السجود فضائل وأحكام وحكم

الشيخ خالد القرعاوي

2023-09-08 - 1445/02/23 2023-09-10 - 1445/02/25
التصنيفات: التربية
عناصر الخطبة
1/عظم مكانة السجود 2/أثر السجود

اقتباس

لِمَ خَصَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- السُّجُودَ مِن بَينِ العِبَادَاتِ؟ وما الحكمةُ من السُّجود؟ وكيفَ تَسجدُ الْمَخلُوقاتُ كلُّها للهِ تعالى الْقَائِلِ في مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ؟...

الخُطْبَةُ الأُوْلَى:

 

الحمدُ لله شرحَ صُدُورَنا بِالإسلامِ، وَهَدَى بَصَائِرَنا بِالقرآنِ، جَعَلَ الصَّلاةَ راحةَ قُلُوبِ الأَخيارِ، أَشهدُ ألَّا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، ذُو العِزَّةِ والاقْتِدَارِ، وَأَشهدُ أنَّ نَبِيَّنَا محمدًا عبدُ الله ورسولُهُ، الْمُصطفَى الْمُختَارُ، صَلَّى اللهُ وَسلَّمَ وَبَارَكَ عليهِ وعلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَطْهَارِ. أمَّا بَعْدُ: عِبَادَ اللهِ: اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ، وَأَدُّوا مَا افْتَرَضَ عَلَيكُمْ تَفُوزُوا بِمَرْضَاتِهِ. (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ. الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ. وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)، وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ).

 

أيُّها الْمُؤمِنُونَ، مُرَافَقَةُ الحبيبِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- في الجنَّةِ أَعْظَمُ أُمْنِيَةٍ، وَأَعْلى مَنْزِلَةٍ، لِذَا كَانَ الصَّحَابَةُ الكِرَامُ رِضْوَانُ اللهِ عَليهِمْ يَتَسَابَقُونَ عَلى ذَلِكَ؛ فهذا رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الأَسْلَمِىُّ رضي الله عنه يقَولَ كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لي: “سَلْ”. فَتَغَانَمَ أَعْظَمَ فُرْصَةٍ فَقَالَ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الْجَنَّةِ. قَالَ “أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ”. قَالَ هُوَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: “فَأَعِنِّى عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ”(رواهُ مُسلِمٌ).

 

اللهُ أَكْبَرُ إنِّها الْهِمَمُ العَالِيَةُ

وَإِذَا كَانَتِ النُّفُوسُ كِبارًا *** تَعِبَتْ في مُرَادِهَا الأَجْسَامُ

 

يَا مُؤمِنُونَ: لِمَ خَصَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- السُّجُودَ مِن بَينِ العِبَادَاتِ؟ وما الحكمةُ من السُّجود؟ وكيفَ تَسجدُ الْمَخلُوقاتُ كلُّها للهِ تعالى الْقَائِلِ في مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ؟: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ).

قَالَ ابنُ كثيٍر -رَحِمَهُ اللهُ-: أيْ: أنَّ الْملائِكةَ في أَقْطارِ السَّمَاوَاتِ، وَالحَيَوَانَاتِ مِنَ الإنْسِ وَالجنِّ وَالدَّوَابِّ والطَّيرِ كُلُّها تَسجدُ للهِ تَعَالى! وإنِّما خَصَّ الشَّمسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجومَ بالذِّكر لأنَّها عُبِدتْ من دونِ الله، فبيَّن أنَّها مَربُوبَةٌ مُسَخَّرَةٌ للهِ! فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ؟ “. قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: “فَإِنَّهَا تَذْهَبُ فَتَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ، ثُمَّ تُسْتَأْمَرُ فَيُوشِكُ أَنْ يُقَالَ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ”. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُنِي اللَّيْلَةَ وَأَنَا نَائِمٌ، كَأَنِّي أُصَلِّي خَلْفَ شَجَرَةٍ، فَسَجَدْتُ فَسَجَدَتِ الشَّجَرَةُ لِسُجُودِي، فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ: اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِيَ بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ. (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ).

 

وَصَدَقَ الْمَولَى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).

 

فَالْحَمْدُ للهِ -يَا مُؤْمِنُونَ- عَلى نِعْمَةِ سُجُودِنَا وَخُضُوعِنَا للهِ -تَعَالَى-؛ لأنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “إِذَا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ. أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ، فَلَهُ الْجَنَّةُ، وأمِرتُ بِالسُّجُودِ فأبيتُ، فَلِيَ النَّارُ”(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

إخوةَ الإيمان: لَقَدْ وَصَفَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ بِأَنَّكَ: (تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ). وَالسِّيمَا هَذِهِ تَحْمِلُ مَعَانيَ كَثِيرَةً، قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-: “هِيَ السَّمتُ الْحَسَنُ”، وَقَالَ مُجَاهِدٌ -رَحِمَهُ اللهُ-: “هِيَ الخُشُوعُ وَالتَّوَاضُعُ”. وَمِمَّا قَالَهُ الشَّيخُ السَّعْدِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: “مِنْ كَثْرَةِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِمْ قَدْ أَثَّرَتْ في وُجُوهِهِم، حَتَّى اسْتَنَارَتْ، فَإنَّهُ لَمَّا اسْتَنَارَتْ بَوَاطِنُهُم بِالصَّلاةِ، اسْتَنَارَتْ ظَوَاهِرُهُمْ بِالجَلالِ والْجَمَالِ”.

 

عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ اخْتَارَ البَارِي -جَلَّ وَعَلا- لَفْظَ السُّجُودِ؛ لأنَّهُ يُمَثِّلُ حَالةَ الخشوعِ وَالْخُضوعِ وَالعُبُودِيَّةِ للهِ في أَكْمَلِ صورِهَا.

 

أَيُّهَا الْمُؤمِنُ: تَأَمَّلْ فِي الأَحَادِيثِ الآتِيَةٍ فَإنَّهَا قَطْعًا سَتُعِيْدُ لَكَ تَعْظِيمَ السُّجُودِ في قَلْبِكَ، وَتَجْعَلُكَ تفكَّرْ في عَظَمَةِ اللهِ؛ وَتُكْثِرُ السُّجُودَ على عَتَبَاتِ الكريمِ سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ؛ فَعَنْ أَبِي ذَرٍّ -رضيَ اللهُ عنهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ -يعني لَهَا صَوتٌ وَرِعْدَةٌ وَصَرْصَرَةٌ- مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ، إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا للهِ” فَذَلِكَ قَوْلُ الْمَلَائِكَةِ: (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) (صَحَّحَهُ الألبَانِيُّ)؛ فَالَّلهُمَّ أَعِزَّنَا بِطَاعَتِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

 

وَأَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ، وأَستَغفِرُ اللهَ لي ولَكم ولِسَائِرِ الْمسلِمينَ مِن كُلِّ ذَنْبٍّ وَتَقْصِيرٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ للهِ الرَّقِيبِ على القُلُوبِ، أَشهدُ ألَّا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ جُعِلَتْ قُرَّةُ عَينِهِ في الصَّلاةِ. صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ، وَعَلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلى يَومِ الْمَآبِ.

 

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَاعْلَمُوا أَنَّ سُجُودَنِا للهِ عُنْوَانُ رِفْعَتِنَا وَعِزَّتِنَا وَإبَاءِنَا. فَأنْتَ -أَيُّهَا السَّاجِدُ- تَضَعُ أَشْرَفَ شَيءٍ فِيكَ وَأَعْلاهُ إلى أَسْفَلِ شَيءٍ فِيكَ خُضُوعًا وَإذْلَالاً وَتَقَرُّبًا وَخُشُوعًا بَينَ يَدَيْ رَبِّكَ الأَعْلَى، وَهَذا غَايَةُ الْخُشُوعِ وَالتَّذَلُّلِ لِعَظَمَةِ الْرَّبِّ سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ! لِذَا صَارَ الْعَبْدُ أَقْرَبَ مَا يَكونُ مِن رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ.

 

أيُّها الْمُؤمِنُ: إذَا أَثْقَلَتْكَ ذُنُوبُكَ وَأَحَاطَتْ بِكَ الخَطَايَا وَالهُمُومُ فَعَلَيكَ بِكَثْرةِ السُّجُودِ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، ثَوْبَانُ -رضيَ اللهُ عنهُ- مَوْلَى لرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِي اللهُ بِهِ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ: “عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلَّا رَفَعَكَ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً”(رواهُ مُسْلِمٌ).

 

أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ السَّاجِدُونَ: لَيسَ ذَلِكَ فَحَسْبٌ، بَلْ إنَّ أَهْلَ السُّجُودِ لا تَمَسُّ النَّارُ مَوَاضِعَ سُجُودِهِمْ إكْرَامًا لِتِلْكَ الآثَارِ! فَفِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ -رَحِمَهُ اللهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ، حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ”. وَحَتَّى تَعْلَمَ -أَيُّهَا السَّاجِدُ- مَكَانَ السُّجُودِ في الصَّلاةِ فَاسْتَمِعِ بِقَلْبِكَ لِقَولِ نَبِيَّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: “أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ”، وَقَالَ أيضًا: “وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ”(رَواهَ مُسْلِمٌ).

 

قَالَ الإمَامُ ابنُ القيِّم رَحِمَهُ اللهُ: “وَالسُّجودُ سِرُّ الصَّلاةِ وَرُكنُهَا الأَعْظَمُ وَخَاتِمَةُ الرَّكْعَةِ. وَمَا قَبْلَهُ مِنَ الأَرْكَانِ كَالْمُقَدِّمَاتِ لَهُ”.

 

عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ شَرَعَ اللهُ فِي السُّجُودِ مِنَ الثَّنَاءِ مَا يُنَاسِبُهُ وَهُوَ قُولُنَا: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلى فَهَذا أَفْضَلُ وَأنْسَبُ مَا يُقَالَ فِيهِ! وَحِينَ أَنْزَلَ اللهُ: (سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) قَالَ نَبِيُّنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: “اجْعَلُوهَا في سُجُودِكم”. فَكَانَ رَسُولُ اللهِ يَقُولُ في سُجُودِهِ: “سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلى”، وَيَزِيدُ مَعَهَا “سُبْحَانَكَ الَّلهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ الَّلهُمَّ اغْفِرْ لي”. “سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ”.

 

اللهُ أَكْبَرُ -يَا سَاجِدُونَ- هَذِهِ حِكْمَةُ السُّجُودِ وَسِّرّهُ الأَعْظَمُ؛ فَلْتَسْجُدَ قُلُوبُنا قَبْلَ جَوَارِحِنَا؛ حتى نَطْعَمَ لَذَّةَ السُّجُودِ وَحَلاوَتَهُ. فَسِرُّ سُجُودِنَا ذِكْرٌ لِعُلُوِّ اللهِ! نُثْنِيَ عَلَى اللهِ عُلُوَّ قَهْرٍ وَعُلُوَّ قَدْرٍ، وَعُلُوَّ مَكَانٍ عُلُوَّ ذَاتٍ وَصِفَاتٍ، (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)؛ فَهَنِيئًا لَكَ -أَيُّهَا الْمُؤمِنُ- يَومَ سَجَدَتَّ للهِ وَحْدَهُ. بَينَمَا النَّصَارَى يَسْجُدُونَ لِلصُّلْبَانِ، وَآخَرُونَ لِلنِّيرَانِ، وقِسْمٌ لِلأَبْقَارِ وَالأَحْجَارِ وَالأَشْجَارِ، وَأَنْتَ أَكْرَمَكَ مَولاكَ بِأَنْ سَجَدَتَّ لِلرَّحِيمِ الرَّحمَانِ.

 

إخْوانِي: وللسُّجُودِ أحْكَامٌ وَحِكَمٌ لَعَلَّنَا نُوفَّقُ فِي بَيَانِهَا.

 

فاللهم اجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا ربنا وتقبل دعاء.

 

اللهم أصلح القلوبَ والأعمال أصلح ما ظهر منا وما بطن، واجعلنا من عبادك المخلَصين.

 

اللهم ثبتنا على دينك وصراطك المستقيم.

 

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاةَ أمورنا، اللهم خذ بنواصيهم للبر والتقوى ومن العمل ما ترضى.

 

اللهم أصلح حالنا وأحسن مآلنا.

 

اللهم ارزقنا قلوباً خاشعة، وعلماً نافعاً، وعملاً صالحا خالصاً مُتقبّلا.

 

اللهم إنِّا نعوذ بك من الرياء والنفاق.

 

عباد الله: إنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العلي العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

المرفقات

السجود فضائل وأحكام وحكم.doc

السجود فضائل وأحكام وحكم.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات