الشيطان (1)

ناصر بن محمد الأحمد

2013-08-13 - 1434/10/06
التصنيفات: التربية
عناصر الخطبة
1/حقيقة الشيطان 2/عقيدة أهل السنة والجماعة في الشيطان 3/أخطر آثار عبادة الشيطان 4/العداوة القديمة بين بني الإنسان والشيطان 5/مع كل إنسان شيطان

اقتباس

عباد الله: ويشاء الله -عز وجل- أن يهبط كل من آدم وزوجه والشيطان إلى الأرض، وتقوم بينهما حرب لا هوادة فيها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وعندها وضع الشيطان عدة الحرب، ولبس لباس المعركة ولم ينزعه حتى اليوم، حرب شاملة تسير على خطة متشعبة، ويقوم بتنفيذها جيوش الباطل، في كل مكان بقيادة إبليس، حربٌ: الهدف منها إطفاء نور الله، وإلقاء بني آدم في ....

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله...

 

أما بعد:

 

عباد الله: حديثنا عن مخلوق من مخلوقات الله -عز وجل-، خلقه الله بصفات عجيبة، وأعطاه بعض القدرات التي لم يعطها الإنسان، ولكن هذا المخلوق لم يستخدم هذه الصفات على طاعة الله -عز وجل-، بل صرفها في معصيته، وكرس جهده لغواية غيره معه؛ إنه الشيطان.

 

وقبل أن نخوض معركتنا مع الشيطان، نحب أن نبدأ بماهية الشيطان، ما هو الشيطان؟ هل الشيطان شيء حقيقي، أم أنه شيء معنوي؟ أم الشيطان عبارة عن الأفكار السيئة والوساوس التي تراود الإنسان؟ أم أن الشيطان عبارة عن رمز للشر نتخيله نحن ونتحدث عنه؟ أم أن الشيطان كما يقول البعض عبارة عن الجراثيم الموجودة في الهواء؟.

فما هو حقيقة الشيطان؟ وما هو معتقد أهل السنة والجماعة في هذه القضية؟

 

الشيطان من الجن: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) [الكهف: 50].

 

فهناك إنس وجن، والشيطان من الجن؛ كما قال تعالى: (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) [الناس: 5- 6].

 

عباد الله: إن عداوة الشيطان لبني الإنسان عداوة قديمة جداً، بدايتها منذ أن خلق الله -عز وجل- آدم، فأمر الله -تعالى- الملائكة بالسجود لآدم، وكان الأمر شاملاً للشيطان: (اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 34].

 

فسأله الله -عز وجل- عن امتناعه للسجود لآدم: (مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ) فرد بكل جرأة ووقاحة: (قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)[الأعراف: 12].

 

فطرده الله -عز وجل- من الجنة، فقال له: (فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) [الأعراف: 13].

 

ولكن هل يصمت عدو الله أمام هذا ويقف؟ لابد من الانتقام من ذلك المخلوق الذي كان سبباً في طرده، فصار يوسوس لهما لكي يخرجهما مما كانا فيه.

 

وقام يدليهما بغرور، فناداهما ربهما: (أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) [الأعراف: 22].

 

ولكنهما عصيا ربهما، ثم ما لبثا أن اعترفا بذنبهما، فطلبا من الله -عز وجل- العفو والمغفرة، فقالا: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23].

 

وقبل أن يأمر الله الأبوين بالهبوط إلى الأرض، طلب عدو الله من ربه أن يؤجله، فقال: (فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [ص: 79].

 

ليبقى أطول مدة ممكنة لغواية أكبر عدد من بني البشر، فجاءه الرد: (قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ *  إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ)[ص: 80-81].

 

وما أن أذن الله له بالبقاء، حتى قال: (فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ) [الأعراف: 16-17] إنه سيدخل على ابن آدم من كل مكان، وكل اتجاه.

 

عباد الله: ويشاء الله -عز وجل- أن يهبط كل من آدم وزوجه والشيطان إلى الأرض، وتقوم بينهما حرب لا هوادة فيها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وعندها وضع الشيطان عدة الحرب، ولبس لباس المعركة ولم ينزعه حتى اليوم، حرب شاملة تسير على خطة متشعبة، ويقوم بتنفيذها جيوش الباطل، في كل مكان بقيادة إبليس، حربٌ: الهدف منها إطفاء نور الله، وإلقاء بني آدم في جهنم، وها هم الملايين من البشر نشاهدهم يتساقطون أمام ألاعيب الشيطان، ويخرون في وحلِ الضلال، وها هي جيوش الشيطان تسير، وكل يوم ينضم إليها الكثيرون من بني آدم، بسبب إحكام الشيطان لتنفيذ مخططه بالإغواء.

 

ولكن الله -عز وجل- رحمة بنا، ولعلمه بضعفنا كشف لنا مخططه الرهيب، وجعلها واضحة لكل من أراد أن يبصر طريقه، ولكل من أراد أن يجنّب نفسه مداخل الشيطان عليه، ولكن العجب من بعض الناس أنهم فتحوا أبواب قلوبهم على مصراعيها، وغزت الشياطين قلوبها، حتى تحولت قلوبهم إلى معسكرات جيوش الشياطين.

 

وفئة أخرى من الناس تعرّفت على عدوها، ودرست أساليبه وطرقه، ووضعت الحرّاس على جميع الثغور كي تصد كل هجمة وتُحكم الحراسة للقلب، وبعد ذلك رفعت أكف الضراعة لله ودعت ربها بإخلاص ليحميها من عدوها، وأن تلقى الله بقلب سليم.

 

عباد الله: إن الشيطان له أطماع كثيرة، فأول ما يحاول استبعاد بني آدم، ولهذا فالله -عز وجل- حذّر بني آدم من ذلك بقوله: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ *  وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ) يــس: 60- 62].

 

فكل من تعلق بقلبه هوى أو شهوة، وصرفه ذلك عن طاعة الله -عز وجل-، فإنه عابد للشيطان، ولذلك جاء التحذير من الخالق -جل وعلا- عن عبادة الشيطان؛ لأن من عبد الشيطان حشر معه.

 

ومن أخطر آثار عبادة الشيطان: ذهاب الحياء، وخطورة هذا الأثر تكمن في أن الحياء، هو الذي يمنع الإنسان من الإقدام على المعصية، وهو كالسد الذي إذا تحطّم انهمر الماء وأغرق كل شيء، فالذي لا حياء له لا سد عنده، فهذا لا يمنعه مانع من الإقدام على المعصية، فيفعلها ولا يرى بها بأساً، قال صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح فاصنع ما شئت".

 

إذا فُقد الحياء من حياة الناس فإنهم سرعان ما يقعون في طمع آخر من أطماع الشيطان، ألا وهو نزع اللباس عن بني آدم.

 

ولهذا فإننا نسمع التوجيه القرآني في كتاب الله -عز وجل- للبشر جميعاً، وهو يناديهم محذراً لهم من الوقوع في هذه الفتنة، قال الله -تعالى-: (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا)[الأعراف: 27].

 

ولقد نجح عدو الله في تطبيق هذا المخطط، فنزع اللباس لتحطم كل شيء اسمه الحياء، منذ العصور الجاهلية حتى عصرنا هذا، ففي ما يرويه ابن كثير عن الجاهلية قبل الإسلام: أن العرب كانت تطوف بالبيت عراة، حتى المرأة كانت تطوف وهي عارية، وقد أقنعهم الشيطان بأنه لا يصلح أن تطوفوا بالبيت بثياب وقد عصيتم الله فيها، فلا سبيل لكم إلاّ أن تخلعوا هذه الثياب التي قد ارتكبتم فيها المعاصي، وطوفوا بالبيت عراة.

 

إنها جاهليه محضة، واستذلال من الشيطان محكم.

 

هذا كان في الجاهلية، وليست أحوالنا هذه الأزمان ببعيدة عن الجاهلية.

 

فما هذا التعري الذي نشاهده في واقعنا إلا من هذا الباب، والله -عز وجل- يخاطب البشرية: (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا)[الأعراف: 27] وهم لا يسمعون.

 

بارك الله لي ولكم...

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله..

 

أما بعد:

 

أيها المسلمون: لما خلق الله -عز وجل- الإنسان، ركب فيه الهوى والشهوة، ليتحصل على ما ينفعه، وخلق فيه الغضب ليدافع به ما يؤذيه، وأعطاه العقل كالمؤدب يأمره بالعدل فيما يأخذ ويدع، وخلق الشيطان محرضاً له على الإسراف في الأخذ والترك.

 

فالواجب على العاقل أن يأخذ حذره من هذا العدو الذي قد أعلن عداوته منذ أن خلق الله آدم -عليه السلام-، وقد اجتهد بكل ما يستطيع في إفساد أحوال بني آدم.

 

وقد أمرنا الله -تعالى- بالحذر منه، فقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)[البقرة: 168- 169].

 

وقال تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء)[البقرة: 268].

 

وقال تعالى: (وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا) [النساء: 60].

 

وقال عز وجل: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) [المائدة: 91].

 

وقال تعالى: (إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ) [القصص: 15].

 

وقال تعالى: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)[فاطر: 6].

 

وقال تعالى: (وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [فاطر: 5].

 

وقال تعالى: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) [يــس: 60].

 

والآيات في التحذير من الشيطان كثيرة.

 

وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم، فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً، قال: ثم يجئ أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه، وقال: فيلتزمه، ويقول: نعم أنت" رواه مسلم. وعن عبيدة بن رفاعة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كان راهب في بني إسرائيل، فأخذ الشيطان جارية فخنقها، وألقى في قلوب أهلها أن دواءها عند الراهب، فأتى بها الراهب، فأبى أن يقبلها، فما زالوا به حتى قبلها، فكانت عنده، فأتاه الشيطان فسول له إيقاع الفعل بها فأحبلها، ثم أتاه فقال له الآن تفتضح، يأتيك أهلها، فاقتلها، فإن أتوك فقل ماتت، فقتلها ودفنها، فأتى الشيطان أهلها فوسوس لهم، وألقى في قلوبهم أنه أحبلها ثم قتلها ودفنها، فأتاه أهلها يسألونه عنها، فقال: ماتت، فأخذوه، فأتاه الشيطان، فقال: أنا الذي ضربتها وخنقتها، وأنا الذي ألقيت في قلوب أهلها، وأنا الذي أوقعتك في هذا، فأطعني تنج، أسجد لي سجدتين، فسجد له سجدتين، فهو الذي قال الله - عز وجل -: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ) [الحشر: 16- 17].

 

عباد الله: وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن مع كل إنسان شيطان؛ كما صح ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث عائشة -رضي الله عنهما-: أنه خرج من عندها ليلاً، فتقول عائشة: لقد غرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: "مالك يا عائشة أغرت؟" فقالت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "أو قد جاءك شيطانك؟" قالت: يا رسول الله أو معي شيطان؟! قال:" نعم"، قلت: ومع كل إنسان، قال: "نعم" قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال: "نعم ولكن ربي -عز وجل- أعانني عليه حتى أسلم" [رواه مسلم].

 

وجاء في حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة" قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: "وإياي، ولكن الله -عز وجل- أعانني عليه فلا يأمرني إلا بحق".

 

وفي رواية: "فلا يأمرني إلا بخير".

 

وأخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيضاً بأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.

 

وأمرنا الله -عز وجل- أن نتعوذ من الشيطان الرجيم عند تلاوة القرآن، فقال تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [النحل: 98].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان يأتي أحدكم، فيقول: من خلقك؟ فيقول: الله تبارك -تعالى-، فيقول: فمن خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك، فليقل: آمنت بالله".

 

وحُكي بعض السلف أنه قال لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا؟ قال: أجاهده، قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده، قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده، قال: هذا يطول، أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور ما تصنع؟ قال: أكابده وأرده جهدي، قال: هذا يطول عليك، ولكن استعن بصاحب الغنم يكفه عنك.

 

فليس لنا من ملجأ أيها الأخوة إلاّ الاستعانة بخالق الشيطان أن يرده عنا، وأن يحفظنا وإياكم وجميع المسلمين من كيده ومكره؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

اللهم...

 

الشيطان (2)

 

 

 

 

المرفقات

1

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات