خطر الروافض

عقيل بن محمد المقطري

2022-10-10 - 1444/03/14
عناصر الخطبة
1/ حرص النبي عليه الصلاة والسلام على وحدة الأمة 2/ التمسك بالكتاب والسنة عند حلول الفتن 3/ معاناة أهل السنة في العراق على يد الروافض 4/ تحالف الروافض قديمًا وحديثًا مع أعداء الإسلام 5/ حديث غدير خم 6/ واجب الحكومات تجاه أهل السنة

اقتباس

لا بد أن تستبين سبيل كل مجرم حتى يتبين للمؤمن السبيل الحق، وبضدها تتميز الأشياء، ولا يمكن لمسلم لا يعرف سبيل المجرمين أن يتعرف على الضد لا يمكن لمسلم لا يعرف سبيل المؤمنين ولا يعرف عقائدهم ولا يعرف مناهجهم أن يعرف مناهج المخالفين، وإن أخطر ما يكون على عامة المسلمين أولئك الذين هم من أبناء جلدتها ومن صفها، ويتسمى بأسمائها ويلبس لباسها ويظهر بعض شعائرها، وهي أخطر ما يكون على عامة المسلمين ..


 

 

 

 

 

 

 

أما بعد:

عباد الله: فإن من حرص النبي عليه الصلاة والسلام على هذه الأمة وحرصه على وحدتها وحرصه من أن تستأصل شأفتها وخوفه من أن يفتك بعضهم بعضًا، إن رحمته صلى الله عليه وسلم بهذه الأمة بلغت غايتها القصوى، فلقد عانى ما عانى وصبر ما صبر كل ذلك من أجل أن يوجد هذه الأمة، وأن تكون هذه الأمة مستقرة وأن يكون لها الصدارة والريادة على مر العصور كم أُوذي فصبر! وكم أسهر عينيه! وكم أنفق من أمواله! كل ذلك من أجل إيجاد هذه الأمة التي لم تتحقق على ظهر الأرض أمة متكاملة إلا بمبعثه صلى الله عليه وسلم.

جميع الأنبياء والرسل لم يتمكنوا من إيجاد أمة كهذه الأمة. ولذلك كان السر في عدم ختم الرسالة وجعلها سارية حتى بعث نبينا صلى الله عليه وسلم لأنه لم توجد تلك الأمة التي أراد الله أن توجد، فلما أوجدت هذه الأمة وكمل الله تبارك وتعالى هذا الدين ختم الرسالة بمبعثه صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم كما جاء في جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: «أنت مني بمنزلة هرون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي».

إن من شدة حرصه ورحمته على هذه الأمة أنه بات ليلة كاملة يصلي لله تعالى يدعوه بثلاث دعوات من أول الليل حتى برق الفجر، وهو يدعو الله تبارك وتعالى، ففي الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ: الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لأُمَّتِي أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَأَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا –أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا– حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا».

لقد ظل يدعو ويتضرع ويتذلل يقف على قدميه حتى تورمت، وفي النهاية يجيبه الله بدعوتين ويمنعه الثالثة.

اللهم لا تسلط على أمتي عدوًّا من سواها، فيستأصل شأفتها، قال: «فأعطانيها، اللهم لا تهلك أمتي بسنة عامة، قال: فأعطانيها، اللهم لا تجعل بأس أمتي بينها، قال: فمنعنيها».

إذا مهما حاول الأعداء أن يستأصلوا شأفة هذه الأمة، فلن يتمكنوا أبدًا، مهما اجتمعوا بقضهم وقضيضهم، فلا يمكن لهذا الأمة أن تنمحي من على ظهر الوجود، ولا يمكن لهذا النور ولهذا الدين أن يسقط وأن ينمحي يومًا ما من على ظهر الأرض، فسيبقى نور الله ونور الدين سيبقى ساطعًا، وإن خفت سيعود مرة أخرى للبروق وللإشعاع حتى يملأ الأرض والكون، فلا يبقي الله تعالى بيت مدر ولا وبر إلا ويدخله الله تعالى هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، فسيصل هذا الدين إلى كل بيت.

هذا الحرص منه صلى الله عليه وسلم على أمته جعله يين السبيل، ويبين الطريق التي أمر الله تعالى بسلوكها أتم البيان والولوج فيها، والسير عليها حتى تكون الأمة على بصيرة من أمرها وعلى بصيرة من دينها وحتى لا تتعبد الله تعالى إلا بما شرع: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) [الأنعام: 55].

لا بد أن تستبين سبيل كل مجرم حتى يتبين للمؤمن السبيل الحق، وبضدها تتميز الأشياء، ولا يمكن لمسلم لا يعرف سبيل المجرمين أن يتعرف على الضد، لا يمكن لمسلم لا يعرف سبيل المؤمنين، ولا يعرف عقائدهم ولا يعرف مناهجهم أن يعرف مناهج المخالفين، وإن أخطر ما يكون على عامة المسلمين أولئك الذين هم من أبناء جلدتها ومن صفها، ويتسمى بأسمائها ويلبس لباسها ويظهر بعض شعائرها هذه هو أخطر ما يكون على عامة المسلمين.

أما لو تسأل عجوز في قمة جبل بعيدة عن العلم، وبعيدة عن الفهم، لو تسألها عن يهودي لقالت كافر، ولو سألتها نصراني لقالت كافر، ولو سألتها عن مجوسي لقالت كافر. لكن لو سألتها عن من هو ضمن هذه الأمة لما عرفت حقيقته، ولذلك لا بد وجوبًا حتميًّا على كل مؤمن يخاف الله تعالى ويرجو اليوم الآخر يخاف على دينه، ويخاف على معتقده ويخاف على إسلامه، عليه أن يتعرف على هذه المناهج الدخيلة التي كانت من دسائس اليهود النصارى من دسائس المجوس والتي ربما جمعت بين هذه العقائد المتناقضة كلها فأخذت من اليهود شيئًا ومن النصارى شيئًا من النصارى أمرًا، ومن الهندوس قضية أخرى ومن المجوس أشياء أخرى فجمعتها وسمتها دين الإسلام تمامًا، كما فعل التتار أيام دخولهم إلى بغداد جاءوا يحملون المصحف، ولكن الدين الذي يحملونه دين مخلط من الهندوسية واليهودية والنصرانية والمجوسية، ومن دين عبدة الأصنام والأوثان، فجاءوا من أجل أن يثبتوا ذلك الدين الذي يحملونه وما جاءوا ليرفعوا دين محمد صلى الله عليه وسلم، وكلنا نعرف أن محمدًا عليه الصلاة والسلام قد حذَّر من هذا التمزق والتفرق، فقال صلى الله عليه وسلم -كما قال سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة».

وطبقًا لما قال: «كلها في النار إلا واحدة» لا يقتضي هذا أنها كافرة إطلاقًا، ولكن معنى هذا أنها مخالفة، وهذا أمر متفق عليه بين أهل العلم، ولذلك فإن هذا الفرق تنسب إلى الإسلام نعم هناك فرق تنسب إلى الإسلام، والإسلام منها براء، ليس لها خط ولا نصيب وإنما هو مجرد ادعاء كونها تدعي أنها من أمة الإسلام، وتلك فرق صنعها الاستعمار من أجل إبطاله (الإسلام) من أجل إخماد الجهاد في سبيل الله عز وجل من أجل نقض الإسلام عروة عروة مثل تلك الفرق التي شكَّلها البريطانيون في باكستان بزعامة مرزا غلام أحمد خان، هذه الفرقة لا تزال تعمل في أوساط هذه الأمة، ولكنها خارجة مارقة عن دين الله.

أيها الإخوة الفضلاء:

هذه التفرق الذي أقض مضجع الصحابة رضي الله عنهم، حتى قالوا: من هي هذه الفرقة يا رسول الله لنكون منها؟ قال: «من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي».

وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلاً بمثل حذو النعل بالنعل، حتى لو كان فيهم من نكح أمه علانية كان في أمتي مثله، إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا ملة واحدة»، فقيل له: ما الواحدة؟ قال: «ما أنا عليه اليوم وأصحابي».

أخطر الفرق التي مرت في الإسلام هي تلك الفئة التي تأسست على يدي عبد الله بن سبأ اليهودي الفرقة السبئية التي ألهت عليًّا رضي الله عنه.

هذه الفرقة تشعبت منها بعد ذلك فرق، الفرق الشيعة كلها، وكان هذا هو أصل التفرق هذه الفئة التي جعلت عليًّا رضي الله عنه إلهًا يُعبَد من دون الله.

ولهذا فالتاريخ ذكر لنا أن عليًّا جمع رموز هؤلاء وتابعهم، بل خدَّ لهم الأخاديد، أي حفر لهم الحُفَر، وحرقهم بالنار، فكان هذا الفعل من علي رضي الله عنه خطأ، وقد خطأه الصحابة وندم عليه.

ولعل هذا الفعل هو الذي شجَّع عبد الله بن سبأ اليهود أن يقول لأتباعه: ألم أقل لكم أن عليًّا هو الله؟ وقد قال محمد: «لا يعذب بالنار إلا رب النار»، فزادهم فتنة إلى فتنتهم، الحاصل أن أخطر الفرق هي هذه الفرقة والتي تفرقت منها بعد ذلك فرق الروافض الاثنا عشرية وغيرها من الفرق الرافضة التي امتلأ قلبها حقدًا دفينًا على الإسلام وعلى المسلمين وتفرع منها الجهمية والمعتزلة والقرامطة، وكل فرق الباطنية ترجع إلى هذا النهج الخبيث النكد الذي زرعه اليهود في قلب هذه الأمة.

نعم أيها الإخوة الفضلاء:

من قرأ التاريخ عرف ما يصنع هؤلاء في الإسلام والمسلمين على مر التاريخ.

والتاريخ يعيد نفسه لقد تشكلت آخر الدول الحاقدة على الإسلام والمسلمين الدولة الصفوية التي تنسب إلى صفي الدين تشكلت هذه الدولة في إيران، وكانت تحمل حقدًا دفينًا على أهل السنة؛ لأن دولتها أُسقطت على يدي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بعد معركة القادسية.

وكان آخر سقوطها على يد جنود من الأفغان دخلوا إلى إيران فأسقطوا آخر معاقلها حتى صارت إيران بلدًا سنيًّا، وصارت العراق سنية بعد أن كانت صفوية.

وقد حاول هؤلاء أن يدخلوها مرتين، بل احتلوها مرتين ودامت خلافتها نحوًا من مائتي عام وهم يقتلون ويسفكون الدماء ويشردون ويفعلون بأهل السنة أفعالاً.

ولذلك ما يدور اليوم إنما هو دوران التاريخ مرة أخرى ليس بصورته، كما حدثت، ولكنها أشبه ما يكون، فبالله عليكم هل ما يدور اليوم في العراق تظنون أنها فتنة طائفية؟ ليست فتنة طائفية أن الفتن الطائفية يمكن أن تتجاوز ولكن هذه تصفية حساب في الحقيقة.

فبالأمس القريب صفّت إيران حساباتها مع الأفغان بفتح حدودها للأمريكان ليدخلوا من الحدود الشمالية لضرب أهل السنة في أفغانستان، وبالأمس القريب أيضًا فتحت البصرة، وفرشت بالورود والرياحين، واستقبل أيضًا الجنود الأمريكان بالرحب والسعة من أجل أن يدخلوا للقضاء على البقية الباقية للإسلام والمسلمين، هنا لك هكذا أيها الإخوة الفضلاء من الذي جاء بالتتار إلى العراق أليس هو ابن العلقمي الرافضي الخبيث؟ أليس هم الروافض الذين تأمروا على دولة الخلافة الإسلامية في العراق فاستجلبوا التتار وفعلوا فعلتهم حتى صارت شوارع بغداد تعج بالجثث وتتدفق الدماء أنهارًا.

ومن الذي جلب الأمريكان اليوم أليسوا هم عملاء إيران؟ أليسوا هم الروافض؟ والذين كانت لهم كراسي في (CIA) وفي البنتاجون وفي غيرها حتى سبقوا القوات الأمريكية إلى العراق، ومهّدوا لها هؤلاء يحملون حقدًا عليكم جميعًا أيها المسلمون.

إذا كان اليوم تصفية الحسابات في العراق فغدًا ستكون تصفية الحسابات في دول الخليج وتمتد إلى السودان، وإلى مصر وإلى اليمن وإلى غيرها.

إن من مبادئهم تصدير الثورة وما حادثة الحوثي عنكم ببعيد؛ لقد ذهب ضحيتها الآلاف المولفة.

عانينا منها جميعًا، وكادت أن تكون حرب مستعمرة.

من الذي درب هؤلاء القوم؟ هم وأفرادهم غير حزب الله اللبناني من الذي تبناهم ودفع لهم الأموال غير إيران والقادة والساسة يعرفون هذا ولكن لهم حسابات غير حساباتنا نحن البعيدين عن مواطن القرار.

إن هؤلاء القوم أعني القرامطة وهي فرقة من الشيعة الغالية من الروافض في عام 317ه يوم حج المسلمون استقبلهم القرمطي الخبيث في مكة في يوم التروية في يوم ثمانية من ذي الحجة والحجاج مجتمعون في بيت الله لينطلقوا إلى منى استقبلهم ذلك اليوم القرمطي الخبيت فذبحهم وسلب أموالهم وأذن لأفراده بسلب ونهب بيوت مكة بل اقتلع الحج الأسود واقتلع باب مكة ودفن القتلى بغير صلاة وبغير أكفان وبغير غسل رمى بهم في بئر زمزم.

اقرءوا التاريخ لقد اقتلع الحجر الأسود وأخذه إلى هجر في البحرين آنذاك. وما أعاده إلا بعد فترة طويلة يوم أن هدده ذلك الخليفة الفاطمي من إفريقيا وكفّره هو ومن فعل فعله فأعاد الحجر الأسود قال: أما الأموال فقد أكلها الأتباع ولا قدرة لي على جلبها منهم، وأما كساء الكعبة فقد فرّقه عوام الشيعة فلا قدرة لي على جمعه وإعادته.

هاهو التاريخ يعود اليوم في أيام مضت قافلة حجيج من أهل السنة يعود من مكة لتعود إلى العراق فتختطف من حدود العراق مع السعودية ولا يعلم مصيرهم إلى الآن، بل إن أخبارًا -الله أعلم بصحتها- تقول بأنهم أُخذوا وذبحوا في النجف تقربًا إلى القبور تمامًا كما يفعل هؤلاء يريدون أن يصفوا حساباتهم مع أهل السنة ليس لهم عداوات مع غير أهل السنة فأهل السنة هم الأعداء الحقيقيون عندهم وتصفية الحساب والدور إنما هو مع أهل السنة من أجل أن تفرغ بغداد من هذا الصنف ليحل محله هؤلاء الصفوية هؤلاء الروافض تتخالف وتتصادم تمامًا مع عقيد ة أهل السنة ومع منهجهم.

دع عنك الذين لا يرفعون للعقيدة ولا للمنهج رأسًا الذين يحاولون جاهدين منذ أكثر من خمسين سنة وهم يحاولون التقرب إلى الشيعة والشيعة ينفرون منهم كلما تقرب أهل السنة شبرا تباعد أهل الرفض باعًا.

ولا يمكن أن يلتقي أهل السنة مع هؤلاء القوم.

مع أناس يزعمون أن الرسالة إنما كانت لعلي رضي الله عنه وأن جبريل عليه السلام خان الرسالة.

كيف نلتقي مع أقوام يكذبون الله فالله برَّأ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهم لا يزالون يتهمونها إلى يومنا هذا وفي الأيام القليلة القادمة سيقيمون عيدهم عيد الغدير والمسلمون لا يعرفون إلا عيد الفطر وعيد الأضحى.

عيد الغدير هذا ماذا يريدون منه؟ يريدون منه إقامة الحد على عائشة رضي الله عنها وإقامة الحد على أبي بكر رضي الله عنه وعلى عمر رضي الله عنه وعلى المرتدين إنهم يقيمونه هنا قريبًا منا في صعدة فيأتون بنعجة تميل إلى الاحمرار ثم ينتفون شعرها ويعذبونها ويقولون لها: يا حميراء تمامًا كما كان يسمي النبي عليه الصلاة والسلام عائشة رضي الله عنها الحميراء.

عيد غدير خم ليس ثمة شيء اسمه عيد غدير خم، هناك يوم في التاريخ اسمه يوم غدير خم مشهور معروف عند أهل السنة، وهو أنه صلى الله عليه وسلم حينما عاد إلى المدينة جمع الناس في منطقة تسمى غدير خم، ثم ذكّر المسلمين بأهل بيته، وقال لهم: «أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» يعني أعطوهم حقوقهم. لا يعني اعبدوهم.

لقد زعم الرافضة أن الولاية أعطيت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا الكلام مرفوض ليس له أساس من الصحة، فعلي رضي الله عنه شهد بنفسه كما في حديث أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: قُلْتُ: لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ هَلْ عِنْدَكُمْ كِتَابٌ؟ قَالَ: "لَا، إِلَّا كِتَابُ اللَّهِ أَوْ فَهْمٌ أُعْطِيَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ أَوْ مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ" قَالَ: قُلْتُ: فَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: "الْعَقْلُ وَفَكَاكُ الْأَسِيرِ وَلَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ".

فلم تكن ثمة ولاية لأحد من الناس وأهل البيت نجلهم ونحبهم وندافع عنهم.

وأهل بيت النبي صلى عليه وسلم هم أعلام أهل السنة من عليّ إلى الحسن إلى الحسين إلى فاطمة الزهراء إلى غيره من سلالته صلى الله عليه وسلم نحترمهم ونقدرهم ورواياتهم في كتبنا نعتمد على أحاديثهم بخلاف الروافض إنهم لا يعتمدون شيئًا من كتبنا فكتبهم غير كتبنا ومصادرهم غير مصادرنا، ولذلك أيها الشباب لا تغرنكم تلك الأفعال التي هي أفعال مصالح لا تغرنكم تلك السياسات التي هي سياسات مصالح ادخلوا إلى مواقع هؤلاء ستجدون العجب سحبت فتاوى من موقع السستاني ومن موقع مقتدى الصدر فتاوى في الحقيقة بلية على الإسلام والمسلمين، السستاني هذا الذي يفتي في العراق مدة طويلة إلى يومنا هذه لا يعرف العربية.

استفته من هي على شاكلته بأنها فقدت رفقتها فطافت كما يطوف عامة الناس؟

فقال لها: طوافك باطل، وحجك باطل؛ لأنك لم تطوفي كطواف النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع. ماذا يعني هذا؟ يعني هذا أن طوافنا باطل.

سئل أيضًا عن المناهج وعن المذاهب المخالفة لمنهجه؟ قال: كل المناهج باطلة غير مذهبنا، لا شافعية ولا حنبلية ولا مالكية ولا شيء من هذا كل هذه باطلة، ولهذا فأكثر زيدية اليوم في اليمن قد تغيرت مذاهبهم وتغيرات مناهجهم منذ أن أتى الخميني.

إن بعض الشباب لا يزال إلى اليوم يُرى ملتحيًّا فيقول له: يا خميني لما جاء الخميني أفسد عقائد الزيدية إلا من بقي على ما كان عليه، وما الحوثي وأتباعه إلا وجه آخر لعملة واحدة.

فيلق بدر وكذلك الحزب الشيعي بزعامة الحكيم في العراق، وكذلك حزب الله في لبنان وبقية الأحزاب الموجودة في العالم الإسلامي ليس لها مرجعية إلا إيران إلا آية الله الخميني الذي يؤمن بولاية الفقيه نيابة عن المهدي المنتظر (محمد الحسن العسكري) الذي قيل: إنه دخل السرداب قالوا: عجل الله مخرجه.

هذا السرداب أيها الإخوة لا يدخل منه فار قالوا: دخل فيه قبل أكثر من ألف عام وإلى يومنا هذا وهم ينتظرون خروجه، ولهذا لو ذكروه يقولون :عجل الله فرجه ومخرجه.

ما ندري متى سيلد هذا السرداب؟ ولهذا قال القائل:

أما آن للسرداب أن يلد الذي *** كلفتموه بجهلكم ما آن
فعلى عقولكم العفاء *** فإنكم ثلثتم العنقاء الغيلان

شخص يعيش في سرداب مئات السنين، المهم أن هؤلاء تصدر منهم البلاوي.

يسأل: السستاني أيضًا ما حكم وضوء من لامس سنيًّا؟ قال: باطل.

أما مقتدى الصدر فحدث ولا حرج وفتاواهم عندي بتوقيعاتهم مسحوبة من مواقعهم لا يستطيعون أن ينكروا، يُسأل: مقتدى الصدر. تسأله امرأة وتقول له: هل يحل لنا ويسمين أنفسهن بالزينبيات هل يحل لنا كما يقول: أنصار جيش المهدي أنهم يحل لهم أن يتمتعوا بنا تمتعًا جماعيًّا، وهذا التمتع لا يزيد عن سويعات؟

قال: نعم يجوز لجيش المهدي أن يتمتع بكن تمتعًا جماعيًّا، ولا يحل لغير جيش المهدي فإنه قد أوقف دمه ونفسه من أجل نصرة المهدي وأنصار المهدي، وإياكم أن تسقط هذه الفتوى على أبناء العامة.

من هم أبناء العامة؟ أنتم يا أهل السنة أبناء العامة لا قيمة لكم عندهم قيمتكم كلها سقطت.

وفتوى أخرى يسأله بعض أنصار المهدي هل يجوز لنا أن نأكل الحشيشة؟

قال: نعم لقد التقيت بالمهدي عجل الله فرجه ومخرجه.

ما ندري أين التقى به في شوارع بغداد أو في شوارع مدينة الصدر؟

فقال: نعم يجوز لأنصار وجيش المهدي أن يأكلوا الحشيشة، ومن أراد رؤيتي فليأكل حشيشتي، قوم محششون مخدرون.

ولذلك نشأت فرق الموت وفرق كتائب الموت لذا هم يفعلون ولا يفكرون.

والله يا أيها الإخوة لولا أنكم ربما لا تصدقون أيها الشباب ادخلوا على موقعهم وانظروا ماذا يصنعون من أواخر جرائمهم أنهم كانوا يتحدثون عن شخص سني كان يقاوم مع المقاومة فلم يجدوه ووجدوا زوجته فأخذوها والله أعلم ماذا صنعوا بها؟!!

آخر ما ختم في حياتها أنهم أغمضوا عينيها وأعروا جسدها إلى ما تحت السرة ثم صورها وذبحوها كما تذبح الشاة، والله لقد رأيت هذا الموقف وأثر في أكثر من يومين، ولازلت متأثرًا إذ تذبح امرأة لا جرم لها ولم تفعل شيئًا ثم تصور بالسيديهات وتوزع على الحارة التي تسكنها ليقال لأهل السنة هذا مصير من يعارضنا هذا الكلام ليس كلامًا من ضرب الخيال.

لقد رأى بعضكم من أهل السنة من يرش بالبنزين ويحرق مثل هذا الأمر والله ما يفعله اليهود والله ما تفعله أمريكا ما يفعله إلا أمثال هؤلاء الخبثاء اليوم مثل هذا يقع في العراق وإيران تدفع برموزها إلى العراق دفعة بعد دفعة بمباركة من أمريكا ومباركة من البريطانيين؛ لأن هؤلاء سيثبتون أقدامهم بل أن هؤلاء الخبثاء أعني الروافض هم أول من اعتدوا على الوثائق الموجودة في الدولة أحرقوها مما جعل إيران أن تدفع بالملايين الشيعة الروافض ممن يتكلم بالعربية أن تدفعهم إلى العراق وفعلاً جنس هؤلاء بل دفعت إيران أكثر من مليون إنسان إلى سوريا وفعلا جنس هؤلاء ماذا يريد هؤلاء القوم؟

إنهم يريدون أن تلتف أيديهم على أعناق أهل السنة شيئًا فشيئًا وما كان عند جارك غدا يكون بدارك إن لم يتنبه أهل السنة لمثل هذا الأمر.

أقول: أيها الإخوة وأعيد كلامي مرة أخرى: إن صدام حسين كان حجرة عثرة أمام مد هؤلاء لكن بعض الحكام ما عرفوا مصلحتهم؛ لأنهم ما وقفوا في وجه مثل هؤلاء ولن يستيقظوا إطلاقًا، وسوف تكون المعاناة عليهم شديدة جدًّا فليحذر أهل السنة من غوائل هؤلاء ولنحذر من أفكار هؤلاء وكتبهم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

أيها الإخوة الفضلاء:

لا شك أن مثل هذه الأمور تزيد الإنسان حسرة وتزيده ألمًا إلى آلامه المتدفقة عليه من كل حدب وصوب لا بد من معرفة مثل هذه الشرور

عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه *** ومن لم يعرف الخير من الشر يقع فيه

إخواني في الله :

إنني لا أدعو إخواني إلى حقد أو طائفية، ولكنني أدعو إخواني إلى العود الحميد إلى هذا الدين إلى إصلاح النفس إلى تحذير النفس، وتحذير الغير من مغبة في الوقوع في شراك هؤلاء فهؤلاء يعملون وجادين ونشطين معهم حكومة معهم دولة تدفع الأموال وللأسف فحكومات أهل السنة ضد أهل السنة إذا كان يوجد في العالم الإسلامي حكومة واحدة رافضية، فكذلك يوجد أكثر من أربعين دولة تنتسب لمنهج أهل السنة ولكن للأسف أن هؤلاء الحكام أول من يقف في وجه أهل السنة فبينما المسلمون يذبحون في العراق وأمريكا تتوطد أقدامها هناك والفلسطينيون يذبحون ويقتلون، وإذا بأحد هؤلاء الحكام ليس له هم سوى الإخوان المسلمين وماذا صنع الإخوان المسلمون إن أحزابًا علمانية أخرى تعمل في البلد ولها أنشطة أخرى لكن هؤلاء يدارون من خارج الحدود سياسات خارجية تنفذ في بلاد المسلمين.

لكن أقول سيعيد التاريخ نفسه في يوم ما فإذا كان ابن العلقمي أدخل التتار وكان قتل الخليفة وأبنائه على أيدي هؤلاء وأعاد التاريخ نفسه في قتل صدام وأبنائه على يد الأمريكان سيعيد التاريخ نفسه مرة أخرى على هؤلاء وستدار الحبال حول أعناقهم إن لم ينتهوا وإن لم يرجعوا وستكون حبال المشانق منصوبة لهم هؤلاء من القوم الذين يدافعون عنهم وسيجدون أهل السنة موقفًا مشرفًا موقفًا معتدلاً تظنون أن أهل السنة ما عانوا من صدام أثناء حكمه بل عانوا معاناة شديدة، ولكنه لما رجع وأصلح من شأنه وشهد القاصي قبل الداني بصلاحه لنفسه ومحاولته لإصلاح البلد وقف أهل السنة منه موقفًا مشرفًا فلم يتشفوا به ولم يفرحوا بل حزنوا لمقتله إن الذي تشفوا به هم الروافض، وأما أهل السنة فقد حزنوا وإن فعل بهم ما فعل لماذا؟

لأنهم يعرفون من منهجهم أن قاتل المائة تاب فتاب الله عليه، من الذي يحجز بينك وبين التوبة وكذلك حديث عَبْدِ اللَّهِ ابن مسعود قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعٍ بِرِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ فَوَاللَّهِ إِنَّ أَحَدَكُمْ أَوْ الرَّجُلَ يَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ بَاعٍ أَوْ ذِرَاعٍ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذِرَاعٍ أَوْ ذِرَاعَيْنِ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا». فيقفون موقفًا مشرفًا.

أيها الإخوة الفضلاء: انتبهوا لهذا المد انتبهوا لهذه الأفكار، واحذروا على أنفسكم وعلى أولادكم ولا تغتروا بالإعلام وبالسياسات والقنوات الفضائية، وببعض الأعمال التي هي من باب تحصيل الجهد وتحقيق مصالح آنية ما بين الحين والآخر لكن لتكن مواقفنا مواقف ثابتة.

أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، إنه سميع مجيب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المرفقات

الروافض

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات