الضحك

ناصر بن محمد الأحمد

2012-07-20 - 1433/09/01
عناصر الخطبة
1/ صفة الضحك في القرآن والسنة 2/ تعريف الضحك 3/ كيف نفتح مغاليق القلوب؟ 4/ فوائد الضحك والابتسام5/ أسباب الضحك 6/ نماذج من ضحك الغرب على المسلمين 7/ مواقف ضحك المؤمنين من الكافرين 8/ بعض مواقف ضحك منها النبي صلى الله عليه وسلم.

اقتباس

من نعم الله تعالى على الإنسان أن يرزقه وجهًا مبتسمًا دائمًا، لا يعرف الحزن والهم والغم، يبتسم لكل موقف؛ لأنه يرضى بقضاء الله وقدره... إن الرجل المبتسم، يكون دائمًا في حالة ارتياح نفس، وهو أقدر من المنفعل والمتشنج على التفكير، واختيار الكلمات المناسبة، التي يتعامل بها...

 

 

 

 

إن الحمد لله..

أما بعد: الضحك صفة في الإنسان، والضحك من مخلوقات الله جل جلاله، الذي أوجده في الإنسان وجمعه مع ضده، فكما أنه خلق الموت والحياة، وخلق الذكر والأنثى فكذلك جل شأنه: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) [النجم: 43]، بل إن الضحك صفة من صفات الباري جل جلاله ففي مسند الإمام أحمد رحمه الله، عند أبي رزين قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ضحك ربنا عز وجل من قنوط عباده وقرب غِيَره». فقال أبو رزين: أويضحك الرب عز وجل؟ قال: «نعم»، فقال لن نعدم من رب يضحك خيرًا.

فعند أهل السنة والجماعة، أن الضحك صفة حقيقية لله جل جلاله، يضحك ربنا لكن ليس كضحك المخلوقين، على حد قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى: 11].

ومما ورد أيضًا في ضحك الله جل وتعالى الحديث المتفق عليه: «يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما في الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله عز وجل فيُستشهد ثم يتوب الله على القاتل فيسلم فيقاتل في سبيل الله عز وجل فيُستشهد».

الضحك أيها الأحبة: هو انبساط الوجه حتى تظهر الأسنان من السرور، ومبادئ الضحك هو التبسم، وإذا كان مع الضحك صوت يسمع فهو القهقهة. والنبي صلى الله عليه وسلم كان ضحكه التبسم، بل كله التبسم وكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه. أخرج الترمذي كما في حديث عبد الله بن الحارث رضي الله عنه أنه قال: "ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم".

كيف لا ومن ضمن وصاياه للناس، حتى أنه رفع قدر البسمة إلى مستوى الصدقة عندما قال: «وتبسمك في وجه أخيك صدقة» رواه الترمذي.. وقال: «لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط» رواه الإمام أحمد.

فهلا تعلمنا هذا الخلق النبوي، الذي به لو أحسن المرء استخدامه لتمكن من فتح مغاليق قلوب طالما أُقفلت.

الابتسامة: مفتاح يؤكد النتيجة، ودواء أكيد المفعول، يقرّب البعيد، ويهدئ الغضبان من خلاله، يدخل المرء إلى قلب صديقه، ومن طريقه تدخل المرأة إلى شغاف قلب زوجها.

إن من نعم الله تعالى على الإنسان أن يرزقه وجهًا مبتسمًا دائمًا، لا يعرف الحزن والهم والغم، يبتسم لكل موقف؛ لأنه يرضى بقضاء الله وقدره. إن الرجل المبتسم، يكون دائمًا في حالة ارتياح نفس، وهو أقدر من المنفعل والمتشنج على التفكير، واختيار الكلمات المناسبة، التي يتعامل بها مع الناس.

أيها المسلمون: للضحك أسباب منها ما يكون بسبب التعجب، فإذا تعجب الشخص من أمر ما، فقد يضحك قال الله تعالى: (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) [هود: 69- 72]، فضحكها كان للتعجب (إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ).

وقد يكون الضحك بسبب الفرح والسرور قال الله تعالى: (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) [عبس: 33- 42].

فالمؤمن إذا رأى يوم القيامة، ما وعده الله من النعيم، سُرّ لذلك واستبشر، وضحك، وهذا والله الموقف الذي يستحق الضحك، (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ).

وقد يكون الضحك بسبب التهكم والسخرية، والازدراء، قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ) [المطففين: 29- 30] أين يكون هذا؟ إنه في الدنيا.

لقد كان كفار قريش يضحكون على ضعف المؤمنين في أول الإسلام، وقبل أن تقوم لهم دولة، كانوا يضحكون عليهم، وعلى فقرهم وقلتهم، وأيضًا وإذا مروا بهم يتغامزون. ولا يزال المجرمون يضحكون حتى في وقتنا هذا على المسلمين، لكن بصور وأشكال أخرى.

إن الغرب الكافر، وفي مقدمتها الذين يسمون أنفسهم بالدول العظمى لا يعدّون دول العالم الثالث شيئًا. لذا فهم يضحكون عليهم علانية، ويسخرون ويتغامزون، عليهم جهارًا نهارًا وعبر إعلامهم بل وعبر إعلام دول العالم الثالث نفسه.. إنهم يضحكون على شعوبهم أولاً، بأن سلطوا عليهم قيادات صنعها الغرب بيده، وغذاه من فكره وتصوراته، وأقنعه بآرائه ومبادئه، ثم صار بعد ذلك يلعب على رقعة الشطرنج..

إنهم يضحكون على شعوب وقيادات هذه الدول في أنهم جعلوهم حقول تجارب في أشياء كثيرة، فمثلاً سلع تُصنَّع لأول مرة، تُجرّب مدى نجاحها في شعوب هذه الدول، أدوية تصنع لأول مرة، يتم اختبارها على هذه الشعوب الفقيرة المستضعفة، وماذا يضير الغرب لو مات مئة أو ألف من المسلمين من جراء هذه التجارب والاختبارات.

إنهم يضحكون علينا كما في بعض الإحصائيات: إن مصانعهم التي تنتج في الساعة آلاف السلع والأجهزة والمصنوعات المختلفة، لا شك من حصول بعض القصور والخلل في بعض الأجهزة، فإنها لا تخرج 100% لكن قد يصل جودة التصنيع إلى 70 أو 80% ، هذا الخلل والقصور في بعض الإنتاج، الأصل أنه يؤمم أو يتلف هذا الجهاز ويصنع بدله.. لكن هل هذه الأمانة نتوقعها من الكفار، الذين لا يبالون بإبادة شعب بأكمله، بنسائه وأطفاله وشيوخه هل يتورع من إرسال كذا ألف سيارة، أو ثلاجة أو غيرها، تصنيعها لم يتم كما هو مطلوب.
إن دول العالم الثالث سوق عريض لترويج أمثال هذه السلع.. لهذا لا تستغرب إذا اشتريت سلعة جديدة ثم تعطلت بعد أيام.

نشرت إحدى الجرائد قبل شهر تقريبًا أن هناك 45 طن من لحوم الهمبورجر التي تنتجها إحدى الدول وتصدرها إلى غيرها، قد انتهت مدة صلاحيته، وأنهم يعملون ترتيبات لإتلافها، لقد أصبح الواحد يشك في مصداقياتهم، إنه فعلاً سيتم التخلص من هذه الكمية من اللحوم. وما يدريك أنها أُكلت في الشهر نفسه. ذهبت في بطون إحدى شعوب دول العالم الثالث.

أيها المسلمون: إن ما ذكرتُ عبارة عن نماذج فقط من ضحك الغرب على المسلمين.. وإلا فضحكهم في مجال السياسات والاتفاقيات أمر لا يخفى في هذا الوقت على الصغير قبل الكبير.

أيها الأحبة في الله: في مقابل هذا النوع من الضحك، هناك ضحك آخر، لكنه في هذه المرة يضحكه المؤمنون على الكافرون، ويضحكه مؤمنون ومخلصو المسلمين على جبابرة وصناديد وزعماء الغرب الكافر، هذا الضحك يكون في موقفان، موقف في الدنيا وموقف في الآخرة، أما موقف الدنيا، فهو ضحك المؤمن المبني على الثقة بالله جل جلاله في خضم هذا الواقع المر، وفي وسط تسلط الأعداء على كل شيء، وفي أثناء هذه المرارات التي يتجرعها المسلمون في كل مكان، فإن المؤمن، يبتسم ثقة بالله تعالى، بأن هذه الغمامة لا بد لها أن تنقشع، وأن هذا التسلط لا بد أن يقف عند حد، وكل ليل لا بد وأن يعقبه نور الصباح.

إن المؤمن يبتسم ثقة بربه من خلال ما قرأ من نصوص الكتاب والسنة، أن النصر لهذه الأمة، وأن المستقبل لهذا الدين، وأن وعد الله لابد وأن يتحقق (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) [النور: 55] وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث أنه «ستبقى طائفة من هذه الأمة، ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله».

وأما الموقف الثاني فهو في الآخرة، وهناك سيكون الضحك الحقيقي الذي يضحكه المؤمنون، على كل الكفار الذين كانوا يضحكون عليهم في الدنيا بأي نوع من الضحك، سيضحك المؤمنون، فرحين بما أنعم الله عليهم، وذلك إذا تلاقوا على الأرائك في الجنة (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [المطففين: 34- 36] وعندها سيندم المجرمون، ويتحسر العلمانيون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

أيها الأحبة: بقيت نقطة أحب التعليق عليها قبل أن أختم وهو ما عبّرت عنه، والتعبير من عندي وهو الضحك على الذقون، يظن بعض السذج من الشهوانيين، ومن أصحاب الأخلاقيات المنحرفة، بل ومن العلمانيين، أنهم ببعض حيلهم، في نشر الفساد، وببعض تخطيطاتهم في الحيلولة دون التمدد الخيري في المجتمع.

أقول: إنهم يظنون أنهم ببعض طرقهم الملتوية يضحكون على الذقون، ويضحكون على أصحاب اللحى، فيقال: إن حيلكم مفضوحة، وإن أوراقكم مشكوفة، وإن رائحة نتنكم يشمها البعيد قبل القريب، لكنها أيام يداولها الله بين الناس، والعبرة في النهايات، لا في البدايات، والنهاية الحتمية عندنا، (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ) [المطففين: 34- 36].

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله:

أما بعد: إتمامًا لموضوع الضحك، فهذه بعض مواقف ضحك منها النبي صلى الله عليه وسلم. ففي البخاري أن عمر رضي الله عنه استأذن في الدخول على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يسألنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوته. فلما استأذن عمر تبادرن بالحجاب، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل، والنبي صلى الله عليه وسلم يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله بأبي أنت وأمي، فقال: «عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، لما سمعن صوتك تبادرن الحجاب»، فقال: أنت أحق أن يهبن يا رسول الله، ثم أقبل عليهن فقال: يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولم تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلن: إنك أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إيهٍ يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكًا فجًا إلا سلك فجًا غير فجك».

ومن المواقف أيضًا التي ضحك فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء في البخاري أيضًا من حديث أنس بن مالك قال: "كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، قال أنس: فنظرت إلى صفحة عنق النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أثّرت فيها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مُر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك، ثم أمر له بعطاء".

موقف عجيب من النبي صلى الله عليه وسلم ، إنه ليس شخصًا عاديًا، ولا مديرًا ولا مسئولاً، ولا وزيرًا بل ولا واليًا، أنه رسول الله، يستوقفه أعرابي في الطريق، وبغير أدب يا محمد، ولا يقول يا رسول الله، ثم بصيغة الأمر، مر لي من مال الله ومع هذا يلتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وبكل هدوء ولا يغضب لنفسه، بل يضحك ثم يأمر له بعطاء، والله لا نتحمل نصف هذا التعامل من أولادنا، فكيف من غيرهم، فهل يأخذ الدعاة وطلاب العلم كيفية التعامل مع الناس من هذا الموقف النبوي.

وأخيرًا من المواقف التي ضحك منها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ما جاء في سنن ابن ماجة عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: خرج أبو بكر في تجارة إلى بصرى قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بعام، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكانا شهدا بدرًا، وكان نعيمان على الزاد وكان سويبط رجلاً مزاحًا، فقال النعيمان أطعمني. قال: حتى يجيء أبو بكر، قال فلأغيظنك، قال فمروا بقوم فقال لهم سويبط، تشترون مني عبدًا لي؟ قالوا: نعم، قال إنه: عبد له كلام، وهو قائل لكم إني حر، فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا عليّ عبدي، قالوا: لا، بل نشتريه منك، فاشتروه منه بعشرة نوق ثم أتوه فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلاً، فقال نعيمان، إن هذا يستهزئ بكم وإني حر، لست بعبد، فقالوا قد أخبرنا خبرك، فانطلقوا به، فجاء أبو بكر، فأخبروه بذلك، قال فاتبع القوم ورد عليهم النوق وأخذ نعيمان، قال: فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه منه حولاً.

 

 

 

 

المرفقات
إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات