الخطر الحوثي

ناصر بن عبد الرحمن الحمد

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/خطر الفرق المنادية بالشرك 2/بروتوكولات المجوس وتطلعاتهم 3/ نشأة الحوثية 4/خداع الحوثة للجهلة 5/علاقة الثورة الإيرانية الخمينية بالحوثيين 6/موقف السعودية التاريخي ضد الحوثيين 7/بعض ما يجب تجاه الجماعة الضالة

اقتباس

إن الأمة أحوج ما تحتاج إليه اليوم أن تعرف عدوها من صديقها، فإن الأقنعة الجديدة اليوم بارعة في التمويه على الأمة، والتلبيس عليها؛ لبناء المذاهب المنحرفة، والاعتقادات الفاسدة الكاسدة. وهاهم الصفويون مواليد البؤس من مواليد مردة الفرس، وقد خرجت من...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله...

 

أما بعد: فإن التهديد للمقدسات الإسلامية، وإرهاب النفوس المؤمنة، وتمزيق لحمة المسلمين؛ هو أعظم دليل على المنهج المهين، والمبدأ المأفون، والمسلك الملعون المطعون.

 

ألا وإن المنادين بالشرك في زمن التوحيد هم أشرّ أهل الأرض وأخطرهم على الإسلام وأهله، ولا تزال قوى الشر والشرك تتخذ لها عملاء وجنودا يحققون مرادها في تقويض الشريعة، وتمزيق الوحدة، وتفتيت الروح الإسلامية.

 

عباد الله: إن الدين أو الطائفة التي بنيت على أساسات الكذب ورمي البهتان وتكذيب سلسلة الثقات، وتكفير الأماجد من الأمة المحمدية لهو دين عار ودمار، وإن زعم أهلها أنهم يخلصون الإسلام وأهله من شوائب الأعداء، وتمزيق الألداء، وما هي إلا شعارات يملأها الحنق والغل والحقد والحسد: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً)[النساء: 89].

 

إن الأمة أحوج ما تحتاج إليه اليوم أن تعرف عدوها من صديقها، فإن الأقنعة الجديدة اليوم بارعة في التمويه على الأمة، والتلبيس عليها؛ لبناء المذاهب المنحرفة، والاعتقادات الفاسدة الكاسدة.

 

وهاهم الصفويون مواليد البؤس من مواليد مردة الفرس، وقد خرجت من ضئضئ اليهود والمجوس تريد أن تتزيا بزي ابن سبأ الذي ظهر بمظهر الناصح الأمين، وأعان على قتل ذي النورين عثمان من عفان -رضي الله عنه-.

 

وكما أن لليهود بروتوكولات لتحقيق تطلعاتهم وتسديد مرادهم وتوسعهم الإجرامي على الأرض، فكذلك لهؤلاء المجوس بروتوكولات تسعى لتسييد إيران، وتسييس العالم لخدمة مصالحها الإجرامية، ولا شك أنها تسعى لتضع أبناء لها وأحفادا في كل جزء إسلامي لتغيير هوية الإسلام الحقيقية، واستبدالها بهوية مارقة عن الإسلام، وقد استطاعوا بث جنودهم الموتورين الإرهابيين الذين يزعمون أنهم من نصرة الدين المؤمنين، ومن حزب الله المفلحين، وما هم إلا إخوة الشياطين؛ ساء ما يكذبون.

 

وما الحوثي المارق منهم ببعيد، فالحوثيون جزء من خطة الصفويين للتمدد الآثم في العالم الإسلامي.

 

عباد الله: الحوثية حركة سياسية تعد تطورا لتيار الجارودية المنسلخة عن مبادئ الزيدية وهي مثل عقيدة الأسياد في إيران، وقبل أن تنقلب على سيادة اليمن وحضارته فقد انقلبت على المذهب الزيدي وتنكرت له.

 

"بدر الدين الحوثي" كان هو المؤسس الأول لهذه الجماعة الضالة المتمردة، وكان على الزيدية التي هي أقرب طوائف الشيعة أو الرافضة إلى أهل السنة.

 

وأصل الزيدية نسبة إلى "زيد بن علي" -رحمه الله ورضي عنه-، وقد كان الزيدية الأوائل يترضون على أبي بكر وعمر والصحابة وليس عندهم شرك أو استغاثة أو توسل بالموتى إلا أن الحوثيون  بدلوا دينهم كفرا، وكفروا أماجد هذه الأمة، وحملة الرسالة، وكانت بدايات هذا التحول المشبوه حين انتقل "بدر الدين الحوثي" هو وابنه "حسين" إلى إيران عاشوا في إيران أكثر من سبع سنوات، يغتذون بغذائهم، ويرضعون من ألبانهم، ودرسوا في جامعة "قم"، وحولوا المذهب الزيدي مضمونا إلى الاثنا عشرية، وإن كانوا يدعون أنهم من الزيدية، وقد تحمس الهالك "حسين"  حماسا شديدا، وتفانى في خدمة الأجندة الإيرانية، وتحقيقها على الأراضي اليمنية، وهو الذي أثار التمرد عام 2004، وقد هلك في هذا العام، وأصبح نائبا عنه أخوه "عبدالملك الحوثي".

 

كيف تشكلت هذه الجماعة الحوثية وليدة الصفويين؟

 

كانت بدايات شرارتها المأفونة في تجمع أطلقوا عليه منتدى الشباب المؤمن على يد "محمد سالم عزان"، و "محمد بدر الدين الحوثي"، ثم حدث انقلاب على هذا المنتدى المأفون على يد الهالك "حسين الحوثي"، بالإضافة إلى أخيه "محمد"، وبعض من وافقهم في معتقد الاثنا عشرية، ثم تحول من "منتدى" إلى "تنظيم"، وكان المرجع فيه والد "حسين" الهالك "بدر الدين الحوثي"، وسبب الانشقاق هو خروج الحوثي عن مذهب الزيدية ومبادئه إلى انتحال مذهب الاثنا عشرية بعد تأثرهم بإيران، ولذا كانت عونا وسندا للثورة الإيرانية الخمينية الإرهابية.

 

وأمام التدهور الاقتصادي في اليمن استغلت هذه الحركة المتمردة حاجة الناس وفاقتهم في خدمة معتقداتها ومتطلباتها وأعانتهم على ذلك إيران، وتخيلوا أن لكل واحد يردد الشعارات الزائفة لنصرة الحوثيين مائة دولار أمريكي.

 

وادعت هذه الحركة حربها على إسرائيل وحربها على أمريكا، واعتنقت صيحات فاشلة، سمع البعض شيئا منها: "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، النصر للإسلام، اللعنة على اليهود".

وهذه تماما نداءات الهالك الخميني وهو يصدر الثورة في قتل حجاج بيت الله الحرام.

 

وقد واصل الحوثي الهالك تهييج الشباب الصغار وألهبهم بالحماس للانتصار لفكرتهم والانتصار لآل البيت -عليهم السلام- كما زعم.

 

وآل البيت -عليهم السلام- منهم براء مع هجومه على المذهب الزيدي الصحيح، وتدريسه المذهب الجعفري الاثنا عشري الذي هو مذهب أوليائه في إيران.

 

كيف تنطلي الخدعة على جهلة من اتبع المذهب الحوثي؟

 

للأسف أن الكثير من أتباع الفرق الباطلة تدفعهم العواطف نحو مرادهم ولو على غير حق وبصيرة، وهو تماما ما فعله الهالك "حسين الحوثي" حين يستغل الانتصار لآل البيت -عليهم السلام-، وحين يشيع الشائعات بالنصر المستقبلي لأتباعه، وحين أخرج أحد الصفويين كتابا بعنوان: "عصر الظهور"، وأشار إلى أنه قبل المهدي هناك ثورة تمهد لخروجه من جهة اليمن، وقائدها "حسن" أو "حسين" استغل ذلك "حسين الحوثي"، ووزع هذا الكتاب بين أتباعه لتنطلي هذه الحيلة على المساكين والجهلة والمتحمسين، وهو يأتي بقضية الغلبة على أمريكا وإسرائيل لتهييج القلوب الجاهلة وتحريضها، وهو حقيقة ليس على أمريكا، بل على وحدة أهل اليمن وتفتيتها وتحقيق مآرب الصفوييين الإيرانيين فيها، ومهاجمة بلد التوحيد والسنة "السعودية".

 

ما علاقة الثورة الإيرانية الخمينية بالحوثيين؟

 

إن النداءات الأثيمة التي يطلقها ملالي إيران ومسؤوليها في مناصرة الحوثيين هي أكبر دليل على العلاقة الوطيدة، ولا شك أن هناك صلة كبيرة بين حزب حسن نصر الله والحوثيين وإيران، وكان المبتعث من الحوثيين يدرس في قم بإيران ليعود مجوسيا خائنا، ولا شك أن الحوثي سلم قلبه لإيران يفعل ما تشاء، وهي المرجع الأوحد له، ولذا كان ممن صدر الثورة معه حين صدرها ويقول عن هذه الثورة للهالك الخميني: "إن كل من وقفوا ضد الثورة الإسلامية في إيران في أيام الخميني رأيناهم دولة بعد دولة يذوقون وبال ما عملوا…".

 

وكان يقول عن الخميني الهالك: "الإمام الخميني كان إماما عادلا، وكان إماما تقيا، والإمام العادل لا ترد دعوته، كما ورد في الحديث".

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله وحده، نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده.

 

أما بعد: فإن الواجب على المؤمن بل وعلى المؤمنة: أن يقفوا سد منيعا ضد هذه الجماعات الفاسدة التي تهيء لخدمة العدو، وتتربص بالمسلمين، ولا شك أن على أهل اليمن من المسؤولية ما ليس على غيرهم، حيث يجب عليهم أن يقفوا صفا واحد تجاه هذا الفكر الدخيل على بلادهم، فقد كان الزيدية على منهج قريب من أهل السنة، وكان بعضهم يزوج بعضا، وكانوا كأسرة واحدة، حتى جاء الحوثيون وانشقوا عن الزيدية المعروفة إلى الاثنا عشرية في أكبر خدمة وولاء للأسياد في إيران.

 

ويجب على العالم الإسلامي قاطبة: أن يقف سدا منيعا تجاه هذا العدو وغيره ممن يتربص بالمقدسات، ويسعى لتمزيق دعوة التوحيد، وإرهاب المسلمين وتخويفهم.

 

الموقف التاريخي للسعودية ضد الحوثي:

 

الا وإن الموقف التاريخي للسعودية ضد المخربين الحوثيين في اليمن ليس وليد اليوم، بل هي مواقف متآزرة وهي مواقف تثلج صدر كل مؤمن ومؤمنة.

 

ولا تزال دولة التوحيد والسنة وقائدة العالم الإسلامي تحارب الإرهاب بكل قوتها وتؤيد الاعتدال، وتنشر التسامح مع المذاهب دون الفئات الكاذبة التي تستغل المذهب لسياسة التوسع والإضرار بالمؤمنين وتمزيق لحمة المسلمين.

 

ولا شك أن هذا الموقف الذي بدأ ببلد الحرمين وتبعته بعض دول الخليج ثم بعض دول العالم الإسلامي هو موقف يحتاج منا لوقفات لنكون عونا معهم وجيشا من جيوشهم بألسنتنا وأيدينا وقلوبنا.

 

وإليكم بعض ما يجب علينا ضد هذه الجماعة الضالة:

 

أولا: الدعاء على الحوثي والدعاء للمجاهدين الذين يجاهدونهم الإلحاح على الله -جل جلاله- بذلك، وكثرة الدعاء للأبطال على حدودنا المدافعين عن حياض السنة.

 

ثانيا: فضح مخططاتهم الخبيثة، وإظهار نواياهم الإجرامية الإرهابية.

 

ثالثا: تبيين عقيدتهم ومنهجهم وضلالهم وخبث مقاصدهم.

 

رابعا: إظهار عوارهم في كل وسيلة إعلامية من كتابة وصوت، وغير ذلك.

 

خامسا: عدم الاغترار بأعدادنا وقواتنا، فكم من فئة قليلة غلبت كثيرة بإذن الله، وكم من فئة كثيرة أعجبتها الكثرة فكانت وبالا ونكالا، وإنما معنا من الإيمان والعقيدة هو فوق العدة والعتاد.

 

خامسا: عدم نشر الأسرار التي تعين العدو فنكون عونا للأعداء ونحن لا نشعر.

 

سادسا: التفاؤل بأن الله -جل جلاله- سيجلي الغمة، فإن حسن الظن بالله -سبحانه- من أعظم أسباب النصر.

 

ثامنا: ترك اسباب الفرقة والاختلاف وترك الشحناء والبغضاء بيننا، وعدم إثارة الأحقاد ومعرفة علاقتنا التاريخية بأهل اليمن الكرام الأبرار الأطهار أروع القلوب وأهداها، وهم العون لنا بعد الله -تعالى- في القضاء على هذه الفئة المارقة.

 

تاسعا: الرجوع لله -جل جلاله-، وحسن اللجأ إليه سبحانه.

 

اللهم أعز الإسلام وأهله، وأذل الباطل وأهله، وأبرم لأمة الإسلام أمرا رشدا يعز فيه أهل الحق ويذل فيه أهل الباطل.

 

اللهم انصر جنودنا على حدودنا، وأيدهم بتأييدك، وانصرهم على القوم الظالمين.

 

وعليك بالحوثي وأنصاره وحلفائه يا قوي يا عزيز.

 

وأصلح ولي أمرنا لما تحب وترضى، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة يا ذا الجلال والإكرام.

 

المرفقات

(شر القتلى ) حديث عن خوارج العصر والاعتداء على مباحث الزلفي

الخطر الحوثي

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات