فَأَنا خَيْرُكُمْ بَيْتًا، وَأَنا خَيْرُكُمْ نَفْسًا".

 

بِسِرِّ بسمِ اللهِ تحصَّنَّا بالله، بجلال باسم الله توكَّلْنا على الله، بكبرياء باسم الله لجأنا إلى الله، اللهمَّ بسلطان باسم الله الله الرحمن الرحيم فرِّج عن الأقصى ما هو فيه، اللهُمَّ بعزة بسم الله الرحمن الرحيم احفظ المرابطين في المسرى، اللهُمَّ بقدرة بسم الله الرحمن الرحيم فرج عَنَّا ما نحن فيه، فأنت لها يا إلهي ولكل كرب عظيم.

 

وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، نادى نبيه مكرما: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)[الْأَحْزَابِ: 45-47].

 

سيدي يا رسول الله: سلامٌ عليكَ يومَ مولدِكَ، سلامٌ عليكَ يومَ بعثتِكَ، سلامٌ عليكَ يومَ تُبعَث شافعًا.

 

سيدي أبا القاسم: سلامٌ عليكَ يومَ الهجرة والإسراء، سلامٌ عليكَ يومَ بدرٍ والأحزابِ، سلامٌ عليكَ يومَ مؤتةَ والفتحِ المبينِ.

 

وأشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، طب القلوب ودواؤها، وعافية الأبدان وشفاؤها، ونور الأبصار وضياؤها.

ضَمَّ الْإِلَهُ اسْمَ النَّبِيِّ إِلَى اسْمِهِ *** إِذْ قَالَ فِي الْخَمْسِ الْمُؤَذِّنُ أَشْهَدُ

وَشَقَّ لَهُ مِنَ اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ *** فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ

 

بلَغ العُلَا بكماله، كشَف الدجى بجَماله، حسُنَتْ جميعُ خصالِه، سماحةً وجودًا، صَفحًا وحِلمًا، صبرًا وعفةً، قناعةً ورِضًا، رحمةً ورأفةً، حُبًّا وشفقةً، فما بلَغ نبيٌّ مرتقاه، وما بلَغ رسولٌ منتهاه؛ (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ)[الْبَقَرَةِ: 253].

 

اللهُمَّ صل وسلم وزد وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا؛ (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ)[التَّوْبَةِ: 128-129]، فإن تولوا عن الأقصى في شهر مولدك فقل: حسبي الله، فإن تخاذلوا عن المسرى بيوم ميلادك فقل: حسبي الله، فإن تخلوا عن عقيدتهم فقل: حسبي الله، لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

 

سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فيها البلسم والشفاء، رجَع مهاجرو الحبشة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لهم: "أَلَا ‌تُحَدِّثُونِي ‌بِأَعَاجِيبِ ‌مَا ‌رَأَيْتُمْ ‌بِأَرْضِ ‌الْحَبَشَةِ؟ " قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ! بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، تُمَّ دَفَعَهَا، فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ، إِذَا وَضَعَ اللهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا. قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: "صَدَقَتْ صَدَقَتْ، كَيْفَ يُقَدِّسُ اللهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟!".

 

نعم؛ صدقتَ سيدي يا رسول الله، كيف تطلب أمةٌ العزة والكرامة والتحرير وهي متخاذلة منبطحة مهرولة؟! كان مولد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الخطوة الأولى لنبذ الظلم والاستبداد في شؤون الرعية، فقد جعل الحكم شوريًّا فيما لم تنزل به الآيات، وبمولده -صلى الله عليه وسلم- جمع العرب الذين أنهكتهم الحروب الداخليَّة، وأنهكهم الاقتتال والانقسام، فأصبحوا سادة العالم بعد الشتات، فمن الوفاء له -صلى الله عليه وسلم- بمولده نبذ الفُرْقة والحفاظ على مسراه.

 

اللهُمَّ يا من نصرت محمدًا وأصحابه حتى عادوا إلى مكة فاتحين، ردنا للأقصى يا ربَّ العالمينَ، واحفظ المرابطين والعاملين فيه يا ربَّ العالمينَ؛ (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ)[هُودٍ: 120]، يقول عبد الله بن المبارك -رحمه الله-: "سيرة الصالحين جند من جند الله، يثبت الله بها قلوب عباده".

 

فما أجلها من سيرة نحيا بذكراها في ذكرى مولده، فمن سيرته -صلى الله عليه وسلم- كلما كانت معركة، يخبره الله بنتيجتها قبل حدوثها؛ تشجيعا وتثبيتًا؛ ففي معركة بدر الكبرى، وهو -صلى الله عليه وسلم- مع ابن مسعود قبل المعركة، ويقول له: هنا مصرع فلان غدًا إن شاء الله، وابن مسعود يقسم بعد المعركة ما تجاوز أحد منهم المكان الذي حدد له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكل أولئك رآهم صرعى يجرون على وجوههم، يخبرنا -صلى الله عليه وسلم- بالغيبيات، نتائج الأحداث قبل حدوثها، اعترضت المسلمين صخرة يوم الخندق فضربها -صلى الله عليه وسلم- وقال: "بسم الله، اللهُ أَكْبَرُ، ‌أُعْطِيتُ ‌مَفَاتِحَ ‌الشَّامِ، وَاللهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قُصُورَهَا"، ففتحت الشام وحرر الأقصى، وتلا قوله -تعالى-: (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْأَنْعَامِ: 115].

 

وعندما أخبر عن بَيْت الْمَقدسِ قال فيكم: "لَا تَزَالُ ‌طَائِفَةٌ ‌مِنْ ‌أُمَّتِي ‌مَنْصُورِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وهم كذلك. قالوا: وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بَيْت الْمَقدسِ".

 

هذه شذَراتٌ من سيرته، نتلوها بيوم مولده؛ لنثبت بها أفئدتنا؛ لقد كان يوم مولده -صلى الله عليه وسلم- يومًا لإعلان إسلاميَّة بَيْت الْمَقدسِ، صحح الألباني رواية العرباض بن سارية، قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنِّي ‌عِنْدَ ‌اللَّهِ ‌مَكْتُوبٌ ‌خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ وَسَأُخْبِرُكُمْ بِأَوَّلِ أَمْرِي دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْنِي وَقَدْ خَرَجَ لَهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهَا مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ"، هذا الارتباط الوثيق بين يوم المولد الشريف وأرض الإسراء والمعراج هو إعلان إسلاميَّة بَيْت الْمَقدسِ بمرسوم إلهي، وليس بقرار أممي؛ (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى)[الْإِسْرَاءِ: 1]، فأضاءت بَيْت الْمَقدسِ نورا وضياء، ولا زلنا بهذا النور من عبق المولد والإسراء نهتدي، فلا مكان لأي جهة تخالف الإسلام في الأقصى المبارَك، وأنَّه حق خالص للمسلمين وحدهم؛ (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ)[الْفَتْحِ: 8-9]؛ أي: لتنصروه وتفخموه، فإن كان هناك شرف فهو شرف اللقاء بمحمد، وإن كان هناك خصوصية فهي خصوصية النظر إلى وجه الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، وإن تحير المؤمنون بتوقيره واحترامه عليهم أن يرجعوا إلى سيرته، ويشاهدوا بمشاعرهم كيف كان أصحابه الكرام يوقرونه، روى البخاري عن عروة بن مسعود الثقفي حين فاوض النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلح الحديبية، ورجع إلى قريش وقال: "أَيْ قَوْمِ! وَاللهِ ‌لَقَدْ ‌وَفَدْتُ ‌عَلَى ‌الْمُلُوكِ وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ، وَاللهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصحَابُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- مُحَمَّدًا، وَاللهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةَ إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بها وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وإِذَا أَمَرَهُمُ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وإِذَا تَكَلَّمُوا خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ".

 

هَذَا رَسُولُ اللَّهِ هَذَا الْمُجْتَبَى *** هَذَا لِكُلِّ الْعَالَمِينَ رَسُولُ

خَيْرُ النَّبِيِّينَ لَمْ تُحْصَرْ فَضَائِلُهُ *** مَهْمَا تَصَدَّتْ لَهُ الْأَشْعَارُ وَالْكُتُبُ

خَيْرُ النَّبِيِّينَ لَمْ يُقْرَنْ بِهِ أَحَدٌ *** وَهَكَذَا الشَّمْسُ لَمْ تُقْرَنْ بِهَا الشُّهُبُ

 

إن هذا التوقير والتعظيم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاد المؤمنين لاتباع دين الله، حبًّا وطواعيةً؛ فالمؤمن لا يُقدِّم نفسَه على رسول الله، ولا يُقدِّم رأيَه على رسول الله؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)[الْحُجُرَاتِ: 1].

 

لقد وقعت الأمة اليوم بالخلل؛ حكاما ومحكومين، رؤساء ومرؤوسين، لقد قدمنا آراءنا، وأعرافنا، وأهواءنا، وشهواتنا، على شرع الله، وعلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلا يليق بأمة تحتفل وتبتهج بمولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تترك منهجه، فالحب والابتهاج بمولده معناه الاتباع؛ (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)[آلِ عِمْرَانَ: 31]، قال عليه الصلاة والسلام: "إنَّ ‌أحبَّكم إليَّ ‌وأقربكم مني يومَ القيامة أحاسنكم أخلاقًا، وإنَّ أبعدَكم مني وأبغضكم إليَّ مساوئكم أخلاقًا: الثرثارون، المتشدقون، المتفيهقون".

 

ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فيا فوز المستغفرين.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الذي جعلنا من أمة خير الأنام، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله، بعثه الله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

 

اعلموا -عباد الله- أنَّ الله قد أمركم بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكة قدسه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهُمَّ صل على سيدنا محمد، وعلى آله سيدنا محمد، كما صليت على آل سيدنا إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما باركت على آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ.

 

قال عليه الصلاة والسلام: "أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة"، قال أبي بن كعب: "إني أكثر الصلاة عليك يا رسول الله، أأجعل لك صلاتي كلها؟ أي: كل أوقاتي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إذن تكفى همك، ويغفر ذنبك".

 

اللهُمَّ اكفنا همَّنا، واغفر ذنبَنا بالصلاة على رسول الله، اللهُمَّ عظِّم شأنَ محمد، وبيِّن برهانَ محمد، ووضِّح فضيلةَ محمد، وتقبَّل شفاعةَ محمد، اللهُمَّ انصر أتباع محمد، وانصر دين محمد، وارزقنا محبة محمد -صلى الله عليه وسلم-.

 

إلهنا ومولانا، أنت أحق مَنْ ذُكِرَ، وأحقُّ مَنْ عُبِدَ، وأرأفُ مَنْ مَلَكَ، وأجودُ مَنْ سُئِلَ، وأوسعُ مَنْ أعطى، نسألك فرجًا عاجلًا، للأسرى والمحاصرين والمبعدين، نسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، أن ترحم شهداءنا، وتشفي جرحانا، ونسألك بحقك عليك أن تجعل الأقصى في حصنك، وتبعد عنه الرجز بكرمك يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهمَّ فرج كربنا وكرب المسلمين في ليبيا والمغرب، اللهُمَّ ارحم موتاهم، وشاف مرضاهم، وآو مشرديهم يا ربَّ العالمينَ.

 

وما زال منهم تحت الأنقاض كثير، فسنصلي صلاة الغائب على أرواحهم وأرواح شهدائنا بعد صلاة الجمعة إن شاء الله -تعالى-.

 

اللهُمَّ يا مَنْ جعلتَ الصلاةَ على النبي من القُرُبات، نتقرب إليك بكل صلاة صليت عليه، من أول النشأة إلى ما لا نهاية للكمالات؛ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182]، وأَقِمِ الصلاةَ.

 

 

المرفقات

فضائل وبركات اتباع خير البشر.doc

فضائل وبركات اتباع خير البشر.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات