عظمة الإسلام وأهمية تطبيقه

عبدالله بن حسن القعود

2022-10-04 - 1444/03/08
عناصر الخطبة
1/عظمة هذا الدين 2/عدم وجود موانع حقيقية لتطبيق الإسلام

اقتباس

لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الإسلام، وكثر الوعظ والتذكير والنداء بضرورة الأخذ بالإسلام وتطبيقه عملياً في واقع الحياة ودنيا الناس، فقد نودي به على مستوى العلماء العارفين بالله وبكتابه وسنة رسوله، وعلى مستوى الشباب والمفكرين، الشاعرين بفساد الوضع وتدهور الموقف وخطورته التي لا علاج لها إلا الأخذ بالمبدأ القائل: "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها" مبدأ الإسلام الحق ..

 

 

 

 

أما بعد: 

فيا عباد الله: اتّقوا الله، واتّقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون.

أيها الأخوة المؤمنون: لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الإسلام، وكثر الوعظ والتذكير والنداء بضرورة الأخذ بالإسلام وتطبيقه عملياً في واقع الحياة ودنيا الناس، فقد نودي به على مستوى العلماء العارفين بالله وبكتابه وسنة رسوله، وعلى مستوى الشباب والمفكرين، الشاعرين بفساد الوضع وتدهور الموقف وخطورته التي لا علاج لها إلا الأخذ بالمبدأ القائل: "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها" مبدأ الإسلام الحق الذي جاء من عند الله (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) [آل عمران:85]

الإسلام الذي وحد الله به الكلمة وجمع به الصف ورفع به القيم، فسادَ به من كان مَسُوداً، وأم به من كان مأموماً (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات:13] "إن الله يرفع بهذا الدين أقواماً ويضع به آخرين".

لقد رفع الإسلام سلمان فارس *** وقد وضع الشرك الشقي أبا لهب

أيها الأخوة: ما دمنا شيوخاً وشباناً علماء ومسؤولين ومفكرين شعرنا بفساد الوضع وخطورة الموقف، وحاجتنا خاصة أفراداً وجماعات، وحاجة البشرية إلى العودة إلى الإسلام الصحيح الذي يحكم النفس في عبادتها ومعاملتها وسلوكها، ويحكم الفرد والمجتمع في أي وضع أو شأن من أوضاعه وشؤونه ثقافياً أو عسكرياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً مادياً أو أدبياً، فما الذي يمنع إذاً -أيها الأخوة- من تطبيق الإسلام عملياً في واقع الحياة، ودنيا الناس؟ ما الذي يمنع؟ أيمنع خوف ذي قوة قاهرة في الأرض؟ كلا.

فمنْ أزمة الأمور بيده، وقلوب العباد بين إصبعين من أصابعه يقول: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران:173-175].

أيمنع خوف حاجة في الدنيا أو نقص في رزق؟ كلا. فمن بيده ملكوت السماوات والأرض، يقول: (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً -أي فقر- فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ) [التوبة:28] ويقول: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) [هود:6].

أيمنع شبه ملحدين وتساؤلات بعض من يسمون أنفسهم تقدميين ممن لم تشرب قلوبهم حب الإيمان؟ كلا -ففيهم وأمثالهم يقول سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً * وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً * وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً) [الأحزاب:1-3]

ويقول: (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة:49-50].

أيمنع ما يسمونه بضغوط اجتماعية وظروف يقتضيها العصر ويميل الناس إليها؟!

كلا، وألف كلا، فالحق تعالى يقول: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) [الأنعام:116] ويقول: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [يوسف:103]

ما الذي يمنع -أيها الأخوة- وقد حملنا هذه الفكرة في نفوسنا، ونادينا بها بأقوالنا.

أيمنع التسويف والتأويل حتى يؤخذ أحدنا على غرة فيندم حين لا ينفعه الندم، سبحان الله إنه لا ذا ولا ذاك، ولكن الحال كما قيل:

ولم أر في عيوب الناس عيباً *** كنقص القادرين على التمام

فصدقاً صدقاً -أيها الأخوة أيها الولاة، أيها العلماء، أيها المؤتمرون، أيُّها القادرون- صدقاً صدقاً مع الله تصدقوا وتكرموا وتجاريكم المشاعر والأفواه إذا قلتم قولاً نقول: "صدقتم وبررتم" وإلا، فسنجاوبكم بقول الله: (يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) [آل عمران:167].

نستغفرك اللهم ونتوب إليك ونعوذ بك من أقوال لا تصدقها الفعال.
 

 

  

 

المرفقات

الإسلام وأهمية تطبيقه

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات