الوقاية من الطلاق وعلاجه: إدراك خطورة الطلاق وعواقبه

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2023-02-24 - 1444/08/04 2023-03-04 - 1444/08/12
عناصر الخطبة
1/ الطلاق أبغض الحلال، والحكمة من مشروعيته. 2/أهمية إدراك الزوجين خطورة الطلاق وآثاره المدمرة. 3/وسائل معينة للزوجين على الفرار من الطلاق. 4/رسائل مهمة للزوجين قبل الإقدام على الطلاق. 5/وصايا للمطلقين والمطلقات.

اقتباس

مِنَ الْوَسَائِلِ الْمُعِينَةِ لِلْأَزْوَاجِ وَالزَّوْجَاتِ عَلَى الْفِرَارِ مِنَ الطَّلَاقِ: أَنْ يَكُونَ الْخِلَافُ الزَّوْجِيُّ حَصْرِيًّا بَيْنَهُمَا دَاخِلَ الْمَنْزِلِ، وَلَا يَتَعَدَّاهُمَا إِلَى الْأَقَارِبِ وَالْجِيرَانِ؛ لِأَنَّ الْمُشْكِلَةَ يَسْهُلُ حَلُّهَا مَا دَامَتْ فِي الْبَيْتِ، فَإِذَا خَرَجَتْ مِنْهُ وَجَدَتْ فِي طَرِيقِ حَلِّهَا صُعُوبَاتٍ وَأَهْوَاءً مُخْتَلِفَةً قَدْ لَا تُرِيدُ الْخَيْرَ لِلزَّوْجَيْنِ...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: الزَّوَاجُ عَلَاقَةٌ جَلِيلَةٌ، وَسَحَابَةٌ ظَلِيلَةٌ، يَسْتَرِيحُ تَحْتَهَا الزَّوْجَانِ فِي ظِلِّ السَّعَادَةِ وَالِاطْمِئْنَانِ، وَيَنْعَمَانِ تَحْتَ ظِلَالِهَا بِالِاسْتِقْرَارِ وَالْأَمَانِ، تَجْمَعُ هَذِهِ الرَّابِطَةُ الْمَتِينَةُ الْقُلُوبَ وَالْأُسَرَ، وَتُنْشِئُ الْأَجْيَالَ الَّتِي تَبْنِي الْمُجْتَمَعَاتِ، وَيَسْتَمِرُّ بِهَا بَقَاءُ الْبَشَرِيَّةِ.

 

وَتَبْقَى هَذِهِ الْعَلَاقَةُ عَلَى هَذِهِ الْخَيْرَاتِ مَا لَمْ تَرْعُدْ عَلَى أَجْوَائِهَا رُعُودُ الطَّلَاقِ، وَتَعْصِفْ بِهَا رِيَاحُ الْفِرَاقِ.

 

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ كَلِمَةَ "طَالِقٌ" كَلِمَةٌ شَدِيدَةُ الْوَقْعِ عَلَى الْأَسْمَاعِ وَالْقُلُوبِ، وَبَلِيغَةُ الْأَثَرِ عَلَى الْمَشَاعِرِ وَالنُّفُوسِ، فَكَمْ جَلَبَتِ الْأَحْزَانَ، وَأَسَالَتِ الْعُيُونَ، وَأَبْكَتِ الْأَفْئِدَةَ!

 

وَكَمْ فَرَّقَتْ مِنْ شَمْلٍ مُجْتَمِعٍ، وَشَتَّتَتْ مِنْ مَوَدَّةٍ وَرَحْمَةٍ، وَبَعْثَرَتْ مِنْ أَطْفَالٍ فِي آفَاقِ الضَّيَاعِ.

 

إِنَّ الطَّلَاقَ -مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ- وَإِنْ كَانَ حَلَالًا، وَلَكِنَّهُ حَلَالٌ بَغِيضٌ بِالنِّسْبَةِ لِآثَارِهِ وَعَوَاقِبِهِ؛ وَلِهَذَا لَمْ يُشَرِّعْهُ اللَّهُ -تَعَالَى- بِدُونِ ضَوَابِطَ وَقُيُودٍ، بَلْ شَرَعَهُ لِحَلِّ الْمُشْكِلَاتِ الزَّوْجِيَّةِ الْمُسْتَعْصِيَةِ الَّتِي لَا تُحَلُّ إِلَّا بِهِ؛ وَلِذَا نَجِدُ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ ذَكَرَهُ فِي الْمَرْحَلَةِ الْأَخِيرَةِ فِي عِلَاجِ الْخِلَافِ الزَّوْجِيِّ، كَمَا قَالَ -تَعَالَى-: (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا)[النِّسَاءِ:130].

 

وَتَأَمَّلُوا -رَحِمَكُمُ اللَّهُ- كَيْفَ ضَيَّقَتِ الشَّرِيعَةُ زَمَانَ الطَّلَاقِ الْمَشْرُوعِ، وَشَرَعَتْ لَهُ مِنَ الْأَحْكَامِ مَا يَدْعُو إِلَى عَوْدَةِ الْحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ إِلَى الْوِفَاقِ:

فَالطَّلَاقُ لَا يُشْرَعُ فِي حَالِ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ، وَلَا فِي طُهْرٍ مُجَامَعٍ فِيهِ. وَمَتَى طَلَّقَ الْمُسْلِمُ طَلَاقًا رَجْعِيًّا أُمِرَ بِإِبْقَاءِ الزَّوْجَةِ فِي الْبَيْتِ؛ وَكُلُّ ذَلِكَ لَعَلَّهُ يَدْعُو إِلَى مُرَاجَعَتِهَا. قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)[الطَّلَاقِ:1].

 

وَنُهِيَ الْمُسْلِمُ أَنْ يَجْمَعَ الثَّلَاثَ طَلَقَاتٍ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، فَقَدْ رَوَى النَّسَائِيُّ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ مُوَثَّقُونَ -كَمَا قَالَ ابْنُ حَجَرٍ- عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ جَمِيعًا، فَقَامَ غَضْبَانَ ثُمَّ قَالَ: "أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟!".

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ عَلَى الزَّوْجَيْنِ كِلَيْهِمَا أَنْ يُدْرِكَا خُطُورَةَ الطَّلَاقِ، وَآثَارَهُ الْمُدَمِّرَةَ عَلَيْهِمَا، وَعَلَى أَوْلَادِهِمَا، وَعَلَى الْمُجْتَمَعِ كُلِّهِ.

 

وَلِهَذَا انْظُرُوا فِي هَذَا الْوَعِيدِ الشَّدِيدِ لِلْمَرْأَةِ إِذَا سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقَهَا مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ صَحِيحٍ لِذَلِكَ؛ فَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ"(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ).

 

وَالشَّيْطَانُ أَكْثَرُ فَرَحًا بِالطَّلَاقِ مِنْ غَيْرِهِ مِنَ الذُّنُوبِ؛ فَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ" قَالَ الْأَعْمَشُ: أُرَاهُ قَالَ: "فَيَلْتَزِمُهُ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

قَالَ الْمُنَاوِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي شَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ: "هَذَا تَهْوِيلٌ عَظِيمٌ فِي ذَمِّ التَّفْرِيقِ؛ حَيْثُ كَانَ أَعْظَمَ مَقَاصِدِ اللَّعِينِ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ انْقِطَاعِ النَّسْلِ، وَانْصِرَامِ بَنِي آدَمَ، وَتَوَقُّعِ وُقُوعِ الزِّنَا الَّذِي هُوَ أَعْظَمُ الْكَبَائِرِ فَسَادًا وَأَكْثَرُهَا مَعَرَّةً، كَيْفَ وَقَدِ اسْتَعْظَمَهُ فِي التَّنْزِيلِ بِقَوْلِهِ: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ)[الْبَقَرَةِ :102]".

 

فَالطَّلَاقُ -أَيُّهَا الْأَزْوَاجُ الْعُقَلَاءُ- لَهُ آثَارٌ سَيِّئَةٌ تَجْعَلُكُمْ تَتَرَيَّثُونَ وَتُفَكِّرُونَ قَبْلَ الْإِقْدَامِ عَلَيْهِ.

 

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْفُضَلَاءُ: هُنَاكَ وَسَائِلُ مُعِينَةٌ لِلْأَزْوَاجِ وَالزَّوْجَاتِ عَلَى الْوِقَايَةِ مِنَ الطَّلَاقِ وَالْحَدِّ مِنْهُ، فَمِنْ ذَلِكَ:

الصَّبْرُ الْجَمِيلُ عَلَى الْأَكْدَارِ الَّتِي تُعَكِّرُ صَفْوَ الْحَيَاةِ الزَّوْجِيَّةِ، فَإِذَا سَاءَ خُلُقُ الزَّوْجِ وَقَصَّرَ فِي جَانِبِ الْحُقُوقِ فَعَلَى الزَّوْجَةِ أَنْ تَتَحَمَّلَ وَتَتَجَمَّلَ بِالصَّبْرِ:

فَالصَّبْرُ مِثْلُ اسْمِهِ مُرٌّ مَذَاقَتُهُ *** لَكِنَّ عَوَاقِبَهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ

 

وَعَلَيْكَ -أَيُّهَا الزَّوْجُ الْكَرِيمُ- إِنْ سَاءَتْكَ خَلِيقَةٌ مِنْ زَوْجَتِكَ، أَوْ كَرِهْتَ مِنْهَا عَمَلًا يُمْكِنُ احْتِمَالُهُ؛ أَنْ تَصْبِرَ عَلَيْهَا؛ فَرُبَّ صَبْرٍ أَعْقَبَ خَيْرًا كَثِيرًا. قَالَ -تَعَالَى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[النِّسَاءِ:19].

 

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا، رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

وَمِنَ الْوَسَائِلِ الْمُعِينَةِ لِلْأَزْوَاجِ وَالزَّوْجَاتِ عَلَى الْفِرَارِ مِنَ الطَّلَاقِ: أَنْ يَكُونَ الْخِلَافُ الزَّوْجِيُّ حَصْرِيًّا بَيْنَهُمَا دَاخِلَ الْمَنْزِلِ، وَلَا يَتَعَدَّاهُمَا إِلَى الْأَقَارِبِ وَالْجِيرَانِ؛ لِأَنَّ الْمُشْكِلَةَ يَسْهُلُ حَلُّهَا مَا دَامَتْ فِي الْبَيْتِ، فَإِذَا خَرَجَتْ مِنْهُ وَجَدَتْ فِي طَرِيقِ حَلِّهَا صُعُوبَاتٍ وَأَهْوَاءً مُخْتَلِفَةً قَدْ لَا تُرِيدُ الْخَيْرَ لِلزَّوْجَيْنِ.

 

وَتَأَمَّلُوا -حَمَاكُمُ اللَّهُ- فِي قَوْلِهِ -تَعَالَى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)[النِّسَاءِ:34]. فَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ -تَعَالَى- فِي هَذِهِ الْآيَةِ ثَلَاثَ مَرَاحِلَ لِعِلَاجِ الْخِلَافِ الزَّوْجِيِّ، كُلُّهَا فِي الْبَيْتِ؛ وَهِيَ: الْوَعْظُ، ثُمَّ الْهَجْرُ، ثُمَّ الضَّرْبُ، إِنْ كَانَ عِلَاجًا نَافِعًا.

 

وَبَعْدَ هَذِهِ الْمَرَاحِلِ تَأْتِي مَرْحَلَةُ الْخُرُوجِ إِلَى الْأَقَارِبِ حِينَ لَمْ تَنْفَعْ تِلْكَ الْمَرَاحِلُ الثَّلَاثُ فِي الْعِلَاجِ؛ وَلِهَذَا قَالَ -تَعَالَى-: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا)[النِّسَاءِ:35].

 

وَمِنَ الْوَسَائِلِ الْمُعِينَةِ لِلْأَزْوَاجِ وَالزَّوْجَاتِ عَلَى الْفِرَارِ مِنَ الطَّلَاقِ: الْمُفَارَقَةُ لِمَكَانِ الْخِلَافِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، فَإِذَا حَصَلَ الشِّجَارُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ فَيُفَضَّلُ لِلزَّوْجِ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَنْزِلِ؛ حَتَّى تَهْدَأَ سَوْرَةُ الْغَضَبِ، وَيُسْتَحَبُّ لِلزَّوْجَةِ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْغُرْفَةِ إِلَى غُرْفَةٍ أُخْرَى؛ لِأَنَّ اسْتِمْرَارَ الْمُلَاسَنَةِ وَالْمُحَاجَجَةِ قَدْ يُؤَدِّي إِلَى الطَّلَاقِ مِنَ الزَّوْجِ أَوْ طَلَبِهِ مِنَ الزَّوْجَةِ.

 

وَهَذَا عَلِيٌّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَسْلُكُ هَذَا النَّهْجَ؛ فَقَدْ رَوَى الشَّيْخَانِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: "أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟" قَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، فَغَاضَبَنِي، فَخَرَجَ، فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِإِنْسَانٍ: "انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟" فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ...".

 

وَمِنَ الْوَسَائِلِ الْمُعِينَةِ عَلَى حَلِّ الْخِلَافِ وَتَجَنُّبِهِ الْقِرَاءَةُ وَالتَّثْقِيفُ لِيَعْرِفَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ مَا عَلَيْهِ شَرْعًا وَعُرْفًا مِنَ الْحُقُوقِ تُجَاهَ شَرِيكِهِ، وَمَرَدُّ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ عِنْدَ التَّنَازُعِ وَالِاخْتِلَافِ.. وَلَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ الْحُقُوقُ عِبَارَةً عَنْ تَفَضُّلٍ يُقَدِّمُهُ الشَّرِيكُ لِلْآخَرِ مُمْتَنًّا بِهِ يُعْطِيهِ مَتَى شَاءَ، وَيَمْنَعُهُ مَتَى شَاءَ.

 

نَسْأَلُ اللَّهَ -تَعَالَى- أَنْ يُؤْتِيَ الْأَزْوَاجَ وَالزَّوْجَاتِ الْحِكْمَةَ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ: (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)[الْبَقَرَةِ:269].

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ.

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا، طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ، وَاسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

 

فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: نَقُولُ لِكُلِّ زَوْجٍ يُرِيدُ أَنْ يُقْدِمَ عَلَى الطَّلَاقِ، وَلِكُلِّ زَوْجَةٍ تَطْلُبُ الطَّلَاقَ أَوْ تُرِيدُ الْخُلْعَ، وَلَيْسَ هُنَاكَ سَبَبٌ يَسْتَدْعِي ذَلِكَ:

تَذَكَّرَا الْفَضْلَ بَيْنَكُمَا، وَالْعِشْرَةَ الْحَسَنَةَ الَّتِي قَدْ سَعِدْتُمَا تَحْتَ ظِلِّهَا، فَبَيْنَكُمَا مِنْ أَيَّامِ الْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ، وَالْحُبِّ وَالْأُلْفَةِ مَا تَجْعَلُ الْكَرِيمَ يَدْفِنُ الْمَكْرُوهَ الْحَادِثَ فِي طَيِّ التَّنَاسِي، وَلَا يَبْعَثُهُ لِيَدْعُوَهُ إِلَى حُبِّ الْفِرَاقِ، وَالْإِقْدَامِ عَلَى الطَّلَاقِ.

 

فَيَا أَيُّهَا الزَّوْجُ: كَمْ خَفَّفَتْ عَنْكَ زَوْجَتُكَ مِنَ الْآلَامِ، وَكَمْ هَوَّنَتَ عَنْكَ مِنَ الْأَوْجَاعِ وَالْأَسْقَامِ، وَكَمْ سَارَعَتْ إِلَى خِدْمَتِكَ وَرِضَاكَ، وَتَحَمَّلَتْ مِنْ أَجْلِ رَاحَتِكَ وَنَيْلِ مُنَاكَ، وَكَمْ حَافَظَتْ عَلَى مَالِكَ وَوَلَدِكَ، وَقَامَتْ عَلَى مَصْلَحَةِ بَيْتِكَ!

 

وَنَقُولُ لِكُلِّ زَوْجَةٍ: كَمْ تَحَمَّلَ زَوْجُكِ لِأَجْلِكِ مِنَ الْعَنَاءِ، وَكَمْ قَدَّمَ لِسَعَادَتِكِ مِنَ الْبَذْلِ وَالْعَطَاءِ، وَكَمْ سَهِرَ لِرَاحَتِكِ، وَتَحَمَّلَ مَشَقَّةَ السَّفَرِ وَالْعَمَلِ مِنْ أَجْلِ كَرَامَتِكِ، وَكَمْ جَعَلَكِ فِي عِزٍّ وَكِفَايَةٍ، وَحَرَسَكِ بِمَا يَسْتَطِيعُ مِنَ الْحِمَايَةِ وَالرِّعَايَةِ، وَلَا تَنْسَيْ أَنَّهُ أَبُو أَوْلَادِكِ، وَجَدُّ أَسْبَاطِكِ وَأَحْفَادِكِ؛ قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[الْبَقَرَةِ:237].

 

وَنَقُولُ لِلزَّوْجَيْنِ كَذَلِكَ: قَبْلَ الْعَزْمِ عَلَى الْفِرَاقِ، وَاخْتِيَارِ الْخُلْعِ أَوِ الطَّلَاقِ، فَكِّرَا فِي الْعَوَاقِبِ الْمُتَرَتِّبَةِ عَلَى هَذَا الْقَرَارِ الْخَطِيرِ:

فَكَمْ سَتَخْسَرُ -أَيُّهَا الزَّوْجُ- مِنْ أَمْوَالٍ، وَكَمْ سَتَظْلِمُ نَفْسَكَ لِكَدَرِ فِرَاقِ أُمِّ الْعِيَالِ، وَقَدْ تُوَفَّقُ بِزَوْجَةٍ أُخْرَى وَقَدْ لَا تُوَفَّقُ، وَتَحْتَاجُ مَعَهَا إِلَى مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ لِتَعْرِفَ طِبَاعَكَ وَأَخْلَاقَكَ حَتَّى تَعْتَادَ عَلَيْهَا.

 

وَعَلَى الزَّوْجَةِ أَنْ تُفَكِّرَ فِي عَيْشِ الْمُطَلَّقَةِ وَبُؤْسِهَا، وَعَنَائِهَا وَضِيقِ نَفْسِهَا، وَحَسَرَاتِهَا الْمُتَّصِلَةِ عَلَى فِرَاقِ زَوْجِهَا، وَالتَّفْرِيقِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَوْلَادِهَا، وَذَهَابِ الظِّلِّ الظَّلِيلِ الَّذِي كَانَ يُظِلُّهَا وَيَحْمِيهَا، وَيَحْرِصُ عَلَيْهَا وَيَحُوطُهَا بِعَطْفِهِ وَحَنَانِهِ، وَيُنْفِقُ عَلَيْهَا مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ بِلَا مَنٍّ وَلَا أَذًى.

 

وَلْيُفَكِّرِ الزَّوْجَانِ كَذَلِكَ فِي مَصِيرِ الْأَوْلَادِ وَضَيَاعِهِمْ، وَسُوءِ حَالِهِمْ وَعَظَمَةِ عَنَائِهِمْ، وَذَهَابِ جُهُودِ التَّرْبِيَةِ لَهُمْ أَدْرَاجَ الرِّيَاحِ.

 

قَالَ الْفَرَزْدَقُ فِي نَدَمِهِ عَلَى طَلَاقِ زَوْجَتِهِ النَّوَارِ:

نَدِمْتُ نَدَامَةَ الْكُسَعِيِّ لَمَّا *** غَدَتْ مِنِّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ

وَكَانَتْ جَنَّتِي فَخَرَجْتُ مِنْهَا *** كَآدَمَ حِينَ أَخْرَجَهُ الضِّرَارُ

 

فَأَصْبَحْتُ الْغَدَاةَ أَلُومُ نَفْسِي *** بِأَمْرٍ لَيْسَ لِي فِيهِ خِيَارُ

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِذَا لَمْ يَكُنْ مِنَ الْقَدَرِ مَفَرٌّ، وَحَصَلَ الطَّلَاقُ، وَتَمَّ الْفِرَاقُ، فَإِنَّنَا نَقُولُ لِكُلِّ مُطَلِّقٍ وَلِكُلِّ مُطَلَّقَةٍ:

إِنَّ حُصُولَ الْفِرَاقِ بَيْنَكُمَا لَا يَعْنِي نِسْيَانَ حُسْنِ الْعِشْرَةِ السَّابِقَةِ، وَالْمَوَدَّةِ الْقَدِيمَةِ الَّتِي قَامَتْ عَلَى الْمَعْرُوفِ وَالْإِحْسَانِ، فَالزَّوْجُ الْكَرِيمُ لَا يَذْكُرُ مُطَلَّقَتَهُ إِلَّا بِخَيْرٍ، وَالزَّوْجَةُ الْكَرِيمَةُ لَا تَنْسَى مُطَلِّقَهَا مِنَ الثَّنَاءِ وَشُكْرِ الْإِحْسَانِ الذَّاهِبِ.

 

غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ اللُّؤْمِ مِنَ الْأَزْوَاجِ وَالزَّوْجَاتِ يُسَلِّطُونَ أَلْسِنَةَ الذَّمِّ وَالتَّعْيِيبِ وَالتَّعْيِيرِ وَالتَّحْذِيرِ، كُلٍّ مِنَ الْآخَرِ، وَيَنْسَوْنَ الْفَضْلَ وَالْمَعْرُوفَ، وَهَذَا لَيْسَ مِنْ أَخْلَاقِ الْكُرَمَاءِ، وَلَا مِنْ صِفَاتِ الْفُضَلَاءِ الْعُقَلَاءِ.

 

"طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَةً، فَلَمَّا أَرَادَتِ الِارْتِحَالَ عَنْهُ قَالَ: اسْمَعِي، وَلْيَسْمَعْ مَنْ حَضَرَ، إِنِّي -وَاللَّهِ- اعْتَمَدْتُكِ بِرَغْبَةٍ، وَعَاشَرْتُكِ بِمَحَبَّةٍ، وَلَمْ يُوجَدْ مِنْكِ زَلَّةٌ، وَلَمْ يَدْخُلْنِي مِنْكِ مَلَّةٌ، وَلَكِنَّ الْقَضَاءَ كَانَ غَالِبًا. فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: جُزِيتَ مِنْ صَاحِبٍ وَمَصْحُوبٍ خَيْرًا، فَمَا اسْتَرَثْتُ خَيْرَكَ، وَلَا شَكَوْتُ ضَيْرَكَ، وَلَا تَمَنَّيْتُ غَيْرَكَ، وَلَمْ أُرِدْ إِلَيْكَ شَرَهًا، وَلَمْ أَجِدْ لَكَ فِي الرِّجَالِ شَبَهًا، وَلَيْسَ لِقَضَاءِ اللَّهِ مِدْفَعٌ، وَلَا مِنْ حُكْمِهِ مُمْتَنَعٌ، ثُمَّ افْتَرَقَا".

 

وَنَقُولُ كَذَلِكَ لِكُلِّ مُطَلِّقٍ وَمُطَلَّقَةٍ: إِيَّاكُمْ أَنْ تُضَيِّعُوا أَوْلَادَكُمْ بِطَلَاقِكُمْ، وَأَنْ تُهْمِلُوا رِعَايَتَهُمْ بِفِرَاقِكُمْ، وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَنْتَصِرُوا لِأَنْفُسِكُمُ الْمَمْلُوءَةِ بِالْغَيْظِ؛ فَيَضِيعَ أَوْلَادُكُمْ، وَتَذْهَبَ السَّعَادَةُ عَنْهُمْ.

 

احْرِصُوا عَلَى مَصَالِحِهِمْ كَأَنَّكُمْ لَمْ تَفْتَرِقُوا، وَاعْتَنُوا بِهِمْ كَمَا كُنْتُمْ تَعْتَنُونَ بِهِمْ أَيَّامَ بَقَاءِ الزَّوْجِيَّةِ.

 

وَانْظُرُوا فِي الْوَاقِعِ كَمْ مِنْ أَوْلَادٍ ضَاعُوا بَيْنَ إِهْمَالِ الْآبَاءِ، وَضَعْفِ الْأُمَّهَاتِ بَعْدَ الطَّلَاقِ، فَخُذُوا مِنْ ذَلِكَ الْعِبْرَةَ، وَلَا تَجْعَلُوا أَوْلَادَكُمْ لِغَيْرِكُمْ عِبْرَةً؛ (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)[ق:37].

 

عِبَادَ اللَّهِ: اعْلَمُوا حِكْمَةَ الطَّلَاقِ وَكَيْفَ ضَبَطَهُ الْإِسْلَامُ، وَانْتَبِهُوا لِخُطُورَةِ الطَّلَاقِ وَمَا يَجُرُّهُ مِنَ الْآلَامِ، وَتَدَرَّعُوا بِوَسَائِلِ الْحِمَايَةِ مِنْ هَذَا الْقَرَارِ الْكَبِيرِ، وَفَكِّرُوا فِي عَوَاقِبِ هَذَا الْمَآلِ الْخَطِيرِ، وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ، وَاتَّقُوا اللَّهَ فِي أَوْلَادِكُمْ بَعْدَ فِرَاقِكُمْ.

 

جَعَلَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ:56].

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

 

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى النِّعَمِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

الوقاية من الطلاق وعلاجه إدراك خطورة الطلاق وعواقبه.doc

الوقاية من الطلاق وعلاجه إدراك خطورة الطلاق وعواقبه.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات