توحيد الأسماء والصفات

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-05 - 1444/03/09
عناصر الخطبة
1/علم الأسماء والصفات أعظم العلوم 2/معنى توحيد الأسماء والصفات 3/أهمية علم الأسماء والصفات 4/ثمرات العلم بأسماء الله وصفاته 5/قواعد أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته

اقتباس

العلم بتوحيد الأسماء والصفات والإيمان به من أشرف العلوم وأهم المهمات، ومما يدل على أهميته: أن الإيمان به داخل في الإيمان بالله -عزّ وجل-؛ إذ لا يستقيم الإيمان بالله حتى يؤمن العبد بأسماء الله وصفاته...

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].

 

أما بعد: فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

أيها الإخوة: العلمُ بالله أحَدُ أركانِ الإيمان، بل هو أصلُها وما بعدَها تبَعٌ لها، ومعرِفَةُ أسماء الله وصفاتِه أفضلُ وأوجَب ما اكتسبَته القلوب وحصَّلته النفوسُ وأدركته العقول، قال ابن القيّم -رحمه الله-: "أطيَبُ ما في الدنيا معرفتُه سبحانه ومحبَّته".

 

واعلموا أنَّ من أهم ما يتضمنّه الإيمان بالله تعالى -الذي هو أول أركان الإيمان- التعرف عليه سبحانه بأسمائه وصفاته؛ ذلك أنّ العلم بالله وأسمائه وصفاته أشرف العلوم، وأجلها على الإطلاق؛ لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله -سبحانه وتعالى- بأسمائه وصفاته وأفعاله، فالاشتغال بفهم هذا العلم اشتغال بأعلى المطالب، وحصوله للعبد من أشرف المواهب.

 

أيها الإخوة: العلم بتوحيد الأسماء والصفات والإيمان به من أشرف العلوم وأهم المهمات، ومما يدل على أهميته: أن الإيمان به داخل في الإيمان بالله -عزّ وجل-؛ إذ لا يستقيم الإيمان بالله حتى يؤمن العبد بأسماء الله وصفاته، ومَعْرِفَتُه عِبَادَةٌ يُتَعبدُ لله بها، والإيمان به كما آمن السلف الصالح طريق سلامة من الانحراف والزلل الذي وقع فيه أهل التعطيل والتمثيل وغيرهم ممن انحرف في هذا الباب، وفيه سلامة من وعيد الله تعالى بقوله: (وَذَروا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الأعراف:180].

 

أيها الإخوة: العلم بأسماء الله وصفاته وتدبرها وفهمها على مراد الله يثمر ثمرات عظيمة نافعة مفيدة، وعبودياتٍ متنوعةً، فهو الطريق إلى معرفة الله، فالله خلق الخلق ليعبدوه، ولن يعبدوه حق عبادته حتى يعرفوه، وهذا هو الغاية المطلوبة منهم، وقبيح بعبد لم تزل نِعَمُ الله عليه متواترة أن يكون جاهلًا بربه، معرضًا عن معرفته.

 

ومعرفة الله تدعو إلى محبته وخشيته وخوفه ورجائه وإخلاص العمل له، وهذا هو عين سعادة العبد.

 

والعلم بأسماء الله وصفاته: فيه تزكيةٌ للنفوس، وإقامةٌ لها على منهج العبودية لله.

 

والعلم بأسماء الله وصفاته يعصم -بإذن الله- من الزلل، ويفتح للعباد أبواب الأمل، ويثبت الإيمان، ويعين على الصبر.

 

أيها الإخوة: إذا عرف العبد ربه بأسمائه وصفاته، واستحضر معانيها أثّر ذلك فيه تأثير كبيرًا؛ فأسماء العظمة تملأ القلب تعظيمًا وإجلالًا لله، وأسماء الجمال والبر والإحسان والرحمة والجود؛ تملأ القلب محبة له، وشوقًا إليه، ورغبة بما عنده، وحمدًا وشكرًا له.

 

وأسماء العزة والحكمة والعلم والقدرة؛ تملأ القلب خضوعًا وخشوعًا وانكسارًا بين يدي الله -عز وجل-.

 

وأسماء العلم والخبرة، والإحاطة والمراقبة والمشاهدة؛ تملأ القلب مراقبةً لله في الحركات والسكنات، في الجلوات والخلوات، وتحرس خواطره عن الأفكار الرديئة، والإرادات الفاسدة.

 

وأسماء الغنى واللطف؛ تملأ القلب افتقارًا واضطرارًا، والتفاتًا إليه في كل وقت وحال.

 

أيها الإخوة: والعبد العالم بأسماء الله وصفاته يعلم أن الأقدار بيد الله، فيذهبُ عنه الجزع والهلع، وتنفتح له أبواب الأمل؛ حيث يلجأ إلى الركن الركين والحصن الحصين.

 

والعبد العالم بأسماء الله وصفاته: يقارع الأشرار والأعداء، فيجدُّون في عداوته وأذيته ومنع الرزق عنه وقصم عمره، فيعلم أن الأرزاق والأعمار بيد الله وحده؛ فيُثمر هذا العلم شجاعةً وعبوديةً لله وتوكلًا عليه ظاهرًا وباطنًا.

 

والعبد العالم بأسماء الله وصفاته تصيبه الأمراض، وربما استعصت وعزَّ علاجها، وربما استبد به الألم، ودب اليأس إلى قلبه، وذهب به كل مذهب، حينئذٍ يتذكر أن الله هو الشافي، فيرفع يديه إليه ويسأله الشفاء، فتنفتح له أبواب الأمل، وربما شفاه الله من مرضه، أو صرف عنه ما هو أشد، أو عوضه عن ذلك صبرًا وثباتًا ويقينًا.

 

أحبتي: من انفتح له باب العلم بالأسماء والصفات انفتح له باب التوحيد الخالص الذي لا يحصل إلا للكُمّل من الموحدين، ويزداد إيمانه زيادة تورث في قلبه محبة لله وإنابة إليه؛ قال الله -جل في علاه-: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ)[محمد:17].

 

أيها الإخوة: ومن ثمار العلم بأسماء الله وصفاته: أن العبد يقع في المعصية، فتضيق عليه الأرض بما رَحُبت، ويأتيه الشيطان ليجعله يسيء ظنه بربه، فيتذكر أن من أسماء الله: "الرحيم، التواب، الغفور"، فلا يتمادى في خطيئته، بل ينزع عنها ويتوب إلى ربه ويستغفره فيجد الله غفورًا توابًا رحيمًا؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "قَالَ اللَّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ: إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِى، يَا ابْنَ آدَمَ: لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِى، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً".

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:

 

أيها الإخوة: معرفةُ الله تعالى تدعو إلى محبته، وخشيته، وخوفه، ورجائه، ومراقبته، وإخلاص العمل له، وهذا هو عين سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه الحسنى، والتفقه في معانيها.

 

يقول الله سبحانه: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)[طه:8]، قال السعدي -رحمه الله-: "أي له الأسماء الكثيرة الكاملة الحُسْنِ، فمن حُسْنِها: أنها كلها أسماء دالة على المدح، فليس فيها اسم لا يدل على المدح والحمد، ومن حسنها: أنها ليست أعلامًا محضة، وإنما هي أسماء وأوصاف، ومن حسنها: أنها دالة على الصفات الكاملة، وأن له من كل صفة أكملها وأعمها وأجلها، ومن حسنها: أنه أمر العباد أن يدعوه بها لأنها وسيلة مقربة إليه يحبها ويحب من يحبها ويحب من يحفظها ويحب من يبحث عن معانيها ويتعبد له بها؛ قال تعالى: (وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)، أي: ليس له اسم غير حسن، حتى يُنهى عن دعائه به، فأي اسم دعوتموه به، حصل به المقصود، والذي ينبغي أن يدعى في كل مطلوب، مما يناسب ذلك الاسم.

 

عباد الله: هناك قواعد وأسس راسخة للإيمان بأسماء الله وصفاته، ومن هذه القواعد والأسس:

القاعدة الأولى: أن أسماء الله تعالى توقيفية: فلا مجال للعقل فيها فلا يسمى الله عز وجل إلا بما جاء به الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل قاصر عن معرفة ما يستحقه الله تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص والدليل قوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)[الإسراء:36]؛ فوجب سلوك الأدب والاقتصار على ما جاء ت به النصوص فهذا الباب ليس من أبواب الاجتهاد، فلا يسمى الله إلا بما ورد به الخبر.

 

القاعدة الثانية: باب الصفات أوسع من باب الأسماء: فكل اسم من أسماء الله يجوز أن يشتق منه صفة لله عز وجل؛ فالعليم يشتق منه صفة العلم، والحكيم يشتق منه صفة الحكمة، ولكن ليس كل صفة يؤخذ منها اسم لله, مثل الكلام صفة لله عز وجل ولكن الله سبحانه ليس من أسمائه المتكلم. ومن أجل ذلك كان باب الصفات أوسع من باب الأسماء، فالله يوصف بصفات كالكلام، والإرادة، والاستواء، والنزول، والضحك، ولا يشتق له منها أسماء، فلا يسمى بالمتكلم، والمريد، والمستوي، والنازل، والضاحك، لأنها لا تدل في حال إطلاقها على ما يحمد الرب به ويمدح، وفي المقابل هناك صفات ورد إطلاق الأسماء منها كالعلو، والعلم، والرحمة والقدرة، لأنها في نفسها صفات مدح والأسماء الدالة عليها أسماء مدح فمن أسمائه: العلي، والعليم، والرحيم، والقدير.

 

القاعدة الثالثة: أن أسماء الله كلها حسنى: وقد وصف الله تعالى أسماءه بالحسنى في أربعة مواضع من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)[الأعراف:180]، ومنها: قوله تعالى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)[الإسراء:110]، ومنها قوله سبحانه: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)[طه:8]، وقوله جل وعلا: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)[الحشر:24].

فأسماء الله هي أحسنُ الأسماء وأجلُّها لاشتمالها على أحسن المعاني و أشرفها. فالحيُّ: متضمن للحياة الكاملة التي لم تُسبق بعدم ولا يلحقها زوال. والرحمن: متضمن للرحمة الكاملة.

 

القاعدة الرابعة: الأسماء الحسنى لا تحدّ بعدد: فلا تدخل تحت حصر، ولا تحد بعدد فإنَّ لله تعالى أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك".

 

القاعدة الخامسة: الإيمان بأسماء الله يتضمن أموراً:

أولاً: الإيمان بثبوت ذلك الاسم لله -عز وجل-. ثانيًا: الإيمان بما دل عليه الاسم من المعنى أي "الصفة".

 

ثالثاً: الإيمان بما يتعلق به من الآثار والحكم والمقتضى. ولو أخذنا اسم الله السميع فإننا نثبت الاسم أولاً، ونثبت "السمع" صفة له ثانياً , ثم نثبت.

 

ثالثاً: الحكم أن الله يسمع السر والنجوى. والأثر: وهو وجوب خشية الله ومراقبته وخوفه والحياء منه -عز وجل-.

 

أيها الأحبة: وإذا علم العبد بكمال الله وجماله؛ أوجب له هذا محبة خاصة وشوقًا عظيمًا إلى لقاء الله، ومن أحبَّ لقاء الله؛ أحبَّ اللهُ لقاءه، ولا ريب أن هذا يُثْمِر في العبد أنواعًا كثيرة من العبادة، ولهذا قال -تعالى-: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبَّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبَّهِ أَحَدًا)، وبهذا يُعْلَم أن العبودية بجميع أنواعها راجعة إلى مقتضيات الأسماء والصفات، ولهذا فإنه يتأكَّد على كل عبد مسلم أن يعرف ربه، ويعرف أسماءه وصفاته معرفة صحيحة سليمة، وأن يعلم ما تضمَّنته وآثارها وموجبات العلم بها، فبهذا يَعْظُمُ حظ العبد من الخير ويَكْمْلُ نصيبه منه.

 

إن المؤمن الموحَّد يجد بإيمانه ويقينه بأسماء ربه الحسنى وصفاته العليا الدالة على عظمة الله وكبريائه وتفرُّده بالجلال والجمال ما يجذبه إلى اجتماع همَّه على الله حبًا وتذلُّلًا، خشوعًا وانكسارًا، رغبًا ورهبًا، رجاءً وطمعًا، وتوافر هِمَّته في طلب رضاه باستفراغ الوسع بالتقرُّب إليه بالنوافل بعد تكميل الفرائض، والتوفيق والرُّشد بيد الله، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع ولا حول ولا قوة إلا به -عزَّ وجل-.

 

رزقنا الله تعظيم شرعه، والتمسك به، ونشره والدعوة إليه.

 

رزقنا الله الإيمان بأسمائه وصفاته على الوجه الذي يرضيه.

 

هذا وصلوا وسلموا على رسول الله...

 

المرفقات

توحيد الأسماء والصفات

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات