حفظ الجوارح عن المنهيات

عبد الله بن محمد الخليفي

2022-10-08 - 1444/03/12
عناصر الخطبة
1/وجوب صيانه الجوارح وحفظها عن المنهيات 2/فوائد حفظ الجوارح عن المنهيات ومفاسد الوقوع فيها 3/وجوب التوبة والحذر من الاغترار بظاهر الأعمال 4/دور القلب في صلاح الجوارح وفسادها 5/فضل القلب السليم ووسائل سلامته وصلاحه 6/المقصود باستقامة القلب

اقتباس

اعملوا -رحمكم الله تعالى-: أن من الواجب على كل مسلم عاقل موفق: أن يصون جوارحه كلها عن كل ما نهى الله عنه. فمن صانها عن الأشياء المنهي عنها؛ فإنه يهتدي إلى الصراط المستقيم، ويفوز بالنجاة، والدرجات العلى في الآخرة. ومن لم يصن جوارحه عن المنهيات والمحظورات؛ يكن حينئذ عن السلامة بمعزل؛ لأنه..

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الواحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، أحمده وأتوب إليه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما مزيدا.

 

أما بعد:

 

أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى- في جميع أقوالكم وأفعالكم؛ تفوزوا وتسعدوا.

 

واعملوا -رحمكم الله تعالى-: أن من الواجب على كل مسلم عاقل موفق: أن يصون جوارحه كلها عن كل ما نهى الله عنه.

 

فمن صانها عن الأشياء المنهي عنها؛ فإنه يهتدي إلى الصراط المستقيم، ويفوز بالنجاة، والدرجات العلى في الآخرة.

 

ومن لم يصن جوارحه عن المنهيات والمحظورات؛ يكن حينئذ عن السلامة بمعزل؛ لأنه لم يتق الله -تعالى-، ولم يراقبه فيما أمر به، ونهى عنه.

 

فيا أيها المسلمون: عليكم باتباع سنة المرسلين في جميع حركاتكم وسكناتكم.

 

ويجب عليكم: أن لا تقنعوا من الأعمال بصورها، بل ينبغي لكل فرد منا: أن يتقى ربه، وأن يحاسب النفس الأمارة بالسوء، وأن يطالب قلبه بين يدي الله -تعالى- بحقائقه.

 

وأصل جميع الجوارح، هو: القلب؛ لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".

 

فإذا كان القلب صالحا؛ صلحت جميع جوارح العبد، وإن كان فاسدا قد استولى عليه الهوى، وطلب ما يجبه هو ولو كرهه الله؛ فسدت حركات الجوارح كلها.

 

وقد نص القرآن العزيز: أنه لا ينفع عند الله إلا القلب السليم، ولا صلاح للقلوب حتى تستقر فيها معرفة الله -تعالى-، وتمتلئ من محبته وخوفه وخشيته، والتوكل عليه، والالتجاء إليه.

 

وهذا هو حقيقة التوحيد لله -تعالى-، وهو معنى؛ كلمة الإخلاص.

 

فلا صلاح ولا فلاح للقلوب حتى تفرد محبة الله -تعالى-، ولا يكمل إيمان العبد، حتى تكون حركات قلبه وجوارحه لله -تعالى- ظاهرا وباطنا.

 

وجاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من أعطي لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله؛ فقد استكمل الإيمان".

 

وقال عليه الصلاة والسلام: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه".

 

والمراد باستقامة إيمانه؛ استقامة أعمال الجوارح في طاعة الله، وقبل ذلك استقامة أعمال القلب.

 

ومعنى استقامة القلب: أن يكون ممتلئا من تعظيم الله -تعالى- وحبه، وحب طاعته، وكراهية معصيته وغضبه.

 

(إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ)[النحل:128].

 

أستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

المرفقات

الجوارح عن المنهيات

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات