شكر النعم

راشد بن مفرح الشهري

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/تذكر نعم الله والاعتراف بها 2/بعض نعم الله على عباده 3/الواجب نحو نعم الله 4/أيهما أشق الشكر على المكاره أم المحاب؟ 5/درجات الشكر 6/من قصص الشاكرين

اقتباس

تذكر: وأنت تفكر بعقلك قوماً سلبتَ عُقولهم، وتغيرت أحلامُهم، فهم في أماكن القذارة يقطنون، وفي شوارع يتخبطون، وللكلام لا يضبطون، اجتمع عليهم زوال العقلٍ، وقوة فقرٍ، وكرهُ أهلٍ، وشماتةُ مجتمعٍ، وضحك صغارٍ، واشمئزازُ كبار، وأنت قد فضلك الله، ونعمك وكرمك. وبما كنا في غفلة لا نتذكر إلا تجارة التجار التجار، ومناصب الكِبَار الكِبَار، ونمكر المكر الكُبّار. وتذكر ذلك سبيل الـ...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

اللهم لك الحمد أنت قيمُ السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملكُ السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، وقولك حقٌ، والجنة حقٌ، والنار حقٌ، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفر لي ما قدمتُ وما أخرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، ومأنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت ولا إله غيرك.

اللهم اجعلنا لك حامدين، ولفضلك شاكرين.

 

الشكرُ يفتحُ أبواباً مغلقةً *** لله فيها على من رامَهُ نعمُ

فبادرْ الشكرَ واستغلقْ وثائقه*** واستدفع اللهَ ما تجرى به النقمُ

 

عبد الله: تذكر: كم هي نعم الله عليك؟ هل تستطيع عدها أو حصرها أو إحصاءها؟

 

(وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا) [النحل: 18].

 

إنه الذي خلقك فقدرك، وأوجدك فسواك فعدلك: (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ)[الإنفطار: 6- 8].

 

عبد الله: اعترف بنعم الله عليك.

 

عبدالله: استشعر نعم الله عليك، لا تنسها إياك ثم إياك، تذكرها، فاعترافُك بها شكرٌ، وذكركَ لها شكرٌ، والإحساس بها شكرٌ: (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) [سبأ: 13].

 

(إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 34] سبحانه وتعالى.

 

اللهم لك الحمد كالذي نقول، وخيراً مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي، ومحياي ومماتي، وإليك ربي مآبي، ولك ربي تراثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ووسوسة الصدر وشتات الأمرِ.

 

لك الحمد ولك الشكر كالذي نقول، وخيراً مما نقول.

 

فلو كان يستغني عن الشكر سيدٌ *** لعزةِ ملكِ أو علو مكانِ

لما امرَ اللهُ العبادَ بشكرهِ *** فقال اشكروا لي أيها الثقلان

 

إنه الذي ألبسك، ومن العري كساك: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) [الأعراف: 26].

 

عبدالله:

 

تذكر وأنت آمن *** إخواناً لك خائفين

تذكر وأنت تأكل *** إخواناً لك جائعين

تذكر وأنت تشرب *** إخواناً لك عن الماء معزولين

 

حتى لا تنسى نعم الله وفضله عليك.

 

تذكر وأنت ذو مال *** إخواناً لك مساكين

تذكر وأنت تنام *** إخواناً لك أرقين

تذكر وأنت تمشي *** إخواناً لك معاقين

تذكر وأنت تبصر *** إخواناً لك مبصرين

تذكر وأنت تسمع *** إخوانا لك غير سامعين

تذكر وأنت صحيحاً *** إخواناً لك مقومين

 

إنها نعم الله عليك، وفضل الله عليك.

 

تذكر: وأنت مرتاح في مسكنك أقواماً لا مساكن لهم

تذكر: وأنت في مسكنك أقواماً هدم العدو مساكنهم

 

تذكر: وأنت هادئ البال في بيتك أقواماً أخذت الفيضانات بيوتهم، شتت شملهم، وغير ديارهم، ودمر الإعصار منازلهم.

 

إنها نعم الله عليك، وفضل الله عليك.

 

أكثر من ألفي قتيل في بنجلاديش وشتت الملايين في ريح إعصارها، بلغت سرعته أكثر من 260.

 

تذكر: وأنت تركب سيارتك أقواماً على الحمير يركبون، أو الإبل يمتطون، وأقواماً على الأقدام من بلد إلى بلد يمشون.

 

إنها من نعم الله عليك.

 

تذكر: وأنت تضع رأسك على فراشك فتنام أن أقواماً يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، أرهقهم فقرُ، أو مزقهم موجٌ، أو أهلعهم عدوٌ، أو اجتمعت فأهلكت.

 

فأين شكركم يا مسلمين؟

 

تذكر: وأنت تفكر بعقلك قوماً سلبتَ عُقولهم، وتغيرت أحلامُهم، فهم في أماكن القذارة يقطنون، وفي شوارع يتخبطون، وللكلام لا يضبطون، اجتمع عليهم زوال العقلٍ، وقوة فقرٍ، وكرهُ أهلٍ، وشماتةُ مجتمعٍ، وضحك صغارٍ، واشمئزازُ كبار، وأنت قد فضلك الله، ونعمك وكرمك.

 

وبما كنا في غفلة لا نتذكر إلا تجارة التجار التجار، ومناصب الكِبَار الكِبَار، ونمكر المكر الكُبّار.

 

وتذكر ذلك سبيل الكفران لا الشكران.

 

وهكذا الإنسان: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ) [المعارج: 19-22] .

 

تذكر: وولدك بين يديك رجلاً حرمه الله زينة الحياة الدنيا من البنين: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ) [الشورى: 49].

 

وتذكر: إذا لم يولد لك أن بعض من ولدله: "ولد غير صالح" حتى لو تمنى لتمنى أن لم ير ولداً، بل تذكر أنفاسك ولو شاء ربك لا خرج ولا دخل.

 

تذكر: طرف عينك ولو شاء ربك ما فتح ولا قبض.

 

تذكر: رِجلاً مشت، ويداً لِحاجاتك حملت، والطعام في فيك وضعت.

 

(وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ) [الأنعام: 112].

 

اللهم لك الحمدُ، نعمك علينا غزيرةٌ، وفضائلك علينا وفيرة.

 

اللهم لك الحمدُ، أطعمتَ وسقيتَ وأشبعتَ وأرويتَ، فلك الحمدُ غيرُ مكفورٍ، ولا مودعٍ، ولا يُستغنى عنك.

 

اللهم لك الحمد خالداً مع خلودك، ولك الحمد دائما لا منتهى له دون مشيئتك، وعند كل طرفة عين وتنفس.

 

الله أكبر ما أعظم الله، الله أكبر ما أجل الله، الله أكبر ما أستر الله.

 

ألا يستحق الشكر؟

 

إذا كان شكري نعمة الله نعمة *** عليَ له في مثلها يجب الشكر

فكيف وقوع الشكر إلا بفضله *** وإن طالت الأيام واتصل العمر

إذا مس بالسراء عم سرورها *** وإن مس بالضراء أعقبها الأجر

وما منهما إلا له فيه منةٌ *** تضيق بها الأوهام والبر والبحر

 

تلك نعم الله وكفى به منعماً، ولو شاء ربك ما حباك بها فضل الله يؤتيه من يشاء.

 

تذكر: نعم الله لتعبده حق العبادة، فإن من الناس من لا يتذكر النعمة إلا عند فقدها، لتأمن به فتتوكل عليه.

 

لتأمن به فتتعلق به: (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) [سبأ: 24].

 

لتأمن به فتخافه فتتقيه فتهابه فتستشعر فضله فتتذكر نعمه، ومن ذا الذي ينسى المنعم المتفضل، سبحان الله.

 

لتأمن به فلا تعصيه، فإن زلت قدمك عدت فتبت فاستغفرت: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ) [آل عمران: 135].

 

وأنت تصلي تذكر نعمه، لتبكر، لتتنفل، لتخشع، لتسبح، لتطيل، لتركع للمنعم، وتسجد للمنعم، ولم لا؟!

 

وأنت تقرأ القرآن تذكر نعمه، لتحفظ الآي وتتدبر الكلام، وتعلم أنه كلام الملك العلام، تكثر قراءته فلا تهجر، تتشفي به فلا تقصيه.

 

وأنت تجمع المال تذكر نعمه، لتنفق ولو شاء ربك ما وجدتموه ولو شاء ربك ما حصلتموه: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ: 39].

 

وأنت تصوم تذكر نعمه، ليسهل الصوم؛ لأنه للخالق، لأنه للرازق؛ لأنه.. لأنه للمنعم.

 

وهكذا المؤمن لا ينسى ربه الذي خلقه راوحنا.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) [النحل: 112].

 

 

الخطبة الثانية:

 

قال ابن القيم: "يعني أن الشكر على المكاره أشد وأصعب من الشكر على المحاب، ولهذا كان فوقه في الدرجة، ولا يكون إلا من أحد رجلين:

 

إما رجل لا يميز بين الحالات، بل يستوي عنده المكروه والمحبوب.

 

الثاني: من يميز بين الأحوال، فهو لا يحب المكروه، ولا يرضى ينزوله به، فإذا نزل به مكروه شكر الله -تعالى- عليه، فكظم غيظه، وستر شكواه، وراعي الآداب.

 

الدرجة الثالثة: أن لا يشهد العبد إلا المنعم.

 

قال ابن القيم: "هذه الدرجة يستغرق صاحبها بشهود المنعم عن النعمة، فلا يتسع شهوده للمنعم ولغيره...." إلخ.

 

ومعنى ذلك أن الشخص لا يرى إلا المنعم يمتلأ قلبه بمحبته، فأي إحسان ناله منه رآه عظيماً، ولو كان حقيراً، فالله أكبر، ما أجل هذا.

 

وكم هي درجات الشكر؟

 

لك الحمد إذا أنت الشكور على الذي*** تجود به والشكر أولى به العبد

وشكرك للخير الذي أنت صانع *** وحل بنا يصنع الصمد الفرد

 

قال شيخ الإسلام الهروي: وهي على ثلاث درجات:

 

الدرجة الأولى: الشكر على المحاب.

 

الاعتراف بالنعمة، الثناء على المنعم بها، استعمالها في طاعة الله ومرضاته.

 

الدرجة الثانية: الشكر على المكاره.

 

قال الهروي: وهذا ممن تستوي عنده الحالات إظهاراً للرضا، وممن لا يميز بين الأحوال، لكظم الغيظ، وستر الشكوى، ورعاية الأدب، وسلوك مسلك العلم، وهذا الشاكر أول من يدعى إلى الجنة.

 

انظر إلى نوح: (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) [الإسراء: 3].

 

قال مجاهد: "لم يأكل شيئاً إلا حمد الله عليه، ولم يشرب شراباً إلا حمد الله عليه، ولم يبطش بشيء إلا حمد الله عليه، فسماه الله عبداً شكورا".

 

وهذا إبراهيم الشاكر لأنعم ربه: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)[النحل: 1200- 121].

 

وهذا موسى أمِرَ، فقال له ربه: (وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ) [الأعراف: 144].

 

وهؤلاء آل بيت بأكملهم شكروا لله -تعالى-: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا) [سبأ: 13].

 

وسيد الشكرين محمد الأمين: "أفلا أكون عبداً شكوراً".

 

(بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ) [الزمر: 66].

 

مغفور له يصلي فيطيل، ويسجد فيطيل، ويصوم فيكثر.

 

عبد الله: هل ترى من نفسك أنك أديت شكر الله عليك، فكنت الشاكرين؟

 

ألا تخشى زوال نعمه؟ (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم: 7].

 

عبد الله: حاسب نفسك: هل أنت من الشاكرين بقلبك اعترافاً واعتقادا، بلسانك ثناءً وذكراً وشكراً، وبجوارحك رضاً وفعلا وعملاً؟

 

يا غافلاً غرته دنياه: إن أقواماً أصابتهم الحسرات، وأكلهم الندم والتلومات، ولكن بعد أن زالت عنهم النعم، ورأوا النكبات: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ* فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) [القلم: 17-20].

 

(لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ)[سبأ: 15].

 

(فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ * وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)[فصلت: 15- 18].

 

اعلموا -عباد الله-: أن شكر كل نعمة أن نستخدمها لما خلقت له، وكفى.

 

الشكر أفضل ما حاولت ملتمساً *** به الزيادة عند الله والناس

 

 

 

المرفقات

النعم1

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات