عناصر الخطبة
1/ فرحة العيد وفرح النبي الكريم به رغم ظروف الدولة الناشئة 2/ دعوة لرؤية فرحة العيد تآلُفَاً وتحابُبَاً وتآخِيَاً بين المسلمين 3/ حرب العلمانيين والمنافقين على العلماء 4/ مؤامراتهم ضد المرأة 5/ وسائل ننصر بها إخواننا 6/ التفاؤل الإيجابي 7/ صيام ست من شوالاقتباس
جميل أن نرى فرحة العيد في حاراتنا، في بيوتنا، في أسرنا ومجتمعنا، جميل أن نرى فرحة العيد في الاجتماع والائتلاف، وترك الفرقة والاختلاف، جميل أن نرى فرحة العيد في التآخي، في السلام، في التزاور مع كل الناس، وترك التجافي والتكابر، جميل أن نرى فرحة العيد تدوِّي في بُيوتٍ لَطالما دوَّى فيها الصياح والعقوق والنشوز والنياح، فتأتي فرحة العيد لتعقد المودة والمحبة فيها، جميل أن نرى فرحة العيد في وشائج أولى قربى قد انقطعت، فجاءت فرحة العيد لتصلها، وفي نفوس تباعدت فجاءت فرحة العيد لتقربها ..
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
الله أكبر، بنعمته اهتدى المهتدون، وبرحمته صام الصائمون، وبعونه قام القائمون، وبعدله ضلَّ الضالون، (لاَ يُسْأَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء:23].
الله أكبر، علِم الذنوب فغفرها، وأبصر العيوب فسترها، وعين آجال العباد وقدَّرها، وقسم أرزاق العباد ويسرها، لك اللهم الحمد بالإيمان، لك اللهم الحمد بالقرآن، لك اللهم الحمد بشهر رمضان، لك اللهم الحمد بعشر الرحمة وعشر المغفرة وعشر العتق من النيران، لك اللهم الحمد باللسان والجنان والأركان.
لك اللهم الحمد أنت الكريم الجواد، لك اللهم الحمد على نعم لا نحصي لها تعداد، لك اللهم الحمد ما خط القلم وسال المداد؛ من يكشف الضر سواك؟ ومن يجيب دعوة المضطر عداك؟.
يا مَن يُجِيبُ دُعا المـُضطّرِّ في الظُّلَمِ *** يا كاشفَ الضُّرِّ والبَلْوَى معَ السَّقَمِ
قدْ نامَ وَفدُكَ حولَ البيتِ وانتبهوا *** وأنتَ يا حيُّ يا قيُّومُ لم تَنَمِ
هَبْ لي بجودِكَ فضْلَ العَفْوِ عن جُرُمِي *** يا مَنْ إليهِ أشار الخَلْقُ في الحرَمِ
إنْ كان عفوُكَ لم يُدْرِكْهُ ذو سَرَفٍ *** فمَن يجودُ على العاصِينَ بالكَرَمِ
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، هللت الأرض لبعثته، وكبرت السماء لشريعته، يا ربّ صَل وسلم وبارك وأنعِم عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه ما أشرق صبح وأسفر، وأقبل عيدٌ وتكرر.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها الصائمون القائمون: جاء العيد ليصل ماضي الأمة بحاضرِها، وقريبَها ببعيدِها، جاء العيد ليربط أفراح الأمة بشرائعها، وابتهاجها بشعائرها.
جاء العيد فابتسم له ثغر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتهلل وجهه فرحاً وبشراً، بأبي هو وأمي. صح في البخاري من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: دخَل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندي جاريتان تغنيان بدفين بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، وجاء أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ فأقبل عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "دعهما يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا".
أظهر فرحه -صلى الله عليه وسلم- بالعيد شرعاً وفعلاً، وأذن للمسلمين بأن يفرحوا، مع أن مكة حينها كانت تعج عناداً وكفراً، واليهود حوله -صلى الله عليه وسلم- يحيكون خبثاً ومكراً، والمنافقون في صف المسلمين يدبرون شراً وأمراً، ومع ذلك كله ما منعه -صلى الله عليه وسلم- أن يفرح بالعيد؛ راسماً بفَرَحِه أنس المؤمن، وتفاؤل الواثق بنصر الله.
إخوة الإسلام: عيدكم مبارك، وعيدكم بإذن الله سعيد، فكم عندكم ما تفرحون به! فرح بفضل الله ورحمته، وفرح بالهدى يوم أن ضلت فئام عن شريعته، وفرح يوم أن هدانا واجتبانا على ملته، (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكمْ فِي الدّينِ مِنْ حَرَجٍ مّلّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ) [الحج:78]، فرَح بإتمام الصيام وإكمال عدته، "للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه"، وفرح بألوان عطاياه ونعمته، (وَإِن تَعُدّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَآ) [النحل:18].
فيا مسلمون: أعيدوا للعيد بهجته، وارسموا على الوجوه صدقاً فرحته، وكما لبستم من الثياب جديداً، فلتلبس القلوب من الحياة عهداً جديداً.
العيدُ أقبل والبلابلُ تَصْدَحُ *** والشمْسُ تبسُمُ للضِّياء وتمرَحُ
وبراعِمُ الأرضِ احتفَتْ وتقافزَتْ *** فتأرجحَتْ بالعِطْرِ أرضٌ تمْرحُ
اليومَ يومُ العيدِ يومَ جوائز الــ *** رحمن فالمــُعطى أكيداً يربحُ
الكلُّ حينَ أتى ليحْمدَ ربَّهُ *** فرحاً به والبشرُ بادٍ ينضحُ
اليومَ عيدُ الشُّكْرِ، كلُّ حياتنا *** شكرٌ لما أسداهُ ربٌّ يمنحُ
جميل أن نرى فرحة العيد في حاراتنا، في بيوتنا، في أسرنا ومجتمعنا، جميل أن نرى فرحة العيد في الاجتماع والائتلاف، وترك الفرقة والاختلاف، جميل أن نرى فرحة العيد في التآخي، في السلام، في التزاور مع كل الناس، وترك التجافي والتكابر، جميل أن نرى فرحة العيد تدوِّي في بُيوتٍ لَطالما دوَّى فيها الصياح والعقوق والنشوز والنياح، فتأتي فرحة العيد لتعقد المودة والمحبة فيها، جميل أن نرى فرحة العيد في وشائج أولى قربى قد انقطعت، فجاءت فرحة العيد لتصلها، وفي نفوس تباعدت فجاءت فرحة العيد لتقربها.
يا مسلمون يا صائمون: لماذا شرعت صلاة الجماعة في المساجد؟ وما حكمة فرض الزكاة على الأغنياء للفقراء؟ وما السر في إيجاب بر الوالدين وصلة الأرحام؟ وما الغاية من تعظيم حق الجار؟ وما الهدف من حقوق المسلم على أخيه؟ ولماذا حرم الإسلام الحقد والحسد والبغضاء؟ لماذا؟ هلَّا في ذلك يوماً تفكرت؟.
إن غاية الإسلام العظمى والهدف الأعلى والأسمى أن يعيش المجتمع المسلم متحاباً مترابطاً متآخياً متماسكاً، لِنَعِشْ المحبة والمودة حقاً، ولْنعش الائتلاف والاجتماع صدقاً، "وكونوا عباد الله إخواناً"، (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) [آل عمران:103].
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
ما زالت الحرب ضروس، تجاهد فيها نفوس ونفوس، مازالت الحرب قائمة، توقظ فيها كل فتنة نائمة، ما زال أهل البيات، يدبرون كل فساد وضياع وشتات، ما زال أهل البلبلة، في كل يوم يخلقون الخلخلة؛ نعم، مازالت حرب العلمنة والنفاق، تنفخ كل يوماً أبواقاً مع أبواق، (كُلّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ) [المائدة:64]، مازالت نيرانهم مشتعلة، وحربهم المفتعلة.
يذكون ناراً على حساب أخرى تمشياً مع ظروف الزمان ومعطيات المكان، وإن آخر نيرانهم تلك التي أشعلوها وما فتئوا، ونفخوها وما برحوا، نيرانهم وحربهم على العلماء، قامت قنواتهم الفضائية، وتقيأت مقالاتهم الصحفية في اعتداء سافر، وتهجم ظاهر، على قامات العلماء.
بفتاوى أهل العلم الراسخين ضاقوا ذرعاً، ولتعلق الناس ومحبتهم للعلماء أرادوا منعاً، فجاءت كلماتهم تترا، سراً وجهراً، تنفث شراً وأشراً.
اعتدوا على أئمة في الدين شابت لحاهم في الإسلام، ونصح الأمة والأنام، فيتهمونهم بالتخوين والكذب والتناقض، يقول قائلهم لأحد العلماء في صحيفة سيَّارة: تخليتَ عن منهج أهل السنة والجماعة! ويقول آخَر: أنت تدعو للإرهاب. ألا ويح ما كتبوا! وبئس القلم الذي به خطوا! وواسوأة الحبر الذي على الورق نثروا.
هاتِ الدَّواةَ مع القَلَمْ *** فالخَطْبُ قد فاقَ الأَلَمْ
إنَّ الصِّغارَ تكالَبوا *** سوءاً على رأسِ الهرَمْ
يرمون شيخاً راسخاً *** بالجهل؟ يا ويحَ الذِّمَمْ!
يا صاغِراً كُفَّ الأذى *** والزَمْ فراشكَ ثمّ نَم
قد كنتَ تلعبُ في الصِّبا *** والشيخُ يشرحُ في الحرَمْ
قد كنتَ تلهو سادراً *** والشيخُ يشحذُ في الهِمَم
شرَح المتونَ وشادَها *** وطريقَ فكركَ قد هدَمْ
فاصمُتْ! فرُبَّ مقالةٍ *** أذِنَتْ بحربِ المــُنتقِمْ
إنها حملات ظالمة ضد العلماء، الهدف منها هو إضعاف العلماء، وإبعادهم عن مسار الحياة. نعم، لإسقاط المرجعية الشرعية أرادوا، وبتشويه صورة العلماء وضرب أقوال بعضهم ببعض كتبوا ونادوا، ولِما قال العلماء نقصوا وزادوا، يروجون لراية وراءها ما وراءها فيقولون العلماء ماتوا، العلماء ذهبوا، أما الآن علماء دنيا، كل هذا لإسقاط العلماء الأحياء، ولعلمهم أن النوازل الجديدة، والمشاريع التغريبية الحادثة لن تخرج العلماء الأموات من قبورهم ليردوا عليها، وإنما سيردّ عليها العلماء الأحياء.
فاعلموا -رعاكم الله- مغازي القوم ومخازيهم، وباطل زيفهم ودعاويهم، واقدروا للعلماء قدرهم، واعرفوا سيرهم وبذلهم، ولندافع عنهم كتابة ونصحاً لمن يقع فيهم، ولنربِّي أنفسنا ومجتمعنا وشبابنا على احترامهم وإجلالهم، ويا سبحان الله! انظر لكافة طوائف البدع والكفر، كيف حالهم مع علمائهم؟.
انظر للنصارى مع قساوستهم، ولليهود مع رهبانهم، وللرافضة مع ملاليهم وآياتهم! وانظر لحال كثير من أهل السنة مع علمائهم، إليكم السنة يا أهل السنة، صح عن حبيبكم -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "وإن العالِم يستغفر له مَن في السموات ومَن في الأرض، حتى الحيتان في الماء".
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله ها هو الإعلام المعاصر في أكثر فضائياته وصحفه ومجلاته، ومنذ أمد بعيد يسعى جاهداً أن يربي مشاهديه على استمراء سفور النساء، واعتياد خلطهن بالرجال، نعم، في الشاشة وأمام الملايين تجلس المرأة بجوار الرجل تمازحه وتضاحكه، وهي ليست قريبته ولا هو محرم لها، وإنما الذي بينهما رباط الإعلام والشيطان، ولا يكاد يخلو برنامج أو فقرة من رجل وامرأة في الأخبار والحوار والرياضة والسياسة، صور متكررة، ليُستمرأ المنكر، وتُستساغ المعصية.
وقد آتت تلك القنوات ثمارها النكدة في كثير من مجتمعات المسلمين، واستعصى هذا المجتمع الطاهر على كثير من تلك الأطروحات المعلمنة الخبيثة؛ فضاق المنافقون بذلك ذرعاً، واجتهدوا وما آلوا وسعاً، يغتنمون الفرص السانحة، ويندبون الأقلام المأجورة النائحة، لتسويغ الاختلاط وتجويزه، في كتاباتهم كتبوا، وفي منتدياتهم بالنساء اختلطوا، في سعي مقيت، ودأب المستميت، لجرِّ المجتمع إلى حماة الاختلاط، وما سعيهم إلا لعلمهم أن الاختلاط إذا انتشر فما بعده من الإفساد أهون.
بأي شبهة يشبهون؟ وبأي أدلة يشوشون؟ والقرآن والسنة بين أظهرنا، ألا فليمحوا من القرآن -إن استطاعوا- قول الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنّ) [الأحزاب:53]، هذا الخطاب لأطهر الأمة قلوباً وهم الصحابة -رضي الله عنهم-، وأعف النساء، وهن أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن-، فكيف بمَن دونهم؟.
وبأي شبهة سيردون عما في البخاري ومسلم من قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إياكم والدخولَ على النساء!"، هذا مجرد الدخول ليس، إلا فكيف يا صائمون يا قائمون بالمكث عندهن، والجلوس في ساعات العمل بجوارهن؟.
عباد الله: إن هؤلاء المنافقين الخبثاء قد وجدوا باباً للاختلاط على الناس، فدخلوا من باب العمل والوظيفة والرزق والمال الذي غرَّ كثيراً من الناس بريقُه، فنادَوا المرأة للتمريض في المستشفيات مع الرجال، طلبوها لتعمل في استقبال المستوصفات للرجال والنساء على حد سواء، دعوها للاجتماعات جنباً إلى جنب مع الرجال، وما إن تحدث مثل هذه اللقاءات المختلطة حتى تُصَوَّر وتُزَفَّ للمجتمع، لعل حاجز الحشمة والحياء يسقط أو يتصدع. فاعلموا أن طهارتكم وعفتكم مستهدفة.
ثم يا رعاكم الله! أفليس في الأمم غيرنا معتبر؟ أفليس لنا فيما هم فيه من بلايا وخزايا مدكرَّ؟ هذه قائدة التحرير والسفور والعري والاختلاط تشير التقارير السنوية لعدد الجريمة في الولايات المتحدة الأمريكية أن عدد حالات الاغتصاب المبلغ عنها (180) حالة يومياً! ولذا بلغ عدد المراكز الطبية لعلاج آثار الاغتصاب عندهم أكثر من (700) مركز.
ولذا نادت بعض المدن الأمريكية بتجربة الفصل بين الجنسين في ميادين التعليم، إذ توجد في أمريكا الآن (154) كلية خاصة بالبنات، فماذا بقي بعدها لدعاة الاختلاط؟ ودلائل الشرع والحال ترد عليهم.
أيها الغيورون: إنه لابد من التنبه لدعواتهم الآثمة، ومجاهدتهم بالقلم واللسان، والاحتساب في الإنكار على أطروحاتهم قدر الطاقة، والتواصل في ذلك مع علمائنا وولاة أمرنا، فإن لهم في ذلك جهوداً مشكورة. واستغفروا ربكم إنه كان غفارا.
الخطبة الثانية:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله حبيب رب العالمين، صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه أجمعين.
وبعد: يا صائمون يا قائمون: عيدكم مبارك بإذن الله، أبشروا وأملوا خيراً، فعمر الإسلام أطول من أعماركم، وآفاقهُ أوسع من أوطانكم، انتصر المسلمون ببدر، وهُزموا في أحد، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وزلزلوا يوم الأحزاب، وفتحت مكة الفتح المبين، وسقطت بغداد أيام المغول، ثم فتحت القسطنطينية، وسنن الله ماضيه لا تحابي أحداً.
وما الدوائر التي تدور رحاها على إخواننا المحاصرين في غزة، أو فلسطين أو في العراق الجريح، ما دارت إلا بقدر الله وقضائه، وفتنته وابتلاءه، لينظر ما نحن عاملون، وفي دفع الضر عن إخواننا ما نحن صانعون.
وإن ربكم لا يؤاخذكم بما ليس في أيديكم، لكن بأيدينا إصلاح حالنا وحال بيوتنا ومجتمعنا، بأيدينا النصرة بالدعاء، ونقولها ولا نمل، وإن الله لا يملُّ حتى تملوا، نقول النصرة بالدعاء ولا نكلّ، فأشرف منا جميعاً نبي الله -موسى عليه السلام- دعا على فرعون وسأل الله له الهلاك، فلم تُجَب الدعوة إلا بعد أربعين سنة، وإن تأخير الله تعالى لإجابة الدعاء من ورائه حكم ربانية: (فَلَيَعْلَمَنّ اللّهُ الّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت:3].
وأمِّلُوا وتفاءلوا تفاؤلاً إيجابياً مقروناً بالعمل، فهذا هو اقتصاد الغرب يترنح، وتشير التقارير إلى وجود أزمة مالية خانقة، وما على الله ببعيد أن هذه دعوات مظلومين ومظلومات، ومقهورين ومقهورات طحنتهم آلة الغرب وسلاحه.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
اعلموا -رحمكم الله- أن الأعياد في الإسلام ثلاثة: عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع الجمعة؛ وما عداها من الأيام التي تكرر في كل عام، فهي بدعة لا يجوز الاحتفال بها، ولا إحياؤها.
واعلموا أن من قبول الحسنة إتباعها بمثلها، ومن ذلك صيام الست من شوال، فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَن صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر".
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم