حماية اليمن من المفسدين

علي عبد الرحمن الحذيفي

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ الصراع بين الحقِّ والباطِل قديم 2/ من سنن الله في الكون 3/ أحوال اليمن تحت حصار الحوثيين 4/ أسباب عاصفة الحزم 5/ وصايا لأهل اليمن 6/ من أسباب النصر.

اقتباس

من رحمةِ الله -تعالى- باليمن الشقيق، وسُنَّته الجارِية فيه: أن من أرادَ أن يُغيِّر عقيدتَه التي نشرَها الصحابةُ فيه، ويمحُو منه الإسلام، عاجلَه الله بالعقوبة الأليمة، المُوجِعة المُخزِية، وجعلَه نَكالاً لمن بعدَه، وحقَّره الناسَ أشدَّ التحقير. واعتبِرُوا ذلك بالأسود العَنسي، المُتنبِّئ الكذاب، الذي عظُم شرُّه، واشتعلَت نارُ فتنته، فسفكَ الدماء، وارتكَبَ القبائِح، وسبَى النساء، وحرَّق بالنار. وممن حرَّقَه أبو مسلم الخولاني عبد الله بن ثوب -رضي الله عنه-، فكانت النارُ عليه بردًا وسلامًا. وقُتِل سريعًا، قتلَه رجلٌ مُباركٌ من اليمن، وتتبَّع فُلولَه المؤمنون في عهد الصدِّيق -رضي الله عنه-، (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله ربِّ الأرض والسماء، يُعزُّ من يشاء ويُذلُّ من يشاء، يحكمُ لا مُعقِّب لحُكمه، ما شاءَ الله كان وما لم يشَأ لم يكُن، يبتلِي ليُعظِمَ أجرَ الشاكرين على السرَّاء، ويُعظِمَ أجرَ الصابرين على الضرَّاء، أحمدُ ربي وأشكرُه على اتِّصال خير العطاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العظَمة والكِبرياء، له الأسماءُ الحُسنى والصفات العُلى، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه بعثَه الله بالنور والضياء، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه البرَرة الأتقياء.

 

أما بعد:

فاتقوا الله بالصدقِ معه في عبادتِه، وبمُعاملة خلقِه بما ارتضاه في شرعِه؛ تكونُوا من المُفلِحين، وتنجُو من طُرق المغضوبِ عليهم والضالين.

 

عباد الله:

إن الصراعَ بين الخير والشرِّ، والحقِّ والباطِل قديمٌ؛ فمنذُ خلقَ الله آدم -صلى الله عليه وسلم-، ابتلاه الله تعالى بإبليس لعنه الله، ليُكرِم الله أولياءَه، ويُعزَّهم في الدنيا والآخرة، وليُهينَ أعداءَه ويُخزِيَهم في الدنيا والآخرة.

 

قال الله تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس: 62- 64].

 

 وقال -عز وجل- عن اتباع الشيطان: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) [لقمان: 20، 21].

 

 

 وقال تعالى: (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا) [النساء: 119- 121]، وقال تعالى: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [المجادلة: 19].

 

وشاءَ الله -تبارك وتعالى- برحمتِه وحكمتِه، وعلمِه وقُدرته، وعدلِه وتدبيرِه، وقضائِه وقدَره، أن يُصلِح الأرضَ بالحقِّ وأهلِه، وأن يدفعَ الشرَّ وفسادَ المُفسِدين في الأرض بالإيمانِ وأهلِه، وبأهل الوفاء والعزَّة الإسلامية، وأن يدحَرَ الباطِلَ وأهلَه بصَولَة أهل التوحيد لربِّ العالمين.

 

قال الله تعالى: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) [البقرة: 251]، قال المُفسِّرون: "لولا دفعُ الله فسادَ المُفسِدين، وشِركَ المُشرِكين بصَولَة الحقِّ وأهلِه وغلَبَتهم، لفَسَدَت الأرضُ بالشركِ والظُّلم والعُدوان، وسفكِ الدماء المعصومة، وانتِهاك الحُرمات، وانتِشار الرُّعب والخوف والمجاعة، وهدمِ المساجد، وتعطيل أحكام الشرع، إلى غير ذلك من أنواع الفساد".

 

وقال تعالى: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)[الحج: 40، 41]، وقال تعالى: (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) [محمد: 4].

 

عباد الله:

إن لله سُننًا في خلقِه، تجري على كل أحدٍ، لا يقدِرُ أحدٌ من الخلقِ أن يُغيِّرها ولا يُبدِّلها؛ قال الله تعالى: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) [فاطر: 43]، وقال تعالى: (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)[الأحزاب: 62]، وقال تعالى: (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا) [الإسراء: 77].

 

سُنَّةُ الله الثابتةُ هذه هي أن من أطاعَ اللهَ ونصرَ دينَه، ونصرَ المظلوم، وأعزَّ الحقَّ وأهلَه، نصرَه الله وأيَّده. ومن حارَبَ دينَ الله تعالى، وأهانَ أولياءَه، واستكبَرَ وطغَى وبغَى، واستخفَّ بالحُرمات، وعمِلَ الجرائِم، أذلَّه الله وأخزاه، وجعلَه عِبرةً لغيره.

 

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) [محمد: 7، 8]، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) [المجادلة: 5]، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ) [المجادلة: 20].

 

وهذا اليمنُ الشقيقُ جرَت على وُلاته قديمًا وحديثًا سُننُ الله العادِلة، كغيره من الأقطار؛ فمن أحسنَ إلى أهله وعدلَ وأقامَ الدين نالَ كل خيرٍ وعزٍّ، ومن أساءَ وظلَمَ، وطغَى، وأذلَّ أهلَه أخزاه الله وأهانَه.

 

وقد دخلَ الإسلامَ اليمنُ في أوائِل الهجرة، سِلمًا بلا قتال، وحُبًّا في الإيمان، وقدِمَت وفود هذا القُطر المُبارَك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، مُسلِمين مُؤمنين، مُؤدِّين الطاعة.

 

فعلَّمهم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- شرائِع الإسلام، وبعثَ -عليه الصلاة والسلام- إلى اليمن عُمَّاله مُعلِّمين أحكامَ هذا الدين، ومُطبِّقين شريعتَه على العباد، فبعثَ -صلى الله عليه وسلم- عليَّ بن أبي طالبٍ أميرَ المؤمنين، وأبا موسى الأشعريَّ، ومُعاذَ بن جبَل، وخالدَ بن الوليد، وغيرَهم من الصحابة -رضوان الله عليهم-، وأثنَى عليهم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بالإيمان الذي علَّمهم إياه نبيُّ الرحمة -صلى الله عليه وسلم-، وعلَّمهم إياه الصحابةُ -رضوان الله عليهم-، فقال: "الإيمانُ يمانٌ، والحكمةُ يمانيَّةٌ" (رواه مسلم).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "أتاكُم أهلُ اليمن، أرقَّ أفئِدة، وأليَن قلوبًا".

 

وشارَكوا في الفتوح الإسلامية مُشارَكةً فعَّالة، دوَّنها لهم التاريخ، وتوالَى على هذا القُطر الشقيق بعد الصحابة -رضي الله عنهم- أُمراء ودُول، فمن حُمِدَت سيرتُه وأقامَ فيه الدينَ والعدلَ، سعِدَ وسعِدَت به رعيَّتُه، وذُكِر بجميل الذكر، ونفعَته في قبره الدعوات. ومن أساءَ فيه الولاية، شقِيَ، وأبغَضَته رعيَّتُه، وتتابعَت عليه الحسَرات في قبره، وأخزاهُ التاريخ، ولم تنفَعه دُنياه؛ بل خسِر الدنيا والآخرة، (فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) [التوبة: 38].

 

ومن رحمةِ الله -تعالى- باليمن الشقيق، وسُنَّته الجارِية فيه: أن من أرادَ أن يُغيِّر عقيدتَه التي نشرَها الصحابةُ فيه، ويمحُو منه الإسلام، عاجلَه الله بالعقوبة الأليمة، المُوجِعة المُخزِية، وجعلَه نَكالاً لمن بعدَه، وحقَّره الناسَ أشدَّ التحقير.

 

واعتبِرُوا ذلك بالأسود العَنسي، المُتنبِّئ الكذاب، الذي عظُم شرُّه، واشتعلَت نارُ فتنته، فسفكَ الدماء، وارتكَبَ القبائِح، وسبَى النساء، وحرَّق بالنار. وممن حرَّقَه أبو مسلم الخولاني عبد الله بن ثوب -رضي الله عنه-، فكانت النارُ عليه بردًا وسلامًا.

 

وقُتِل سريعًا، قتلَه رجلٌ مُباركٌ من اليمن، وتتبَّع فُلولَه المؤمنون في عهد الصدِّيق -رضي الله عنه-، (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 45].

 

فدرَّت بركاتُ اليمن بعد هلاكِه وهلاكِ أتباعِه، وفي أواخر القرن الثالث خرجَ عليُّ بن الفضل الجنَديُّ الحِميريُّ الباطنيُّ، القُرمُطيُّ الملعُون، وجمع السَّفَلة والأوباش والأراذِل، وتستَّر بالتشيُّع، وهو أكفَرُ خلق الله. أحلَّ جميعَ المُحرَّمات، وأسقطَ الصلوات، وسفكَ الدماء وقتلَ، وآخرُ أمره استولَى على كثيرٍ من بلاد اليمن، وأهانَ القرآن، ونشرَ الرُّعب، ولا يُحصَى من قتلَهم.

 

فحارَبَته القبائلُ اليمنيَّة حتى ظفِروا به، فقتَلُوه شرَّ قِتلة، وتتبَّعُوا فُلُولَه المُفسِدة، فعادَ لليمَن بعده بركتُه وأمنُه واستِقرارُه. فأين المُتذكِّرون؟!

 

قال الله -تعالى-: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر: 14]، وقال تعالى: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) [البروج: 12]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله ليُملِي للظالِم، حتى إذا أخذَه لم يُفلِتْه".

أين المُتذكِّرون .. أين المُتَّعِظون .. أين المُعتبِرون بسُنن الله تعالى؟!

 

وهذه الطائفةُ المُنحرِفة المُتآمِرة على اليمَن، تُريد أن تُغيِّر هويَّة اليمن ودينَه الإسلاميَّ، ومكارِم أخلاقه، وتُهينَ كُرماء القوم، وتُذِلَّ أهل الحميَّة الإسلاميَّة والفضل. وهي طائفةٌ معروفةٌ بالعُدوان والدسائِس، وقد عُرف بالتفصيل من يقِفُ وراءَها في داخل اليمن وخارِجه، وأصبحَت أهدافُهم ونواياهم مكشوفةً للعيَان؛ من تخريبٍ، وإفسادٍ، وتصريحاتٍ.

 

قال الله تعالى: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)[آل عمران: 118]، وقال تعالى: (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) [الممتحنة: 2].

 

وأصبَحَت هذه الطائفة خطرًا مُزعزِعًا للسِّلم وللأمن، وخطرًا أعظمَ على أمنِ المنطقة واستِقرارِها، وحربًا على جِيرانِها.

 

ولما رأى خادمُ الحرمين الشريفين الملكُ سلمانُ بن عبد العزيز -حفظه الله وأيَّده-، لما رأى هذه الأمور الشَّنِيعة من هذه الشِّرذِمة الخطيرة، وأنهم لم يكُفُّوا عن الإفساد، وطلبَت الجمهوريَّةُ اليمنيَّة من جِيرانها، ومن دُول التحالُف المُشارِكة التدخُّلَ لكفِّ شرِّ هذه الزُّمرَة الغابِرة، وإفشال انقِلابها على الحكومة المُنتخَبَة المُعترَفِ بها إقليميًّا ودوليًّا.

 

لبَّت المملكةُ هذا النداء، وقامَت بواجبٍ تُشكَرُ عليه، ونصرَت بلدًا جارًا مظلومًا، اغتُصِبَت سيادتُه، وانتُهِكَت حقوقُ أهلِه، فأنقذَ خادمُ الحرمين الشريفين - حفظه الله - بلدًا جارًا مظلومًا بهذا القرار الصائِب، بتوفيقٍ من الله -تبارك وتعالى-.

 

وما أحسنَ قولَ الشاعر قديمًا في هذه الحال:

فقلِّدُوا أمرَكم لله درُّكُمُ *** رحبَ الذِّراعِ بأمرِ الحبِّ مُضطَلِعًا

لا يطعَمُ النومَ إلا ريثَ يبعثُه *** همٌّ يكادُ حشاهُ يقضِبُ الضِّلَعا

لا مُترفًا إن رخاءُ الدهر ساعَدَه *** ولا إذا عضَّ مكروهٌ به خشَعا

 

وقول البُحتريِّ:

قلبٌ يُطِلُّ على أفكارِه ويدٌ *** تُمضِي الأمورَ ونفسٌ لهوُها التَّعبُ

 

فجاء قرارُ "عاصفة الحزم"، وتكوَّن حِلفُها في وقتٍ أحوجَ ما تكونُ إليه الأمةُ لكفِّ شرِّ هذه الزُّمرَة التي أضرَّت بكل شيءٍ.

 

وبعضُ المُغرِضين يقولُ: هذه حربٌ على طائفة الزيديَّة! وهذا لم يُدرِك الحقيقة، والتاريخُ يُكذِّبُه. فطائفةُ الزيديَّة عاشُوا بجِوار المملكة في أمنٍ وأمانٍ ورخاءٍ؛ بل شارَكُوا مُواطنِيها في منافِع الحياة ومصالِحِها في أمنٍ وأمانٍ، ولا يزالُ كثيرٌ منهم يعيشُون هنا في خيرٍ وعافيةٍ.

 

إنما وُلاةُ أمر هذه البلاد يُحارِبون المُخرِّبين الخونة، وكل مُخلِصٍ يُحارِبُ الخوَنةَ المُفسِدين.

وهل مُحاربتُهم لأصحاب التكفير والتفجير والإرهاب حربٌ طائفيَّة؟! إنما يُحارَبُ المُفسِدُون أيًّا كانوا. قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن أوليائِي إلا المُتَّقون".

 

وتحالُفُ "عاصفة الحزم" لتعُود لليمن سيادتُه وأمنُه واستِقرارُه، ولحماية عقيدتِه الإسلامية الصافِية الصحيحة التي علَّمهم إياها الصحابة، بحمايتهم من غزو الأفكار والعقائد الفاسِدة المُدمِّرة.

 

وما نزلَ باليمَن أعظمُ المصائِب وأكبر الكوارِث، ولا مخرَجَ من ذلك إلا بالله ثم باتِّحاد الكلمة ووحدة الصفِّ، والوقفِ في وجهِ الباطِل بثباتٍ على الحقِّ، والاعتِصام بكتاب الله وهديِ النبي -صلى الله عليه وسلم-، والتخاذُلُ هو الفشلُ والضياع.

 

والرسالةُ لأهل اليمَن: الالتِفافُ حول حُكومتهم المُعترَف بها إقليميًّا ودوليًّا، ومُشارَكة العُقلاء الناصِحين، والجِدُّ في إطفاء الفتنة، وليتمكَّنوا بعد اجتِماع الكلمة ووأد الفتنة من تعاوُن الشعبِ وحُكومتِه على كل ما فيه خيرٌ وصلاحٌ ورُقِيٌّ، وازدِهارٌ وعِزٌّ للدين والوطَن، وأمنٌ واستِقرار.

 

فإذا لم يكُن الشعبُ اليمَنيُّ مع حُكومته في خندقٍ واحدٍ ضدَّ هذه الفرقة العُدوانيَّة ومن يقِفُ وراءَها في اليمَن، تردَّى الحالُ، وصارَت الحياةُ مُرَّة المذاق لا تُطاق.

 

وما تبذُلُه تلك الطائِفة من المال لكسب الأنصار، سيكونُ التخاذُلُ بسبب بذلِها ذُلاًّ لذريَّة القابِلين لمالهم، والقاعِدين عن نُصرة الحقِّ الذي حارَبَه هؤلاء.

 

ماذا ينتظِرُ الشعبُ اليمنيُّ بعد هذه الجرائِم، مع أنهم لم يتمكَّنوا. فكيف لو تمكَّنوا؟! (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) [التوبة: 10].

 

ألَم يُحارِبُوا القرآن الكريم بهدمِ مدارِسه، وإغلاق مساجِده، وتشريد مُعلِّميه؟!

ألَم يُحارِبُوا حديثَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ويقتُلوا طلبةَ الحديث ويُحاصِرُوهم حِصارًا شديدًا، ويُخرِجوهم من ديارهم بغير حقٍّ؟!

ألَم يُحارِبُوا العلمَ بهدم جامِعاتِه، ونهبِ مُحتوياتِه، وحرق مُؤسَّساته؟!

 

ألم ينهَبُوا الأموال، ألَم يهدِموا، ألَم يسطُوا على البيوت الآمِنة، ألَم ينتهِكُوا الأعراض، ألَم يسفِكوا الدماء، ألَم يُهينُوا الفُضلاء، ألَم يُطارِدوا الدعاةَ بُغيةَ قتلهم، ألَم يُشرِّدوا العلماء، ألَم يقطَعوا السُّبُل، ألَم يُهلِكوا الحرثَ والنَّسل، ألَم يُوقِفُوا حركة الحياة، ألَم يعتَدوا على حدود المملكة ويُقاتِلوا جنودَها، ألَم يُهدِّدوا بغزو الحرمين الشريفين؟!

 

ألَم يلعَنوا الصحابة -رضي الله عنهم-، ألَم يلعَنوا زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-؟!

ألا يكفِي هذا - أيها الشعبُ اليمنيُّ - لتتَّحِدوا وتكفُّوا شرَّهم وشرَّ من يقِفُ وراءَهم في اليمَن، وتُنقِذُوا هذا القُطرَ من الفتن والأخطار، حتى تعيشَ الأجيالُ بسلام؟!

 

قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة: 2].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفَعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، ونفعَنا بهديِ سيِّد المرسلين وقوله القويم، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ لله الذي بيدِه الخيرُ كلُّه وهو على كل شيءٍ قدير، لا يخفَى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميعُ البصيرُ، أحمدُ ربي وأشكرُه على نعمِه التي لا تُحصَى، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، له الحمدُ في الآخرة والأولى، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المُجتبَى، وخليلُه المُرتَضَى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبِه ومن بهديِه اهتدَى.

 

أما بعد:

فاتَّقُوا الله تعالى؛ فهي الحصنُ من الشدائد والمُهلِكات والكُرُبات، والفوز برِضوان الله ونعيم الجنات.

 

عباد الله:

أُوصِيكم بالتوبة النَّصُوح؛ فإنها من أسباب النصر، وبها تُرفعُ العقوبات، ويجبُ الحذرُ من الشائِعات التي كثُرت وسائلُها، لئلا تفُتَّ في عضُدِ الناس. كما يجبُ أن يتنبَّه الشبابُ إلى أضرارها، وألا يُلوِّثوا عقولَهم بما تبُثُّه من هدمٍ.

 

أيها المسلمون:

أكثِروا من الدعاء بإخلاصٍ للإسلام والمسلمين، ولأئمة المسلمين وعامَّتهم، وإبطال كيد أعداء الإسلام أيًّا كانوا، وحيث كانوا، قال الله تعالى:(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر: 60]. وفي الحديث: "الدعاءُ مُخُّ العبادة".

 

وأظهِروا العلمَ الشرعيَّ للناس؛ فما انتشَرَت البدعُ إلا بالجهل وكِتمان العلم، وما انطفَأَت البِدع إلا بنشر العلم؛ قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "ومن كان عنده علمٌ فليُظهِره".

وهي وصيَّةٌ منه - عليه الصلاة والسلام - عند كثرة البِدع.

 

ونُؤكِّد على الشباب وكل مواطنٍ في هذه البلاد على وحدة الصفِّ، واجتِماع الكلمة، وتماسُك بِنيَة المُجتمع، والمُحافظة على المُكتسَبات العظيمة المنافِع، لئلا يجِد المُفسِدون ثغَراتٍ يدخُلُون منها للتفرِقة والإفساد والتخريبِ، قال الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)[آل عمران: 103].

 

كما نُوصِي بذلك كلَّ بلدٍ إسلاميٍّ؛ فما تضرَّرَت البلادُ إلا بغزوِ الأفكار والعقائِد الفاسِدة الضالَّة، والتقصير في تعليم الناس العقيدة الصحيحة.

 

عباد الله:

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا"، فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين.

 

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه أجمعين، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.

 

اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الكفر والكافرين، وأذِلَّ البدعَ والمُبتدِعين، والنفاقَ والمُنافِقين يا رب العالمين، والكفر والكافرين إنك على كل شيءٍ قدير.

 

اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك يا رب العالمين، اللهم أظهِر هديَ رسولِك -صلى الله عليه وسلم- في كل مكانٍ، وأظهِر دينَه على الدين كلِّه ولو كرِه المُشرِكون يا رب العالمين.

 

اللهم احفَظ بلادَنا من كل شرٍّ ومكروهٍ يا رب العالمين.

اللهم اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسرَرنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلمُ به منَّا، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر، لا إله إلا أنت.

 

اللهم أحسِن عاقِبَتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذابِ الآخرة.

اللهم أعِذنا من شُرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، اللهم أعِذنا من شُرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

 

اللهم أعِذنا وأعِذ ذريَّاتنا من شياطين الإنس والجنِّ يا رب العالمين، اللهم أعِذنا وأعِذ ذريَّاتنا من شياطين الإنس والجنِّ يا رب العالمين، اللهم أعِذ المسلمين من شياطين الإنس والجنِّ، إنك على كل شيء قدير.

 

اللهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم إنا نسألُك يا أرحم الراحمين أن تنتقِم من أعدائِك أعداء الدين، اللهم انتقِم من أعدائِك أعداء الدين، اللهم أحبِط مُخططات وكيد أعداء الدين يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.

 

اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحقِّ، إنك يا رب العالمين لا يُعجِزُك شيءٌ في الأرض ولا في السماء.

 

اللهم إنا نسألُك يا رب العالمين أن تُطفِئ هذه الفتنة في اليمَن، اللهم أطفِئ هذه الفتنة في اليمَن، اللهم عليك بالمُبتدِعين والمُنافقين، اللهم احفَظ المسلمين في اليمَن، اللهم احفَظ المؤمنين في اليمَن يا رب العالمين، إنك على كل شيءٍ قدير، ولا تُسلِّط عليهم مُنافقًا يا رب، ولا تُسلِّط عليهم مُبتدِعًا، إنك على كل شيءٍ قدير.

 

واحفَظ المسلمين في كل مكان من المُنافقين والمُبتدِعين والمُشركين، إنك على كل شيءٍ قدير.

 

اللهم انصُر عبادَك المؤمنين، اللهم ارفَع عن المُسلمين ما نزلَ بهم من المهالِك والكُرُبات، إنك على كل شيءٍ قدير.

 

اللهم احفَظ هذا التحالُف، اللهم احفَظ هذا التحالُف الذي قامَ يا رب العالمين، اللهم احفَظ هذا التحالُف، اللهم لا تُفرِّق جمعَه إلا بأن يُحقِّق أهدافَه التي ترضَى عنها ويرضَى عنها المؤمنون يا رب العالمين، اللهم لا تُفرِّق جمعَه إلا بأن يُحقِّق أهدافَه، وأن يكبِتَ الله -عز وجل- المُنافقين والمُبتدِعين، إنك على كل شيءٍ قدير.

 

اللهم هيِّئ لنا من أمرِنا رشَدًا، اللهم احفَظ طائراتنا في هذا التحالُف، اللهم احفَظ الطائِرات في هذا التحالُف، اللهم احفَظ جنودَنا، اللهم احفَظ طائراتنا، واحفَظ جنودَنا، واحفَظ حدودَنا يا رب العالمين، واحفَظ أرضَنا، واحفَظ الحرمين الشريفين.

 

اللهم يا رب العالمين، إنك على كل شيءٍ قدير احفَظ مُقدَّسات المسلمين، إنك أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين.

 

اللهم وفِّق عبدَك خادمَ الحرمين الشريفين سلمانَ بن عبد العزيز، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك، اللهم أيِّده بتأييدك، وانصُره بنصرِك يا رب العالمين، اللهم أطِل في عُمره على الطاعة، اللهم أطِل في عُمره على الطاعة، اللهم وفِّق بِطانتَه لما تحبُّ وترضَى يا رب العالمين.

 

اللهم إنا نسألُك يا ذا الجلال والإكرام أن تُؤلِّف بين قلوبِنا، اللهم ألِّف بين قلوبِنا وقلوب المسلمين في كل مكانٍ يا رب العالمين.

 

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا يا أرحم الراحمين.

اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم نوِّر عليهم قبورَهم يا أرحم الراحمين.

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

 

اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم وُلاةَ أمورنا، اللهم احفَظ بلادَنا من كل شرٍّ ومكروهٍ يا أكرم الأكرمين، اللهم تُب علينا وعلى المسلمين، اللهم فقِّهنا في دينِك يا أرحم الراحمين، يا عليم يا حكيم، اللهم فقِّه المسلمين في دينِك.

 

عباد الله:

(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل: 90- 91].

 

واذكُروا الله العظيم الجليل يذكُركم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.

 

 

 

المرفقات

اليمن من المفسدين

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات