الحسن البصري

ناصر بن محمد الأحمد

2010-09-20 - 1431/10/11
التصنيفات: شخصيات مؤثرة
عناصر الخطبة
1/ سير الصالحين تبعث على الهمة وتنشط النفس 2/ الحسن البصري سيد أهل زمانه 3/ تعريف بالحسن البصري 4/ أهم ما يميز الحسن البصري مطابقة قوله لعمله 5/ زهده ومراقبته لله تعالى 6/ بكاؤه من خشية الله تعالى 7/ مواعظه وتذكيره للناس 8/ وفاته -رحمه الله- 9/ أزمة قدوة يعاني منها الشباب

اقتباس

لقد كانت حياته تطبيقًا عمليًّا لما يقول وينصح به الناس، إن الذي رفع قدر الحسن هو عمله بعلمه وليس علمه فقط، كان على درجة من الفطنة والذكاء، والخشية والإنابة والعقل والورع، والزهد والتقوى، ما جعله يشبه الصحابة الكرام، بل قال عنه علي بن زيد: لو أدرك أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وله مثل أسنانهم ما تقدّموه

 

 

 

إن الحمد لله...

أما بعد:

أيها المسلمون: إن النفوس البشرية يصيبها الملل والسآمة والفتور، فكلَلٌ عن العمل، وفتور عن الطاعة، لكنها ما أن يحدوها الحادي، ويقودها الساعي، ويذكِّرها الذاكر سِيَرَ أولئك الأفذاذ، وأخبار الأتقياء، وإخبات الصالحين، وخشوع الناسكين، إلا وتنشط ويبدأ عملها من جديد، فإذا الفتور يصبح حماسًا والكلل يصير عملاً، ولذلك قال الإمام أبو حنيفة -رحمه الله-: "سِيَر الصالحين أحب إلينا من كثير من الفقه". ذلك لأن الفقه وحده ودراسة العلوم وحدها، دون مواعظ تلِين لها القلوب، أو تذكرة ترق لها الأسماع، تصبح القلوب أوعية للعلم ولا عمل، تصبح القلوب قاسية كالحجارة أو أشد قسوة، فما أحوجنا -أيها الأحبة- لسِيَر الصالحين وآدابهم، واتباع سيرهم، والاقتداء بسمتهم ودلّهم.

إن النظر في سير العظماء يثير في النفس كوامن محبة التشبه بهم، والاقتداء بسيرتهم، ولقد ذكر الله لنا في كتابه سير من سبقنا منهم؛ لنهتدي بهديهم، فكم ذكر الله في كتابه من سيرة نبي كريم، وقوم صالحين، تسليةً لنبيه وللمؤمنين، وتربية لنا جميعًا، لنتشبه بالقوم، ونخطو على خطاهم.

وهذه الأمة -عباد الله- تملك من رجالها ونسائها رصيدًا ضخمًا قد امتلأت به كتب السير، ولكن أين الذين يقرؤون؟! وإذا وجدنا الذين يقرؤون فأين الذين يقتدون ويعملون؟!

واليوم -أيها الأحبة- نتحدث عن سيد من سادات التابعين، وكلهم سادة.

من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم *** مثل النجوم التي يسري بها الساري

نقف اليوم مع رجل منهم قال عنه الإمام الذهبي -رحمه الله-: "كان سيد أهل زمانه علماً وعملاً". حقًّا إنه علم من أعلام الصالحين، وإمام من أئمتهم، ورجل من رجالتهم، ما أن يذكر اسمه إلا ويذكر الزهد، وما أن يذكر الزهد إلا ويذكر اسمه. رجل هو الزهد، والزهد هو. فمن هو هذا الجبل يا ترى؟! إنه الحسن البصري -رحمه الله-.

كان أبوه عبدًا من سبي ميسان بالعراق، وكان أبوه مولى لزيد بن ثابت الأنصاري -رضي الله عنه-، فأبوه عبد من العبيد، والابن سيد من سادات التابعين، إنه دين الله، كتاب الله، سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ذلك الذي يرفع الله به مكانة الرجل أو يضعها، تلك هي المعايير التي كان يقاس بها الرجال، لا النسب ولا الحسب ولا المال ولا الجاه، إنه الدين: (يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة: 11].

لقد كانت حياته تطبيقًا عمليًّا لما يقول وينصح به الناس، إن الذي رفع قدر الحسن هو عمله بعلمه وليس علمه فقط، كان على درجة من الفطنة والذكاء، والخشية والإنابة والعقل والورع، والزهد والتقوى، ما جعله يشبه الصحابة الكرام، بل قال عنه علي بن زيد: لو أدرك أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وله مثل أسنانهم ما تقدّموه.

كان -رحمه الله- عالمًا عاليًا رفيعًا، فقيهًا ثقة مأمونًا، عابدًا ناسكًا، كبير العلم فصيحًا، جميلاً وسيمًا. قال عنه أحد الصحابة : لو أدرك أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لاحتاجوا إلى رأيه.

كانت أمه خيرة مولاة لأم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان مولده قبل نهاية خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بسنتين، وكانت أمه تخرج إلى السوق أحيانًا، فتدعه عند أم سلمة، فيصيح جوعًا، فتلقمه أم سلمة ثديها لتعلله به، إلى أن تجيء أمه، وإذا برحمة الله تنـزل على الثدي، فيدر لبنًا، فيرضع الطفل حتى يرتوي، فإذا هو يرتوي حكمة وفصاحة وتقى، فما أن شب إلا وينابيع الحكمة تنبع من لسانه، وجمال الأسلوب ورصانة العبارة وفصاحة اللسان تتحدر من كلامه.

إنه الإمام الحسن البصري: نشأ في المدينة النبوية، وحفظ القرآن في خلافة عثمان، وكانت أمه -وهو صغير- تخرجه إلى الصحابة فيدعون له، وكان في جملة من دعا له عمر بن الخطاب، فقال: اللهم فقهه في الدين، وحببه إلى الناس.

فكان الحسن بعدها فقيهًا، وأعطاه الله فهمًا ثابتًا لكتابه، وجعله محبوبًا إلى الناس.

لازم أبا هريرة وأنس بن مالك، وحفظ عنهما أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان كلما سمع حديثًا عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ازداد إيمانًا وخوفًا من الله، إلى أن أصبح من نسّاك التابعين ومن أئمتهم، ومن وعاظهم ودعاتهم، وصار يُرجع إليه في مشكلات المسائل، وفيما اختلف فيه العلماء؛ فهذا أنس بن مالك -رضي الله عنه-، سُئل عن مسألة فقال: سلوا مولانا الحسن، قالوا: يا أبا حمزة: نسألك وتقول: سلوا الحسن؟! قال: سلوا مولانا الحسن، فإنه سمع وسمعنا، فحفظ ونسينا.

وقال أنس بن مالك أيضًا: إني لأغبط أهل البصرة بهذين الشيخين: الحسن البصري، ومحمد ابن سيرين. وقال قتادة: وما جالست رجلاً فقيهًا إلا رأيت فضل الحسن عليه. وكان الحسن مهيبًا يهابه العلماء قبل العامة؛ قال أيوب السختياني: كان الرجل يجالس الحسن ثلاث سنين ما يسأله عن مسألة؛ هيبة منه.

وكان الحسن البصري إلى الطول أقرب، قوي الجسم، حسن المنظر، جميل الطلعة. قال عاصم الأحول: قلت للشعبي: لك حاجة؟! قال: نعم، إذا أتيت البصرة فأقرئ الحسن مني السلام، قلت: ما أعرفه، قال: إذا دخلت البصرة فانظر إلى أجمل رجل تراه في عينيك، وأهيبه في صدرك، فأقرئه مني السلام. قال: فما عدا أن دخل المسجد فرأى الحسن والناس حوله جلوس، فأتاه وسلّم عليه. وكان الحسن صاحب خشوع وإخبات ووجل من الله، قال إبراهيم اليشكري: "ما رأيت أحدًا أطول حزنًا من الحسن، وما رأيته قط إلا حسبته حديث عهد بمصيبة".

وقال علقمة بن مرثد: "انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين، فأما الحسن البصري فما رأينا أحدًا من الناس كان أطول حزنًا منه".

وكان يقول -أي الحسن-: "نضحك ولا ندري لعل الله قد اطّلع على بعض أعمالنا فقال: لا أقبل منكم شيئًا، ويحك يا ابن آدم، هل لك بمحاربة الله طاقة؟! إن من عصى الله فقد حاربه، والله لقد أدركت سبعين بدريًّا، لو رأيتموهم قلتم: مجانين، ولو رأوا خياركم لقالوا: ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب".

قال مطر الوراق: "الحسن كأنه رجل كان في الآخرة ثم جاء يتكلم عنها وعن أهوالها، فهو يخبر عما رأي وعاين".

وقال حمزة الأعمى: "وكنت أدخل على الحسن منـزله وهو يبكي، وربما جئت إليه وهو يصلي، فأسمع بكاءه ونحيبه، فقلت له يومًا: إنك تكثر البكاء، فقال: يا بني: ماذا يصنع المؤمن إذا لم يبكِ؟! يا بني: إن البكاء داع إلى الرحمة، فإن استطعت أن تكون عمرك باكيًا فافعل، لعله تعالى أن يرحمك. ثم نادى الحسن: بلغنا أن الباكي من خشية الله لا تقطر دموعه قطرة حتى تعتق رقبته من النار".

وقال حكيم بن جعفر: "قال لي من رأى الحسن: لو رأيت الحسن لقلت: قد بث عليه حزن الخلائق، من طول تلك الدمعة، وكثرة ذلك النشيج".

قال يزيد بن حوشب: "ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز، كأن النار لم تخلق إلا لهما".

وعن حفص بن عمر قال: "بكى الحسن، فقيل له: ما يبكيك؟! فقال: أخاف أن يطرحني غدًا في النار ولا يبالي".

لله ما أطهر هذه القلوب، وما أزكى هذه النفوس، بالله عليك قل لي: هل أرواحهم خلقت من نور؟! أم اطَّلعوا على الجنة وما فيها من الحور؟ أم عايشوا النار وما فيها من الدثور؟! أم أنه الإيمان يكسى ويحمل فيكون كالنور؟! (نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ) [النور: 35].

سبحان الله، ما الذي تغيّر؟! هل لهم كتاب غير كتابنا؟! أم أرواح غير أرواحنا؟! أم لهم أرض غير أرضنا؟! لا والله، لكن قلوبنا تغيرت، ونفوسنا أمِنَتْ، وأجسادنا تنعّمت، غيرتها الذنوب، وقيدتها المعاصي، حتى أصبحنا لا نرى هذه الصور الإيمانية، ولا النفوس القرآنية، وصرنا نذكرها كفقير يذكر غناه. أين إخبات الصالحين؟! أين خشوع المؤمنين؟! أين دموع التائبين؟! أو أنين الخائفين؟!

أيها المسلمون: كان الحسن البصري صاحب مواعظ وتذكير، ولكلامه أثر في النفوس وتحريك للقلوب. قال الأعمش: ما زال الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها. وكان أبو جعفر الباقي إذا ذكره يقول: "ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء".

ومن كلامه -رحمه الله-:

ما روى الطبراني عنه أنه قال: "إن قومًا ألهتهم أماني المغفرة، رجاء الرحمة، حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم أعمال صالحة".

وجاء شاب إلى الحسن فقال: أعياني قيام الليل -أي حاولت قيام الليل فلم أستطعه- فقال له: "قيدتك خطاياك".

وجاءه آخر فقال له: إني أعصي الله وأذنب، وأرى الله يعطيني ويفتح عليّ من الدنيا، ولا أجد أني محروم من شيء، فقال له الحسن: "هل تقوم الليل؟!" فقال: لا، فقال: "كفاك أن حرمك الله مناجاته".

وكان يقول: "من علامات المسلم قوة دين، وجزم في العمل، وإيمان في يقين، وحكم في علم، وحسن في رفق، وإعطاء في حق، وقصد في غنى، وتحمل في فاقة، وإحسان في قدرة، وطاعة معها نصيحة، وتورع في رغبة، وتعفف وصبر في شدة، لا ترديه رغبته، ولا يبدره لسانه، ولا يسبقه بصره، ولا يغلبه فرجه، ولا يميل به هواه، ولا يفضحه لسانه، ولا يستخفه حرصه، ولا تقصر به نيته".

وقال له رجل: إن قومًا يجالسونك ليجدوا بذلك إلى الوقيعة فيك سبيلاً -أي يتصيدون الأخطاء- فقال: "هون عليك يا هذا، فإني أطمعت نفسي في الجنان فطمعت، وأطمعتها في النجاة من النار فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلاً، فإن الناس لم يرضوا عن خالقهم ورازقهم، فكيف يرضون عن مخلوق مثلهم؟!"

هذه -يا عباد الله- بعض أقواله، وذاك الذي سبق ذكره عنه حاله وعمله، فانظروا -رحمني الله وإياكم- كيف تطابق القول والعمل.

أما حاله مع المال فكان يقول: "والله ما أعَزّ أحدٌ الدرهم إلا أذلّه الله".

وقال بعض السلف: سمعت الحسن يقول: "بئس الرفيقان: الدينار والدرهم، لا ينفعانك حتى يفارقانك".

هذا هو الفقه والعقل والنظر السليم، فالمال لا ينفع الإنسان إلا إذا فارقه، فذهب في يد فقير محتاج لا يجد ما يسد به رمقه ورمق عياله، أو ذهب ليد صاحب عيال، يسكن في بيت مستأجر، لا يجد قيمة الإيجار، يهدده صاحب البيت في كل حين بالطرد والسجن، أو ذهب ليد مدين معسر، قد أثقلت الديون كاهله، لا يستطيع سداد ما عليه؛ فلا يدري أين يذهب، أو لبناء بيت من بيوت الله، أو كفالة طالب علم يطلب علم الشريعة ليصبح من علماء الأمة، فينفع الله به الكثير، ويهدي على يديه الكثير، أو لكفالة مدرّس تحفيظ وحافظ للقرآن، أو لكفالة داعية إلى الله يسيح في بلاد الله الواسعة، يدعو إلى الله ويبلغ دينه، فذلك المال -أيها المؤمنون- الذي ينفع صاحبه، وما سوى ذلك فيموت صاحبه ويخلفه لورثة، الله أعلم بما هم فيه عاملون.

أيها المسلمون: توفي الإمام الحسن البصري وعمره 88 سنة، ولما مات -رحمه الله- جاء رجل إلى محمد ابن سيرين فقال: مات الحسن، فترحم عليه محمد، وتغير لونه وتوقف عن الكلام، فما تكلم حتى غربت الشمس. قال الذهبي: وما عاش ابن سيرين بعد الحسن إلا مائة يوم.

ومات أول رجب، وكانت جنازته مشهودة، صلوا عليه عقيب الجمعة، فشيعه الخلق، وازدحموا عليه، حتى إن صلاة العصر لم تُقَم في الجامع.

رحمه الله رحمة واسعة، وأدخله فسيح جنانه، وجمعنا وإياه في دار كرامته.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما قلت، فإن كان صوابًا فمن الله وحده، وإن كان غير ذلك فمن نفسي ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان، وأستغفر الله إنه كان غفارًا...

 

الخطبة الثانية:

 
الحمد لله على إحسانه...

أما بعد:

أيها المسلمون: هذه سيرة رجل من رجالات هذه الأمة، وما أكثرهم، وإمام من أئمتها، وما أعظمهم، جبل من جبالها، ومنارة من مناراتها، أضاءت به الدنيا حينًا، وارتوت من معين علمه وخلقه ودينه، فلله كم لهذه الأمة من قمم شامخة، فأين المقتدون؟! ولله كم لهذه الأمة من منارات هدى فأين المهتدون؟!

لكن البلاء -معاشر المؤمنين- أننا ما عدنا نعرف القدوة الصالحة من القدوة السيئة، وما عدنا نفرق بين البطولة والبطالة، إننا اليوم -عباد الله- نعيش أزمة قدوات، لكنها والله أزمة مفتعلة، ننظر إلى قدوات ما هي إلا سراب بقيعة، يحسبه الظمآن ماءً، حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا، أما القدوات الحقيقية التي تستحق النظر والتأسي فهي حبيسة التعتيم والتجهيل، وأما تلك القدوات السيئة فإنها تُفرض على هذه الأمة على أنها القدوة التي تستحق التقدير والإجلال، من فنان فاسق، أو لاعب كرة أو مغن ماجن، وهكذا من قائمة الموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع.

نعم؛ تلك هي قدوات شبابنا اليوم، وليت الأمر وقف عند قائمة من المسلمين، بل لقد تعدى ذلك لتصبح القدوة من بلاد الكفرة أعداء الدين.

لماذا -أيها المسلمون- يعرف اليوم شبابنا الكثير عن سيرة لاعبي الكرة، والكثير عن سيرة من يسمون بالفنانين والفنانات، والكثير عن سيرة المغنين والمغنيات، الأحياء منهم والأموات، يحدث ذلك بينما تراهم يجهلون الكثير من رجالات هذه الأمة من العلماء العاملين والدعاة الناصحين، بل ومن الصحابة والتابعين، يجهلون سيرتهم وبطولاتهم، وما قدموه لهذا الدين من تضحيات، بل ويجهلون أسماء الكثير منهم؟! إن هذا الفصام النكد الذي تعيشه الأمة بين ماضيها وحاضرها، وبين رجال الأمس ورجال اليوم، سبب كبير -ضمن أسباب أخرى- أدت إلى ضعف الأمة الإسلامية، وضياع مجدها وعزها السابق.

لماذا يبرز الإعلام شابًا فاسقًا من فساق ما يسمى بستار أكاديمي، ويستقبل استقبال الأبطال الفاتحين، وتصرف هذه الأموال الطائلة على قضايا تافهة، والأمة تكتوي بصراعات داخلية وهجوم خارجي، من قبل اليهود والنصارى وأعداء الملة وخصوم الشريعة؟!

ماذا قدمت هذه الأكاديمية للأمة؟! وماذا أخرجت سوى حفنة من المخنثين والمخنثات؟!

كم كنا نتمنى أن تصرف أموال هذه الأكاديمية على أكاديمية للعلوم أو التقنية أو الهندسة، ينتفع بها الناس في دنياهم وأخراهم، لكن لا يستغرب الأمر إذا علم أن من غير المسلمين من وراء أمثال هذه التجمعات، والفوز بالمركز الأول لشخصية من بلاد التوحيد أمر مقصود، وإلا بماذا نفسر مباركة إسرائيل لستار أكاديمي ونجومها؟!

بئست هذه النجومية، وخابت وخسرت.

نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين...
 

 

  

 

المرفقات

البصري

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات