حق ولاة الأمر

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2023-07-14 - 1444/12/26 2023-07-29 - 1445/01/11
عناصر الخطبة
1/من أصول العقيدة السمع والطاعة لولاة الأمر في غير معصية 2/ولاة الأمر والواجب نحوهم.

اقتباس

مَهْمَا بَلَغَ ظُلْمُ الْحَاكِمِ، فَلَا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الْمَوْقِفِ الشَّرْعِيِّ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَاتِ؛ فَالْمَوْقِفُ الشَّرْعِيُّ هُوَ النَّجَاةُ؛ لِأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَصَالِحِ عِبَادِهِ...

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: فَإِنَّ مِمَّا أَجْمَعَ عَلَيْهِ الْعُقَلَاءُ: أَنَّهُ لَا تَسْتَقِيمُ حَيَاةٌ بِلَا وُلَاةِ أَمْرٍ؛ يُقِيمُونَ لِلنَّاسِ شُؤُونَهُمْ، وَيَحْفَظُونَ أَمْنَهُمْ، وَيُنَظِّمُونَ مَصَالِحَهُمْ، وَلَقَدْ بَيَّنَ اللهُ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ، وَتَكَاثَرَتِ النُّصُوصُ الشَّرْعِيَّةُ فِي ذَلِكَ؛ لِأَهَمِّيَّةِ الْأَمْرِ فِي اسْتِقَامَةِ الْحَيَاةِ وَعُبُودِيَّةِ اللهِ، وَوُلَاةُ الْأَمْرِ هُمُ الْعُلَمَاءُ وَالْأُمَرَاءُ الَّذِينَ بِهِمْ يَقُومُ الدِّينُ وَالدُّنْيَا.

 

وَإِنَّ مِنْ أُصُولِ الْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ: السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ لِوُلَاةِ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ اللهِ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)[النساء:59]. قَالَ الشَّيْخُ السَّعْدِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: "أَمَرَ بِطَاعَةِ أُولِي الْأَمْرِ، وَهُمُ الْوُلَاةُ عَلَى النَّاسِ مِنَ الْأُمَرَاءِ، وَالْحُكَّامِ، وَالْمُفْتِينَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَسْتَقِيمُ لِلنَّاسِ أَمْرُ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ إِلَّا بِطَاعَتِهِمْ وَالِانْقِيَادِ لَهُمْ؛ طَاعَةً للهِ، وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَهُ، وَلَكِنْ بِشَرْطِ أَنْ لَا يَأْمُرُوا بِمَعْصِيَةِ اللهِ؛ فَإِنْ أَمَرُوا بِذَلِكَ؛ فَلَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ".

 

عِبَادَ اللهِ: إِنَّ الْوَاجِبَ عَلَى الْمُسْلِمِ: تَحْكِيمُ الشَّرْعِ فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْ مَسَائِلِ الدِّينِ، وَلَوْ كَانَ فِيمَا يَكْرَهُ؛ لِأَنَّ بَعْضَ النَّاسِ عِنْدَمَا يَرَى الْعَالِمَ يَتَكَلَّمُ بِمِثْلِ هَذَا الْكَلَامِ يَطْعَنُ فِيهِ، وَلَرُبَّمَا قَالَ: "إِنَّهُ مَأْمُورٌ بِهَذَا الْكَلَامِ"، وَلَكِنْ قَوْلُ الْحَقِّ وَاجِبٌ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَوْ لَمْ يُوَافِقْ أَهْوَاءَ النَّاسِ، قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)[آل عمران:187].

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: نَوَدُّ فِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ أَنْ نُبَيِّنَ الْمَوْقِفَ الشَّرْعِيَّ تِجَاهَ وُلَاةِ الْأَمْرِ، وَالَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَلْتَزِمَهُ الْمُسْلِمُ؛ طَاعَةً للهِ وَرَسُولِهِ. وَوُلَاةُ الْأَمْرِ قِسْمَانِ:

فَالْقِسْمُ الْأَوَّلُ: هُمُ الْعُلَمَاءُ مَصَابِيحُ الدُّجَى، وَالْمُبَيِّنِينَ عَنِ اللهِ شَرْعَهُ، وَهُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ؛ فَلَهُمْ مَكَانَةٌ لَيْسَتْ لِآحَادِ النَّاسِ؛ فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ طَاعَتَهُمْ؛ فِيمَا يُوَجِّهُونَنَا بِهِ مِنْ أُمُورِ الدِّينِ، وَعَلَّقَ فِي رِقَابِهِمْ صِحَّةَ عِبَادَاتِنَا؛ فَقَالَ –سُبْحَانَهُ-: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[النحل:43]؛ فَسُؤَالُهُمْ وَالسَّيْرُ عَلَى فَتَاوِيهِمْ مَقْبُولٌ عِنْدَ اللهِ؛ فَإِنْ جَانَبَتْ أَقْوَالُهُمُ الصَّوَابَ فَلَهُمْ أَجْرُ الِاجْتِهَادِ، وَلَا إِثْمَ عَلَى الْمُسْتَفْتِي؛ لِأَنَّهُ طَبَّقَ الشَّرْعَ فِيمَا أَمَرَ اللهُ بِسُؤَالِ أَهْلِ الْعِلْمِ.

 

وَإِذَا حَلَّتِ الْفِتَنُ، وَتَمَسَّكَ الْعُلَمَاءُ بِالْمَوْقِفِ الشَّرْعِيِّ الصَّحِيحِ الَّذِي يُخَالِفُ هَوَى الْعَامَّةِ؛ رَمَى الْجُهَّالُ أَهْلَ الْعِلْمِ بِالْمُدَاهَنَةِ وَالتَّمَلُّقِ، وَاتِّبَاعِ الدُّنْيَا، وَهُنَا مَكْمَنُ الْخَطَرِ، إِذَا اتَّهَمَ الْعَامَّةُ أَهْلَ الْعِلْمِ، وَتَكَلَّمُوا فِي أَعْرَاضِهِمْ؛ فَعَمَّنْ يَأْخُذُونَ دِينَهُمْ؟! إِنَّكَ تَجِدُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ يَأْخُذُونَ الْعِلْمَ عَنْ غَيْرِ الْعُلَمَاءِ، أَوْ يُفْتُونَ أَنْفُسَهُمْ؛ فَيَضِلُّونَ السَّبِيلَ، وَهَذَا مِنْ أَهَمِّ مَكَاسِبِ الشَّيْطَانِ فِي زَمَنِ الْفِتَنِ: أَنَّهُ يَزْرَعُ الْعَدَاوَةَ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ وَالْعَامَّةِ؛ حَتَّى يَحْجُبَ الْعَامَّةَ عَنِ النُّورِ وَالْحَقِّ؛ فَنَارُ الْفِتْنَةِ تُوقَدُ بِالْعَامَّةِ وَدَهْمَاءِ النَّاسِ.

 

وَلَا خَيْرَ فِي أُمَّةٍ لَا تُوَقِّرُ عُلَمَاءَهَا؛ فَالْعُلَمَاءُ هُمْ مَرْجِعُ الْأُمَّةِ، وَبِإِسْقَاطِهِمْ يَنْتَصِرُ الْمُنَافِقُونَ وَأَعْدَاءُ الدِّينِ، وَبِإِقْصَائِهِمْ يَعْلُو شَأْنُ أَهْلِ الْبِدْعَةِ، وَيَسْتَطِيرُ شَرُّهُمْ، وَإِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَغْمِزُ الْعُلَمَاءَ؛ فَلَا تَرْجُ فِيهِ خَيْرًا، وَاعْلَمْ أَنَّهُ عَلَى شَفَا هَلَكَةٍ وَسَبِيلِ بِدْعَةٍ.

 

قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: "مَنْ تَكَلَّمَ فِي الْأُمَرَاءِ ذَهَبَتْ دُنْيَاهُ، وَمَنْ تَكَلَّمَ فِي الْعُلَمَاءِ ذَهَبَ دِينُهُ".

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، أَمَّا بَعْدُ:

 

عِبَادَ اللهِ: ذَلِكُمُ الْقِسْمُ الْأَوَّلُ مِنْ وُلَاةِ الْأَمْرِ، وَأَمَّا الْقِسْمُ الثَّانِي فَهُمُ الْأُمَرَاءُ وَالْحُكَّامُ الَّذِينَ بِهِمْ قِوَامُ مَعِيشَةِ النَّاسِ، وَبِهِمْ يَسْتَقِرُّ الْأَمْنُ، قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ اللهُ-: "يَجِبُ أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ وِلَايَةَ أَمْرِ النَّاسِ مِنْ أَعْظَمِ وَاجِبَاتِ الدِّينِ، بَلْ لَا قِيَامَ لِلدِّينِ وَلَا لِلدُّنْيَا إِلَّا بِهَا؛ فَإِنَّ بَنِي آدَمَ لَا تَتِمُّ مَصْلَحَتُهُمْ إِلَّا بِالِاجْتِمَاعِ لِحَاجَةِ بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ".

 

وَلَا بُدَّ لِلْعَامَّةِ مِنَ الِاجْتِمَاعِ مِنْ رَأْسٍ، حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: "إِذَا خَرَجَ ثَلَاثَةٌ فِي سَفَرٍ؛ فَلْيُؤَمِّرُوا أَحَدَهُمْ"(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ).

 

وَلِهَذَا كَانَ السَّلَفُ؛ كَالْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ، وَغَيْرِهِمَا يَقُولُونَ: "لَوْ كَانَ لَنَا دَعْوَةٌ مُجَابَةٌ لَدَعَوْنَا بِهَا لِلسُّلْطَانِ".

 

وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ:

لَوْلَا الْأَئِمَّةُ لَمْ يَأْمَنْ لَنَا سُبُلٌ *** وَكَانَ أَضْعَفُنَا نَهْبًا لِأَقْوَانَا

 

مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: مَهْمَا بَلَغَ ظُلْمُ الْحَاكِمِ، فَلَا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الْمَوْقِفِ الشَّرْعِيِّ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَاتِ؛ فَالْمَوْقِفُ الشَّرْعِيُّ هُوَ النَّجَاةُ؛ لِأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَصَالِحِ عِبَادِهِ، وَإِنَّ النَّاظِرَ فِي حَالِ السَّلَفِ وَكَيْفَ تَعَامُلُهُمْ مَعَ أَئِمَّةِ الْجَوْرِ لَيَعْرِفُ الْمَنْهَجَ الْوَاضِحَ فِي ذَلِكَ؛ فَانْظُرْ إِلَيْهِمْ وَتَعَامُلَهُمْ مَعَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، مَعَ شُهْرَتِهِ فِي الظُّلْمِ وَسَفْكِ الدِّمَاءِ، وَضَعْفِ الدِّيَانَةِ، حَتَّى إِنَّهُمْ كَانُوا يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا فَلَا يُصَلُّونَ الظُّهْرَ إِلَّا قُبَيْلَ الْمَغْرِبِ، وَمَعَ هَذَا كَانَ الْأَئِمَّةُ مِنَ الصَّحَابَةِ؛ كَأَنَسٍ وَابْنِ عُمَرَ، وَكِبَارِ التَّابِعِينَ؛ كَالْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ، يُصَلُّونَ مَعَهُمْ، وَلَا يَشُقُّونَ عَصَا الطَّاعَةِ، وَإِذَا خَافُوا خُرُوجَ الْوَقْتِ صَلُّوا إِيمَاءً، وَكَانُوا إِذَا شَكَوْا لِلْحَسَنِ ظُلْمَ الْحَجَّاجِ، قَالَ: "إِنَّ الْحَجَّاجَ عَذَابُ اللهِ فِي الْأَرْضِ؛ فَلَا تُوَاجِهُوهُ، وَتُوبُوا إِلَى اللهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ"، وَلَمَّا بَلَغَ الْحَسَنَ مَوْتُ الْحَجَّاجِ، سَجَدَ للهِ شُكْرًا.

 

وَقَالَ الْإِمَامُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ فِي الْأُمَرَاءِ: "هُمْ يَلُونَ مِنْ أُمُورِنَا خَمْسًا: الْجُمُعَةَ وَالْجَمَاعَةَ، وَالْعِيدَ، وَالثُّغُورَ، وَالْحُدُودَ، وَاللهِ لَا يَسْتَقِيمُ الدِّينُ إِلاَّ بِهِمْ، وَإِنْ جَارُوا وَظَلَمُوا، وَاللهِ لَمَا يُصْلِحُ اللهُ بِهِمْ أَكْثَرُ مِمَّا يُفْسِدُونَ، مَعَ أَنَّ طَاعَتَهُمْ وَاللهِ لَغِبْطَةٌ".

 

فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ -عِبَادَ اللهِ- مِنْ دُعَاةِ الْفِتْنَةِ، وَلْنَلْتَفَّ حَوْلَ عُلَمَائِنَا، وَنَتَنَاصَحْ فِي اللهِ؛ حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ، أَوْ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ.

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

 

المرفقات

حق ولاة الأمر.doc

حق ولاة الأمر.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات