عشركم على الأبواب فاستعدوا

الشيخ عبدالله بن محمد البصري

2024-03-29 - 1445/09/19 2024-04-03 - 1445/09/24
التصنيفات: التربية رمضان
عناصر الخطبة
1/ قرب انتهاء رمضان 2/ فضل ليلة القدر 3/ دعوة لاستغلال في استغلال ما بقي من رمضان

اقتباس

وَكُلُّ يَومٍ وَلَيلَةٍ، بَل وَكُلُّ سَاعَةٍ نُدرِكُهَا في شَهرِ رَمَضَانَ، فَهِيَ فُرصَةٌ لَنَا وَغَنِيمَةٌ؛ فَيَا مَنِ امتَنَّ اللهُ عَلَيهِ فَاجتَهَدَ فِيمَا مَضَى مِن رَمَضَانَ، فَحَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ المَكتُوبَةِ...

الخُطْبَةُ الأُوْلَى:

 

أما بعد: فَأُوصِيكُم أَيُّهَا النَّاسُ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ: مَضَى مِن رَمَضَانَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَومًا، وَنَحنُ الآنَ في مُنتَصَفِ اليَومِ التَّاسِعَ عَشَرَ، وَمَن أَدرَكَ اللَّيلَةَ وَقَامَهَا، فَإِنَّهُ يَكُونُ قَد أَدرَكَ عِشرِينَ لَيلَةً مِن رَمَضَانَ وَقَامَهَا، فَأَيُّ فَضلٍ مِنَ اللهِ عَلَى مَن أَدرَكَ هَذَا الجُزءَ الكَبِيرَ مِن رَمَضَانَ؟! وَأَيُّ رِبحٍ يَكُونُ قَد رَبِحَهُ مَن آمَنَ وَأَخلَصَ وَاحتَسَبَ وَعَمِلَ وَاجتَهَدَ؟!

 

لَقَد رَأَينَا مَن تُوُفِّيَ في آخِرِ يَومٍ مِن شَعبَانَ، وَمَن تُوَفِّيَ في أَوَّلِ رَمَضَانَ، وَمَن لم يُدرِكْ نِصفَهُ، وَتَاللهِ إِنَّ رَحَى المَنُونِ لَتَدُورُ، وَسَتُدرِكُ مَنِ انتَهَى أَجَلُهُ بِأَمرِ اللهِ وَقَدَرِهِ، وَسَيَمُوتُ مَنِ استَوفى مَا كُتِبَ لَهُ مِن عُمُرِهِ، وَسَيَبقَى مَن تَفَضَّلَ اللهُ عَلَيهِ لِيُدرِكَ العَشرَ وَلَيلَةَ القَدرِ وَيَختِمَ الشَّهرَ.

 

وَكُلُّ يَومٍ وَلَيلَةٍ، بَل وَكُلُّ سَاعَةٍ نُدرِكُهَا في شَهرِ رَمَضَانَ، فَهِيَ فُرصَةٌ لَنَا وَغَنِيمَةٌ؛ فَيَا مَنِ امتَنَّ اللهُ عَلَيهِ فَاجتَهَدَ فِيمَا مَضَى مِن رَمَضَانَ، فَحَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ المَكتُوبَةِ مَعَ حِفظِ الصِّيَامَ مِمَّا يَجرَحُهُ، وَقَامَ وَتَهَجَّدَ وَتَقَرَّبَ وَتَعَبَّدَ، وَقَرَأَ وَتَلا وَابتَهَلَ وَدَعَا، وَأَنفَقَ وَأَعطَى وَجَادَ وَبَذَلَ، لَقَد قَدَّمتَ الكَثِيرَ، وَرَبُّكَ غَفُورٌ شَكُورٌ، فَاستَمِرَّ وَاستَكثِرْ وَلِرَبِّكَ فَاصبِرْ، فَإِنَّهُ تَعَالى أَكبَرُ وَعَطَاؤُهُ أَكثَرُ، وَيَا مَن قَصَّرتَ أَو خَلَطتَ في العِشرِينَ الأُولى، اِعلَمْ أَنَّ مِن فَضلِ اللهِ أَنَّهُ يَقبَلُ التَّوبَةَ وَيَفرَحُ بِالعَودَةِ، وَيَمحُو بِإِقبَالِ عَبدِهِ عَلَيهِ مَا مَضَى مِنهُ، قَالَ سُبحَانَهُ: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِم لا تَقنَطُوا مِن رَحمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).

 

وَفي صَحِيحِ مُسلِمٍ أَنَّهُ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- قَالَ: “للهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوبَةِ عَبدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيهِ، مِن أَحَدِكُم كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرضِ فَلاةٍ، فَانفَلَتَت مِنهُ وَعَلَيهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنهَا فَأَتى شَجَرَةً، فَاضطَجَعَ في ظِلِّهَا قَد أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبَينَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةٌ عِندَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ : اللَّهُمَّ أَنتَ عَبدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ”.

 

وَإِذَا كَانَ اللهُ -تَعَالى- يَغفِرُ لِمَن قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحتِسَابًا، فَإِنَّهُ تَعَالى بِكَرَمِهِ وَجُودِهِ وَإِحسَانِهِ، يَغفِرُ لِمَن قَامَ لَيلَةَ القَدرِ إِيمَانًا وَاحتِسَابًا؛ فَأَيُّ فَضلٍ أَكبَرُ مِن هَذَا الفَضلِ؟! وَأَيُّ كَرَمٍ أَوسَعُ مِن هَذَا الكَرَمِ؟! يَقُومُ المُسلِمُ لَيلَةً وَاحِدَةً مُؤمِنًا مُحتَسِبًا ؛ فَيَغفِرُ لَهُ رَبُّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ، بَل إِنَّ مِن فَضلِ اللهِ الَّذِي لا يُحرَمُ مِنهُ إِلاَّ مَحرُومٌ، أَنَّ هَذَا الفَضلَ العَظِيمَ، يَنَالُهُ مَن قَامَ مَعَ إِمَامِهِ حَتَّى يَنصَرِفَ وَإِن كَانَ القِيَامُ رَكَعَاتٍ مَعدُودَاتٍ؛ فَفِي السُّنَنِ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ عَن أَبي ذَرٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قَالَ : صُمنَا مَعَ النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- فَلَم يَقُمْ بِنَا حَتَّى بَقِيَ سَبعٌ مِنَ الشَّهرِ، فَقَامَ بِنَا حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيلِ، ثم لم يَقُمْ بِنَا في السَّادِسَةِ، ثم قَامَ بِنَا في الخَامِسَةِ حَتَّى ذَهَبَ شَطرُ اللَّيلِ أَيْ نِصفُهُ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ، لَو نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيلَتِنَا هَذِهِ؟! فَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: “إِنَّهُ مَن قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيلَةٍ”.

 

وَمِن فَضلِ اللهِ أَيضًا -وَمَا أَعظَمَ فَضلَهُ عَلَى عِبَادِهِ-: أَنَّهُ لم يَرِدْ في حُصُولِ أَجرِ قِيَامِ لَيلَةِ القَدرِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لا يَحصُلُ إِلاَّ لِمَن عَرَفَهَا وَتَيَقَّنَ مِنهَا بِعَينِهَا، نَعَم -أَيُّهَا المُسلِمُونَ- إِنَّهُ لا يُشتَرَطُ لِحُصُولِ الأَجرِ أَن يَكُونَ المَرءُ عَالِمًا بِلَيلَةِ القَدرِ بِالتَّحدِيدِ، بَل كُلُّ مَن قَامَ لَيَاليَ العَشرِ مَعَ إِمَامِهِ مِن حِينِ يُكَبِّرُ لِصَلاةِ العِشَاءِ حَتَّى يُوتِرَ وَيُسَلِّمَ مِن وِترِهِ، فَقَد أَدرَكَ لَيلَةَ القَدرِ قَطعًا دُونَ شَكٍّ وَلا رَيبٍ، فَقَد قَالَ سُبحَانَهُ: (شَهرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرآنُ)، وَقَالَ جَلَّ وَعَلا: (إِنَّا أَنزَلنَاهُ في لَيلَةِ القَدرِ).

 

وَفي البُخَارِيِّ عَن عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنهَا- قَالَت : كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يُجَاوِرُ في العَشرِ الأَوَاخِرِ مِن رَمَضانَ وَيَقُولُ: “تَحَرَّوا لَيلَةَ القَدرِ في العَشرِ الأَوَاخِرِ مِن رَمَضانَ ". وَفي البُخَارِيِّ أَيضًا عَنهَا -رَضِيَ اللهُ عَنهَا- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “تَحَرَّوا لَيلَةَ القَدرِ في الوِترِ مِنَ العَشرِ الأَوَاخِرِ مِن رَمَضانَ ".

 

فَهَذِهِ الأَدِلَّةِ بِمَجمُوعِهَا، تَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَيلَةَ القَدرِ في العَشرِ الأَوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ وَلا شَكَّ؛ فَمَنِ اهتَمَّ وَحَرِصَ وَأَخَذَ نَفسَهُ بِالجِدِّ، وَنَبَذَ الخُمُولَ وَطَرَدَ الكَسَلَ وَاجتَهَدَ، وَاقتَدَى بِالصَّالِحِينَ وَسَابَقَ مَعَ المُسَابِقِينَ، وَاستَعَانَ قَبلَ ذَلِكَ وَبَعدَهُ بِرَبِّهِ وَطَلَبَ مِنهُ الهِدَايَةَ وَالتَّوفِيقَ وَالسَّدَادَ، وَحَافَظَ عَلَى صَلاةِ الجَمَاعَةِ حَيثُ تُقَامُ، وَعَلَى صَلاةِ العِشَاءِ وَالتَّرَاوِيحِ في مَسجِدٍ مِن مَسَاجِدِ المُسلِمِينَ، فَقَد فَازَ فَوزًا عَظِيمًا، وَنَالَ بِفَضلِ رَبِّهِ أَجرًا كَبِيرًا، وَأَلقَى عَن ظَهرِهِ بِرَحمَةِ اللهِ الوِزرَ وَمُحِيَت عَنهُ الذُّنُوبُ.

 

وَإِنَّهُ -وَاللهِ- لَو تَذَكَّرَ كُلٌّ مِنَّا وَفَكَّرَ، وَتَعَقَّلَ وَتَبَصَّرَ، وَتَأَمَّلَ وَتَدَبَّرَ، وَأَيقَنَ يَقِينًا لا شَكَّ فِيهِ، أَنَّهُ قَد خُلِقَ لِعِبَادَةِ اللهِ، وَأَنَّ بَقَاءَهُ في هَذِهِ الدُّنيَا قَلِيلٌ، وَأَنَّ رَحِيلَهُ عَنهَا قَرِيبٌ، وَأَنَّهُ سَيُلقَى في قَبرِهِ وَحِيدًا فَرِيدًا لا أَنِيسَ لَهُ إِلاَّ عَمَلُهُ الصَّالِحُ، وَأَنَّ وَرَاءَهُ بَعدَ ذَلِكَ بَعثًا وَنُشُورًا، وَجَنَّةً وَنَعِيمًا وَنَارًا وَجَحِيمًا، وَأَنَّ الجَنَّةَ دَرَجَاتٌ كَمَا بَينَ الدَّرَجَةِ وَالأُخرَى كَمَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرضِ، وَأَنَّ ثَمَّ مُجتَهِدِينَ مُوَفَّقِينَ سَيَكُونُونَ في الفِردَوسِ الأَعلَى، مَعَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهدَاءِ وَالصَّالِحِينَ.

 

أَقُولُ -وَاللهِ- لَو أَيقَنَّا بِذَلِكَ كُلِّهِ وَصَدَّقنَا بِهِ تَمَامَ التَّصدِيقِ، وَلم يُدَاخِلْنَا فِيهِ شَكٌّ وَلا رَيبٌ، وَلم نَستَسلِمْ لِتَوهِيمِ الشَّيطَانِ وَتَسوِيلِهِ وَتَخذِيلِهِ، لَمَا بَقِيَ في بُيُوتِنَا أَحَدٌ في لَيالي العَشرِ لم يَتَعَرَّضْ لِنَفَحَاتِ اللهِ مَعَ المُسلِمِينَ في المَسَاجِدِ.

 

فَاللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكرِكَ وَشُكرِكَ وَحُسنِ عِبَادَتِكَ، وَلا تَكِلْنَا إِلى أَنفُسِنَا طَرفَةَ عَينٍ.

 

وَأَقُولُ هَذَا القَولَ وَأَستَغفِرُ اللهَ فَاستَغفِرُوهُ...

 

 

الخطبة الثانية:

 

أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ، وَاشكُرُوهُ وَلا تَكفُرُوهُ.

 

عِبَادَ اللهِ، رَمَضَانُ سَيَمضِي وَيَنقَضِي، وَأَبوَابُ الخَيرِ الَّتي فُتِحَت فِيهِ سَتُغلَقُ، وَاللهُ تَعَالى وَحدَهُ يَعلَمُ مَن سَيُدرِكُهَا إِذَا فُتِحَت في رَمَضَانَ القَادِمِ، وَقَد بَقِيَت مِن رَمَضَانَ في عَامِنَا هَذَا أَفضَلُ أَيَّامِهِ؛ فَاللهَ اللهَ، وَلْيَأخُذْ كُلٌّ مِنَّا نَصِيبَهُ مِمَّا يُيَسِّرُهُ اللهُ لَهُ في هَذِهِ العَشرِ مِن قِيَامٍ وَاعتِكَافٍ، وَقِرَاءَةِ قُرآنٍ وَدُعَاءٍ وَابتِهَالٍ، وَصَدَقَةٍ وَبِرٍّ وَإِحسَانٍ، فَلَيسَ مِن زَكَاءِ العَقلِ وَلا صِدقِ التَّدَيُّنِ، أَن يَتَقَرَّبَ اللهُ إِلى عَبدِهِ وَيُنَادِيَهُ وَيَفتَحَ لَهُ أَبوَابَ رَحمَتِهِ، ثم يَنصَرِفَ العَبدُ المِسكِينُ الفَقِيرُ وَيُعرِضَ، إِنَّ اللهَ تَعَالى غَنِيٌّ عَنَّا وَنَحنُ الفُقَرَاءُ، وَهُوَ تَعَالى الجَوَادُ الكَرِيمُ وَنَحنُ المُحتَاجُونَ الضُّعَفَاءُ، ثم هُوَ تَعَالى يَتَوَدَّدُ إِلَينَا وَيَدعُونَا إِلى دَارِ السَّلامِ؛ فَمَا بَالُنَا نَتَبَاعَدُ وَنَفِرُّ وَنُحجِمُ وَلا نُقدِمُ؟! قَالَ سُبحَانَهُ: (وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ * وَمَن يَعصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ)، وَقَالَ تَعَالى: (وَلَو أَنَّهُم فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيرًا لَهُم وَأَشَدَّ تَثبِيتًا * وَإِذًا لآتَينَاهُم مِن لَدُنَّا أَجرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَينَاهُم صِرَاطًا مُستَقِيمًا * وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الفَضلُ مِنَ اللهِ وَكَفَى بِاللهِ عَلِيمًا).

 

وَعَن أَبي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “إِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَونَ أَهلَ الغُرَفِ مِن فَوقِهِم كَمَا تَتَرَاءَونَ الكَوكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ في الأُفُقِ مِنَ المَشرِقِ أَوِ المَغرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَينَهُم” قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ، تِلكَ مَنَازِلُ الأَنبِيَاءِ لا يَبلُغُهَا غَيرُهُم. قَالَ: “بَلَى وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا باللهِ وصدَّقوا المُرسلين”(مُتَّفق عَلَيهِ).

 

وَفي الحَدِيثِ القُدسِيِّ المُتَفَّقِ عَلَى صِحَّتِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالى: “أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبدِي بي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَني، فَإِنْ ذَكَرَني في نَفسِهِ ذَكَرتُهُ في نَفسِي، وَإِنْ ذَكَرَني في مَلأٍ ذَكَرتُهُ في مَلأٍ خَيرٍ مِنهُم، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِليَّ بِشِبرٍ تَقَرَّبتُ إِلَيهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِليَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبتُ إِلَيهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَاني يَمشِي أَتَيتُهُ هَروَلَةً” أَلا فَلْتَأَمَّلْ مَا سَمِعْنَا، وَلْنَعمَلْ بِمَا بِهِ وُعِظْنَا، فَذَلِكَ وَاللهِ خَيرٌ لَنَا.

المرفقات

عشركم على الأبواب فاستعدوا.pdf

عشركم على الأبواب فاستعدوا.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات