الحج والتوحيد

سليمان بن حمد العودة

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات: الحج التوحيد
عناصر الخطبة
1/الحج كله توحيد 2/ التلبية توحيد 3/ التوحيد أساس بناء البيت العتيق 4/ ذكر الله في الحج من مظاهر التوحيد 5/ علاقة الصلاة بالتوحيد 6/ عظم شأن التوحيد 7/ العبرة من حريق منى 8/ التذكير بنار جهنم 9/ ترك الركون إلى الدنيا
اهداف الخطبة
بيان عظم شأن التوحيد / التنبيه إلى الارتباط الوثيق بين الحج والتوحيد / بيان الدروس المستفادة من حادثة حريق منى .
عنوان فرعي أول
لبيك لا شريك لك
عنوان فرعي ثاني
التوحيد التوحيد
عنوان فرعي ثالث
حريق منى عِبرة وعَبرة

اقتباس

أيها المسلمون حققوا التوحيد ولا تصرفوا شيئاً من أنوا العبادة لغير الله، فمن حقق التوحيد دخل الجنة.
معاشر المسلمين حجاجاً ومقيمين عادت صحائفكم بيضاء نقية، "فمن حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"

 

 

 

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدهُ ورسوله اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء المرسلين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

عباد الله اتقوا الله حق التقوى واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً ألا وإن تقوى الله أمانٌ من كل خوف، وغنى ما بعده فقر، وسعادة لا شقوة فيها –ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب- ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً.
أيها المسلمون عاد حجاج بيت الله بعد أن طوفوا بالبيت العتيق، وقفوا على صعيد عرفات خاشعين متذللين مبتهلين إلى الله والله غنيٌ كريم أفاضوا من حيث أفاض الناس وذكروا اللهَ عند المشعر الحرام، ورموا الجمار، وتقربوا إلى الله بالهدى وهم على يقين أن الله لن يناله شيءٌ من لحومها ولا دمائها ولكن يناله التقوى منكم.
ألا ما أعظم رحلة الحج حين يذكرُ المسلم بقضايا العقيدة الكبرى فالتوحيد الخالص شعار الحجاج من أول وهلة وهم يلبون عند عقد الإحرام "لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك و الملك، لا شريك لك ".

والتوحيد كذلك أساس بناء البيت العتيق، والهدف من بنائه ودعوة الناس للوفود إليه، كذلك أوحى الله لخليله إبراهيم عليه السلام وكذلك سار على خطاه محمدٌ عليه الصلاة والسلام: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) [الحج:26-27].

وذكر الله في الحج وهو مظهر من مظاهر التوحيد لا يكاد يفارق الحجاج فهم يذكرون الله ويكبرونه وهم يطوفون حول البيت، وحين يسعون بين الصفا والمروة وحين يُهلون بالحج أو العمرة أو كليهما، وخير ما قال النبيون الأولون والآخرون " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير".

ويذكرون اللهَ ويكبرونه وهم يرمون الجمار، وينحرون الهدي والأضاحي وأدبارَ الصلوات المكتوبة، أو قبلها، وكذلك يرتفع اسم الله في مناسك الحج، وكذلك ينبغي أن يشهد الحجاج منافع الحج (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ) [الحج: 28].

ويبدو ذكر الله واضحاً لمن تأمل في مناسك الحج كلها.. كيف لا والحق تبارك وتعالى يقول في سياق آيات الحج (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ) [البقرة: 198].

إنه التذكير بالوحدانية لله وإدامة ذكره وحده، وتذكير كذلك بنعمة الله على من نزل عليهم القرآن حيث كانوا من قبل يتمرغون في أوحال الشرك والوثنية والضلال "وإن كنتم من قبله لمن الضالين" وسواء أكان المقصود بذكر الله عند المشعر الحرام الصلاتين جميعاً أم ما هو أعم من ذلك.

فإن ذكر الله سمةٌ بارزة في الحج وهي مظهرٌ من مظاهر التوحيد ويستمر الحجاجُ يلهجون بذكر الله حتى يتموا حجهم كما قال تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) [البقرة: 200].

وهنا لفتة وخروج عن تقاليد أهل الجاهلية في الذكر وهي تسيرُ في إطار التوحيد وتحقيق العبودية، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم كان أبي يطعم ويحمل الحمالات، ويحمل الديات، ليس لهم ذكرٌ غير أفعال آبائم، فأنزل الله على محمداً صلى الله عليه وسلم (فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) [البقرة: 200]، فحثوا على ذكر الله والتعلق به أشد من ذكرهم وتعلقهم بآبائهم..".

إنها نقلة في المفاهيم.. وتبعة من تبعات هذا الدين الحق، علقها المسلمون أول ما نزلت وينبغي أن يعقلها المسلمون وهم يتلون كتاب الله، ويؤدون شعائر الحج، فيديموا ذكر الله ويتعلقون به أكثر من تعلقهم بغيره، ولو كان المتعلق به أقرب الناس نسباً.

عباد الله يلخص الرسول صلى الله عليه وسلم أعمالَ الحج والهدف منها فإقامة ذكر الله ويقول عليه الصلاة والسلام: "إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله".

أيها المسلمون تظل ظاهرةٌ الذكر معلماً بارزاً في أيام الحج لمن تأمل والله يقول: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [البقرة:203].

وفي سبيل الدعوة للتوحيد وإعلاء شأنه عاتب الله قريشاً يوم أن كانوا سدنة البيت فأشركوا معه في العبادة غيره، وصدوا الناس عنه (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ) [الحج: 25].

ونفى عنهم الولاية: (وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) [الأنفال: 34].

أيها المسلمون حين تدرك أهمية التوحيد في شعيرة من شعائر الله، وركن من أركان الإسلام، فليس يخفى أثر التوحيد وأهميته في شعائر الإسلام الأخرى وأركانه الأساسية أو ليست كلمة التوحيد هي الركن الأول من أركان الإسلام، وأولسنا في كل قيام للصلاة نردد (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة:5] فضلاً عن إعلان التوحيد وإعلاء شأن الذكر في أعمال الصلاة كلها، وليس التشهد إلا مظهراً من مظاهرها بل ويظهر التوحيد في مقدمات الصلاة من الأذان والوضوء، وهكذا الشأن في بقية أركان الإسلام أولا يقودنا ذلك كله إلى تعظيم شأن التوحيد والاهتمام به والبعد عن الشرك دقيقه وجليله، أوليس الحق تبارك وتعالى يقول: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) [النساء:48].

ومن وصايا العبد الصالح لانبه: (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13].

وفي واحة التوحيد ورياض الإيمان يكون الهدى ويتوفر الأمن في الدنيا والآخرة وذلك ذكرى للذاكرين: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام:82]. أجل لقد أشكلت هذه الآية على الصحابة وقالوا: أيُّنا يا رسول الله لم يلبس إيمانه بظلم، قال: "ليس كما تقولون، ذاك الشرك".

وتأمل يا أخا الإسلام عظيم فضل الله ومغفرته للذنوب، ما لم يقع العبد في الشرك، وفي ذلك أعظم دليل على أهمية التوحيد في حياة المسلم يقول عليه الصلاة والسلام: "يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد، ومن جاء بالسيئة فجزاؤه سيئةٌ مثلها أو أغفر، ومن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولةً ومن لقيني بقراب الأرض خطيئةً لا يشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرة".

فتأملوا هذا الشرط "لا يشرك بي شيئاً".

يقول ابن القيم رحمه الله في معنى الحديث: "ويعفى لأهل التوحيد المحض الذي لم يشوبوه بالشرك مالا يُعفى لمن ليس كذلك، فلو لقي الموحد الذي لم يشرك بالله شيئاً ربه بقراب الأرض خطايا، أتاه بقرابها مغفرة، ولا يحصل هذا لمن نقص توحيده، فإن التوحيد الخالص الذي لا يشوبه شركٌ لا يبقى معه ذنب، لأنه يتضمن من محبة الله وإجلاله وتعظيمه وخوفه ورجائه وحده ما يوجب غسل الذنوب ولو كانت قراب الأرض، فالنجاسة عارضة والدافع لها قوي".

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء:88-89].

اللهم سلم قلوبنا من الشرك قليله وكثيره صغيره وكبيره، اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه..

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

 

الحمد لله رب العالمين أحمده تعالى وأشكره وأثني عليه الخير كله وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر المرسلين.

أما بعد

 

فاذكروا الله –معاشر المسلمين- يذكركم، اذكروه ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً، اذكروا الله بألسنتكم وقلوبكم، وتعرفوا إلى الله في حال الرخاء يعرفكم في حال الشدة إياكم والغفلة عن ذكره وشكره (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22].
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) [الزخرف:36 ].

معاشر المسلمين استقيموا على طاعة ربكم، واتخذوا من فرص الخير ومواسمه محطاتٍ تتزودون بها للقاء ربكم، واعلموا أن الحياة الدنيا متاع وأن الآخرة هي دارُ القرار.. ما أهون الخلق على الله وما أضعف حيلهم إذا حزبت الأمور، وعصفت العواصف وحل بهم شيءٌ من أقدار الله.. ولقد عاد كثيرٌ من الناس بذاكرته إلى الوراء يتذكر ما قدم يوم أن وقع في اليوم الثامن ما وقع في منى.. وربما خيل لبعضهم أن القيامة قاب قوسين أو أدنى، وبلغ الرعبُ والهلع أن قتل بعض الناس بعضاً ولقيت ربها نفوس قد تجردت من الدنيا، ولم يكن عليها إلا لباس تُشبه أكفان الموتى، وسلم الله من سلم ليمتحنهم في بقية أعمارهم في الدنيا، ونسأل الله أن يتغمد أموات بواسع رحمته، وأن يجعلها تذكرة لمن أنجاه الله منها وأن يقي الجميع نار جهنم فهي أشد حراً وأنكى.. ، كما نسأله تعالى أن يقي المسلمين الشرور والفتن وأن يكشف الباطل وأهله، وأن ينزل شفاءه العاجل على مرضى المسلمين.

أيها المؤمنون ما فتىء القرآن يذكرنا بنار جهنم وشدة حرها وسمومها.. فهي نزاعةٌ للشوى، وهي لواحةٌ للبشر وأصحابها لا يقضى عليهم فيموتوا، ولا يخفف عنهم من عذابها وهم يصطرخون فيها ويستغيثون بمالك خازنها (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ) [الزخرف:77].

وكلما فنيت فيها الجلود أبدلوا بجلود غيرها ليذوقوا العذاب أي نفس تطيق هذا العذاب –وأي أقدام لها جلدٌ وصبرٌ على النار-.

ألا فلننقذ أنفسنا من النار، ولنحملها على طاعة الله فما أصبر الكافرين على النار؟ وصدق الله (نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ) [الواقعة:73].

وصدق الله إذ يقول: (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) [الزخرف:73-76].

عباد الله كم نركن إلى هذه الدنيا وهي غدارةٌ غرارة وكم نفس حملت ما حملت من الأضغان والأحقاد وأضمرت من الشرور والفسوق والعصيان، وأنفسها معدودة، ولربما كانت ورقتها ذابلة، وقد محيت من اللوح المحفوظ، وويلٌ لمن لقي الله وهو غاشٌ لنفسه، أو غاش لمن استرعاه الله عليه، تذكروا عباد الله هول المطلع يوم العرض على الله، وتذكروا سرعة النقلة وفجأة الموت فلا تدري نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري تفسٌ بأي أرض تموت، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا.

وتأملوا هذه الوصية من الحسن إلى عمر بن عبد العزيز وقد كتب إليه يقول: أما بعد فإن الدنيا دارُ ظغن، ليست بدار إقامة إنما أنزل إليها آدم عقوبة فاحذرها يا أمير المؤمنين فإذا الزاد منها تركها، والغني فيها فقرها، لها في كل حين قتيل، تذل من أعزها، وتفقر من جمعها، هي كالسم يأكله من لا يعرفه وهو حتفه، فكن فيها كالمداوي جراحه يحتمي قليلاً مخافة ما يكره طويلاً، ويصبر على شدة الدواء مخافة طول البلاء، فاحذر هذه الدار الغرارة الخداعة الخيالة.. إلخ. كلامه يرحمه الله.

أيها المسلمون حققوا التوحيد ولا تصرفوا شيئاً من أنوا العبادة لغير الله، فمن حقق التوحيد دخل الجنة.
وخافوا على أنفسكم من الشرك كبيره وصغيره، وقد خافه صلى الله عليه وسلم على أمته وقال: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه فقال: الرياء".


وإذا كان الشرك الأصغر مخوفاً على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كمال علمهم وقوة إيمانهم فكيف لا يخافه وما فوقه من هو دونهم في العلم والإيمان بمراتب؟ كذا قال العالمون.

حافظوا على الصلوات فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأقيموا الواجبات، واجتنبوا المحرمات، ولا تلهكم أموالكم وأقيموا الواجبات، واجتنبوا المحرمات، ولا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله، ولا تنخدعوا بطول الأمد فتقسو قلوبكم..

معاشر المسلمين حجاجاً ومقيمين عادت صحائفكم بيضاء نقية، "فمن حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" ومن صام عرفة كفر الله عنه سنة ماضية وقابلة.. ألا فحافظوا على هذه الصحائف بيضاء وتزودوا لآخرتكم فإن خير الزاد التقى.. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم اغفر لنا ذنوبنا واستر عيوبنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.. هذا وصلوا..
 

 

 

 

 

 

المرفقات

369

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات