عام 2000م (1)

ناصر بن محمد الأحمد

2014-12-05 - 1436/02/13
عناصر الخطبة
1/تخطيط اليهود وسعيهم لإقامة هيكلهم مكان المسجد الأقصى وبداية تاريخ ذلك 2/تحالف النصارى مع اليهود 3/إمكانية هدم المسجد الأقصى قدرا لا شرعا 4/قدسية الأرض لا قدسية البناء 5/بعض خطط ومشاريع إسرائيل لهدم المسجد الأقصى 6/ضعف ردود أفعال المسلمين تجاه خطط ومشاريع إسرائيل لهدم المسجد الأقصى

اقتباس

إن قبلة اليهود منذ كانوا وإلى اليوم هي المعبد الذي بناه إبراهيم -عليه السلام- للمرة الأولى، ثم شيده في هيئة عظيمة نبي الله سليمان -عليه السلام-، والذي يطلقون عليه "هيكل سليمان". وهو الاسم التاريخي القديم للمسجد الأقصى قبل أن يتحول إلى إرث الأمة الإسلامية. والمعروف تاريخياً أن...

 

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله نحمده …

 

أما بعد:

 

لقد كثرت المقالات، وانتشرت المقابلات، وطنطنت الإذاعات والمحطات، بمناسبة قرب عام 2000م.

 

ومع علمنا بأننا نحن المسلمين، لا علاقة لنا بدخول عام 2000، ولا بخروجه، لكنك تعجب من تورط بعض المسلمين مع عقائد اليهود والنصارى بهذه المناسبة.

 

وسيكون -بإذن الله عز وجل- لنا بعض الخطب؛ نتناول فيها هذا الموضوع من عدة جوانب.

 

ماذا يعتقد اليهود بهذه المناسبة؟

 

وما هي مخططاتهم؟

 

وما حكم احتفال المسلمين بمثل هذه المناسبات؟

 

وأين موقع عقيدة الولاء والبراء من هذه القضية، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة؟

 

أسأل الله -تعالى- الإعانة والسداد.

 

استمر اليهود سنوات تلو سنوات وهم يخططون لقيام دولتهم إسرائيل، وبعد أن أقاموها على أرض فلسطين عام 1948م، كانت وحسب مخططاتهم المرحلة الأولى، وهو ما يسمونها ب"إسرائيل الصغرى".

 

أما "إسرائيل الكبرى" والتي يدبرون لها، فإنها تشمل أرض الشام كلها، وأجزاء من العراق ومصر، يقول هرتزل في مذكراته: "المساحة من نهر مصر إلى نهر الفرات، نريد فترة انتقالية في ظل مؤسساتنا الخاصة، وحاكماً يهودياً خلال هذه الفترة.

 

وما أن يصبح عدد سكان اليهود في منطقة ما ثلثي مجموع سكانها، حتى تصبح الإدارة اليهودية سارية المفعول على الصعيد السياسي".

 

واضح من كلامه: أن اليهود يخططون لحكومتهم أن تحكم من نهر مصر إلى الفرات.

 

وأرض فلسطين أرض مقدسة عند اليهود، والتي يسمونها: "أرض الميعاد".

 

ومن ضمن مخططات اليهود لإقامة حكومتهم العظمى: أن يعيدوا ما يسمونه ب"هيكل سليمان" الذي يستدعي هدم "المسجد الأقصى" لإقامة الهيكل مكانه.

 

واليهود مصممون بشكل أكيد على تنفيذ مخطط هدم الأقصى، وقد وضعوا تاريخه مع بداية عام 2000م -لا مكنهم الله من ذلك-، فهم وحسب تصريحاتهم يسابقون عقارب الساعة الآن لهدم المسجد الأقصى، في زمن يعتقدون أنه زمان الهيمنة اليهودية، ولن يكون لهذه الهيمنة، أي صفة مع استمرار غياب قبلة اليهود، وهو الهيكل الذي انطلقت منه دعوات كل أنبياء بني إسرائيل، والذي ستنطلق منه -كما يعتقدون- دعوة نبي اليهود المنتظر الذي يعتقدون أن بناء الهيكل سيعجل بخروجه.

 

والهيكل ليس له مكان آخر يقام فيه في نظر اليهود إلا على أرض: مسجدي الأقصى والصخرة.

 

ما علاقة هذا الاعتقاد عند اليهود؟ وما يخططون له بمناسبة عام 2000م؟

 

العلاقة، هي: أن اليهود يعتقدون أن مع بداية الألفية الثالثة، وهو دخول عام 2000م هو بداية تنفيذ هذا المخطط، وقد صرحوا بذلك.

 

ولا يخفاكم المحاولات السابقة المتكررة من اليهود في هدم الأقصى.

 

إن قبلة اليهود منذ كانوا وإلى اليوم هي المعبد الذي بناه إبراهيم -عليه السلام- للمرة الأولى، ثم شيده في هيئة عظيمة نبي الله سليمان -عليه السلام-، والذي يطلقون عليه "هيكل سليمان".

 

وهو الاسم التاريخي القديم للمسجد الأقصى قبل أن يتحول إلى إرث الأمة الإسلامية.

 

والمعروف تاريخياً أن ذلك المعبد قد دمر مرتين عبر التاريخ، ولم يبق منه إلا جزءً من السور في الجهة الجنوبية الغربية لساحة المعبد، وهو الجزء الذي ظل باقياً حتى بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو الذي رُبط فيه البراق في ليلة الإسراء والمعراج، وهو نفسه السور الذي تسميه اليهود اليوم بـ - "حائط المبكى".

 

المقصود: أن اليهود ظلوا يتجهون إلى ناحية ذلك الهيكل في صلواتهم، منذ ذلك التاريخ، وظلوا يتشوقون ويتشوفون إلى يوم يستطيعون فيه إعادة بناء ذلك الهيكل الذي يدعونه اليوم بالهيكل الثالث.

 

والنصارى أيضاً يقدسون مكان الهيكل، يصلون ويحجون إليه، ولكنهم يؤثرون أن يَدَعوا لليهود ساحة الصراع الآن، حتى إذا أعيد الهيكل نظّم النصارى جهودهم لتنصير اليهود.

 

ولذا نرى أن اليهود هم المتصدون منذ دخولهم القدس للعمل لإعادة الهيكل، مع مواطأة وممالأة من نصارى البروتستانت الذين يشاركونهم معظم معتقداتهم في الأرض والمعبد.

 

ولم تسنح الفرصة لليهود طوال ما يقرب من ألفي عام للاقتراب من حلمهم التاريخي، بإعادة بناء الهيكل، إلا في هذا القرن، بعد أن عادوا للاستيطان في أرض فلسطين، وظل حلمهم يقترب شيئاً فشيئاً، حتى اقترب جداً باحتلالهم لمدينة القدس، بعد حرب 67م، حيث وقع المسجد الأقصى أسيراً تحت أيديهم، ولكن الأمور لم تكن بالسهولة التي يستطيعون معها في الحال أن يُقدموا على إنفاذ رغباتهم المحمومة، في هدم المسجد الإسلامي، وبناء المعبد اليهودي مكانه، فلجئوا إلى الحيل والمكائد والمؤامرات، للوصول إلى ذلك الهدف، في الوقت المناسب، وهم يرون أن أنسب وقت لتحقيق ذلك كله، هو مع بداية عام 2000م، حسب تقديراتهم وتصريحاتهم.

 

أيها المسلمون: وقد يقول قائل: وهل يمكن أن يُهدم المسجد الأقصى ويدك ويكون قاعاً صفصفاً، دون أن تذكر في آية أو يشير إليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض أحاديثه أنها مما يحصل في آخر الزمان من الفتن؟ وهل هدم المسجد الأقصى ممكن قدراً؟

 

الجواب: أن ذلك ممكن قدراً، ولو لم تذكر في آية أو حديث، ولا يلزم كل الحوادث تذكر في القرآن أو في السنة، ولو كانت حوادث عظيمة، ولو كان لها تعلق بمسجد أو قبلة، أو غير ذلك.

 

فمثلاً: الكعبة نفسها قد هدمت من قبل في زمن الحجاج دون أن يكون لذلك ذكر في آية أو حديث.

 

والحجر الأسود، قد نزعت من الكعبة في زمن القرامطة، ونقلت إلى البحرين، وظلت هناك قرابة عشرين سنة، والمسلمون يحجون ويعتمرون من غير وجود الحجر، ولم تأت الإشارة إلى ذلك في كتاب ولا سنة.

 

فلا يلزم من عدم ذكرها في الآيات والأحاديث: أن ذلك مستحيل، والذي يحكم الأمور عند ذلك هو: قانون الأسباب والمسببات الذي يجري به قدر الله بما يشاء وقوعه.

 

وعلى حسب النظرة المادية والأسباب المادية، فإننا نرى بأن اليهود قد بذلوا، ويبذلون الأسباب لتحقيق ذلك، في الوقت الذي يعطل فيه المسلمون الأخذ بالأسباب نفسها، وسنن الله لا تحابي أحداً، فماذا فعل المسلمون في العالم كله، وهم يبلغون عددياً ملياراً وربع المليار؟

 

ماذا فعلوا على مدى ثلاثين عاماً، لكي يستنقذوا مقدساتهم من عصابة لا يتجاوزون أربعة ملايين التي زرعت بينهم، ثم فرضت وجودها عليهم؟

 

وحكمة الله -جل وتعالى- نافذة، وقدره ماضٍ، فقد ينقذ الأقصى من هدم اليهود له.

 

كما رد كيد أصحاب الفيل عندما قدموا لهدم الكعبة قبل الإسلام: (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ)[الفيل: 3-5].

 

دون أن تفعل قريش شيئاً، بل استسلموا للأمر، وخرجوا من مكة.

 

والله غالب على أمره -سبحانه وتعالى-.

 

وسيقول سائل: وعلى فرض أن اليهود تمكنوا من هدمه، بعد عدة أشهر، ومع بداية الألفية الثالثة، حسب تخطيطهم، فهل يتصور أن مسجداً مقدساً له أحكاماً تخصه في الإسلام من مضاعفة أجر الصلاة فيه، واستحباب شد الرحال إليه؟

 

هل يتصور أن مسجداً مقدساً بهذا الشأن في الإسلام، وقد كان قبلة المسلمين الأولى، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يصلي إليه، هو وأصحابه فترة من الزمن قبل الأمر بتحويل القبلة إلى الكعبة؟

 

هل يتصور أن هذا المسجد يتحول إلى معبد يهودي وما زلنا نقرأ إلى الآن آيات في القرآن بشأن هذا المسجد؟

 

(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[الإسراء: 1].

 

هل يمكن أن يتحول من مسجد إلى معبد؟

 

الجواب: أن المسجد الأقصى هذا نفسه، قد مرت عليه السنون في مرحلة تاريخية، وصلبان النصارى مرفوعة فوق مآذنه أيام الاحتلال الصليبي، وقد كان مسجداً إذ ذاك، ولم تنتف عنه صفته الشرعية ولا خصوصياته المسجدية، والذي أصابه لم يتعد التلوث بأوضار التثليث، ثم عاد لأهل التوحيد عزيزاً مطهراً، لما عادوا إلى نصرة التوحيد أيام صلاح الدين الأيوبي.

 

فالذي ينبغي أن يفقه من المسألة: أن الأرض هي المقدسة، وليس البناء الذي عليه.

 

أرض المسجد الأقصى، هي التي لها أحكامها الشرعية، من حيث مضاعفة أجور الصلوات فيها، واستحباب شد الرحال إليها، سواء أكان البناء موجوداً، أو غير موجود.

 

فالساحة نفسها، سميت مسجداً وقت تنزّل القرآن بآيات الإسراء، ولم يكن ثمة مسجد مقام.

 

إن المكان هو الذي أخذ حكم المسجد قبل أن يبنى مسجداً في الإسلام، وصلى فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- بأولي العزم من الرسل إماماً في أرض فضاء.

 

فحقائق التاريخ وقصص الأنبياء تدل على أن المسجد الأقصى لم يبن مرة أخرى بعد ما هدم بُعيد زمان عيسى -عليه السلام-، حتى جاء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبقي أرضاً فضاءً، حتى زمن الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- والمسلمون يعلمون أن هذه الأرض أرض مقدسة، ولها أحكام المسجد؛ فجاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ومعه كعب الأحبار، ليدله على موضع مصلى داود -عليه السلام-، فبنا هناك مسجداً متواضعاً من خشب.

 

فلما جاء عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك أعاد بناءه على الهيئة التي هو عليها الآن.

 

وقد حافظ المسلمون على مر العصور على هذه الأمانة، حتى جاء عصر تضييع الأمانة الذي نعيشه فوقع المسجد أسيراً في أيدي اليهود، وها هو يُتهدد بالهدم.

 

ويمكن أن يقال أيضاً: بأن الله -جل وتعالى- قد يحبط كيد ومخططات اليهود، ولا يتمكنون من هدمه، مع بداية عام 2000م، يُستنبط ذلك من حديث الدجال الذي أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يمنع من دخول أربعة مساجد، بعد أن يعيث فساداً في الأرض؛ منها؛ المسجد الأقصى.

 

فهذا الحديث قد يدل على أن المسجد سيظل كما هو بحفظ الله وحده، وقد يفهم من الحديث أنه سيُعاد كما كان إذا أصابه مكروه -لا قدر الله- في وقت يرجع فيه المسلمون إلى دينهم، أو على يد أحد الحكام الصالحين، وعلم الغيب عند الله -جل وتعالى-.

 

أما الآن، فليس على عامة المسلمين شيء أن يفعلوه سوى الدعاء والتضرع إلى الله -عز وجل-، ودعم الحركات الجهادية الإسلامية على أرض فلسطين الذين هم الآن على خط المقدمة، وفي المواجهة حتى يأذن الله بأمر.

 

بارك الله لي ولكم …

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على إحسانه ...

 

أما بعد:

 

لقد خطت حكومة اليهود خطوات عملية لتحقيق نواياهم في هدم المسجد الأقصى، مع بداية الألفية الثالثة، فهناك بعض الإجراءات الحكومية الإسرائيلية التي لها دلالتها البالغة في الإشارة إلى الدور الذي تضطلع به الحكومة الإسرائيلية في المؤامرة الكبرى؛ من ذلك: عمليات الحفريات تحت المسجد الأقصى:

 

هذه الحفريات التي تمت على مراحل متعددة بدأت منذ عام 67م، وحتى نهاية عام الـ 80م، ولا تزال أعمال الحفريات تجرى بطرق مختلفة، وهي تستهدف الوصول إلى غاية من أخبث الغايات التآمرية على المسجد الأقصى من قبل الحكومة الإسرائيلية، وهي تفريغ الأرض تحت المسجد لتركه قائماً على فراغ ليكون عرضة للانهيار السريع بفعل أي عمل تخريبي، أو حتى اهتزازات طبيعية، أو صناعية.

 

لكن الهدف المعلن للعالم، وعبر الصحف والإذاعات: أن سبب الحفريات، هو: الكشف عن آثار باقية للهيكل الثاني الذي دمر عام 70م.

 

ومع الأسف أن هذا السبب الرخيص والتافه الذي لا ينطلي حتى على البله، تردده بعض الصحف العربية ضاحكة به على نفسها.

 

وقد سمحت الحكومة الإسرائيلية لشركتين مؤخراً بإجراء المزيد من الحفريات.

 

ومن ترتيبات الحكومة الإسرائيلية لهذا المخطط: مشروع شق الأنفاق تحت ساحات المسجد الأقصى.

 

بدأ العمل في هذا المشروع عام 96م، واستمر العمل سرياً حتى استكمل، وطوله 400 متر.

 

وبعد استكماله، افتتح رسمياً، وبشكل علني، وهذا الافتتاح الرسمي أرادت به الحكومة الإسرائيلية أن تلقي برسالة، مفادها: أن اليهود أصبحوا شركاء في ساحات الأقصى، وعملوا بداخلها مساحات تصلح؛ لأن تكون كنيساً مؤقتاً، يقيم فيه الراغبون من اليهود صلواتهم في الدور الأسفل، ريثما يتاح لهم الانتقال إلى الأدوار العليا.

 

وأرادت حكومة نتنياهو السابقة أيضاً: أن يكون الافتتاح اختباراً تقاس به ردود الأفعال والأقوال العربية والإسلامية، إذا ما تم تنفيذ المشروع الأكبر، وهو: هدم الأقصى.

 

لكن -مع كل أسف- ردود الأفعال جاءت مشجعة لليهود، حتى أن نتنياهو لم يجد مانعاً من التفاخر علناً بما تم إنجازه مشيداً بعهده الشجاع الذي شهد هذا الافتتاح، بعد أن تأخر كثيراً، فقال كما نشرت "الوطن" الكويتية: "إنني فخور جداً ومتأثر جداً، فالنفق يمس أساس وجودنا".

 

ومن ترتيبات الحكومة الإسرائيلية لهذا المخطط أيضاً: مشروع السور العازل بين المسلمين واليهود:

 

فقبل اغتيال رابين بعام طرح مشروعاً رُأيَ أن فيه حلاً نهائياً للفصل بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك ببناء سور ضخم، يمتد بطول 360 كم، وارتفاع ثلاثة أمتار، يفصل الأراضي الخاضعة لسلطة الحكومة الإسرائيلية، والأراضي الواقعة تحت السلطة الفلسطينية اسماً.

 

وقد أعلن في حينه: أن السور يهدف إلى منع دخول الفدائيين، لتنفيذ عمليات تخريبية، داخل إسرائيل.

 

ولكن الظاهر: أن الهدف الأكبر، هو: تمكن اليهود من تخريب المسجد الأقصى، دون حسيب، ولا رقيب.

 

والمشروع واجه صعوبات في تنفيذه في البداية بسبب ضخامة التكاليف، ولكن –كالعادة- لم تقصر الولايات المتحدة حكومة وشعباً في دعم هذا المشروع المريب، بل إنها تعهدت بأن يتم تنفيذه كاملاً، بتمويل أمريكي خالص، وقد أقرت له ميزانية، منذ عام 93م.

 

وقدم رئيس الولايات المتحدة "كلينتون" القسط الأول منها مائة مليون دولار في زيارته لإسرائيل، عام 96م.

 

وظن بعض السذج والبله –كالعادة- أن هذا السور هو خطوة في الاعتراف بدولة فلسطين حقيقة؛ لأنه سيضع فواصل حدودية بينهما.

 

لكن حمامة السلام النووية -بيريز- بدد هذا الوهم، عندما قال: "لن تكون هناك دولة فلسطينية، والسور لا يمثل حدوداً لنا مع هذه الدولة، فماذا يمثل إذن؟

 

إنه يمثل أمران:

 

الأول: قول الله -تعالى-: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ)[الحشر: 14].

 

فاليهود معروفون بالجبن والخوف.

 

الأمر الثاني: وهو أنهم لما بنوا السور بنوه كي لا يراهم أحد، ليعملوا من وراء السور، خوفاً وجبناً.

 

وللحديث صلة -إن شاء الله تعالى-.

 

نسأل الله -جل وتعالى- أن لا يمكن لهم، وأن يجعل كيدهم في نحورهم.

 

اللهم عليك بأعدائنا من اليهود والنصارى، ومن شايعهم، اللهم اجعل الدائرة عليهم يا رب العالمين.

 

اللهم رحمة اهد بها قلوبنا، واجمع بها شملنا، ولمَّ بها شعثنا، ورد بها الفتن عنا.

 

اللهم صل على محمد ...

 

 

 

المرفقات

2000م (1)

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات