اللَّطيفُ -جل جلاله-

د عبدالله بن مشبب القحطاني

2021-01-15 - 1442/06/02 2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات: التوحيد
عناصر الخطبة
1/في ظلال اسم الله اللطيف وبعض مظاهر لطفه سبحانه 2/ثمرة الإيمان باسم الله اللطيف.

اقتباس

وَإِذَا وَقَفُوا بِسَاحَةِ الْأَمِيرِ؛ فَقِفْ أَنْتَ بِسَاحَةِ الْإِلَهِ الْأَكْرَمِ، وَإِذَا أَلَمَّ بِكَ الْمَرَضُ، وَأَثْقَلَكَ الدَّيْنُ، وَحَزِنْتَ عَلَى الْغَائِبِ، وَخِفْتَ عَلَى الْوَلَدِ، وَأَتْعَبَكَ الْفَقْرُ؛ فَتَذَكَّرْ أَنَّهُ...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

عِبَادَ اللَّهِ: نَدْلِفُ إِلَى اسْمِ اللَّهِ "اللَّطِيفِ" نَسْتَقِي مِنْ أَنْوَارِهِ وَنَتَفَيَّأُ ظِلَالَهُ، قَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)[يُوسُفَ: 100]، وَقَالَ: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الْأَنْعَامِ: 103].

 

وَاللُّطْفُ فِي اللُّغَةِ هُوَ الْبِرُّ، وَالْحَفَاوَةُ، وَالْإِكْرَامُ، وَالتَّرَفُّقُ، وَالْعِلْمُ بِدَقَائِقِ الْأُمُورِ، فَإِذَا اجْتَمَعَ الرِّفْقُ فِي الْفِعْلِ، وَاللُّطْفُ فِي الْإِدْرَاكِ تَمَّ مَعْنَى اللَّطِيفِ؛ فَرَبُّنَا -جَلَّ وَعَلَا-اللَّطِيفُ الَّذِي لَا أَلْطَفَ مِنْهُ، رَفِيقٌ بِعِبَادِهِ؛ لَا يُعَاجِلُهُمْ عَلَى الذَّنْبِ، لَا تَخْفَى عَلَيْهِ الْأَشْيَاءُ؛ وَإِنْ دَقَّتْ وَلَطُفَتْ وَتَضَاءَلَتْ.

 

وَرَبُّنَا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هُوَ الَّذِي بَرَّ بِعِبَادِهِ وَتَفَضَّلَ عَلَيْهِمْ وَرَفِقَ بِهِمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ؛ (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ)[الشُّورَى: 19]، وَهُوَ الَّذِي رَزَقَهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ.

 

وَرَبُّنَا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هُوَ الَّذِي لَا تُدْرِكُهُ الْحَوَاسُّ، وَلَا تَرَاهُ الْأَبْصَارُ؛ (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الْأَنْعَامِ: 103].

 

أَعْطَاهُمْ فَوْقَ الْكِفَايَةِ، وَكَلَّفَهُمْ دُونَ الطَّاقَةِ، وَسَهَّلَ عَلَيْهِمُ الْوُصُولَ إِلَى السَّعَادَةِ فِي مُدَّةٍ قَصِيرَةٍ؛ (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ)[يُوسُفَ: 100].

 

وَهُوَ اللَّطِيفُ بِعَبْدِهِ وِلِعَبْدِهِ **** وَاللُّطْفُ فِي أَوْصَافِهِ نَوْعَانِ

إِدْرَاكُ أَسْرَارِ الْأُمُورِ بِخِبْرَةٍ *** وَاللُّطْفُ عِنْدَ مَوَاقِعِ الْإِحْسَانِ

فَيُرِيكَ عِزَّتَهُ وَيُبْدِي لُطْفَهُ *** وَالْعَبْدُ فِي الْغَفَلَاتِ عَنْ ذَا الشَّانِ

 

رَبُّكَ الْكَرِيمُ اللَّطِيفُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يُوصِلُ إِلَيْكَ إِحْسَانَهُ بِلُطْفٍ وَبِرِفْقٍ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِحَالِكَ مِنْكَ، وَأَلْطَفُ بِكَ مِنْ نَفْسِكَ.

 

فَإِذَا أَرَادَ اللَّطِيفُ -جَلَّ وَعَلَا-: أَنْ يَرْحَمَكَ أَرْسَلَ إِلَى نَفْسِكَ نُورَ الْإِيمَانِ؛ فَيَبْقَى صَدْرُكَ مُشْرِقًا بِنُورِهِ، كَارِهًا لِلْفَوَاحِشِ وَالْفِتَنِ، مُجْتَنِبًا لِلْمَعَاصِي؛ (وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الْأَنْعَامِ: 103].

 

وَإِذَا أَرَادَ اللَّطِيفُ -جَلَّ وَعَلَا-: أَنْ يَنْصُرَكَ أَمَرَ مَا لَا يَكُونُ سَبَبًا فِي الْعَادَةِ؛ فَكَانَ أَعْظَمَ الْأَسْبَابِ لِنُصْرَتِكَ؛ إِنَّهُ (اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الْأَنْعَامِ: 103].

 

وَإِذَا أَرَادَ اللَّطِيفُ -جَلَّ وَعَلَا-: أَنْ يَشْفِيَكَ؛ أَرْسَلَ لَكَ أَغْرَبَ سَبَبٍ، وَرُبَّمَا أَضْعَفَ سَبَبٍ؛ إِنَّهُ (اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الْأَنْعَامِ: 103].

 

إِذَا أَرَادَ اللَّطِيفُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: أَنْ يَرْزُقَكَ؛ يَسَّرَ أُمُورًا رُبَّمَا خَفِيتَ عَلَيْكَ، لَكِنَّ اللَّهَ عَلِمَهَا، فَقَدْ يُرْسِلُ فَقِيرًا إِلَيْكَ فَتَبْذُلُ لَهُ، فَيَدْعُو؛ فَتُفْتَحُ لِدَعْوَتِهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَيُسَاقُ الرِّزْقُ إِلَيْكَ، وَتَتِمُّ إِرَادَتُهُ عَلَى مَا شَاءَ، وَأَنْتَ غَيْرُ مُدْرِكٍ؛ أَنَّهُ هُوَ (اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الْأَنْعَامِ: 103].

 

لَوْ عَلِمَ الْعَبْدُ مَا يُدَبِّرُ اللَّطِيفُ لَهُ؛ لَذَابَ قَلْبُهُ شَوْقًا إِلَى لِقَائِهِ.

 

فَكَمْ مِنْ مَرَضٍ أَصَابَكَ فَأَزَالَهُ.

 

وَكَمْ مِنْ مُصِيبَةٍ حَلَّتْ فَحَوَّلَهَا.

 

وَكَمْ مِنْ دَيْنٍ قَضَاهُ.

 

وَكَمْ مِنْ هَمٍّ فَرَّجَهُ.

 

لَيْسَ بِحَوْلٍ مِنْكَ وَلَا قُوَّةٍ، وَإِنَّمَا بِلُطْفٍ مِنْهُ وَكَرَمٍ؛ فَإِذَا طَرَقَ النَّاسُ أَبْوَابَ الْمُلُوكِ؛ فَاطْرُقْ أَنْتَ بَابَ الْمَلِكِ الْأَعْظَمِ.

 

وَإِذَا وَقَفُوا بِسَاحَةِ الْأَمِيرِ؛ فَقِفْ أَنْتَ بِسَاحَةِ الْإِلَهِ الْأَكْرَمِ، وَإِذَا أَلَمَّ بِكَ الْمَرَضُ، وَأَثْقَلَكَ الدَّيْنُ، وَحَزِنْتَ عَلَى الْغَائِبِ، وَخِفْتَ عَلَى الْوَلَدِ، وَأَتْعَبَكَ الْفَقْرُ؛ فَتَذَكَّرْ أَنَّهُ؛ (اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الْأَنْعَامِ: 103]؛ فَهُوَ الَّذِي بِيَدِهِ مَفَاتِيحُ الْفَرَجِ، وَالْخَزَائِنُ مَلْأَى، وَيَدُ اللَّهِ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ؛ (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ)[الْحِجْرِ: 21]؛ فَالسَّعَادَةُ عِنْدَهُ، وَالْأَمْنُ عِنْدَهُ، وَالرَّاحَةُ عِنْدَهُ، وَالرِّضَا عِنْدَهُ، وَالشِّفَاءُ عِنْدَهُ، وَبِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

 

فَلَا تَحْمِلْ هَمًّا وَأَنْتَ فِي مَعِيَّةِ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-؛ حَتَّى لَوِ ازْدَادَتْ عَلَيْكَ أَكْدَارُ الدُّنْيَا، وَاعْلَمْ أَنَّهَا تَقُودُكَ إِلَى الِاجْتِبَاءِ؛ كَمَا قَادَتْ يُوسُفَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-.

 

وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ فِي مَعِيَّةِ اللَّهِ اللَّطِيفِ -عَزَّ وَجَلَّ-؛ فَاسْعَدْ بِشَرِيعَتِهِ، وَاشْكُرْ نِعْمَتَهُ، وَتَفَكَّرْ فِي مَلَكُوتِهِ، وَاطْرَبْ لِذِكْرِهِ، وَتَلَذَّذْ بِسَمَاعِ كَلَامِهِ، وَارْضَ بِهِ رَبًّا، وَبِكِتَابِهِ نَهْجًا، وَبِنَبِيِّهِ رَسُولًا.

 

فَمَعِيَّةُ اللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لَا تَأْتِي إِلَّا بِسَبَبٍ، وَلَا تَحْصُلُ إِلَّا بِتَعَبٍ، وَمِنْ هُنَا سَيَعْمُرُ الْأُنْسُ قَلْبَكَ، وَيَزُولُ هَمُّكَ، وَتَنْسَى أَتْعَابَ الْحَيَاةِ وَأَوْصَابَ الدُّنْيَا.

 

عِنْدَمَا تَذَكَّرَ يُوسُفُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- الْأَحْدَاثَ الْعِظَامَ الَّتِي مَرَّ بِهَا؛ مِنَ الرُّؤْيَا الْعَجِيبَةِ، وَحَسَدِ إِخْوَتِهِ لَهُ، وَسَعْيِهِمْ فِي إِبْعَادِهِ وَإِلْقَائِهِمْ لَهُ فِي الْبِئْرِ، وَبَيْعِهِ وَخِدْمَتِهِ فِي بَيْتِ الْعَزِيزِ، وَمِحْنَتِهِ مَعَ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ وَالنِّسْوَةِ ثُمَّ السَّجْنِ، وَبَعْدَ ذَلِكَ: تِلْكَ الرُّؤْيَا الْعَجِيبَةِ الَّتِي رَآهَا الْمَلِكُ، وَانْفِرَادِهِ بِتَعْبِيرِهَا فِي زَمَانِهِ، ثُمَّ تَبَوُّئِهِ مِنَ الْأَرْضِ حَيْثُ يَشَاءُ، وَقُدُومِ إِخْوَتِهِ؛ وَهُمْ فِي فَقْرٍ وَحَاجَةٍ، وَحُصُولِ مَا حَصَلَ لِأَبِيهِ مِنَ الِابْتِلَاءِ، وَحَصَلَ بَعْدَ ذَلِكَ الِاجْتِمَاعُ السَّارُّ، وَزَالَ الْكَدَرُ وَصَلُحَ الْحَالُ...

 

هُنَا وَفِي تِلْكَ اللَّحَظَاتِ يَتَذَكَّرُ لُطْفَ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- بِهِ، فِي تِلْكَ الْمَرَاحِلِ قَالَ مُعْتَرِفًا وَشَاكِرًا وَمُثْنِيًا عَلَى اللَّهِ، وَدَاعِيًا بِاسْمٍ مِنْ أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى؛ الَّذِي يُنَاسِبُ ذَلِكَ الْمَقَامَ؛ فَقَالَ: (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)[يُوسُفَ: 100]؛ بَعْدَ أَحْدَاثٍ عِظَامٍ جَعَلَهَا اللَّهُ تَسُوقُ يُوسُفَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- بِلُطْفٍ إِلَى الِاجْتِبَاءِ وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ.

 

اللَّهُمَّ الْطُفْ بِنَا وَبِالْمُسْلِمِينَ يَا لَطِيفُ.

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

 

عِبَادَ اللَّهِ: مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى: (اللَّطِيفُ)؛ فَاللَّهُ يُحِبُّ اللُّطْفَ، وَيُحِبُّكَ أَنْ تُعَامِلَ الْخَلْقَ بِلُطْفٍ وَشَفَقَةٍ، صَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ، أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ؟ عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ سَهْلٍ"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ).

 

فَإِذَا احْتَجْتَ إِلَى لُطْفِ اللَّهِ بِكَ لِيُعَافِيَكَ مِمَّا أَضَرَّ بِكَ؛ فَأَظْهِرْ لِلَّهِ ضَعْفَكَ وَانْكِسَارَكَ، وَالْطُفْ بِالْمُسْلِمِينَ؛ وَخَاصَّةً ضَعِيفَهُمْ.

 

إِلَهِي أَنْتَ لِلْإِحْسَانِ أَهْلٌ *** وَمِنْكَ الْجُودُ وَالْفَضْلُ الْجَزِيلُ

إِلَهِي بَاتَ قَلْبِي فِي هُمُومٍ *** وَحَالِي لَا يُسَرُّ بِهِ خَلِيلُ

إِلَهِي جُدْ بِعَفْوِكَ لِي فَإِنِّي *** عَلَى الْأَبْوَابِ مُنْكَسِرٌ ذَلِيلُ

 

اللَّهُمَّ الْطُفْ بِنَا، وَارْزُقْنَا الْأُنْسَ بِقُرْبِكَ، وَأَعِنَّا عَلَى طَاعَتِكَ، وَأَحْسِنْ لَنَا الْخَاتِمَةَ.

 

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ.

 

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَّةَ وَالْغِنَى، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.

 

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لَنَا خَيْرًا.

 

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.

 

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّاتِنَا، وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَاجْعَلْنَا مُبَارَكِينَ أَيْنَمَا كُنَّا.

 

وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

المرفقات

اللَّطيفُ -جل جلاله-.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات