خطبة عيد الأضحى 1438هـ

يحيى جبران جباري

2022-10-06 - 1444/03/10
عناصر الخطبة
1/ عظم فضل الله على المسلمين 2/ وصايا مهمة لعموم الأمة 3/ الحذر من الأمور المذمومة 4/ وصايا تربوية وأسرية.

اقتباس

يا أهل الإسلام.. بالصلاة؛ ننجو من النار في الآخرة؛ وفي الدنيا تطيب الحياة؛ وبالزكاة؛ يذهب الفقر؛ وينتهي السلب وما والاه؛ وبصلة الرحم؛ تتم الصلة من الله؛ وبالعيش مع القرآن؛ ندحر الشيطان ومبتغاه؛ وببر الوالدين نحوز رضوان الله؛ وبحسن الجوار؛ نطبق أمر رسول الله؛ وبالمداومة على الذكر؛ يبقى لسانك رطبًا من ذكر الله...

الخطبة الأولى:

 

الله أكبر؛ الله أكبر؛ الله أكبر؛ الله أكبر؛ الله أكبر ما لبَّى بعرفات لله حاج ليظفر؛ الله أكبر ما صام لله صائم وأفطر؛ الله أكبر ما وقف عبد لله وكبر..

 

الحمد لله له نهلِّل ونكبر؛ أحمده سبحانه وأشكره؛ حقيق بأن يحمد وأن يشكر؛ وأستعين بالله على كل أمر خفي؛ وآخر يظهر؛ وأستهديه؛ بيده وحده الهدى ومن ذا سينكر؛ وأستغفره من كل ذنب أتيناه ومنكر.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ شهادة أسأله سبحانه قولها؛ حين يصعب النفس على روح تغرغر.

 

وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله؛ من كل دنية تحرر؛ دعا لدين ربه خفية؛ حتى أمره أن يجهر؛ ما كذب؛ ولا غدر؛ ولا تكبر؛ أعلى ربه شأنه؛ فاسمه في كل أذان تكرر؛ صل الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه حتى يشفع لنا يوم المحشر.

 

ثم أما بعد: فأوصيكم أهل العيد الأكبر؛ ونفسي المقصرة بتقوى الله -جل وعلا- وخشيته؛ في كل ما نُسِرّ ونجهر؛ فالتقوى حياة القلوب؛ هكذا في النهج تقرر؛ واحذروا الدنيا فكلها لهو ولعب؛ وكل من عليها زائر؛ ولكل زائر يوم به يسافر؛ وابتغوا الدار الآخرة؛ فهي الطيبة الرضية الباقية؛ لكل مؤمن تقي؛ لا لكافر ولا لفاجر؛ فطوبى لمن اكتسب تقوى الله؛ وبعداً لكل خاسر؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18].

 

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

 

أيها المسلمون: يا من لشرع ربكم تقيمون، وبهدي نبيكم تهتدون، ولسننه تطبقون؛ رضي الله عني وعنكم ما عشنا وتعيشون؛ وتاب علينا وعليكم قبل أن نرحل وترحلون؛ وغفر لنا ولكم يوم نلقاه وتلاقون؛ ولئن لم تكونوا مع من وقفوا بعرفات يلبُّون؛ ونفروا لمزدلفة ينامون؛ ومن ثَمَّ للجمرات يرمون؛ وفي منى سيبيتون؛ إلا أنكم لله بالأمس كنتم تصومون؛ واليوم جئتم تركعون وتسجدون؛ وللوعظ تستمعون؛ ومن بعد ستنحرون؛ أفلا يعلم سبحانه ما تبتغون؛ بلى؛ بلى وربي إنه عليم بما تطلبون؛ وسيؤتيكم سؤلكم إن تخلصون.

 

فأتموا ما أمركم به ربكم ونبيكم وستفلحون (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [المؤمنون: 1- 11].

 

ويقول مَن عليه تصلون وتسلمون: "أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام"، هذا هو خير الهدي وسبقه أصدق الكلام.

 

فيا أهل الإسلام.. بالصلاة؛ ننجو من النار في الآخرة؛ وفي الدنيا تطيب الحياة؛ وبالزكاة؛ يذهب الفقر؛ وينتهي السلب وما والاه؛ وبصلة الرحم؛ تتم الصلة من الله؛ وبالعيش مع القرآن؛ ندحر الشيطان ومبتغاه؛ وببر الوالدين نحوز رضوان الله؛ وبحسن الجوار؛ نطبق أمر رسول الله؛ وبالمداومة على الذكر؛ يبقى لسانك رطبًا من ذكر الله.

 

كفَّ نفسك عما في أيدي الناس تكن أغنى الناس؛ واحفظ لسانك عن عيوب الناس فكلك عورات وللناس ألسن؛ وغضَّ طرفك عن مساوئ الناس؛ وقل يا عين للناس أعين؛ سدوا الآذان عن قال وقيل وكثرة الأقاويل؛ فليس يصدق من الأخبار إلا القليل؛ دعوا الظن؛ ففي بعضه إثم؛ هكذا جاء في التنزيل؛ واحذروا الحسد؛ فهو والله بئس الخليل.

 

ويا أيها الجيل! احذروا تقليد الممثلات والممثلين؛ والمطربات والمطربين واللاعبين؛ فهم عند الله وعند العقلاء في أوائل قائمة الفاشلين؛ ولا يغرنكم ما يعطون ويملكون؛ فالله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب؛ وأما الآخرة؛ فلا يعطيها إلا لمن يحب؛ جعلني الله وإياكم من المحبوبين في الدارين.

 

لا تتدخلوا فيما لا يعنيكم؛ فالسياسة لها رجالها ولن تغيروا شيئًا؛ فغيركم يكفيكم؛ احذروا التشويش والإرهاب، وكل دجال وكذاب؛ فدينكم دين المحبة والرحمة واللين في الخطاب؛ لا دين التفجير؛ والتدمير؛ والتكفير؛ والقتل؛ والخراب؛ نعوذ بالله ممن يظن بأنه حديد وهو مخلوق من تراب.

 

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

 

أيها الأمهات والآباء؛ أحسنوا تربية البنات والأبناء؛ نشؤوهم على الدين والحياء؛ امنعوا عنهم كل جالب للبلاء؛ وتعلمون ما أقصد يا فضلاء؛ يسروا وقللوا المهور فكم من فتاة بارة وهي عزباء؛ وكمن شاب منعه من بلوغها؛ عجزه عن الأداء.

 

ولأصحاب القصور؛ خفضوا الأجور؛ فأنتم إحدى نقاط العبور؛ اتركوا ما في المناسبات من منكرات؛ فبسببها قلة البركة في الزيجات.

 

ويا أيها الأزواج؛ لا تنقادوا للزوجات كالنعاج؛ لا تقدم لها ما تشاء؛ على أمر الله وما يشاء؛ فلئن كن هن الدواء؛ فسوء استخدامه يورث أعظم الأدواء؛ وإن نزل بينكم الخلاف والشقاق؛ فلا تجعلوا أول الحلول الطلاق؛ فالطلاق فراق؛ وفي الافتراق تدمير لأسرة كاملة؛ بل إحراق؛ اصبروا فالصبر مر أوله؛ لكن آخره حلو المذاق.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء: 59]، قلت ما سمعتم واستغفروا الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات ممن لم تعرفوا ومن عرفتم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الله أكبر؛ الله أكبر؛ الله أكبر؛ الله أكبر؛ بها كل حصون الطغاة تدمر؛ الله أكبر؛ كل مظلوم بها سينصر؛ الله أكبر؛ كل مجاهد يجهر بها ويزأر.

 

الحمد لله خلق فصوَّر؛ له الحمد كله وله الشكر كله على ما قضى وقدَّر؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده؛ هو الحكيم المدبِّر؛ وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أرسله ربه بين يدي الساعة؛ مبشر ومنذر؛ صلاة ربي وسلام يترى عليه؛ عدد ذرات الرمال والحصى؛ ومن على إحصائها سوى إلهي يقدر.

 

وبعد أهل الثج؛ هناك المشاعر المقدسة بتلبية ضيوف الرحمن تعج؛ وهنا في الحدود الجنوبية؛ معتدٍ ماكر يريد أن يلج؛ ورجال الأمن في هذه الدولة المباركة؛ ما بين ساهر وساعٍ للمحافظة على أمن وسلامة الحجيج هناك ولهم يساعد، وبين مرابط في سبيل الله هنا؛ ومجاهد؛ وآخرون يحرصون المصلين في المساجد؛ فنحمد الله على أننا من أهل هذه الأرض؛ ونشكر الله؛ أن جعل لنا ولاة أمر قيَّضوا بعد عون الله لهم؛ من يصون الدين والعرض؛ هذه حقيقة كانت في صدري تلجلج؛ وقد آن لها أن تخرج.

 

وعودًا على بدء؛ أهل العيد واللبس النظيف الجديد؛ اجعلوا إيمانكم بالعمل بكتاب ربكم وسنة نبيكم يزيد؛ فأنتم أهل الدين الحميد؛ وما وقفت واعظًا لكم لأني خيركم؛ إنما تشريف من ربي؛ وتكليف من ولي الأمر؛ لأفيد وأستفيد.

 

أخرجوا من الصدور؛ الغل العتيد؛ وأبدلوه بعفو وسماح وصلح؛ فبها؛ يزداد جمال العيد؛ ولا تتناسوا ما قلته سلفًا؛ بدءًا بالصلاة وانتهاءً بالتحذير من تفريق الأسرة والتشريد.

 

الله أكبر؛ الله أكبر؛ لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

 

اللهم تقبَّل من الحجيج حجهم؛ وسالمين غانمين لأهليهم وبلدانهم ردهم؛ وتقبل من الصائمين صيامهم؛ ومن المصلين صلاتهم؛ ومن المضحين هديهم؛ وأعز المسلمين ودينهم؛ وأصلح ولاة أمرهم؛ ووحِّد صفوفهم؛ وعلى الحق اجمع كلمتهم.

 

اللهم وفِّق رجال الأمن وشد أزرهم؛ وانصر إخواننا المجاهدين على الحدود، وأهلك عدوهم؛ وكن للمستضعفين في كل مكان من بلدان المسلمين وفك أسرهم؛ وأعد الأمن والأمان لليمن والشام والعراق وفلسطين، وارحم ضعفهم؛ واحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده؛ ويسر أمرهم؛ وهيئ لهم البطانة التي على الحق والصلاح تعينهم؛ وإلى ما فيه خير شعبهم ترشدهم؛ والتخفيف عن المقيمين مما صدر من أوامر عليهم ترهقهم.

 

اللهم أعد علينا العيد؛ والاسلام والمسلمين عزهم وتمكينهم يزيد.

 

يا من لله عبيد! حدوا شفاركم؛ وسموا وكبروا؛ وأريحوا ذبيحتكم؛ وأطعموا منها؛ واهدوا؛ وتصدقوا… واشكروا الله على ماهداكم.

 

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

المرفقات

خطبة عيد الأضحى 1438هـ

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات