عناصر الخطبة
1/تكميل النبي -صلى الله عليه وسلم- لمكارم الأخلاق وأقسام الآداب في الإسلام 2/بعض آداب الأكل والشرب 3/بعض آداب اللباس 4/بعض آداب النوم 5/آداب مهمة في معاملة الناس 6/بعض آداب قضاء الحاجة 7/فضل التأدب بآداب الإسلاماقتباس
تأدبوا بما أدبكم الله به على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فإن الله بعثه ليتمم مكارم الأخلاق، فتممها بقوله وفِعْله، وترك الأمة على طريق بيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك مرتاب.
إن الآداب التي شرعها الله على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، آداب شاملة عامة، آداب في ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي وفق من شاء من عباده لمكارم الأخلاق، وهداهم لما فيه فلاحهم وسعادتهم في الدنيا ويوم التلاق.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الكريم الخلاق، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل الخلق على الإطلاق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليمًا.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، وتأدبوا بما أدبكم الله به على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فإن الله بعثه ليتمم مكارم الأخلاق، فتممها بقوله وفِعْله، وترك الأمة على طريق بيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك مرتاب.
إن الآداب التي شرعها الله على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، آداب شاملة عامة، آداب في الأكل والشرب، وآداب في اللباس والنوم، وآداب في معاملة الناس، وآداب في كل شيء.
أما الآداب في الأكل والشرب، فقد عَلَّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمته أن يقولوا عند الأكل والشرب: باسم الله.
وأخبر أن من لم يسم الله؛ شاركه الشيطان في أكله وشربه.
وأمرهم أن يأكلوا باليمين، ويشربوا باليمين، ونهاهم عن الأكل بالشمال، والشرب بالشمـال، وقـال: "إن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله"[مسلم (2020) الترمذي (1800) أبو داو (3776) أحمد (2/8) مالك (1712) الدارمي (2030)].
وأمر الآكل مع غيره أن يأكل مما يليه، وقال: "إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة، فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها"[مسلم (2734) الترمذي (1816) أحمد (3/100)].
وأما اللباس، فالسنة فيه أن يبدأ عند اللبس باليمين، فيدخل يده اليمنى قبل اليسرى، ورجله اليمنى في النعال والسراويل قبل اليسرى.
وأما عند الخلع، فيبدأ باليسرى قبل اليمنى، وإذا لبس شيئًا جديدًا فليحمد الله الذي رزقه إياه من غير حول منه ولا قوة.
ورغب النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته في لباس الثوب الجميل، فقال: "إن الله جميل يحب الجمال"[مسلم (91) الترمذي (1999) أحمد (1/399)].
وحرم على ذكور أمته لباس الحرير والذهب، وأن يكون لبس الرجل نازلًا عن كعبيه، وقال: "ما أسفل من الكعبين ففي النار"[البخاري (5450) النسائي (5330) أحمد (2/410)].
وقال: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب"[مسلم (106) الترمذي (1211) النسائي (2563) أبو داود (4087) ابن ماجة (2208) أحمد (5/162) الدارمي (2605)].
وأما النوم، فالسنة فيه: أن ينام على الجنب الأيمن، وأن ينام على طهارة، ويذكر الله، حتى يغلبه النوم، ويقرأ آية الكرسي، فإن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان، حتى يصبح.
وكان صلى الله عليه وسلم: إذا استيقظ من منامه، يقول: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، وإليه النشور" [البخاري (5955) الترمذي (3417) أبو داود (5049) ابن ماجة (3880) أحمد (5/387) الدارمي (2686)].
وقال: "إذا استيقظ أحدكم من نومه، فليقل: الحمد لله الذي رد عليَّ روحي، وعافاني في جسدي، وأذن لي بذكره"[الترمذي (3401)].
وأما الآداب في معاملة الناس؛ فقد جاء صلى الله عليه وسلم بأكملها، فحث على حسن الخلـق، وقـال: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا"[الترمذي (1162) أحمد (2/250) الدارمي (2792)].
وقال: "لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"[مسلم (2626) الترمذي (1833)].
وأمر بكل ما يجلب المودة والمحبة بين المؤمنين، وجعل في ذلك أجرًا وخيرًا، فقال صلى الله عليه وسلم: "والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم"[مسلم (54) الترمذي 2688) أبو داود (5193) ابن ماجة (68) أحمد (2/391)].
وقال: "إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام"[الترمذي (2694) أبو داود (5197) أحمد (5/269)].
وأمر بالصدق في كل شيء، وقال: "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا"[مسلم (2607) الترمذي (1971) أبو داود (4989) أحمد (1/432)].
وشملت الآداب الإسلامية كل شيء حتى الرجل عندما يريد أن يقضي حاجة، بول أو غائط، فقد جعل له آدابًا، فعندما يريد الدخول إلى محل قضاء الحاجة، يقول: باسم الله، أعوذ بالله من الخبث والخبائث، ويقدم رجله اليسرى.
وإذا خرج قدم رجله اليمنى، وقال: غفرانك، الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني.
ومن الآداب الإسلامية: أن يستعمل الإنسان يده اليمنى عند الأخذ والعطاء، فيأخذ بيمينه، ويعطي بيمينه، ولا يستعمل اليسار إلا عند الحاجة.
فاتقوا الله -أيها المسلمون-: وتأدبوا بما بلغكم من الآداب الإسلامية لترتقوا إلى الكمال الخلقي والتعاملي، وتفوزوا بخير الدنيا والآخرة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا * يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا)[النساء: 26 - 28].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ... إلخ ...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم