الطريق بين بيوتنا وبيوت الله

عدنان مصطفى خطاطبة

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: التربية
عناصر الخطبة
1/ المساجد أحب البقاع إلى الله 2/ وحشة الطريق بين بيوتنا وبيوت الله 3/ فضل الخطى إلى المساجد 4/ تنافُس الصحابة على هذا الفضل 5/ مدحُ الله تعالى لعُمَّار بيوته 6/ الحث على ارتياد المساجد والتحذير من هجرها

اقتباس

يا ليتنا نعرف الطريق الموصلة ما بين بيوتنا وبيوت الله معرفة شرعية! يا ليتنا نعرف قدرها ومنزلتها وبركتها! يقول الله تعالى: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) [الزلزلة:4]، قال المفسرون: تشهد على كلّ واحد بما عمل على ظهرها، فهذه الطريق غداً ستشهد أنّ ما بين بيتك وبيت الله كان...

 

 

 

 

إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان. وأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله.

أما بعد: قال ربنا تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [النور:36-38].

في الحديث الحسن الصحيح، عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ -رضي الله عنه- أن رجلا قال: يا رسول الله، أي البلدان أحب إلى الله؟ وأي البلدان أبغض إلى الله؟ قال: "لا أدري حتى أسأل جبريل عليه السلام"، فأتاه فأخبره جبريل أن أحسن البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق.

 

أحب البقاع إلى الله المساجد، أحسن البقاع إلى الله المساجد، ولكنها اليوم عند كثير من المسلمين لم تعدْ أحسن البقاع إليهم، ولا أحب البقاع عندهم، بل أضعفها وأزهدها وأقلها.

 

هُجِرت المساجد اليوم، هجرها المسلمون، هجرها الموحدون، هجرها الذين يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أشهد أنّ محمدا رسول الله!.

 

لم يعدْ يرتاد المساجد في صلوات الجماعة إلا قلة قليلة إذا ما قورنت بنسبة السكان القريبين من المساجد، والطريق بين بيوتنا وبيوت الله أصبحت موحشة، ووعرة، ومظلمة؛ ولكن، للأسف، الطريق بين بيوتنا وبين مجامع الدنيا نابضة بما لا يرضي الله.

أيها الإخوة: يا ليتنا نعرف الطريق الموصلة ما بين بيوتنا وبيوت الله معرفة شرعية! يا ليتنا نعرف قدرها ومنزلتها وبركتها! يقول الله تعالى: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) [الزلزلة:4]، قال المفسرون: تشهد على كلّ واحد بما عمل على ظهرها، فهذه الطريق غداً ستشهد أنّ ما بين بيتك وبيت الله كان عامراً أم خراباً.

 

إنّ العبد إذا دفن في قبره خاطبته الأرض التي دفن فيها قائلة له إن كان ممشاه طيبا: لقد كنت أحبّ مَنْ يمشي على ظهري إليّ، فكيف بك وقد نزلت في بطني؟ وإنْ كان ممشاه عليها سيئا خاطبته قائلة له: لقد كنت أبغض من يمشي على ظهري، فكيف بك وقد دخلت في بطني؟.

 

يا ليتنا نعرف قدر تلك الخطوات التي نخطوها بين بيوتنا وبيت الله! لقد نادى رسولنا -صلى الله عليه وسلم- على كل واحد منا ناصحاً له بأنْ يكثر من هذه الخطى، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟"، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ".

 

قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: "كثرة الخطى إلى المساجد"، ولم يقل كثرة الخُطى إلى المقاهي، والأندية، والشوارع، والمهرجانات، وأماكن اللهو، وغيرها؛ فهذه خطوات مبغوضة وملعونة.

أيها الإخوة: هذه الخطوات ما بين بيتك إلى بيت الله لا تَستهِنْ بها، ولا تَقلل من شأنها، هي، والله، خطوات مباركة، عظيمة المنزلة والأجر عند الله.

فخطواتك هذه من بيتك إلى بيت الله ترفعك عند الله درجات، وتضع عن كاهلك الخطيئات، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً".

 

وفي رواية صحيحة: "كتب له كاتبه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات".

خطواتك من بيتك إلى بيت الله هي خطواتُ حَاجٍّ إلى بيت الله الحرام، ففي الحديث الحسن عَنْ أَبِى أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَا ".

 
خطواتك هذه من بيتك إلى بيت الله تدخلك تحت حماية الله وحفظه، فكما في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "ثَلاَثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ"، وذكر منهم: "وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ".

خطواتك هذه من بيتك إلى بيت الله هي بناء تبنيه لنفسك في الجنة، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ".

 
خطواتك هذه من بيتك إلى بيت الله تجعلك من ضيوف الكريم سبحانه، كما في الحديث الحسن أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من توضأ وجاء إلى المسجد فهو زائر الله عزّ وجلّ، وحقّ على المزور أنْ يكرم الزائر".

نعم أيها المؤمن، هذا هو قدر خطواتك إلى بيوت الله، وهذا هو أجرها وخيرها وبركتها؛ ولذلك أدرك الصحابة -رضوان الله عليهم- هذا الفضل، وهذا الأجر، فتنافسوا فيه، وتسابقوا إليه.

 

ففي صحيح مسلم عَنْ أُبَيّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ لاَ أَعْلَمُ رَجُلاً أَبْعَدَ مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ، وَكَانَ لاَ تُخْطِئُهُ صَلاَةٌ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ أَوْ قُلْتُ لَهُ: لَوِ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ في الظَّلْمَاءِ وَفِى الرَّمْضَاءِ. قَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لي مَمْشَاي إِلَى الْمَسْجِدِ وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي"؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ".

عباد الله: لنستمع إلى تلك الآيات التي امتدح الله فيها قوما مؤمنين، حينما قال سبحانه:
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ)، (رجال)، هكذا وصف الله -عز وجل- أولئك الذين يَعْمرون بيوته بالذكر وبصلوات الجماعة بأنهم رجال في ميزان الله.

 

فيكفيك هذا شرفا يا مَنْ تحافظ على صلاة الجماعة، يا من تَعْمر بيوت الله في أوقات عَمَرَ الناس فيها الشوارع والمقاهي والمسارح.

(رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ)، رأى ابن مسعود -رضي الله عنه- قوما من أهل السوق لما نودي للصلاة المكتوبة، رآهم تركوا بيعهم، ونهضوا إلى صلاة الجماعة، فقال ابن مسعود: هؤلاء من الذين ذكر الله في كتابه: (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ).

 

وقال الوراق: كانوا يبيعون ويشترون، ولكن كان أحدهم إذا سمع النداء وميزانه في يده خفضه وأقبل إلى الصلاة.

 

وكما في صحيح البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- قالت عن زوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ".

(يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)، فما الذي يدفعهم ليقوموا إلى صلاة الجماعة، ليِلبّوا النداء، ليسارعوا إلى بيوت الله تاركين بيوتهم ومحلاتهم؟ هو كما قال ربك سبحانه: (يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)، يخافون يوما آتياً لا محالة، تبلغ فيه الروح الحلقوم، يوما يغادرون فيه فراشهم وبيوتهم ومجالسهم وسهراتهم ووظائفهم ومحلاتهم، إلى أين؟ إلى لحد القبور، وبيت الوحدة والدود.

 

يخافون يوما يتركون فيه كل زخرف الدنيا وزينتها التي لأجلها ضيعنا الجماعة وهجرنا المساجد وفضلنا مجالسها على ارتياد بيوت الله.

 

يخافون يوما لن تنفع فيه الأموال والتجارات التي ألهت، ولا الأسرة والأصحاب الذين أشغلوا البال، وقتلوا الوقت، وعطّلوا المسير إلى بيت الله.

(يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ)، نعم، إنه الله الكريم، إنه الله الذي يجزي بالإحسان إحسانا.

أيها المؤمن: لن يُضيع الله مشيك إلى بيته في وقت مشى فيه غيرك وأكثر المشي إلى مجالس الدنيا، لن يضيع الله إعْمارك لبيته في وقت أعْمَر فيه غيرك المقاهي والأندية والطرقات والحدائق، وأضاعوا فيها الأوقات والواجبات.

أيها المؤمن: كما أنَرْتَ الطريق ما بين بيتك ومحلك وبيت الله سينير الله لك قبرك، وسيحسن إليك في محشرك، وسيسهل لك الطريق ما بين محشرك وما بين الجنة.

أيها المؤمن: كنْ ممن يرتاد بيوت الله في وقت قَلّ فيه المرتادون، كُنْ ممن استجاب لربه وتعلّق قلبه بالمسجد في وقت أصمّ فيه المسلمون آذانهم فلم يستجيبوا لنداء ربهم، بل استجابوا لنداء الشيطان والأصحاب.

أيها المؤمنون: من يحيي بيوت الله إذا لم نحيها نحن المؤمنين بالله؟ من يعمرها إذا لم يعمرها الشباب والرجال والأطفال؟ لماذا نرقد في بيوتنا التي سنفارقها رغم أنوفنا؟.

 

نعم، إنّ بعض المسلمين اليوم مُقَصّر مع بيوت الله، الطريق ما بين بيته وبيت الله تشكوه إلى الله، بل إن بعض المسلمين اليوم يمر عليه الأسبوع والشهر والطريق بين بيته وبيت الله لم يطأها بقدمه وبقيت مغلقه ومظلمة.

 

والسؤال يبقى: لماذا؟ ما الذي يلهيك؟ وما الذي يمنعك؟ وما الذي يحول بينك وبين إنارة الطريق ما بين بيت الله وبيتك؟ ستعرف قيمة ذلك حينما تغادر هذه الحياة، وتندم، ولن ينفعك الندم!.

 
أقول قولـي هـذا وأستـــغفر الله.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

وبعد: أخي المسلم، لا تكن ممن يغضبون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لأنّ مَنْ يصمّ آذانه عن تلبية نداء بيوت الله هو ممن يغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

 

ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَدَ نَاسًا فِي بَعْضِ الصَّلَوَاتِ، فَقَالَ: "لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلاً يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنْهَا، فَآمُرَ بِهِمْ فَيُحَرِّقُوا عَلَيْهِمْ بِحُزَمِ الْحَطَبِ بُيُوتَهُمْ، وَلَوْ عَلِمَ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَظْمًا سَمِينًا لَشَهِدَهَا".

 
أخي المسلم: ألا تحبّ أنْ تكون ممن مدحهم الله؟ (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ)، ألا تحبّ أنْ تكون ممن وعدهم وعداً حسنا؟ (لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ).

أخي المسلم: ألا تحب أن تكون ممن يَذكرُ اللهَ في بيته؟ (بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ).

 

ألا تحبّ أنْ تحظى بشهادة رسول الله، كما في الحديث الحسن أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "المسجد بيت كل تقي".

أخي المسلم، أيها الشاب، أيها الرجل، أيها الكهل، أيها المؤمن: ضَعْ نفسك على هذا الميزان، واحكم على نفسك بنفسك. ما هو هذا الميزان؟ إنه ميزان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

 

ففي الحديث الصحيح عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: إِنِّي كَبِيرٌ ضَرِيرٌ، شَاسِعُ(بعيد) الدَّارِ, وَلَيْسَ لِي قَائِدٌ يُلاَوِمُنِي(يلازمني)، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ رُخْصَةٍ؟ قَالَ: "هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ؟" قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "مَا أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً".

اللهم اجعل أعمالنا صالحة، واجعلها لوجهك خالصة، ولا تجعل لأحد فيها شيئاً يا رب العالمين...
 

 

 

 

المرفقات

بين بيوتنا وبيوت الله

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات