رسالة إلى الظالمين

حفيظ بن عجب الدوسري

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ الظلم ظلمات يوم القيامة 2/ ذكر شيء من أنواع المظالم 3/ الحذر من دعوة المظلوم 4/ الاعتبار بنهايات الظالمين 5/ وجوب رد الحقوق إلى أهلها

اقتباس

إن الواجب على الإنسان أيًّا كان أن يتقي الله تعالى ويراقبه، ويعلم أن بطشه شديد وأن الله ليملي للظالم ويمهله عساه يتوب ولعله يرجع عن طغيانه، فإذا أصر على مخالفته وأبى إلا الاعتداء على الضعفاء والمساكين مستخفًّا بهم أو مغرورًا بالإمهال أخذه الله أخذ عزيز مقتدر، وضربه بسياط نقمته، وجعل فيه للناظرين عبرة وموعظة للمتقين ..

 

 

 

 

الحمد لله الذي حرّم الظلم على نفسه، وجعله بين عباده محرمًا، وقضى ألا يعبد إلا إياه قضاء مبرمًا، وجعل عاقبة الظالمين بوارًا ومحقًّا ونكالاً ومأثمًا، كم قصم بالظلم أعمارًا وشتت به أنصارًا ودمر به ديارًا، وأهلك به أمما، أتاهم أمر الله وهم غافلون، ونزل بهم بأسه وهم نائمون (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [النمل: 52].

ولم يزل سبحانه من الظالمين منتقمًا، فسبحانه من إله حكم عدل، لا يحيف ومنتصف من القوي للضعيف، غير أن الطغاة الجبابرة الظالمين ظنوا الإمهال إهمال، ولجوا في العتو والعمى، فسل الظالمين من الذي أنزلهم من كل قصر مشيد وجعلهم عبرة لكل معتبر من العبيد، وقصف منهم كل جبار عنيد، فكان كل منهم قد نال خزيًا ومأثمًا.

أحمده حمدًا يملأ الأرض والسماء وأشكره، ولم يزل يولي الشاكرين نعمًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو منه بها فضلاً وكرمًا، وأشهد أن حبيبنا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، أرسله إلى كافة الخلق عربًا وعجمًا، وقدمه على الكل وأكرم به مقدمًا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى شرعه المطهر وسلم تسليمًا..

أما بعد: يا حماة الدين ويا حراس العقيدة..يا أمة الإسلام قال الله تعالى في محكم التنزيل: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ * وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ) [إبراهيم: 42- 44].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال عن الله تبارك وتعالى: «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه العمل ولم يعطه أجرته» رواه البخاري ومسلم.

وعن أبي أمامة الباهلي صُدَيّ بن عجلان رضي الله عنه قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أمتي لم تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم غشوم، وكل غال مارق» رواه الطبراني في الكبير.

أيها المسلمون: وما أكثر الأئمة الظلام الغشمة والغالين المارقين في هذا الزمان، فإذا كانت يا عباد الله لا تنالهم شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأي خير حصل لهم، وأي خزي أعظم من هذا الخزي وأي مصيبة أنكى من هذه المصيبة؟!

فكيف يقر لهم قرار، وكيف لا يبكون على نفوسهم، وكيف يلذ لهم العيش من حرموا شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم؟!

ألا تظن أيها الظالم القوي أن الله لا ينتقم منك لهؤلاء المساكين الذي يبيتون يدعون عليك، ويصبحون ساخطين عليك، ليلهم ونهارهم وهم يدعون ويلجئون إلى الله، ويرفعون أكف الضراعة إليه أن يكفّ ظلمك عنهم، وأن يكفيهم إياك بما شاء..

خف الله في ظلم الورى واحذره *** وخف يوم عَضَ الظالمين على اليد
ولا تحسبن الله عن ذاك غافلا *** ولكنه يملي لمن شاء إلى الغد
فلا تغترر بالحلم عن ظلم ظالم *** سيأخذه أخذًا وبيلا وعن يد
ألا إن ظلم الناس ذنب معظم *** أتى النص في تحريمه بالتوعد

فيا عباد الله: انظروا في هذه المصائب وهذه القوارع إذا جُمعت الخلائق ليوم الحشر والنشر حفاة عراة عطشى بحاجة شديدة إلى من يشفع لهم لدى الخالق العظيم الذي قد غضب في ذلك اليوم لم يغضب قبله مثله ولم يغضب بعده مثله.

وقد تبرأ الشافع المشفع من أهل الظلم، وأخبر أنه لا نصيب لهم في شفاعته، وتصدى مالك الملوك فكان خصمًا لبعض خلقه ومن كان الله خصمه خصَمه، فأعِدّ أيها الظالم لمخاصمة الله ورسوله حججًا تنجو بها يوم القيامة وإلا فاستسلم للهلكة.. أسأل الله النجاة والسلامة.

وقد وُجد أنه مكتوب في التوراة يا عباد الله "ينادي منادٍ من وراء الجسر [يعني الصراط] يا معشر الجبابرة الطغاة ويا معشر المترفين الأشقياء! إن الله يحلف بعزته وجلاله ألا يتجاوز هذا الجسر اليوم ظالم"، فيا أيها الظلمة اتعظوا، ويا أيها الطواغيت اعتبروا..

وعن عبد الله بن أنيس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تحْشُرُ الْعِبَادَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلا بُهْمًا, فَيُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ مِنْهُمْ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ, لا تَظَالَمُوا الْيَوْمَ, لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ قِبَلَهُ مَظْلِمَةٌ، وَلا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ، وَلأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قِبَلَهُ مَظْلِمَةٌ, حَتَّى اللَّطْمَةِ بِالْيَدِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ؟، وَإِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ عُرَاةً غُرْلا بُهْمًا، قَالَ: «مِنَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ»، (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف: 49].

فيا أيها الراضي باسم الظالم كم عليك من المظالم، وكيف رضيت لنفسك -أن تدعى بالظالم- والسجن جهنم والحق الحاكم! ولا حجة لك فيما تخاصم!

أيها المسلمون.. أيها الموحدون: القبر مهول فتذكروا حبسكم، والحساب طويل، فخلصوا أنفسكم والعمر كيوم فبادروا شمسكم، والناقد بصير فاغتموا أوقاتكم.

أيها المسلمون: لما بعث الحبيب صلى الله عليه وسلم معاذًا إلى اليمن وزوده بوصاياه النافعة بالدعوة إلى الإسلام قال له فيما يأخذه من زكاتهم: «إياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب».

فكروا يا أمة الإسلام وتدبروا في هذه الوصية تجد أن أهل القدرة من الولاة والأمراء والملوك والحكام الذين يتولون أمور العباد يجب عليهم العدل واجتناب الظلم، ومراقبة من لا تنام عينه ولا يمهل النقير ولا القطمير، ولا الصغير ولا الكبير:

وما من يد إلا يد الله فوقها *** وما ظالم إلا سيجزى بظالم

فمن الظلم يا عباد الله: قتل النفس المؤمنة بغير حق، وفي الحديث «لو أن أهل السماوات والأرض اجتمعوا على قتل مسلم لكبهم الله جميعًا على وجوههم في النار».

وكم قتل اليوم من صالح ومجاهد ومؤمن وتقي ونقي بأيدي أولئك الظلمة، لو اجتمعوا على قتل مسلم لأكبهم الله جميعًا على وجوهم في النار، فكيف إذا قتلوا المؤمن المجاهد الموحد ولي الله الصالح.

وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال: «لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق» رواه ابن ماجه وغيره، يا الله.. أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق زوال الدنيا كلها ! يا إلهي.. كم من مؤمن قتلت؟ وكم من الظلمة تعدوا على المؤمنين؟

ومن الناس الظلمة والجهلة والطواغيت والمتجبرين من تغلب عليه ظلمه فاستهان بالقتل فأسرف فيه وهو جرم كبير (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء: 277].

ومن الظلمة من يأكل أموال الناس بالباطل كالسرقة والتحايل عليها بالأيمان الفاجرة، أو أخذها بالقوة والسلطة والقيادة، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة"، فقال له رجل: "وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟" قال: "وإن قضيبًا من أراك».

فيا الله كم أخذوا من حق؟ وكم سرقوا من أموال؟ وكم أسرفوا في عباد الله؟

ومن الظلم يا عباد الله: أن يتزوج امرأة وليس من نيته أن يوفيها مهرها، ومن الظلم تغيير منار الأرض فـ«من اقتطع شبرًا من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أراضين».

ومن الظلم: مسبة الناس وغيبتهم والاستهزاء والسخرية بهم، فكيف إذا كان بأولياء الله المجاهدين الصالحين..

أمة الإسلام والعدل: استمعوا إلى هذه الحادثة: دخل طاوس اليماني على هشام بن عبد الملك فقال له: اتق الله يوم الأذان، قال هشام: وما يوم الأذان؟ قال: قال الله تعالى: (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) [الأعراف: 44] فصعق هشام، فقال طاووس: هذا ذل الصفة فكيف بذل المعاينة؟

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا *** فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم

ولما حبس الرشيد يحيى بن خالد البرمكي وابنه الفضل، قال الفضل لأبيه وهما في السجن: "يا أبتي بعد العز سرنا في هذا القيد والحبس؟ " فقال: "يا بني! دعوة المظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها ".

وروي عن عبدالله بن سلام قال: "إن الله تعالى لما خلق الخلق واستووا على أقدامهم رفعوا رؤوسهم إلى السماء، وقالوا يا رب مع من أنت؟ قال: مع المظلوم حتى يؤدَّى إليه حقه".

لا إله إلا الله، من كان الله معه فلا يحتاج إلى بشر ولا إلى أحد..

عباد الله: إن الواجب على الإنسان أيًّا كان أن يتقي الله تعالى ويراقبه، ويعلم أن بطشه شديد وأن الله ليملي للظالم ويمهله عساه يتوب ولعله يرجع عن طغيانه، فإذا أصر على مخالفته وأبى إلا الاعتداء على الضعفاء والمساكين مستخفًّا بهم أو مغرورًا بالإمهال أخذه الله أخذ عزيز مقتدر وضربه بسياط نقمته، وجعل فيه للناظرين عبرة وموعظة للمتقين..

ولو اعتبرنا يا أولياء الله بأخذ القرون الماضية وما يقصه القرآن علينا من أنباء المتقدمين وما حل بهم لكان في ذلك ما يوقف الظالم عند حده، ويخفف من طمعه، ويخوفه من الغلو والفساد وما تزيل الدول وتسقط العروش وتعزل الملوك وتحدث الثورات في الأمم المتمدنة والشعوب المتعلمة إلا نتيجة العسف والجور واحتكار الضعفاء وإسناد الأمور لغير أهلها.

وفي زمننا ترون الواقع قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ * يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) [هود: 102 - 106].

أيها المسلمون: في هذه الآيات البيان الأوفى لمن تأمل ما أوقعه الله بقوم عاد وثمود وقوم لوط وقوم نوح وقوم شعيب وغيرهم من أنواع العقوبات، فما عند الله أدهى وأمر، نسأل الله العافية والسلامة.

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: مَا كَانَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ؟ قَالَ: «كَانَتْ أَمْثَالا كُلَّهَا: أيها الملك المسلط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من كافر».

فكيف إذا كانت مِن وليٍّ صالح مسجون ظلم أو معتدًى عليه بأخذ حقه أو ممنوع من بلاغ كلمة الحق أو مؤذًى في سبيل الله تعالى..

قال صلى الله عليه وسلم: «دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين».

وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة..» الحديث الذي رواه مسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو شيء فليتحلله منه اليوم من قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، فإن لم يكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه».

وعن وهب بن المنبه قال: «بنا جبار من الجبابرة قصرًا وشيّده فجاءت عجوز فقيرة فبنت إلى جانبه كوخًا تأوي إليه فركب الجبار المتكبر يومًا وطاف حول القصر، فرأى الكوخ فقال: لمن هذا؟ فقيل لامرأة تأوي إليه.. فأمر به فهُدم، فجاءت العجوز المسكين فرأته مهدومًا، فقالت: من هدمه؟ فقيل لها الملك رآه فهدمه، رفعت العجوز رأسها إلى السماء فقالت: يا رب! إذا لم أكن أنا حاضرة فأين كنت أنت؟!! فأمر الله عز وجل جبريل أن يقلب القصر على من فيه فقلبه" فهل يعتبر الطواغيت والظلمة؟!

وقال صلى الله عليه وسلم: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء» رواه مسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رجل يقول: "إن الظالم لا يضر إلا نفسه" فقال أبو هريرة: "بلى والله، حتى الحبارى لتموت في وكرها هزلا لظلم الظالم...".

فيا الله حتى الحبارى تموت لظلم الظالم، فيا عباد الله تذكروا العواقب واحذروا قدرة المعاقب واخشوا مراقبة المراقب..

أيها الظلمة المتجبرون أيها المتكبرون أيها الملوك والأمراء والرؤساء والحكام، أيها الظلمة، أين فرعون وقارون ومن طغى وبغي وتعدى، أين الجبابرة؟ أين القياصرة؟ أين من حكموا الدول والشعوب وساموا أهلها سوء العذاب..

أين الملوك ذَوو التيجان من يمـنٍ *** وأيـن منهـم أكاليـلٌ وتيجـانُ؟
أتى على الكُل أمـر لا مَـرد لـه *** حتى قَضَوا فكأن القوم مـا كانـوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِـك *** كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ

أيها المؤمنون: أليس لنا عبرة فيما حصل لطواغيت هذا العصر من تساقطهم عن عروشهم وسوم الشعوب لهم أشد العذاب، أين الملك والحكم والرئاسة والتاج المعمم فوق الرجل إلى رجل يسحب على وجهه فوق الطرقات ويُهان أشد الإهانة حتى أصبح أشبه بالبهائم، والبهائم أكرم عند الله منه.

وانظروا حولكم لتروا عواقبهم لتعتبروا أيها الظلمة سيحل بكم ما حل بهم، فاتقوا الله ولا تظلموا الشعوب والمسلمين، ولا تتعدوا على أولياء الله الصالحين، واعلموا أن كل مظلوم له نصر عند ربه وإن تأجل سيأتيه.

اللهم بلغت اللهم فاشهد..

اللهم انصر أوليائك الصالحين..
 

 

 

 

المرفقات

إلى الظالمين

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات