رمضان الفرصة التي لا تعوض

راكان المغربي

2023-03-24 - 1444/09/02 2023-03-29 - 1444/09/07
التصنيفات: رمضان
عناصر الخطبة
1/مواسم الخير فرصة لا تعوض 2/من فضائل رمضان وخصائصه 3/وصايا لاغتنام ما فيه فرص رمضان

اقتباس

وتصفيدُ مردةِ الجانِّ فرصة، فليتك ترى في رمضانَ قادةَ الشرِّ ورؤساءَ الغوايةِ في الأصفادِ مسلسلين، عابسةً وجوهُهم، مغتاظةً صدورُهم، يقبعون في الأسرِ يندبون هوانَهم وقلةَ حيلتِهم، يتحسرون على ضعفِ الشر، وقلةِ أهله، ويتحسرون على قوةِ الخير، وكثرةِ أهله...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

أما بعد: من المقولاتِ الشائعةِ بين الناس: "الدنيا فرص"؛ وفي ذلك إشارةٌ إلى أن كثيرا من مكاسبِ الدنيا إنما تنال بالفرص، فالبائعُ يغتنم فرصةَ إقبالَ الناس على بضاعتِه في بعضِ المواسم، فيكثفَ الجُهْدَ، ويزيدَ في الإنتاج، ليضاعفَ الربح، وتاجرُ الأسهمِ يغتنم فرصةَ ارتفاعَ مؤشراتِ السوق؛ ليشتريَ نصيبا أكبرَ ليزيدَ في مكتسباته، وهكذا ستجد أن أرباحَ الدنيا كثيرا ما تكون من نصيب من يحسنُ اقتناصَ الفرص، والمحرومُ من ضيعَ تلك الفرص، فأدبرَ وقت الإقبال، ونامَ وقت اليقظة.

 

وكما أن "الدنيا فرص"، فإن "الآخرةَ فرصٌ" أيضا، في الآخرة فرصٌ تزدادُ فيها الأرباح، وتَهُبُّ فيها الرحمات، وتتكاثرُ فيها الهبات، أيامٌ قليلةٌ تفصلنا عن فرصةٍ من أعظمِ فرصِ الآخرة، وموسمٍ من أعظم ِمواسمِ ازدهار الخيرات؛ إنه رمضان، ذلك الضيفُ المنتظر، والحبيبُ المرتقب، ذلك الضيف الذي سيَحُطُّ رحلَه عندنا بعد أيام، ليَقْدُمَ علينا ببركاتِه وغنائمِه.

 

عباد الله: بلوغُ رمضانَ هو أعظمُ فرصةٍ من فرصِ الآخرة؛ لأنه بمجرد أن يدخلَ فإن الله -سبحانه- سيأمرُ الأوامرَ ويهيئُ الأجواءَ التي تعيننا على الإقبال، وتزيد لنا من فرصِ الإقدام، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا كانَ أوَّلُ ليلةٍ من رمضانَ صُفِّدَتِ الشَّياطينُ مردَةُ الجنِّ، وغُلِّقَتْ أبوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفتِحَت أبوابُ الجنَّةِ فلَم يُغلَقْ منها بابٌ وَنادى مُنادٍ: يا باغيَ الخيرِ أقبل، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر، وللَّهِ عتقاءُ منَ النَّارِ".

 

تفتيحُ أبواب الجنان فرصة؛ لأن ذلك يعني أن الجنةَ قد تزينت للناظرين، فَفُتِّحت أبوابُها، وفاح عبيرُها، وازدهرت أسواقُها، واللهِ ما فتّح اللهُ لك أبوابَ الجنة إلا ليعينَك على الوصول إليها، ويسهلَ لك الطريقَ إليها.

 

فهل من مشمِّر إلى جنةِ الخلد، ودارِ السلام، ومحلِّ الرضوان؟ هل من عاملٍ يَجِدُّ في العملِ لنيلِ نعيمِها، والتلذذِ بمتعِها، وسماعِ ذلك النداءِ فيها؛ "إنَّ لَكُمْ أنْ تَصِحُّوا فلا تَسْقَمُوا أبَدًا، وإنَّ لَكُمْ أنْ تَحْيَوْا فلا تَمُوتُوا أبَدًا، وإنَّ لَكُمْ أنْ تَشِبُّوا فلا تَهْرَمُوا أبَدًا، وإنَّ لَكُمْ أنْ تَنْعَمُوا فلا تَبْأَسُوا أبَدًا"، فَذلكَ قَوْلُهُ -عزَّ وجلَّ-: (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[الأعراف: 43]، هل من مغتنمٍ لهذه الفرصة؟ أدركْ فإن الفرصةَ قد لا تُعوض.

 

وتغليقُ أبواب النار فرصة؛ لأنه لو رُفعَ عنك الحجابُ لرأيت النارَ في رمضانَ تشكو قلةَ من يطرُقُ بابَها، وإدبارَ من اعتادَ سلوكَ طريقها، وتضاعفَ أعدادِ المعتقين منها، والله ما غلَّقَ اللهُ لك أبوابَ الجحيم إلا وهو يريد أن يصرفَك عن شرها، ويعتقَك من حرها، أما سمعتَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو يتحدثُ عن رمضان: "إنَّ للهِ -تعالى- عند كلِّ فطرٍ عُتَقاءَ من النارِ، وذلك في كلِّ ليلةٍ"؟، هل من مغتنمٍ لهذه الفرصة؟ أدركْ فإن الفرصةَ قد لا تُعوض.

 

وتصفيدُ مردةِ الجانِّ فرصة، فليتك ترى في رمضانَ قادةَ الشرِّ ورؤساءَ الغوايةِ في الأصفادِ مسلسلين، عابسةً وجوهُهم، مغتاظةً صدورُهم، يقبعون في الأسرِ يندبون هوانَهم وقلةَ حيلتِهم، يتحسرون على ضعفِ الشر، وقلةِ أهله، ويتحسرون على قوةِ الخير، وكثرةِ أهله.

 

أولئك المفسدون الذين كانوا يسرحون ويمرحون في إضلالِ الناس طُوالَ العام، قد أعانك الله عليهم في رمضان، فقهرهم وسلسلهم وكف عنك فسادَهم، فهل ستُفَوِّتُ هذه الفرصة؟! أدركْ فإن الفرصةَ قد لا تُعوض.

 

ونداءُ المنادي: "يا باغيَ الخيرِ أقبل، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر" فرصة؛ لأنك إن لم تسمعْه بأُذُنِك، فإنك ستجدُ صداه في قلبِك الباغي للخير، حين تلمسُ في قلبِك انشراحا للطاعات، وإسراعا في الخيرات، سترى أثرَ ذلك النداءَ فيك وفي من حولك، حين تمتلئُ المساجدُ لأداء الصلوات، وتلهجُ الألسنُ بالتلاوات، وتنهمرُ الأعينُ بالدَّمَعَات، وتجودُ الأيدي بالأُعْطِيات.

 

وفي إقبال الجموعِ إلى الخيرِ في رمضان معونةٌ لك على المشاركةِ في الطاعات، والمزاحمةِ على ميادينِ الخيرات، فإن المؤمنَ يتقوّى بإخوانه، وهذه فرصةٌ وأيّ فرصة؟ فأدركْ إن الفرصةَ قد لا تُعوّض.

 

رمضان فرصة؛ لأن فيه أعظمُ ليالي العُمُر، وأجلُّ ساعاتِ الدنيا، حين تَحِلُّ ليلةُ القدر ببركاتِها على العباد، فهي ليلةٌ واحدةٌ في أعدادِ الدنيا، وأكثرُ من ألفِ شهرٍ في ميزانِ الآخرة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "للهِ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، من حرمَ خيرَها فقد حُرِم"، فإياك إياك أن تكون من المحرومين، فتُضيّعَ الفرصة، وتفوتَك الغنيمة.

 

رمضان فرصة؛ لأن أسبابَ المغفرة فيه متكاثرة، وطرقَها متعددة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا؛ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"، ويقول: "مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا؛ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"، ويقول: "مَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا؛ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"، فيا من طالت شكواه من الذنوب، يا من لا يزالُ متأخرا عن الصعود.

 

اليومُ هو يومُك، رمضانُ هو فرصتُك لتغتسلَ من كلِّ الذنوب، ولتحطَّ عنك كلًّ الخطايا، ولتبدأَ صفحةً جديدةً في علاقتِك مع ربك، فهل من مغتنمٍ لهذه الفرصة؟ أدركْ فإن الفرصةَ قد لا تُعوّض.

 

رمضان فرصة؛ لأنه الشهرُ الوحيدُ الذي فيه تقيمُ ركنا من أركان دينك، فتقوي به بناءَ إسلامك، وترفعُ به رصيدَ حسناتك، وحين تؤدي ركنَ الصيام إيمانا بفرضيته، واحتسابا لثوابه، فإنك تغتنمُ أعظمَ فرصةً لتكونَ من المتقين الذين أُعدّت لهم الجنان، ووقاهم ربهم النيران، يقول -سبحانه-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)[البقرة: 183]، ذلكم هو المكسبُ الحقيقي الذي ستغتنمه إذا انتهزتَ فرصةَ الصوم في شهر الصوم (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)

 

حين ترى الماءَ الباردَ في وسطِ النهارِ الحارق، الكأسُ يلمع، والبطنُ تُقَرْقِر، والنفسُ تتمنى وتشتهي، فيأبى المؤمنُ إلا طاعةَ الله، وحرمانَ النفس من شهواتِها؛ ابتغاءَ رضوان الله، وهل التقوى إلا ذاك؟.

 

حين يراك اللهُ على هذه الحال، هل ستظن أن أحدا سيوفيَك أجرَك إلا هو؟ وهل تظنُّ أن الأضعافَ سيكون لها حدٌّ أو حصرٌ؟ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إلى سَبْع مِائَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: إلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لي، وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أَجْلِي".

 

فالذي يريده اللهُ منك ليس هو الجوعُ والعطشُ، وإنما الطاعةُ والتسليمُ وتحقيقُ التقوى، قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به والجَهْلَ، فليسَ لِلَّهِ حاجَةٌ أنْ يَدَعَ طَعامَهُ وشَرابَهُ"، فمن أولِ يومٍ تصومُ فيه، استحضرْ -أخي- عن هذا المعنى واعمل به؛ فإنه هو روحُ عبادة الصوم وجوهرُها، وإلا فقد ضيعتَ الفرصة، فما في الحقيقة صُمتَ، وإنما جعتَ وعطشتَ؛ "ورُبَّ صائِمٍ حَظُّهُ من صِيامِهِ الجوعُ والعَطَشُ"، كما قال -صلى الله عليه وسلم-. وقال مبينا حالَ الصائمِ الذي ينبغي: "فإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ".

 

فَهمُك واستحضارُك لهذا المعنى سيؤهلُك لتحقيقِ أعلى النتائج، وأرفعِ الدرجات، واغتنامِ أعظمِ الفرص في شهر رمضان، بالوصولِ إلى الغايةِ التي من أجلِها كتب الله الصيام علينا وعلى من قبلنا؛ (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

 

فاللهم وفقنا لطاعتك، اللهم أمدنا بعونك وتسديدك، ربنا اشرح صدورنا، ويسر أمورنا، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

 

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

أما بعد:

 

عباد الله: إذا انبهرتم بفضائلِ رمضان، واشتاقت له قلوبُكم، وعزمتم على أن تغترفوا من كنوزه، وتنالوا من بركاتِه، فهذه بعضُ الوصايا تعينُكم لاغتنام ما فيه من عظيمِ الفرص:

أولا: دوامُ استحضارِ العاقبةِ الحسنة، وعِظَمُ الرجاءِ في رحمةِ الله، بتذكرِ الثوابِ العظيمِ من اللهِ الكريم، فحين يستحضرُ الإنسانُ ثوابَ العمل، تهونُ عليه كلُّ مشقة، ويسهلُ عليه كلُّ صعب، فكلما قَعَدَتْ نفسُك عن العمل، فحَفِّزْها بتذكرِ عظيم الأجر.

 

ومما يعينك على ذلك تعلمُ العلم بالإكثار من القراءة عن فضائلِ رمضان، وسماعِ المواد الصوتية ومشاهدة المقاطعِ المرئيةِ النافعة التي تذكرك بفضائلِ الشهر وتبين لك حالَ الصالحين فيه؛ لتتحفزَ بذلك فتتبعَ هديَهم، وتقتديَ بسيرتِهم.

 

ثانيا: الدعاءُ الصادقُ بأن يوفقَك الله لطاعته، ويمدَّك بعونه وتسديده، فمن الذي يملك القلوبَ إلا الله؟ ومن الذي بيده هدايتُك إلا الله؟ فاطرق بابَه ليفتحَ لك، واطلب هداهُ ليهديَك، فواللهِ لولا اللهُ ما اهتدينا، ولا صمنا ولا تصدقنا ولا صلينا، ومن الأدعية النافعة في ذلك ما علمه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- صاحبَه معاذاً -رضي الله عنه- بأن يقول دبر كل صلاة: "اللهمَّ أعني على ذكرِك وشكرِكَ وحسنِ عبادتِكَ".

 

ثالثا: الإقلاعُ عن السيئات، والتوبةُ من الذنوب؛ فإن الذنوبَ هي التي تحرمُك التوفيق، وتثقلك عن سرعة السيرِ إلى الله، فأدبرْ عن الذنوب وأقبلْ على الكريم، واعلم أنه كلما صفا القلبُ مما سوى الله وتعلقَ به كلما زاده الله إقبالا وقربا منه -سبحانه-، وفي الحديث القدسي يقول الله: "واللَّهِ لَلَّهُ أفْرَحُ بتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن أحَدِكُمْ يَجِدُ ضالَّتَهُ بالفَلاةِ، ومَن تَقَرَّبَ إلَيَّ شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، ومَن تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإذا أقْبَلَ إلَيَّ يَمْشِي، أقْبَلْتُ إلَيْهِ أُهَرْوِلُ".

 

رابعا: الجِدَّ الجِدَّ -معاشرَ المسلمين-، ففي رمضان ليس هناك وقتٌ للكسل، وليس هناك فسحةٌ للفتور، اللهُ قد فتح لك أبوابَ الخير، وعدد لك ميادينَ السباق، سابق في الصيام وأحسن فيه؛ "فإنَّه لا عِدلَ له" كما قال -صلى الله عليه وسلم-، سابق في الصلاة والقيام فإنه؛ "من قام مع الإمامِ حتى ينصرفَ، كُتِبَ له قيامُ ليلةٍ"، سابق في القرآن فإنه؛ "منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها".

 

سابق في بذل الصدقات للفقراءِ والمحتاجينِ وأصحاب الديون، وأجزل العطاءَ في إطعامِ الطعام وتفطيرِ الصائمين، وكن كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي "كان أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ"، وقد تيسرت -ولله الحمد- العديد من المنصات الرسمية والجمعيات الخيرية المصرحة الموثوقة التي توصل التبرعات إلى مستحقيها.

 

تلك هي بعض الخطوات التي إن سلكتها ستكون قد أحسنت اغتنام فرصة رمضان، ونلت من عظيم بركاته.

 

اللهم بلغنا رمضان ونحن في أتم صحة وعافية وإيمان، اللهم بلغنا رمضان واجعل لنا فيه أوفر الحظ والنصيب، اللهم وفقنا فيه لطاعتك، والتوبة من معصيتك، والسير على سبيلك، اللهم واجعلنا فيه من الفائزين المقبولين، يا أكرم الأكرمين.

 

المرفقات

رمضان الفرصة التي لا تعوض.doc

رمضان الفرصة التي لا تعوض.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات