الصلاة ما أعظم قدرها (1)

عبد العزيز بن عبد الله السويدان

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: الصلاة
عناصر الخطبة
1/أهمية الصلاة وفضلها 2/أقسام الناس في علاقتهم في الصلاة 3/علاقة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة 4/قيمة العبد عند الله بقدر قيمة الصلاة لديه

اقتباس

إن الناس في علاقتهم مع الصلاة مراتب؛ فمن الناس من يعتبر الصلاة مجرد تكليف، يعني أمرنا الله بالصلاة! وفي ذلك نوع مشقة وضيق! لكن لا بد أن نصلي!. وقد ينحدر الأمر بهذا الصنف كثيرا حتى تصبح الصلاة في حياته تحصيل حاصل، لا طعم لها، ولا مكانا نفيسا لها في حياته، بل تصبح كالنقطة في طريقه يمر عليها فينقرها نقرا، ثم يمضي مستقبلا...

 

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 -71].

 

أما بعد:

 

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

جاء في حديث الإسراء والمعراج: عن أنس عن مالك بن صعصعة -رضي الله عنهما- قوله صلى الله عليه وسلم: "ثم رفع لي البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم أتيت بإناء من خمر، وإناء من عسل، فأخذت اللبن، فقال جبريل: هي الفطرة التي أنت عليها وأمتك، ثم فرضت علي الصلوات خمسين صلاة كل يوم، فرجعت فمررت على موسى، فقال: بما أمرت؟ قال: أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى، فقال:  مثله، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى، فقال: مثله، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى، فقال: مثله، فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم، فرجعت فقال: مثله، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى، فقال: بم أمرت؟ قلت: أمرت بخمس صلوات كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك، فاسأله التخفيف لأمتك، قال: سألت ربي حتى استحييت، ولكني أرضى وأسلم، قال: فلما جاوزت نادى مناد: أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي" .

 

وفي رواية أخرى: "وأجزي الحسنة عشرا".

 

معاشر المسلمين: الصلاة يا لشأنها! يا لقدرها! لم يتلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ربه تلق مباشر دون واسطة من جبريل فريضة سوى الصلاة، ولم يتلق صلى الله عليه وسلم في السماء؛ سوى الصلاة.

 

يصعد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى السماء السابعة، ليتلقى هذه العبادة العظيمة! لم يشرعها الله –تعالى- على نبيه -صلى الله عليه وسلم- في الأرض؛ كما هو شأن العبادات الأخرى، ولو شاء لفعل ذلك، ولكن لله -سبحانه وتعالى- حكمة في أن تشرع في الملأ الأعلى، ويستدعي رسوله -صلى الله عليه وسلم- لذلك، ويكون للرسول –صلى الله عليه وسلم- ذلك الموقف مع موسى -عليه السلام-، ويتبين لعباده التخفيف الذي قدره الله.

 

فكل حادثة الإسراء والمعراج، وما جرى فيها من أحداث، كل ذلك من قدر الله.

 

ولا يكون الاستدعاء إلا في أعظم المهمات، وأفضل الطاعات، ولله المثل الأعلى، لو أن ملكا، أو سلطانا؛ أهمه أمر، وأحب أن يبلغه من يقوم به في شأن من الشؤون، فإنه إذا كان الأمر عظيما لن يرسل به إليه، بل سيستدعيه ليبلغه إياه!.

 

وبهذه العبرة العظيمة نعرف قدر الصلاة، وشأن الصلاة!.

 

نعرف الدلالة البينة على محبة الله لها، محبة خاصة، وعنايته سبحانه بها، وعلى أنها أهم فرائض الإسلام بعد شهادة: أن "لا إله إلا الله"، وأن محمدا رسول الله.

 

ماذا أقدم وماذا؟ أأخر في بيان عظم قدر الصلاة؟ هل أقدم كونها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة! وأن صلاحها صلاح لسائر عمل الإنسان؟

 

يقول صلى الله عليه وسلم: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله" [رواه أحمد وأبو داود وهو صحيح].

 

أم أقدم كون الصلاة تغسل خطايا الإنسان ما لم يرتكب كبيرة غسلا لا يبقي شيئا من خطاياه!؟

 

في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: "أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحوا الله بهن الخطايا".

 

ويقول صلى الله عليه وسلم؛ كما في صحيح ابن حبان: "إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه كلها، فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد؛ تساقطت عنه".

 

هل أقدم إقبال الله –تعالى- بوجهه للمصلي؟!

 

يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل الذي يرويه الحارث الأشعري: "فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإن الله ينصب وجهه لعبده في صلاته؛ ما لم يلتفت".

 

أم أقدم قوله صلى الله عليه وسلم لثوبان؛ كما في صحيح مسلم: "عليك بكثرة السجود لله -تعالى-، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة"؟!.

 

عباد الله: لماذا الحديث عن فضل الصلاة؟ هل لأن فضلها غائب عنا؟

 

كلا.

 

أم لأننا لا نصل؟

 

كلا.

 

أم من أجل ترغيبنا في الصلاة؟

 

كلا.

 

إن الحديث عن فضل الصلاة هو من أجل مراجعة علاقتنا بها.

 

إن الناس في علاقتهم في الصلاة مراتب؛ فمن الناس من يعتبر الصلاة مجرد تكليف، يعني أمرنا الله بالصلاة، وفي ذلك نوع مشقة وضيق، لكن لا بد أن نصلي!.

 

وقد ينحدر الأمر بهذا الصنف كثيرا حتى تصبح الصلاة في حياته تحصيل حاصل، لا طعم لها، ولا مكانا نفيسا لها في حياته، بل تصبح كالنقطة في طريقه يمر عليها فينقرها نقرا، ثم يمضي، مستقبلا مشاغله الكبرى الأهم!.

 

وترى هذا النوع بطيء إلى الصلاة، وكثيراً ما يستثقلها، وينام عنها، ويضيع أوقاتها، وتثقل قدماه عن صلاة الجماعة إلا قليلا، ولا يحزن لفوات الجماعة أبداً.

 

لا يعد العدة للصلاة، ولا يحسب حساب أوقاته على أساسها؛ كأنما لا وجود لها في جدوله اليومي، بل متى تيسر صلاها.

 

وقد يستمع إلى الإمام، وهو يقول: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون: 4-5] فلا يتأثر!.

 

أما وضعه في الصلاة، فلا تسأل عن الشرود، ولا تسأل عن سرعته في أدائها، وفراغ قلبه من معانيها -نسأل الله السلامة والعافية-.

 

ولهذا قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة: 45-46].

 

ومن الناس من يعتبر الصلاة أرقاما: صليت كذا ركعة بعد المغرب، صليت كذا ركعة بالليل، صليت كذا ركعة بعد ارتفاع الشمس، يعني أكثر من الركعات؛ ففي ذلك الأجر والثواب!.

 

لكن ماذا عن الخشوع ؟ ماذا عن الطمأنينة؟

 

ما في وقت الله كريم؟! المهم العدد! أن نكثر!.

 

ومنهم من يعتبر الصلاة مورثا دينيا ورثه عن آبائه الأولين، فهو يسير على ما ساروا عليه، فهي أشبه بالعادة المستحكمة.

 

الحاصل: أن الناس يختلفون في علاقتهم بالصلاة!.

 

والآن فلننظر: كيف كانت علاقة سيد المتقين إمامنا وقدوتنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة؟

 

أيها الإخوة: في البداية لما نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ) [المزمل: 2-4].

 

كن مصليا لربك نصف الليل، أو انقص من هذا النصف نصفه، حتى يبقى الربع، أو زد عليه، بأن تقوم ثلاثة أرباعه.

 

خيره ربه بين أن يقوم تمام النصف، وبين أن يقوم ربع الليل، وبين أن يقوم ثلاثة أرباعه.

 

وعلى هذا التقدير يقول المفسرون: يكون الواجب الذي لا بد منه هو قيام الربع، والزائد عليه يكون من المندوبات والنوافل.

 

ولكن بعد هذا التقسيم ماذا قال تعالى؟ (قمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا)[المزمل: 2-4].

 

تمهل بالقراءة، وأحسن التلاوة، وأشبع الحروف.

 

كلمة ترتيلا في قوله: (وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا) مفعول مطلق للتوكيد، لتأكيد الأمر بالترتيل!.

 

فالقضية إذاً ليس في كثرة الركعات، بل في الطريقة التي تجعل الصلاة مؤثرة في النفس، مشعة في القلب، محركة للإيمان.

 

أو كما قال ابن القيم -رحمه الله-: "أمره بترتيل القرآن حتى يتمكن الخاطر من التأمل في حقائق تلك الآيات ودقائقها، فعند الوصول إلى ذكر الله يستشعر عظمته وجلالته، وعند الوصول إلى الوعد والوعيد يحصل الرجاء والخوف، وحينئذ يستنير القلب بنور معرفة الله..".

 

بل إن اختيار الليل للصلاة النافلة الطويلة يؤكد العناية بالتأمل والتدبر؛ لأن الليل طابعه الهدوء والسكون، وهما مدعاة للتأمل، والتأثر بالصلاة.

 

ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتذوق الصلاة، فيصلي حتى تتورم قدماه، دون أن يمل أو يتذمر، بل هو في سعادة غامرة، علاقته بالصلاة كعلاقته بربه تماما، علاقة محبة وإجلال، فيقال له: لم يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول: "أفلا أكون عبدا شكورا".

 

لقد كانت الصلاة ربيع فؤاد النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذ هي صلته بحبيبه الأعظم، يبتهل إليه ويدعوه، ويسبحه ويناجيه، بحرقة وشوق، حتى كانت الصلاة راحته التي لا يجد لها نظيراً في حياته، ولهذا كان يقول لبلال بكل صدق: "أقم الصلاة، أرحنا بها".

 

بل أكثر من ذلك، لقد بلغ بالصلاة أن أصبحت قرة عينه صلى الله عليه وسلم، حينما قال: "حبب إلي من الدنيا: النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة".

 

القرة من القرار والطمأنينة، ومن كانت قرة عينه بشيء، فإنه يود أن لا يفارقه، ولا يخرج منه؛ لأن فيه نعيمه، وبه تطيب حياته.

 

في صحيح مسلم من حديث حذيفة: قال: صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد، فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبا من قيامه....

 

لقد كانت الصلاة مبعث سرور النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقمة راحته، وملجأه للصلة بربه، قال حذيفة: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمر صلى".

 

هذه علاقة نبينا وإمامنا -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة، فهل من مشمر؟

 

أسأل الله أن يلطف بالحال، وأن يصلح القلوب والأعمال.

 

وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين المتقين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، حتى أتاه اليقين، وصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى من سار على نهجه، واستن بسنته إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

 

فمن تأمل في إقبال الله عليه في صلاته فهل يهملها؟ هل تهون عليه؟

 

في حديث الحارث الأشعري في صحيح الترغيب يقول: "فإذا قمتم إلى الصلاة، فلا تلتفتوا، فإن الله ينصب وجهه لعبده في صلاته؛ ما لم يلتفت".

 

يقبل بوجه الكريم عليك -يا مسلم- وأنت في الصلاة، هذا هو قدر الصلاة عند الله؟

 

وفي السنن بسند صحيح عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول قال الله –تعالى-: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، يقول العبد: الحمد لله رب العالمين، يقول الله –تعالى-: حمدني عبدي، يقول العبد: الرحمن الرحيم، يقول الله –تعالى-: أثنى علي عبدي، يقول العبد: مالك يوم الدين، يقول تعالى: مجدني عبدي، يقول العبد: إياك نعبد وإياك نستعين، يقول الله –تعالى- فهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، يقول العبد: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، يقول الله: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل"..

 

يجب أن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما؛ كما في الحديث، وإلا لم تجد حلاوة الإيمان، ولن تجد حلاوة الصلاة.

 

ولذلك قال أهل العلم: إذا أردت أن تعرف مكانتك عند الله، فانظر في مكانة الصلاة عندك.

 

الصلاة عمود الدين! الصلاة هي الفرق بين المؤمن والكافر! الصلاة أول عمل يسأل عنه العبد يوم القيامة! الصلاة صلة! والصلاة قربى! والصلاة نور! والصلاة خشوع! وأهلها الحقيقيون لا يشغلهم شيء عنها أبداً، ولو كان ما كان!.

 

فهم فيها في كنف الرحمان، يرون فيها الآخرة قبل الدنيا.

 

فهنيئا لأهل الصلاة، هنيئا لهم حين يثني عليهم ربهم، قائلا سبحانه: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [النــور: 36-38].

 

أسأل الله أن يوفقنا لحسن عبادته، وأن يغفر لنا زلاتنا.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين.

 

 

 

المرفقات

ما أعظم قدرها (1)

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات
عضو نشط
زائر
20-12-2020

اللهم إجعلنا من أهل الصلاة