عاصفة الحزم اسم على مسمى

خالد بن عبدالله الشايع

2022-10-04 - 1444/03/08
عناصر الخطبة
1/ خبث الروافض وحقدهم على أهل السنة 2/ سعي الرافضة لزعزعة الأمن والاستقرار في بلادنا 3/ وجوب نصرة المظلوم وردع الباغي 4/ حلف الفضول وأدواره الطيبة 5/ عوامل النصر والثبات.

اقتباس

كم في الأرض ممن يئن من الظلم، ولا يجد له ناصرًا من البشر؟! إن نصر المظلوم كإخواننا في اليمن أو في الشام أو في العراق أو في بورما وأركان، أو في إرتيريا والصومال أو أي صقع يُظلَمون فيه وتُنْتَهك حقوقهم، إن نصر هؤلاء من أوجب الواجبات التي حث عليها الإسلام.. وإن القرار التاريخي الذي اتُّخِذَ لم يكن ناتجاً عن تهور وانفعال، وإنما كان واجباً فرضته المبادئ والقيم الإسلامية والإنسانية، وإن ما تعرض له اليمن خلال السنتين الماضيتين لم يكن نزاعاً داخلياً ولا تحارباً بين فئات وطنية يمنية، وإنما كان اجتياحاً واحتلالاً صفوياً تحت غطاء حوثي، وهو لم يهدد أمن اليمن واستقراره والشرعية فيه فحسب، وإنما هدد جميع دول الجوار، بل وحمل في طياته تهديداً وخطراً كبيراً على العروبة والإسلام...            

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله......

 

أما بعد فيا أيها المؤمنون: لا تزال المملكة العربية السعودية حامية للإسلام ورافعة لراية السنة، وهذا من توفيق الله لهذا البلد، وهو كذلك ما جعل كثيرًا من أعداء السنة يتربصون بها الدوائر، وإن من أعدى العدى للسنة وأهلها هم الرافضة مجوس الأمة، والذين ترفع رايتهم دولة إيران.

 

 ولا يخفى على أحد نشر إيران لمذهبها ودعمه بالقوة، حتى لا تكاد تخلو بلدة من بلاد الكفر ولا الإسلام من مجموعة ولاؤها لإيران، ويكثرون في المناطق المحيطة بدولة السنة، المملكة العربية السعودية، وكان من آخرها ما زرعته إيران بالدعم المادي إلى زيدية اليمن، وجعلوهم روافض، برئاسة الحوثي الخبيث، الذي لا زال يتمدد في اليمن حتى استولى على اليمن الشمالي وتوجه نحو اليمن الجنوبي.

 

 غير أن الله قيَّض له من يردعه، ويوقف تمدده، بل ويعدل كفة السنة وأهلها في اليمن كما كانت، فهؤلاء الرافضة لا تتجاوز نسبتهم العشرة بالمائة، ومع ذلك بدعم من إيران استطاعوا أن يتوغلوا باليمن حتى يستولوا على معظمها.

 

عباد الله: قد يقول البعض: ما لنا ولليمن، فهم دولة قائمة بنفسها، ويحمون أنفسهم، ويصطلحون على ما يشاءون؟! وإن هذا الكلام لا يصدر إلا من جاهل بالواقع، وما يحاك في الظلام عليه، فإيران تسعى زعزعة الأمن والاستقرار في بلادنا، فمن أماني هؤلاء الرافضة الاستيلاء على الحرمين، ومنطقة الخليج، ويخططون لذلك خططًا بعيدة المدى، ولكن الله مخيّب آمالهم، فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الفرس لن تكون لهم دولة بعد هلاك كسرى، فقال: "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده"، وكسرى هو ملك فارس، وفارس هي إيران.

 

معاشر المؤمنين: سمعتم بالضربة المباركة التي شنها التحالف العربي بقيادة المملكة ضد رافضة اليمن، فيا لها من ضربة أصابت الرافضة في مقتل! فما استطاعوا أن ينطقوا ببنت شفة، فضلاً عن الحركة.

 

 ولقد بارك الله هذه الحركة؛ لأنها قامت لنصرة المظلوم وردع الباغي، فالرافضة في اليمن بغوا على الشعب كله حكومة وقبائل وأفرادًا، وسرقوا الأموال، وسفكوا الدماء، ونشروا الرعب في البلاد، وأخافوا السبيل، حتى استنجدت اليمن حكومة وشعبًا بدول الخليج لاستنقاذ اليمن من اعتداء الرافضة، لذا هبوا لنجدتها، وإن نصرة المظلوم أيًّا كانت بلده أو دينه أو عرقه واجبة على المستطيع، ولو اجتمع المسلمون على ذلك لما ظُلم أحد، ولما استطال ظالم، ولنعم الناس في عيش رغيد.

 

 ولقد شارك النبي -صلى الله عليه وسلم- في حلف الفضول في الجاهلية، وكان حلفًا لنصر المظلوم،  وسببه أن رجلاً من زبيد (بلد باليمن) قدم مكة ببضاعة فاشتراها منه العاص بن وائل، ومنعه حقه فاستعدى عليه الزبيدي أشراف قريش، فلم يعينوه لمكانة العاص فيهم، فوقف عند الكعبة واستغاث بآل فهر وأهل المروءة.

 

 فقام الزبير بن عبد المطلب فقال: ما لهذا مترك، فاجتمعت بنو هاشم، وزهرة، وبنو تَيْم بن مرة في دار عبد الله بن جدعان فصنع لهم طعامًا، وتحالفوا في شهر حرام، وهو ذو القعدة، فتعاقدوا وتحالفوا بالله ليكونُنّ يدًا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يُرد إليه حقه، ثم مشوا إلى العاص بن وائل، فانتزعوا منه سلعة الزبيدي، فدفعوها إليه، وأبرموا هذا الحلف، الذي سمي بحلف الفضول؛ لأن من قام به كان في أسمائه الفضل، كالفضل بن الحارث، والفضل بن وداعة، والفضل بن فضالة، كما ذكر ذلك البخاري في الأدب المفرد.

 

عباد الله: كم في الأرض ممن يئن من الظلم، ولا يجد له ناصرًا من البشر؟! إن نصر المظلوم كإخواننا في اليمن أو في الشام أو في العراق أو في بورما وأركان، أو في إرتيريا والصومال أو أي صقع يُظلَمون فيه وتُنْتَهك حقوقهم، إن نصر هؤلاء من أوجب الواجبات التي حث عليها الإسلام، فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: "أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم"...

 

وهذه النصرة من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيُشترط لوجوبها ما يشترط لوجوب الأمر والنهي، من القدرة وأمن الضرر المعتبر. قال النووي: "أَمَّا نَصْر الْمَظْلُوم فَمِنْ فُرُوض الْكِفَايَة, وَهُوَ مِنْ جُمْلَة الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر, وَإِنَّمَا يَتَوَجَّه الْأَمْر بِهِ عَلَى مَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَخَفْ ضَرَرًا". اهـ.

 

اللهم ارفع راية الجهاد واقمع أهل الشرك والعناد، أقول قولي هذا وأستغفر الله...

 

 

الخطبة الثانية:

 

أما بعد فيا أيها الناس: فمن نعم الله أن رزقنا ولاة أمر يدعون للإسلام، ويحضون على العدل.

 

أيها الناس: إن القرار التاريخي الذي اتُّخِذَ لم يكن ناتجاً عن تهور وانفعال، ولا وليد مغامرة تحركها الأطماع، وإنما كان واجباً فرضته المبادئ والقيم الإسلامية والإنسانية، وحقاً مشروعاً أباحته القوانين والمواثيق العربية والعالمية، وإن ما تعرض له اليمن خلال السنتين الماضيتين لم يكن نزاعاً داخلياً ولا تحارباً بين فئات وطنية يمنية، وإنما كان اجتياحاً واحتلالاً صفوياً تحت غطاء حوثي، وهو لم يهدد أمن اليمن واستقراره والشرعية فيه فحسب، وإنما هدد جميع دول الجوار، بل وحمل في طياته تهديداً وخطراً كبيراً على العروبة والإسلام.

 

وإن ما قامت به دول الخليج ومن ساندهم في اليمن من الجهاد في سبيل الله ضد أعداء الدين من مجوس الأمة الذين سبُّوا أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ورموا أم المؤمنين بالزنى، وعبدوا آل البيت من دون الله وعظموا القبور وعبدوها.

 

معاشر المؤمنين:

 ونحن في جانب المنتصر المجاهد في سبيل الله ينبغي لنا أن نتفطن لبعض الأمور: أن يعلم الجميع أن النصر من الله القائل (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [آل عمران: 126]، فعلى العبد أن يعتمد على الله وأن لا يركن إلى قوته وكثرة عدده وعتاده.

 

وعلى المجاهدين من جنودنا البواسل وقيادتنا الحكيمة، وعامة الشعب أن يبتهلوا إلى الله بطلب النصر منه كما كان هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد حكى الله حال النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة في غزوة بدر فقال: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ) [الأنفال: 9].

 

وهكذا كان دأب النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل غزواته، ودأب أصحابه من بعده، كما يجب علينا عدم الاغترار بكثرة أو قوة، فلقد عيَّر الله الصحابة يوم غزوة حنين لما اغتروا بكثرتهم، وقالوا لن نغلب من قلة اليوم، فقال سبحانه: (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) [التوبة: 25].

 

كما ينبغي الإكثار من ذكر الله –تعالى-، وسؤال الله أن يثبّت المجاهدين كما قال سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الأنفال: 45].

 

كما ينبغي للجميع الابتعاد عن السخرية والاستهزاء والتندر، فإن المقام مقام جد، فالواجب التلاحم والاتحاد صفًّا واحدًا، وعدم التفرق، والالتفاف حول أمرائنا وعلمائنا، كما قال سبحانه: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) [آل عمران: 103]، وقال: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا) [آل عمران: 105]، وإنا لنأمل أن يكون هذا التحالف دائما لنصرة المظلوم في كل مكان.

 

اللهم مجري السحاب وهازم الأحزاب ومسبب الأسباب اهزمهم وانصرنا عليهم يا رب العالمين، اللهم سدد ولي أمرنا ومن سانده لاقتلاع جذور الرافضة من اليمن.

 

 اللهم احفظ جنودنا البواسل من كل سوء وسدد رميهم.. اللهم اغفر للمسلمين، اللهم فرج هم المهمومين..

 

 

 

المرفقات

الحزم اسم على مسمى

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات