رمضان والرجوع إلى الله

علي عبد الرحمن الحذيفي

2022-10-04 - 1444/03/08
عناصر الخطبة
1/ الغاية من تشريع العبادات 2/ فضائل شهر رمضان 3/ الحث على تطهير المال وإخراج الزكاة 4/ الحزن على أحوال الأمة والفرق التي تسيء إلى دينها.

اقتباس

والعباداتُ شُرِعَت لحِكَمٍ عظيمة، ومقاصِد جليلةٍ عاليةٍ، فإن أثمرَت تلك العبادات، وتحقَّقَت حِكَمُها ومقاصِدُها في المُكلَّف نفعَت صاحبَها أعظمَ النفع، وإن خلَت العباداتُ من الحِكَم التي شُرِعَت لها كانت حُجَّةً على صاحبِها. والصيامُ شُرِع للتقوَى، والإحسان إلى النفس، والإحسان إلى الخلق، وقد جمعَ الله في هذا الشهر المُبارَك مُضاعفَة الصلوات المفروضَة، والتطوُّع في السُّنن بكثرة النوافِل ليلاً ونهارًا، والزكاةَ لمن جعلَ وقتًا لزكاة مالِه، والنفقات في أبواب الخير، وفتحَ فيه بابَ الإحسان والمعروف، وشرعَ فيه العُمرةَ لمن تيسَّر له، وهي الحجُّ الأكبر...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله ذي الجلال والإكرام، والمُلك الذي لا يُرام، والعزَّة التي لا تُضام، أحمدُ ربي وأشكرُه على عظيم الإنعام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمدُ الملكُ القدوسُ السلام، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه أفضلُ من صلَّى وصام، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحابتِه الكرام.

 

أما بعد: فاتقوا الله في كل الأوقات؛ تفوزُوا برِضوان ربِّكم والجنات.

 

أيها المسلمون:

احذَروا الغفلةَ فإنها مُهلِكة، وإياكم وتأخيرَ التوبة فإن الأمانيَّ الباطلةَ مُردِية، وقد تفضَّل الله على خلقِه بالنِّعم الظاهرة والباطنة؛ فأما المُؤمنون فقد شكروها، وأما أعداء الله فقد كفَروها؛ قال الله تعالى: (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [لقمان: 12].

 

وما شرعَه الله من عباداتٍ وفرائِض، وما حرَّمه من مُحرَّمات، وما زجرَ عنه من المنهيَّات تكريمٌ من الربِّ للمُكلَّفين، وطهارةٌ وزكاةٌ، وإعدادٌ للمُكلَّف، وتأهيلٌ للعبدِ ليكون خالدًا في جنات النعيم، مع (النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا) [النساء: 69، 70].

 

والله - جل وعلا - طيبٌ لا يقبلُ إلا طيبًا؛ قال الله تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [النحل: 32]، وقال تعالى: (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [المائدة: 6]، وقال - تبارك وتعالى -: (وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) [فاطر: 18].

 

وقال - عز وجل - في الحديث القُدسي: "يا عبادي! إنما هي أعمالُكم أُحصِيها لكم، ثم أُوفِّيكم إياها، فمن وجدَ خيرًا فليحمَد الله، ومن وجدَ غيرَ ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسَه"؛ رواه مسلمٌ من حديث أبي ذرٍّ - رضي الله عنه -.

 

والمؤمنُون طابَت أعمالُهم، فطابَت أحوالُهم ومآلُهم؛ قال الله تعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص: 83].

 

والتوحيدُ لله الخالِص هو الذي يُطهِّر العبد، ويُزكِّي الأعمال، ويُصحِّحها ويُضاعِفُها، ويُطيِّبُها، وجميعُ الصالِحات تبَعٌ لتوحيد الله في العبادة.

 

ومن ظلَمَ نفسَه بالشركِ في العبادة، والبِدع المُضادَّة لدينِ الله، والنفاقِ الباطلِ الذي يُبغِضُ صاحبُه أحكامَ القرآن والسنة لا ينفعُه عملٌ صالحٌ، ولا يدخلُ الجنةَ إلا أن يتوبَ إلى ربِّه تعالى؛ قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) [الأعراف: 40].

 

وقال تعالى عن المُنافقين: (فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [التوبة: 95].

 

وعن أبي هُريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يلقَى إبراهيمُ - صلى الله عليه وسلم - أباه يوم القيامة، وعلى وجهه قتَرة، فيقولُ له: ألم أقُل لك: لا تعصِني، فيقول: اليوم لا أعصِيك، فيقولُ إبراهيم: ربِّ قد وعدتَّني ألا تُخزِيَني، وأيُّ خزيٍّ أعظمُ من أن يدخُل أبي النارَ؟! فيقولُ الله تعالى: يا إبراهيم! إني حرَّمتُ الجنةَ على الكافرين، فيُلِحَّ على ربِّه، فيمسخُ الله أباه ذِيخًا - يعني: ضبُعًا -، فيلتفِتُ إليه ويُقال له: أهذا أبُوك؟ فيقولُ: لا، فتَطيبُ نفسُ إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -، فيُؤخَذُ بقوائِمه ويُلقَى في النار" (رواه البخاري ومسلم).

فالشفاعةُ لا تكونُ إلا للمُوحِّدين، وإن كانوا قد ارتكَبَ بعضُهم كبائِر.

 

والعباداتُ شُرِعَت لحِكَمٍ عظيمة، ومقاصِد جليلةٍ عاليةٍ، فإن أثمرَت تلك العبادات، وتحقَّقَت حِكَمُها ومقاصِدُها في المُكلَّف نفعَت صاحبَها أعظمَ النفع، وإن خلَت العباداتُ من الحِكَم التي شُرِعَت لها كانت حُجَّةً على صاحبِها.

 

والصيامُ شُرِع للتقوَى، والإحسان إلى النفس، والإحسان إلى الخلق، وقد جمعَ الله في هذا الشهر المُبارَك مُضاعفَة الصلوات المفروضَة، والتطوُّع في السُّنن بكثرة النوافِل ليلاً ونهارًا، والزكاةَ لمن جعلَ وقتًا لزكاة مالِه، والنفقات في أبواب الخير، وفتحَ فيه بابَ الإحسان والمعروف، وشرعَ فيه العُمرةَ لمن تيسَّر له، وهي الحجُّ الأكبر.

 

وخصَّه بنزول القرآن الكريم، وشرحَ فيه الصدورَ لتدبُّر القرآن، وذلَّل فيه الألسُنَ بكثرة التلاوة، وحفِظَ فيه الأمةَ من مرَدَة الشياطين، فلا يصِلُون إلى مُبتغاهم من الإفساد والفتن والشرِّ في هذا الشهر مثلَ فسادهم في غيره.

 

وتفضَّل الله فيه بإجابة الدعاء للصائِمين؛ عن عُبادة بن الصامِت - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أتاكُم رمضان شهرُ بركة، يغشاكم الله فيه فيُنزِل الرحمة، ويستجيبُ فيه الدعاء، ينظرُ الله إلى تنافُسِكم فيه، ويُباهِي بكم ملائكَتَه، فأرُوا الله من أنفُسِكم خيرًا؛ فإن الشقيَّ من حُرِم فيه من رحمةِ الله" (رواه الطبرانيُّ، ورواتُه ثقات).

 

ورمضانُ شهرٌ عظيمُ البركات في جميع الأوقات، فلا تغفُل فيه - أيها الصائِم - عن إيداع الحسنات في تلك الساعات، فما مضَى من الزمن لا يعُودُ إلى يوم القيامة.

 

وحاسِب نفسَك في المال الذي آتاك الله - عز وجل -، فجنِّبه المُحرَّمات والشُّبُهات؛ فالمأكلُ الحرام يمنعُ قبولَ الدعاء والأعمال الصالِحات، وطهِّر مالَكَ - أيها المسلم - بالزكاة؛ فمن لم يُزكِّ مالَه كان عذابًا له، وشرًّا له، يسعَى لجمعه، ويتمتَّعُ به مَن بعدَه، وعليه وِزرُه!

 

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من صاحبِ كنزٍ لا يُؤدِّي زكاتَه، إلا مُثِّل له شُجاعٌ أقرَع - أي: ثُعبان -، فيأخذُ بلهزمَتَيه - يعني: شِدقَيه - ينهشُه، ويقول: أنا مالُك، أنا كنزُك" (رواه البخاري ومسلم).

 

والزكاةُ عبادةٌ للربِّ تعالى، وحقٌّ للفقراء، لا تسقُط بحالٍ، والنفقاتُ الواجِبةُ والمُستحبَّةُ يُضاعَفُ ثوابُها في هذا الشهر وفي غيرِه، وفي هذا الشهر أعظم.

 

وأيُّ كرمٍ وفضلٍ أعظَم من كرمِ الله وجُودِه وفضلِه؛ فقد أعطاكَ الله المالَ، ورضِيَ منك بمِقدار الزكاة وهو قليل، تُخرِجُه من المال رُبع عُشره؛ ففي المليون خمسةٌ وعشرون ألفًا، وما دُون ذلك وما فوقَ ذلك فبحسابِه؛ قال الله تعالى: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ: 39]، ولو أدَّى الأثرياءُ الزكاةَ ما بقِيَ فقير.

 

ولتكُن عنايتُكم بالذكر أعظمَ عناية، فهو أفضلُ الأعمال، والقرآنُ أفضلُ الذكر، وقد كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يخُصُّ القرآنَ بزيادة التلاوة في رمضان، وقد كان جبريلُ يُدارِسُه القرآنَ فيه، كما ثبتَ في "الصحيحين".

 

والمناسبةُ ظاهرةٌ لمن تدبَّرها؛ فالطعامُ والشرابُ غذاءُ البدن، والقرآنُ والذكرُ غذاءُ الروح، والصومُ يُقوِّي سُلطانَ الروح، فيرقَى المُسلم في درجات العبادة والفضائل، بالقرآن والذكر والأعمال الصالِحة.

 

فسارِعوا - رحمكم الله - إلى كل الخيرات، في هذه الأوقات، ولا يزهدنَّ أحدٌ في فعل خير، وإن كان قليلاً؛ قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء: 40].

 

ولا يحقِرنَّ أحدٌ معصيةَ ولو كانت صغيرة؛ فإن لها طالبًا وكتابًا حافظًا، وكم من هالكٍ بالتهاوُن بالصغائِر؛ قال الله تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [الزلزلة: 7، 8].

 

وفي الحديث: "إياكم ومُحقِّرات الذنوب؛ فإنهن يجتمِعن على المرء حتى يُهلِكنَه".

قال الله تعالى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) [المائدة: 48].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعَنا بهدي سيِّد المرسلين، أقول قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم وللمسلمين، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الذي يقبلُ التوبةَ عن عباده ويعفُو عن السيئات، أفاضَ على خلقِه من خزائِن جُودِه وكرمِه ما لا يُحصِيه إلا الله من الخيرات، أحمدُ ربي وأشكُرُه، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له خالقُ الأرض والسماوات، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المُؤيَّد بالبراهين والمُعجِزات، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه السابِقين إلى الخيرات.

 

أما بعد:

فاتقوا الله بفعل الصالِحات، وهجرِ المُحرَّمات.

 

عباد الله:

بُشراكم بما لهذه الأمةِ من الخير العَميم، والأجر الكريم في هذا الشهر العظيم؛ فمن صامَه غُفر له ما تقدَّم من ذنبِه، ومن قامَه غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه، ومن قامَ ليلةَ القدر غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه. صحَّت بذلك الأحاديث.

 

الله أكبر، وسبحان الله! ما أعظمَ هذا الثواب من الملك التواب! قال الله تعالى: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة: 17].

 

ومع هذه الفضائل والمسرَّات يُحزِن المسلمَ ما يرى في الأمة، من التفرُّق والاختلاف، وكثرة الفِرَق التي تُسيءُ إلى الإسلام، وتجتهِدُ في تغيير عقيدتِه الصافية النقيَّة المُضيئة، وتبديل أحكامه، ولكن الخيبَة والخِذلان كتبَها الله لمن حارَبَ الدينَ.

 

فاعرِف الحقَّ - أيها المسلم - تعرِف أهلَه لتكون معهم؛ قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119].

 

واعرِف الباطلَ وأهلَ البِدع تكُن مُجانبًا لهم، ومُجاهدًا للباطل والبِدع.

وقدَرُ هذه الأمة نُصرةُ الحقِّ ودحرُ الباطل في كل زمانٍ ومكان؛ وفي الحديث: "لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي على الحقِّ ظاهرين، حتى يأتي أمرُ الله" (رواه مسلم).

 

وعلى الأمة التوبةُ إلى الله، والرُّجوعُ إليه؛ ليكشِف الله ما بها من البلاء.

وعلى كل مسلمٍ أن يُخلِصَ الدعاءَ لعامَّة المُسلمين وأئمَّتهم، ويُشرِكهم في الدعاء مع نفسه. وأن يُصلِح أحوالَ المُسلمين في كل مكان.

فرمضان من أسباب رفع البلاء، وحُلول الخير والسرَّاء.

 

عباد الله:

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا"، فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين.

 

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم وبارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

 

اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر أصحابِ نبيِّك أجمعين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الكفر والكافرين، ودمِّر أعداءَك أعداءَ الدين يا رب العالمين.

 

اللهم اجعَل بلادَنا آمنةً مُطمئنَّة يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اشرَح صُدورنا، ويسِّر أمورَنا، واغفِر ذنوبَنا، اللهم اغفِر لموتانا وموتى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اغفِر لهم ونوِّر عليهم قبورَهم.

 

اللهم اقضِ الدَّين عن المدينين من المُسلمين، اللهم واشفِ مرضانا ومرضى المُسلمين، اللهم واشفِ مرضانا ومرضى المُسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المُسلمين برحمتِك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم أحسِن عاقِبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذابِ الآخرة.

اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وفُجاءَة نِقمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وجميعِ سخطِك.

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

 

اللهم إنا نسألُك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكَرات، وحُبَّ المساكين، اللهم اعصِمنا واحفَظنا من مُضلاَّت الفتن يا رب العالمين، ما ظهر منها وما بطَن.

 

اللهم أصلِح أحوال المُسلمين، اللهم احفَظ المُسلمين، اللهم احفَظ المُسلمين في الشام، اللهم انتقِم ممن ظلمَهم، اللهم عليك بالظالمين الذين ظلَمُوهم، اللهم عليك بالظالمين الذين تسلَّطُوا عليهم، اللهم إنا نسألُك أن تحفظَ المُسلمين في الشام، اللهم احفَظ المُسلمين في العراق يا رب العالمين، اللهم احفَظ المُسلمين في اليمن من المُبتدِعين والمُنافقين، إنك على كل شيء قدير، اللهم احفَظ المُسلمين في كل مكانٍ يا أرحم الراحمين.

 

اللهم ألِّف بين قلوبِ المُسلمين، وأصلِح ذاتَ بينهم، واهدِهم سُبُل السلام، وأخرِجهم من الظُّلمات إلى النور يا أرحم الراحمين.

 

اللهم أعِذنا وأعِذ ذريَّاتنا من إبليس وشياطينه وذرِّيَّته وجنوده وشياطينه يا رب العالمين، اللهم أعِذ المسلمين من إبليس وذريَّته، إنك على كل شيء قدير.

 

اللهم عليك بالسَّحرة، اللهم عليك بالسَّحرة، اللهم إنا نسألُك أن تُبطِل كيدَهم، اللهم أبطِل كيدَهم، اللهم أبطِل كيدَهم ومكرَهم يا ذا الجلال والإكرام، إنك على كل شيء قدير.

اللهم إنا نسألُك أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلوبنا.

 

اللهم وفِّق عبدَك خادمَ الحرمين الشريفين، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، اللهم اجعَله ناصرًا لدينِك، إنك على كل شيء قدير، اللهم وارزُقه الصحةَ وأعِنه على كل خيرٍ يا رب العالمين، ووفِّق نائبَيه لما تحبُّ وترضَى يا ذا الجلال والإكرام.

 

اللهم احفَظ جُنودَنا، اللهم احفَظ جُنودَنا الذين يُدافِعون عن الحرمين يا رب العالمين، اللهم احفَظ جُنودَنا، اللهم احفَظهم من الظالمين والمُعتَدين، اللهم احفَظ بلادَنا من المُعتَدين، اللهم احفَظ بلادَنا من الطامِعين.

 

اللهم رُدَّ كيدَ كل ذي شرٍّ في نحرِه يا رب العالمين، اللهم أبطِل مكرَ أعداء الإسلام والمُسلمين، اللهم أبطِل خِططَ أعداء الإسلام التي يكيدُون بها الإسلامَ يا رب العالمين.

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

 

عباد الله:

(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل: 90- 91].

 

واذكُروا الله العظيم الجليل يذكُركم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.

 

 

 

المرفقات

والرجوع إلى الله

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات