الوقاية من الطلاق وعلاجه: حسن الاختيار

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2023-02-17 - 1444/07/26 2023-03-02 - 1444/08/10
عناصر الخطبة
1/توجيه الإسلام إلى حسن اختيار شريك الحياة 2/آثار حسن الاختيار على الحياة الزوجية ومنافعه 3/عواقب سوء الاختيار على الحياة الزوجية 4/نصائح لمن لم يوفق في الاختيار 5/تحذير الأزواج من الاستعجال في الطلاق عند عدم التوافق.

اقتباس

مَنْ لَمْ يُوَفَّقْ لِحُسْنِ الِاخْتِيَارِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ لَا يَعْنِي ذَلِكَ أَنَّ الرَّاحَةَ سَوْفَ تَنْأَى عَنْ دَارِهِ، وَالْغَايَاتِ الصَّحِيحَةَ الْمَرْجُوَّةَ مِنَ الزَّوَاجِ سَتُفَارِقُ مَوْضِعَ قَرَارِهِ، لَكِنَّنَا نَنْصَحُهُ بِنَصَائِحَ...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ الزَّوَاجَ رَابِطَةٌ حَيَاتِيَّةٌ، وَعَلَاقَةٌ فِطْرِيَّةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، وَحَاجَةٌ بَشَرِيَّةٌ مُجْتَمَعِيَّةٌ، وَوَسِيلَةٌ مَقْصُودَةٌ لِلِاسْتِقْرَارِ وَالْإِسْعَادِ، وَالتَّكَاثُرِ وَالْإِيلَادِ، وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الرَّابِطَةُ كَذَلِكَ كَانَ عَلَى الْعَاقِلِ مِنَ الرِّجَالِ وَالْعَاقِلَةِ مِنَ النِّسَاءِ أَنْ يُحْسِنَا اخْتِيَارَ شَرِيكِ هَذِهِ الْحَيَاةِ، وَيُمْعِنَا النَّظَرَ فِي اصْطِفَائِهِ مِنْ بَيْنِ الْجُمُوعِ الْكَثِيرَةِ.

 

وَلِهَذَا نَجِدُ دِينَنَا الْحَنِيفَ يَحُثُّ الْمُسْلِمِينَ عَلَى حُسْنِ الِاخْتِيَارِ، وَيُبَيِّنُ لَهُمُ الْمَعَايِيرَ الصَّحِيحَةَ لِذَلِكَ؛ حَتَّى تَقُومَ هَذِهِ الْعَلَاقَةُ الزَّوْجِيَّةُ عَلَى قَوَاعِدَ رَاسِخَةٍ، لِتُبْنَى عَلَيْهَا الْحَيَاةُ السَّعِيدَةُ، وَتَتَحَقَّقَ مِنْ خِلَالِهَا الْأَهْدَافُ الْمَرْجُوَّةُ مِنْ هَذَا الْمَشْرُوعِ الْحَيَاتِيِّ الْعَظِيمِ.

 

فَفِي الرَّجُلِ بَيَّنَ الْإِسْلَامُ الصِّفَاتِ الَّتِي إِذَا تَوَفَّرَتْ فِيهِ فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ إِذَا خَطَبَ: فَعَنْ أَبِي حَاتِمٍ الْمُزَنِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ"، وَفِي رِوَايَةٍ: "عَرِيضٌ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ -يَعْنِي: قِلَّةً فِي الْمَالِ- قَالَ: "إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ -قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ-"(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَالْبَيْهَقِيُّ).

 

فَبَيَّنَ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- أَنَّ مِعْيَارَ قَبُولِ الرَّجُلِ لِلزَّوَاجِ بِالْمَرْأَةِ: دِينُهُ وَخُلُقُهُ، فَصَلَاحُ دِينِهِ يَحْفَظُ لِلْمَرْأَةِ دِينَهَا، وَيَدْعُو إِلَى عَدَمِ ظُلْمِهَا، وَحُسْنُ خُلُقِهِ يَحُثُّهُ عَلَى طِيبِ مُعَامَلَتِهَا وَحُسْنِ مُعَاشَرَتِهَا.

 

وَأَمَّا الْمَالُ وَالْغِنَى فَلَيْسَ مِعْيَارًا صَحِيحًا وَحِيدًا -يَا عِبَادَ اللَّهِ-؛ فَكَمْ مِنْ رَجُلٍ غَنِيٍّ لَكِنْ لَيْسَ عِنْدَهُ دِينٌ وَلَا خُلُقٌ، فَلَا تَنْظُرُوا إِلَى الثَّرَاءِ بِقَدْرِ مَا تَنْظُرُونَ إِلَى اسْتِقَامَةِ الدِّينِ، وَحُسْنِ الْأَخْلَاقِ.

 

وَإِنْ كَانَتْ نَظْرَةُ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ إِلَى الرَّصِيدِ الْمَالِيِّ أَكْثَرَ مِنَ الرَّصِيدِ الدِّينِيِّ الْمُسْتَقِيمِ، وَلَكِنَّهَا نَظْرَةٌ غَيْرُ سَدِيدَةٍ؛ فَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟" فَقَالُوا: هَذَا -وَاللَّهِ- حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ. فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: "مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا؟"، قَالُوا: هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لَا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لَا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ لَا يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا"(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).

 

قَالَ الْعُلَمَاءُ: كَانَ الرَّجُلُ الْأَوَّلُ ذَا مَكَانَةٍ وَمَالٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ رَقِيقَ الدِّينِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ فَقِيرًا لَكِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ.

 

وَأَمَّا الْمَرْأَةُ -مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ- فَإِنَّكُمْ لَوْ قَرَأْتُمْ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فَسَتَجِدُونَ أَنَّهَا ذَكَرَتِ الصِّفَاتِ الْحَمِيدَةَ الَّتِي تُخْتَارُ الْمَرْأَةُ لِأَجْلِهَا لِلزَّوَاجِ بِهَا؛ فَعَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَهَذَا حَثٌّ عَظِيمٌ مِنَ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- بِأَنْ يَكُونَ حِرْصُ الرَّجُلِ عَلَى اخْتِيَارِ الْمَرْأَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ الدِّينِ أَكْثَرَ مِنْ حِرْصِهِ عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الصِّفَاتِ؛ لِمَا لِذَلِكَ مِنْ أَثَرٍ عَلَى الزَّوْجِ وَعَلَى ذُرِّيَّتِهِ مِنْهَا.

 

وَلَا شَكَّ -أَيُّهَا الْفُضَلَاءُ- أَنَّ الرَّجُلَ مِنَّا يَسْتَهْوِيهِ جَمَالُ الْمَرْأَةِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ، غَيْرَ أَنَّ الْعَاقِلَ لَا يَجْعَلُ الْجَمَالَ هُوَ شَرْطَ الْقَبُولِ الْوَحِيدَ، بَلْ هُوَ خَيْرٌ إِذَا كَسَاهُ الدِّينُ وَالْخُلُقُ الْكَرِيمُ؛ لِأَنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا كَانَتْ جَمِيلَةً وَلَكِنَّهَا سَيِّئَةُ الْخُلُقِ، ضَعِيفَةُ الدِّينِ، فَإِنَّهَا شَقَاءٌ عَلَى الزَّوْجِ وَالذُّرِّيَّةِ وَالْأُسْرَةِ كُلِّهَا، بَلْ هِيَ غُلٌّ دَائِمٌ، وَهَمٌّ جَاثِمٌ، وَوَجَعٌ قَائِمٌ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوْجَةٍ تُشَيِّبُنِي قَبْلَ الْمَشِيبِ"(رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ).

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ حُسْنَ اخْتِيَارِ شَرِيكِ الْحَيَاةِ لَهُ آثَارٌ حَسَنَةٌ، وَمَنَافِعُ جَمَّةٌ عَلَى الْحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ، فَمِنْ ذَلِكَ:

إِشْرَاقُ شَمْسِ السَّعَادَةِ عَلَى الْحَيَاةِ الْأُسَرِيَّةِ، وَرَفْرَفَةُ الْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ عَلَى الْعَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّةِ، وَهِيَ غَايَةٌ مُرَادَةٌ مِنْ هَذِهِ الْعِشْرَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ، قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الرُّومِ:21].

 

وَفِي ظِلِّ هَذِهِ الْحَيَاةِ الْقَائِمَةِ عَلَى حُسْنِ الِاخْتِيَارِ يَشْعُرُ الزَّوْجُ بِالرَّاحَةِ الَّتِي لَا حُدُودَ لَهَا، وَتُحِسُّ الزَّوْجَةُ بِنَعِيمٍ مُقِيمٍ، وَعَيْشٍ هَنِيءٍ كَرِيمٍ؛ وَلِهَذَا ذَكَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَذِهِ الْغَايَةَ فَقَالَ: "ثَلَاثٌ مِنَ السَّعَادَةِ، وَثَلَاثٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ، فَمِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ تَرَاهَا تُعْجِبُكَ، وَتَغِيبُ فَتَأَمَنُهَا عَلَى نَفْسِهَا وَمَالِكَ..."(رَوَاهُ الْحَاكِمُ).

 

وَمِنْ آثَارِ حُسْنِ الِاخْتِيَارِ عَلَى الْحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ وَمَنَافِعِهِ: صَلَاحُ الذُّرِّيَّةِ، الَّذِينَ هُمْ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَفَلَذَاتُ الْأَكْبَادِ، وَالنُّسْخَةُ الْبَاقِيَةُ بَعْدَ الْمَوْتِ. (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)[الْكَهْفِ:46]. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

فَمَتَى تَمَّ اخْتِيَارُ الزَّوْجَيْنِ عَلَى أَسَاسِ الدِّينِ وَالْخُلُقِ نَشَأَ عَنْهُمَا جِيلٌ صَالِحٌ يَنْفَعُ نَفْسَهُ وَأُمَّتَهُ.

 

"يَقُولُ عُلَمَاءُ التَّرْبِيَةِ: يَجِبُ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يَبْدَأَ بِتَرْبِيَةِ وَلَدِهِ قَبْلَ الْوِلَادَةِ، وَهَذَا مَا أَرْشَدَ إِلَيْهِ الْإِسْلَامُ عَنْ طَرِيقِ اخْتِيَارِ الزَّوْجَةِ؛ لِأَنَّ خَطِيبَةَ الْيَوْمِ الَّتِي يَقْصِدُهَا الشَّابُّ هِيَ زَوْجَةُ الْغَدِ، وَأُمُّ الْمُسْتَقْبَلِ، وَمُرَبِّيَةُ الْأَطْفَالِ وَالْأَجْيَالِ، وَالْأُمُّ هِيَ الْمَدْرَسَةُ الْأُولَى الَّتِي تَحْتَضِنُ الطِّفْلَ، لِتُرْضِعَهُ لَبَانَ الْأَدَبِ وَالتَّرْبِيَةِ مَعَ لَبَنِ الثَّدْيِ وَالْغِذَاءِ، ثُمَّ تَرْعَاهُ فِي أَوَّلِ مَرَاحِلِ الْعُمْرِ، لِتَغْرِسَ فِي عَقْلِهِ وَقَلْبِهِ الْبُذُورَ الْأُولَى الَّتِي سَتَنْمُو عِنْدَ الْكِبَرِ، وَتَصُونُ فِطْرَتَهُ عَمَّا يُفْسِدُهَا مَعَ مَا تَهَبُ لِوَلِيدِهَا مِنْ صِفَاتٍ مَوْرُوثَةٍ، وَطِبَاعٍ مَفْطُورَةٍ، وَمَوَاهِبَ مُتَأَصِّلَةٍ".

 

وَصَدَقَ الشَّاعِرُ:

وَأَوَّلُ إِحْسَانِي إِلَيْكُمْ تَخَيُّرِي *** لِمَاجِدَةِ الْأَعْرَاقِ بَادٍ عَفَافُهَا

 

وَمِنْ آثَارِ حُسْنِ الِاخْتِيَارِ عَلَى الْحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ وَمَنَافِعِهِ: سُهُولَةُ عِلَاجِ الْمُشْكِلَاتِ: فَالْحَيَاةُ الزَّوْجِيَّةُ حَيَاةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، وَمِنَ الطَّبِيعِيِّ أَنْ تَطْرَأَ عَلَيْهَا الْمُشْكِلَاتُ، وَتُعَكِّرَ صَفْوَهَا بَعْضُ الْمُكَدِّرَاتِ، غَيْرَ أَنَّ الرَّابِطَةَ الْوَثِيقَةَ الْقَائِمَةَ عَلَى الِاخْتِيَارِ الصَّحِيحِ الَّذِي كَانَ مِنْ أَوْلَى أَوَّلِيَّاتِهِ الدِّينُ وَالْخُلُقُ؛ تَجْعَلُ كُلَّ شَرِيكٍ يَصْبِرُ عَلَى شَرِيكِهِ، وَيَلْتَمِسُ لَهُ الْأَعْذَارَ، وَيُغْضِي عَنِ اسْتِقْصَاءِ عَثَرَاتِهِ، وَبِذَلِكَ يَسْهُلُ حَلُّ الْمُشْكِلَاتِ فِي الْبَيْتِ الَّذِي يَتَّسِمُ بِهَذِهِ الصِّفَاتِ.

 

أَيُّهَا الْأَحِبَّةُ الْفُضَلَاءُ: إِنَّ الِاخْتِيَارَ السَّيِّءَ لِشَرِيكِ الْحَيَاةِ هُوَ مِفْتَاحُ الْمُشْكِلَاتِ الزَّوْجِيَّةِ، وَالْبَوَّابَةُ الْأُولَى لِدُخُولِ الْخَلَلِ إِلَى هَذِهِ الْعِشْرَةِ؛ وَلِهَذَا نَجِدُ لِلِاخْتِيَارِ الْخَاطِئِ عَوَاقِبَ وَخِيمَةً، مِنْهَا:

الشَّقَاءُ الزَّوْجِيُّ؛ بِحَيْثُ تَصِيرُ الْحَيَاةُ الزَّوْجِيَّةُ جَحِيمًا لَيْسَ فِيهَا إِلَّا شَرَرُ الصِّرَاعِ، وَكَثْرَةُ الْغَضَبِ وَالضَّجِيجِ، وَاتِّسَاعُ دَائِرَةِ الضِّيقِ، وَتَمَنِّي الْفِرَاقِ، وَقَدْ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَمِنَ الشَّقَاوَةِ: الْمَرْأَةُ تَرَاهَا فَتَسُوؤُكَ، وَتَحْمِلُ لِسَانَهَا عَلَيْكَ، وَإِنْ غِبْتَ عَنْهَا لَمْ تَأْمَنْهَا عَلَى نَفْسِهَا وَمَالِكَ"(رَوَاهُ الْحَاكِمُ).

 

وَمِنْ عَوَاقِبِ سُوءِ الِاخْتِيَارِ: كَثْرَةُ اللُّجُوءِ إِلَى الطَّلَاقِ؛ فَقَدْ لَا يَمُرُّ عَلَى الزَّوَاجِ إِلَّا أَشْهُرٌ وَرُبَّمَا أَيَّامٌ فَيَتَفَاجَأُ النَّاسُ بِطَلَاقِ فُلَانٍ لِفُلَانَةَ! وَلَوِ اسْتَقْرَأْتَ الْوَاقِعَ لَوَجَدْتَ إِحْصَائِيَّاتٍ مَهُولَةً جِدًّا، مَعَ أَنَّ الطَّلَاقَ إِنَّمَا هُوَ آخِرُ الْحُلُولِ كَمَا قَالَ -تَعَالَى- بَعْدَ ذِكْرِهِ مَرَاحِلَ الْعِلَاجِ لِلْخِلَافِ الزَّوْجِيِّ-: (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا)[النِّسَاءِ:130].

 

وَمِنْ عَوَاقِبِ سُوءِ الِاخْتِيَارِ: فَسَادُ الذُّرِّيَّةِ؛ لِأَنَّ الطِّفْلَ صَفْحَةٌ بَيْضَاءُ تُخَطُّ بِأَفْعَالِ الْأَبَوَيْنِ وَأَقْوَالِهِمَا، فَإِذَا سَمِعَ الطِّفْلُ أَوْ رَأَى الْفَسَادَ مِنْ أَحَدِ أَبَوَيْهِ حَاكَاهُمَا فِيهِ، وَتَرَبَّى عَلَيْهِ.

 

وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:

مَشَى الطَّاوُوسُ يَوْمًا بِاعْوِجَاجٍ *** فَقَلَّدَ شَكْلَ مِشْيَتِهِ بَنُوهُ

فَقَالَ: عَلَامَ تَخْتَالُونَ؟ قَالُوا: *** بَدَأْتَ بِهِ وَنَحْنُ مُقَلِّدُوهُ

فَخَالِفْ سَيْرَكَ الْمُعْوَجَّ وَاعْدِلْ *** فَإِنَّا إِنْ عَدَلْتَ مُعَدِّلُوهُ

أَمَا تَدْرِي أَبَانَا كُلُّ فَرْعٍ *** يُجَارِي بِالْخُطَى مَنْ أَدَّبُوهُ؟!

وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الْفِتْيَانِ مِنَّا *** عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ

 

نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَنَا، وَأَنْ يُصْلِحَ زَوْجَاتِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا.

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَقَدَّرَ فَهَدَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اجْتَبَى، أَمَّا بَعْدُ:

 

فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: مَنْ لَمْ يُوَفَّقْ لِحُسْنِ الِاخْتِيَارِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ لَا يَعْنِي ذَلِكَ أَنَّ الرَّاحَةَ سَوْفَ تَنْأَى عَنْ دَارِهِ، وَالْغَايَاتِ الصَّحِيحَةَ الْمَرْجُوَّةَ مِنَ الزَّوَاجِ سَتُفَارِقُ مَوْضِعَ قَرَارِهِ، لَكِنَّنَا نَنْصَحُهُ بِنَصَائِحَ، مِنْهَا:

ابْذُلِ الْجُهْدَ فِي إِصْلَاحِ الْخَلَلِ، وَتَكْمِيلِ جَوَانِبِ النَّقْصِ، مِنْ خِلَالِ التَّعْلِيمِ وَالتَّرْبِيَةِ وَالنَّصِيحَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَالْحَثِّ عَلَى التَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ وَمَعْرِفَةِ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَأَخْلَاقِهِ وَآدَابِهِ، وَجَاهِدِ النَّفْسَ عَلَى هَذَا الْعَمَلِ وَأَحْسِنْ وَأَبْشِرْ بِالْخَيْرِ، قَالَ -تَعَالَى-: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)[الْعَنْكَبُوتِ:69].

 

وَالنَّصِيحَةُ الثَّانِيَةُ: لَا تَنْظُرْ إِلَى جَوَانِبِ النَّقْصِ فِي شَرِيكِ حَيَاتِكَ فَحَسْبُ، بَلِ انْظُرْ إِلَى جَوَانِبِ الْخَيْرِ فِيهِ.

 

وَلَا شَكَّ أَنَّكُمْ تُدْرِكُونَ -مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ- أَنَّ كُلَّ رَجُلٍ وَكُلَّ امْرَأَةٍ لَهُ صِفَاتٌ حَسَنَةٌ وَإِنْ كَانَتْ فِيهِ صِفَاتٌ سَيِّئَةٌ، فَانْظُرُوا -رَحِمَكُمُ اللَّهُ- إِلَى جَوَانِبِ الْخَيْرِ فِي نِسَائِكُمْ، وَشَجِّعُوهُنَّ عَلَيْهَا، وَلْتَنْظُرِ الزَّوْجَاتُ فِي خِصَالِ الْخَيْرِ فِي أَزْوَاجِهِنَّ وَلْيَمْدَحْنَهُنَّ عَلَيْهَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا، رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

وَهُنَاكَ وَسِيلَةٌ هِيَ غَايَةٌ فِي الْأَهَمِّيَّةِ وَجَدِيرَةٌ بِالِاهْتِمَامِ لِحُسْنِ عَاقِبَتِهَا وَفَاعِلِيَّتِهَا؛ أَلَا وَهِيَ وَسِيلَةُ الدُّعَاءِ وَاللُّجُوءِ إِلَى رَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ أَنْ يُصْلِحَ لَكَ أَهْلَكَ، وَهَذَا مُسَطَّرٌ فِي الْقُرْآنِ مِنْ دُعَاءِ أَنْبِيَائِهِ، وَكَذَا هُوَ فِي سُنَّةِ الرَّسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

 

عِبَادَ اللَّهِ: هُنَاكَ أَزْوَاجٌ أَوْ زَوْجَاتٌ لَمْ يَحْصُلْ لَهُمُ الِاخْتِيَارُ الْحَسَنُ فِي الْحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ فَيَسْتَعْجِلُونَ فِي قَرَارِ الْفِرَاقِ، فَنَقُولُ لَهُمُ: احْذَرُوا وَلَا تَسْتَعْجِلُوا، وَاصْبِرُوا وَتَرَيَّثُوا؛ فَلَعَلَّ مَا تَكْرَهُونَ سَيُصْلِحُهُ اللَّهُ إِلَى مَا تُحِبُّونَ، وَاسْمَعُوا قَوْلَ رَبِّكُمْ: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[النِّسَاءِ:19].

 

وَتَفَكَّرُوا فِي عَوَاقِبِ الطَّلَاقِ قَبْلَ أَنْ تُقْدِمُوا عَلَيْهِ، فَلَوْ جَلَسْتُمْ قَلِيلًا مَعَ أَنْفُسِكُمْ مُفَكِّرِينَ وَاسْتَعْرَضْتُمُ النَّتَائِجَ السَّيِّئَةَ لِلطَّلَاقِ رُبَّمَا تَرَاجَعْتُمْ عَنْ قَرَارِكُمْ، وَالْعَاقِلُ يَنْظُرُ فِي الْمَآلَاتِ قَبْلَ اتِّخَاذِ الْقَرَارَاتِ.

 

فَإِنِ اشْتَدَّ عَلَيْكُمُ الْأَمْرُ -مَعَاشِرَ الرِّجَالِ- وَلَمْ تَجِدُوا حَلًّا وَلَمْ تُطِيقُوا صَبْرًا فَخَيْرٌ مِنَ الطَّلَاقِ أَنْ تَتَزَوَّجُوا وَتُبْقُوا الزَّوْجَةَ الْأُولَى؛ فَقَدْ أَبَاحَ اللَّهُ لَكُمُ الزَّوَاجَ إِلَى أَرْبَعٍ إِذَا كُنْتُمْ قَادِرِينَ عَلَيْهِ، قَالَ -تَعَالَى-: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا)[النِّسَاءِ:3].

 

فَيَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ الْكِرَامِ: أَحْسِنُوا الِاخْتِيَارَ لِشَرِيكِ الْحَيَاةِ؛ فَإِنَّ لِذَلِكَ نَتَائِجَ حَسَنَةً، وَلِسُوءِ الِاخْتِيَارِ عَوَاقِبُ سَيِّئَةٌ، فَإِنْ لَمْ يَحْصُلِ التَّوْفِيقُ فَاصْبِرُوا وَحَاوِلُوا إِصْلَاحَ الْخَلَلِ، وَإِيَّاكُمْ وَالطَّلَاقَ إِذَا كَانَتْ هُنَاكَ حُلُولٌ أَفْضَلُ مِنْهُ.

 

نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَبْسُطَ عَلَى بُيُوتِ الْمُسْلِمِينَ السَّعَادَةَ وَالْهَنَاءَ، وَيَصْرِفَ عَنْهَا الشَّقَاوَةَ وَالْعَنَاءَ.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ:56].

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

 

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى النِّعَمِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

الوقاية من الطلاق وعلاجه حسن الاختيار.doc

الوقاية من الطلاق وعلاجه حسن الاختيار.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات