المحافظة على أوامر الله ولزوم الشرع

عبد الله بن محمد الخليفي

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ فضل الأدب مع الله -تعالى- في كل المجالات 2/ بعض مظاهر قلة الأدب مع الله ومع خلقه 3/ تربية الأولاد على كل خلق فاضل وتحذيرهم من ضده 4/ العقاب على الكلمة الشنيعة والثواب على الكلمة الطيبة

اقتباس

إن الطبع السليم لينفر من كل ثلمة نابئة، يستهجنها؛ لما فيها من الغلظة والبشاعة. فوجهوا -رحمكم الله- عنايتكم لتركيز الأخلاق الفاضلة في ناشئتكم، وعودوهم على طهارة اللسان وحفظه من كل ما يدنس الأخلاق، ويسقط العدالة ..

 

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله اللطيف الخبير، جامع الناس ليوم لا ريب فيه، العالم ما يسره العبد وما يخفيه، أحمده تعالى وأستغفره وأستهديه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد:

 

أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى-، وسارعوا إلى مغفرته ورضوانه.

 

واعلموا أن الله -تعالى- قد أبان لكم طرق الخير، وذللها لكم، وفتح أمامكم أبواب العلوم والمعارف؛ لتأخذوا الأهبة لأنفسكم، ولتسيروا إلى الله -تعالى- عبر طريق مستقيم.

 

عباد الله: إن من أنجح الوسائل: الأدب مع الله -تعالى- في كل المجالات، ومراعاة حقوقه، وأداء مفترضاته، بكل إذعان وانقياد، ورضى واحترام، والمحافظة على الأوامر الإلهية، ومسايرة الهدي النبوي في كل الشؤون، وقبول ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من لدن ربه، بعقيدة راسخة، وإيمان قوي.

 

أيها المسلمون: إننا لنرى ونسمع اليوم في شوارعنا ومجتمعاتنا ما يكدر الصفو؛ من قلة الأدب مع الله أولا، ومع تعاليم دين الإسلام ثانيا، ومع الأخلاق والآداب والمروءات ثالثا؛ من سباب وقذف؛ يقشعر منه الجلد، ويترفع عن ذكره اللسان. وليس هذا من أخلاق المؤمنين؛ فإن المؤمن ليس باللعان ولا الطعان، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء". وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا، فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن، فإن كان أهلا لذلك وإلا رجعت إلى قائلها".

 

فاتقوا الله -أيها المسلمون-، وجنبوا ناشئتكم كل عوراء، تدك حصون الأخلاق، وتحسن في نظر الشباب ارتكاب السيء من الكلام، الذي يكون في الخارج صورة سوداء عن بلاد يصدر منها، ولا يليق مثل هذا الكلام السيء في كل مكان، وخصوصا جوار هذا البيت المقدس الذي أمر الله بتطهيره وتقديسه.

 

عباد الله: إن الطبع السليم لينفر من كل ثلمة نابئة، يستهجنها؛ لما فيها من الغلظة والبشاعة. فوجهوا -رحمكم الله- عنايتكم لتركيز الأخلاق الفاضلة في ناشئتكم، وعودوهم على طهارة اللسان وحفظه من كل ما يدنس الأخلاق، ويسقط العدالة.

 

واعلموا أنكم مسؤولون أمام الله عن كل ما يصدر منكم. فاتقوا الله، وسارعوا إلى مكارم الأخلاق، وقدموا لأولادكم طيب الكلام وحسنه.

 

والإنسان كما يعاقب على الكلمة الشنيعة دنيا وأخرى، كذلك يثاب على الكلمة الطيبة التي تحببه إلى الناس، وتحب الناس إليه، وتجعله في مأمن من ألد الأعداء إليه، وهو اللسان الذي يهوى -بمن لا يحفظه- إلى الهاوية.

 

وإن الكلمة المؤدبة فوق ذلك تكون سهلة المخرج على اللسان، مقبولة لدى السامع، تقع منه موقع الرضا والقبول، وتكفيه مؤنة السؤال الوخيم غدا في الآخرة: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الحشر:7].

 

أستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

 

 

المرفقات

على أوامر الله ولزوم الشرع

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات