رسالة المسلم في الحياة

عبدالباري بن عواض الثبيتي

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ خلافة الإنسان في الأرض 2/ تكريم الله تعالى للإنسان 3/ للمُسلم رسالة سامِية وغاية نبيلة في هذه الدنيا 4/ الرسالة الواجبة على كل فردٍ من أفراد الأمة 5/ رسالة المُجتمع المُسلم بأسرِه 6/ أهم ما يعيق المسلم عن أداء رسالته في الحياة.

اقتباس

ومما يُعيقُ المُسلمَ عن أداء رسالتِه: الاندِفاعُ خلفَ مُغرِيات الحياة وفتنِها، ولا شيءَ أفسَدُ للقلبِ من التعلُّق بالدُّنيا والرُّكون إليها، وإيثارها على الآخرة. إغراءُ الدنيا والوقوعُ في شِباكها يُقعِدُ المُسلمَ عن التطلُّع إلى الآخرة والعمل لها، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)، وقال: (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ)...

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمدُ لله، الحمدُ لله الذي كرَّم الإنسانَ وجعلَه في الأرض خليفة، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه على نعمةِ الإيمان والفضيلة، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعبوديَّتُه مقصِدُ الخليقة، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه طهَّرَنا بهديِه من الغلِّ والحسَد وجعلَ قلوبَنا سليمَة، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه الذين كانوا على خيرِ سلِيقَة.

 

أما بعد:

فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

 

وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) [البقرة: 30].

من حكمةِ الله الذي أعطَى كلَّ شيءٍ خلقَه ثم هدَى: أن جعلَ الإنسانَ خليفتَه في الأرض، يُقيمُ سُنَنه، ويُظهِرُ عجائِبَ صُنعِه، وأسرارَ خليقتِه، وبدائِع حِكَمه، ومنافِع أحكامِه.

 

وهل وُجِدَت آيةٌ على كمال الله تعالى وسَعَة علمِه أظهرُ من هذا الإنسان، الذي خلقَه الله في أحسن تقويم؟!

 

اقتضَت رحمةُ الله وسُنَّتُه في خلقِه: أن يستخلِفَ على الأرضِ من يشاءُ من عبادِه، (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) [الأعراف: 128].

 

والاستِخلافُ ابتلاءٌ وامتِحانٌ، قال تعالى: (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) [الأعراف: 129].

 

يرِثُ الأرضَ من أحسنَ القيامَ بواجبِ الخلافة، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) [الأنبياء: 105].

 

الاستِخلاف يقتضِي عبادةَ الله، وتحقيقَ نهج الله، والصلاح والإصلاح، وتعميرَ الأرض وبناءَ الحياة، بالقول والعمل والإنتاج والتعليم والتعلُّم، قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) [النور: 55].

 

وقد ضربَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مثلاً للمُؤمن "النخلة"، كلُّ شيءٍ فيها ينفعُ، والمُؤمنُ خيرٌ كلُّه، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «على كل مُسلمٍ صدقة». قيل: أرأيتَ إن لم يجِد؟ قال: «يعتمِلُ بيديه فينفعُ نفسَه ويتصدَّق». قال: قيل: أرأيتَ إن لم يستطِع؟ قال: «يُعينُ ذا الحاجة الملهُوف». قال: قيل له: أرأيتَ إن لم يستطِع؟ قال: «يأمرُ بالمعروف أو الخير». قال: أرأيتَ إن لم يفعَل؟ قال: «يُمسِكُ عن الشرِّ فإنها صدقةٌ».

 

المُسلمُ الذي يقبلُ الإسلامَ دينًا تُصبِحُ رسالتُه الالتِزامَ بهذا الدين والدعوةَ إليه، ونفعَ الخلقِ، وبهذا يكونُ عُضوًا نافعًا، يُثمِرُ الخيرَ ويُقبِلُ على الفضلِ والبرِّ، فيغدُو شُعاعَ نورٍ ورافِدَ بركةٍ، قلبُه مُفعَمٌ بالمحبَّة، لسانُه رطبٌ بالمودَّة، يدُه مبسُوطةٌ بالنِّعمة، يُفيءُ على من يلقَاه.

 

المُسلمُ يعيشُ من أجلِ رسالةٍ سامِية، وغايةٍ نبيلة، يحيا من أجلِها، يُكافِحُ في سبيلِها، يُحقِّقُ الصالحَ العام، يُرتَقَبُ في ظلِّه الأمان، يُسخِّرُ من أجلِ رسالتِه عملَه، ويخدِمُ من مركزِه دينَه.

 

وقد ترى سليمَ الجسمِ، كاملَ البُنيان، لكنَّه مُضطرِبٌ في الحياةِ، بلا أملٍ يسيرُ معه، ولا عملٍ يشغَلُه، ولا رسالةٍ يعتزُّ بها ويُخلِصُ لها.

 

قال الشافعيُّ - رحمه الله -: "إذا لم تشغَل نفسَه بالحقِّ شغلَتْك بالباطِل". وفي أحضانِ البطالَة تُولَدُ الرَّذائِل.

 

صاحبُ الرسالة يبدأُ بإصلاح نفسِه ومُحاسبتها، وتمتدُّ رسالةُ المُسلم إلى تمدُّد نفعه وإصلاح غيرِه، ورعايةِ الآخرين، مع سمُوِّ الغاية وعلُوِّ الهمَّة، بحراسة الملَّة وخدمةِ الأمة.

 

قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يُحبُّ معالِيَ الأمور وأشرافَها، ويكرَهُ سَفسَافَها».

المسؤولُ المُسلم رسالتُه في الحياة: تحقيقُ مصالح رعيَّته، بإقامة العدلِ، وإحقاقِ الحقِّ، يجتهِدُ في تحقيق ما ينفعُهم، ودفع ما يضُرُّهم في دينهم ودُنياهم، وأن يأخُذ على أيدِي السُّفهاء والفسَقَة، ويردعَهم عن المعاصِي والظُّلم والفوضَى.

 

رسالةُ العلماء في الحياةِ عظيمة، فهم خلفاءُ الرُّسُل، وورثةُ الأنبياء، والواجِبُ على أهل العلم حمايةُ المُجتمع من آفةِ الجهل، وفساد العقائِد، وتنويرُ السُّبُل بكشفِ الشُّبُهات، يُعلِّمون الناسَ أمورَ دينهم. العالِمُ يُصلِحُ ما أفسدَ الناس، يأمرُ بالمعروف، وينهَى عن المُنكَر، ويصبِرُ على الأذى.

 

والمُربِّي المُسلمُ مسؤوليَّتُه أن يُجسِّدَ النموذَجَ الصحيحَ للمُسلمِ بإصلاحِ الحال، وتربيةِ الأجيال، وتمثُّل سامِي الأخلاقِ، لتِلَ الرسالةُ إلى كل قلبٍ، وتُهذِّبَ الفكرَ، وتبعَثَ الحياةَ في الحياة. سُلوكُ المُربِّي قُدوة، وأفعالُه عدلٌ وحِكمة، ومواقِفُه فضيلَة.

 

والمرأةُ المُسلمةُ رسالتُها في الحياة: تعهُّد الفضيلة في المُجتمع، بناءً وحراسة، وتكوينُ المُجتمع الصالِح زوجةً وأمًّا، تكونُ المرأةُ لزوجها سكَنًا وأمنًا وطُمأنينة، تجعلُ المنزلَ عُشَّ سعادةٍ ومكمَنَ مودَّةٍ ورحمةٍ، ترعَاه بعطفِها وحنانِها. تُنشِّئُ أطفالَها على مبادِئ الإسلام، تحكِي لهم قصصَ الأنبياء وعُظماءَ الإسلام، تُفقِّهُهم في الدين وتُبيِّنُ هديَ سيِّد المُرسَلين.

 

والشابُّ المُسلمُ رسالتُه في الحياة: أن يعتزَّ بإسلامه، ويُقوِّيَ إيمانَه، ويفهمَ دينَه، ويسيرَ وفقَ تعاليمِه، ويُحصِّنَ عقلَه، ويسعَى لإصلاحِ نفسِه. يُحافِظَ على سلامة مُجتمعه وأمنِه، يُصلِحَ عيبَه، ويفقَهَ واقِعَه، وينهَلَ من معينِ العلم في كلِّ التخصُّصات.

 

والمُسلمُ في بلاد غيرِ المُسلمين رسالتُه: أن يُمثِّلَ قِيَمَ الدين وأخلاقَه وأحكامَه، ويُقدِّم صُورةَ الإسلام الناصِعة وسماحتَه الهادِية في العقيدة والأخلاق، فالمُسلمون هم خيرُ الناسِ للناسِ، وأرحَمُ البشَرِ بالبشَرِ.

 

والإعلامُ المُسلم رسالتُه عظيمة، لضخامة تأثيره، وسعَة أثره في تبليغ رسالة الإسلام، وتوضيحِ هديِه والذَّودِ عنه، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [المائدة: 67].

 

الإعلامُ يخدِمُ الإسلام قولاً وفعلاً، يُقاوِمُ الإلحادَ والرَّذيلَة، يُحصِّنُ العقلَ والرُّوحَ والقلبَ من غوايَةِ الرَّذيلَة، ولوثَات الانحِلال، وضلال الأفكار المُنحرفة.

 

أما رسالةُ المُجتمع والأمةِ المُسلِمة للعالَم: فهي رسالةُ السلام والرحمة. والرسولُ - صلى الله عليه وسلم - جاء سلامًا ورحمةً لإنقاذِ الناسِ من الظُّلمات إلى النور، يسمُو بهم إلى المراتِبِ السنيَّة في الأخلاق: الوفاءِ بالعُهود، ومنع العُدوان، إقامة العدلِ والإنصاف ودفعِ الظُّلم.

 

والأمةُ تبقَى عاجزةً عن أداءِ رسالتِها إذا أخلدَت إلى الترَف والنعيم والملاهِي، وانغمَسَت في الشهوات والملذَّات، قال الله تعالى: (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) [الفتح: 23].

 

بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآيات والذكرِ الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ لي ولكم، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالِك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهُ الأولين والآخرين، وأشهد أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه وليُّ المُتَّقين، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه أجمعين.

 

أما بعد:

فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].

 

ومما يُعيقُ المُسلمَ عن أداء رسالتِه: الاندِفاعُ خلفَ مُغرِيات الحياة وفتنِها، ولا شيءَ أفسَدُ للقلبِ من التعلُّق بالدُّنيا والرُّكون إليها، وإيثارها على الآخرة. إغراءُ الدنيا والوقوعُ في شِباكها يُقعِدُ المُسلمَ عن التطلُّع إلى الآخرة والعمل لها، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [فاطر: 5]، وقال: (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ) [القيامة: 20، 21].

 

ألا وصلُّوا عبادَ الله على رسولِ الهُدى، فقد أمرَكم الله بذلك في كتابِه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجه وذريَّته، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمدٍ وأزواجه وذريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.

 

وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصَّحبِ الكِرام، وعنَّا معهُم بعفوِك وكرمِك وإحسانِك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الكفر والكافرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداء الدين، واجعَل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا وسائرَ بلاد المُسلمين.

 

اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلام والمسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء، اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلام والمسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء، اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلام والمسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء.

 

اللهم احفَظ جنودَنا المُرابِطين في كل مكان، اللهم ثبِّتهم، اللهم قوِّ عزائمَهم، اللهم أنزِل السَّكينةَ في قلوبهم، اللهم سدِّد رميَهم، اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا ونصيرًا وظهيرًا يا رب العالمين، اللهم احفَظهم بحفظِك، اللهم احفَظهم في أولادهم وأعقابِهم وأموالهم وأعراضِهم يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.

 

اللهم احفَظ وانصُر المُسلمين في كل مكان، اللهم انصُرهم بنصرِك يا رب العالمين، اللهم إنهم جِياعٌ فأطعِمهم، وحُفاةٌ فاحمِلهم، وعُراةٌ فاكسُهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، ومظلُومون فانتصِر لهم.

 

اللهم مُنزِلَ الكتاب، مُجرِيَ السحاب، هازِم الأحزاب، اهزِم أعداءَك أعداءَ الدين، وانصُر المُسلمين عليهم يا قوي يا متين، يا عزيزُ يا جبَّار، إنك على كل شيء قدير.

 

اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذُ بك من النار وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل.

اللهم إنا نسألُك فواتِحَ الخير وخواتِمَه وجوامِعَه، وأولَه وآخرَه، وظاهرَه وباطنَه، ونسألُك الدرجات العُلى من الجنة يا رب العالمين.

 

اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كلِّ شرٍّ يا رب العالمين.

 

اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافيتِك، وفُجاءة نقمتِك، وجميعِ سخَطِك.

اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا.

اللهم اجعَلنا لك ذاكِرين، لك شاكِرين، لك مُخبِتين، لك أوَّاهين مُنيبين.

اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حوبَتَنا، وثبِّت حُجَّتَنا، وسدِّد ألسِنَتنا، واسلُل سخيمَة قلوبِنا.

اللهم اغفِر لنا ولوالدِينا وللمُسلمين يا رب العالمين.

 

اللهم اشفِ مرضانا، وارحَم موتانا، وتولَّ أمرَنا، وفُكَّ أسرانا يا رب العالمين.

اللهم وفِّق إمامَنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تُحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، ووفِّق نائبَيه لما تُحبُّ وترضَى يا أرحم الراحمين.

 

اللهم وفِّق جميعَ وُلاة أمور المُسلمين للعمل بكتابِك، وتحكيم شرعِك يا أرحم الراحمين.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

 

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90]، فاذكُروا الله يذكُركم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.

 

 

المرفقات

المسلم في الحياة

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات