الثبات في زمن الفتن

الشيخ محمد سرندح

2024-08-09 - 1446/02/05 2024-08-12 - 1446/02/08
عناصر الخطبة
1/عظات وعبر من غزة تبوك 2/الفتن بلاء وتمحيص 3/بيان حال المتخاذلين والمنبطحين 4/الحث على نصرة أهل غزة وفلسطين 5/المعاصي سبب الفتن والبلايا

اقتباس

أمَّا السمَّاعون، ناقِلُو الأخبار المزيَّفة بالتخويف والتثبيط، ودعايات الإحباط فلا تأثير لهم، فاحذروهم، فمن الفتن فتنة الفَهْم الفاسد، وفتنة الخبر الكاذب، وفتنة المقصد والنِّيَّات الفاسدة، فتن موجِعة، وعواقبها مزرية لأهل الأهواء...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله؛ (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[الْأَنْفَالِ:25].

 

الحمد لله؛ (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ)[التَّوْبَةِ:48].

 

الحمد لله؛ (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)[التَّوْبَةِ:47].

 

الحمد لله؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "‌تُعْرَضُ ‌الْفِتَنُ ‌عَلَى ‌الْقُلُوبِ ‌عَرْضَ ‌الْحَصِيرِ ‌عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ الْقُلُوبُ عَلَى قَلْبَيْنِ قَلْبٌ أَبْيَضٌ مِثْلَ الصَّفَا لَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ".

 

يا ربِّ لقد شكَا إليكَ يعقوبُ فخلصتَه من حزنه، ورددتَ عليه بصرَه، وجمعتَ بينَه وبينَ ولده، نشكو إليك حزنَ أهلنا في غزة، أن تبدل حزنهم فرحًا، وخوفهم أمنا.

 

يا ربِّ لقد ناداكَ نوحٌ من قبل فنجيتَه من كربه، ندعوك إلهي النجاة للمستضعَفين بغزة، مما هم فيه من الجرح والألم والكرب.

 

إلهي لقد ناداك يونس فنجيتَه من غمه، يا رب فرج الغم والهم عن أطفالنا ونسائنا في غزة، يا رب لقد علمت ما نزل بإبراهيم، فأنقذته من نار عدوه، إلهي آو أهلنا في غزة، اللهُمَّ أطعمهم من جوع، وآمِنْهُم من خوف.

 

إلهي عبيدُكَ ببابكَ واقفونَ، وأهل بَيْت الْمَقدسِ على أعتابك يتضرعون، والمستضعَفون إلى جنابكَ راغبون، نتوسَّل إليكَ أن ترحمنا رحمةً تليق بكرمكَ يا أرحمَ الراحمينَ.

 

وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، شرح صدور أوليائه للحق والهدى، وطبع على قلوب أقوام فلا تعي الحق أبدًا؛ (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا)[الْكَهْفِ:17].

 

وأشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طب القلوب ودواؤها، وعافية الأبدان وشفاؤها، ونور الأبصار وضياؤها.

يا ربِّ صلِّ على المختارِ مِنْ مُضَرٍ *** والأنبِيَا وجميعِ الرُّسْلِ ما ذُكِرُوا

وصلِّ ربِّ على الهادي وعترتِه *** وصحبِه مَنْ لِطَيِّ الدِّينِ قد نَشَرُوا

 

أعلَن -صلى الله عليه وسلم- وجهتَه إلى تبوك؛ لوقف تمادي الروم قاصدًا بذلك بَيْت الْمَقدسِ؛ تمهيدًا لتثبيت إسلاميته، وعند إعلانه -صلى الله عليه وسلم- عن الوجهة بدأ الامتحان والافتتان والاختبار، وعلى مرِّ التاريخ كلما ذُكرت أرض الإسراء والمعراج ظهر الافتتان والتمحيص؛ لقد وافقه -صلى الله عليه وسلم- ثلاثون ألفًا من الصحابة مسيرة شهر، وأمَّا الذين فتنوا من المنافقين والمثبطين بدأوا بالأعذار والاعتذار؛ (فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)[الْعَنْكَبُوتِ:3].

 

فتنة الخروج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في حرارة الصحراء، ومشقة المسير، ترك الأموال والديار، افتتنوا وسقطوا بالامتحان؛ (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا في الْفِتْنَةِ سَقَطُوا)[التَّوْبَةِ:49]، ففتنة الشهوات والمال والملذات هي سلاح الغرب للإغواء والتضليل؛ (أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا)[التَّوْبَةِ:49]، أما صاحب المبادئ وصاحب الرسالة فلا تغريه الفتن الماليَّة، ولا تغريه الشهوات ولا الأهواء، ولا تغريه المناصب والمراتب والنياشين، خذ يا سراقة مئة من الإبل، وهات خبرًا عن محمد وصاحبه، فثبت الرجل، وشرح الله صدره للإيمان، ومنعته نخوته من الوشاية عن محمد، وسوارا كسرى هديته، وأمَّا من وشى بأمة محمد، وخذلها، ففي أي درك من النار مقره؟! (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ في الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ)[النِّسَاءِ:145]شابن تيمية -رحمه الله-: "إذا وقعتِ الفتنُ عجَز العقلاءُ فيها عن دفع السفهاء، ولم يَسلَمْ من التلوثِ بها إلا مَنْ عصَمَه اللهُ"، فاتقوا الله -عباد الله-، واحذروا الوقوعَ بالفتن.

 

قال حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-: "إيَّاكُم والفتن، لا يشخص إليها أحد، فوالله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الرمل"، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "ستكون فتنة صماء، بكماء، عمياء، اللسان فيها كوقوع السيف، فالنجاة منها الثبات على الحق"، لقد سار -صلى الله عليه وسلم- إلى تبوك، في شح من الزاد، والراحلة، وبلغ بهم الجوع والعطش مبلغًا شديدًا دون تنازل عن المبادئ والعقيدة، فقذف الله الرعب في قلوب أعدائهم، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد من قبلي: ونصرت بالرعب مسيرة شهر"، ومكث -صلى الله عليه وسلم- هناك خمسة عشر يومًا مقيمًا متاخمًا لحدود الشام، وهادنَه كلُّ مَنْ حولَه من القبائل، وبعد انقضاء الكرب ونصَر اللهُ محمدًا وصحبَه بالرعب دون قتال، بدأت رحلة الرجوع إلى المدينة، أين المتخاذلون؟

شيمةُ المنبطحينَ: (وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ)[التَّوْبَةِ:56]، يحلفون بالله إنهم معكم، ويتألمون لألمكم، ويخونون صفكم، ولكنهم قوم يكذبون، تلك علامتهم، وإن أعطوا من اللسان حلاوة يروغون بدمائكم كما يروغ الثعلب؛ ألا إنهم في فتنة المال سقطوا، ففي الفتن استفاضة المال، "يا أبا ذر، كيف أنت وجوائح تصيب الناس؟ قلتُ: الله ورسوله أعلم"، فقال له -صلى الله عليه وسلم-: "عليك بالعفة"، ولقد سقط كثير من الناس بإغراء المال في الأحداث الأخيرة، ألا وإن كثيرًا من الناس في فتنة المال سقطوا، ألا إن كثيرًا في فتنة المناصب سقطوا، ألا إن كثيرًا من الناس في فتنة الجاه والسلطان سقطوا.

 

ومن صفات الصامتين المتثاقلين: (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ)[التَّوْبَةِ:50]، شيمتهم الفرح لمصاب المؤمنين؛ (فَمَا لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا)[النِّسَاءِ:88].

 

لقد تخاذلوا وظهرت نواياهم، فلا ينفع التلوين بالكلمات، والتضليل في وسائل الإعلام، ففي زمن الفتن للمؤمن موقف واضح جلي؛ إمَّا ركب الإيمان وأهله، وإمَّا ركب الكفر ومن التف لفيفه؛ ألا في الفتنة سقطوا.

 

وأمَّا السمَّاعون، ناقِلُو الأخبار المزيَّفة بالتخويف والتثبيط، ودعايات الإحباط فلا تأثير لهم، فاحذروهم، فمن الفتن فتنة الفَهْم الفاسد، وفتنة الخبر الكاذب، وفتنة المقصد والنِّيَّات الفاسدة، فتن موجِعة، وعواقبها مزرية لأهل الأهواء، فصاحب الهوى قد فتنه هواه، وصاحب الدنيا أعمته دنياه، ومصالحه وأغواه الشيطان؛ (أَلَا في الْفِتْنَةِ سَقَطُوا)[التَّوْبَةِ:49]، فكلُّ قَلبٍ أُشرِبَ الفتنةَ واستجابَ لها وخالَطَها، استقرَّتْ في قلبِه نكتةٌ سوداءُ، وأيُّ قلبٍ أَنكَر الفتنَ ولم يستجِبْ لها زادَه اللهُ ثباتًا، وأيُّ ثبات كثبات أهل الرباط؟! "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة"، فلا مهرب من الفتن إلا باللجوء إلى الله -تعالى-؛ "تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة"، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "بادروا بالأعمال"، الأعمال الصالحة وعلى رأسها الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة، ومن الأعمال الصالحة الجليلة الرباط وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارَك، قبل احتدام الفتن.

 

وتجدُر الإشارةُ أن كل تضييق على المسجد الأقصى المبارَك والوافدين إليه، والتضييق على الأئمة والخطباء والعاملين والإداريين يثير التوتر والاحتقان، وعلى العقلاء أن يكبحوا جماح كل مستهتر بقدسية المسجد الأقصى.

 

أيها المسلمون: بادِرُوا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا، ويمسي كافرًا، أو يمسي مؤمنًا، ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا، والإخلاص بالأعمال منجاة من الفتن؛ (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)[يُوسُفَ:24].

 

لقد رسَم -صلى الله عليه وسلم- السياسةَ العامَّةَ للتعامل مع المشركين في الجزيرة العربيَّة، بعد رجوعه من تبوك، في العام التاسع الهجري، وقال -صلى الله عليه وسلم- موصيًا أمتَه في حجته الوداع: "إنَّ دماءَكم وأموالَكم أعراضَكم عليكم حرامٌ كحرمةِ يومِكُم هذا، في شهرِكُم هذا، في بلدِكُم هذا".

 

ألَا أيها المسلمون: إن تخاذلكم عن معونة إخوانكم المستضعَفين حرام عليكم، ألا أيها المسلمون: حكَّامًا ومحكومين، إن تخاذلكم عن المستضعَفين والمشردين في غزة حرام عليكم، كحرمة بيت الله المحرم، في الشهر المحرَّم، في البلد المحرَّم.

 

اللهُمَّ إنَّا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، نسألك فعل الخيرات، وترك المنكَرات، وحب المساكين، ونسألك أن تغفر لنا وترحمنا وإذا أردت بقوم فتنة فتوفنا إليك غير خزايا ولا مفتونين؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ السعيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الفتنَ، ولَمَنِ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ"، فصبرٌ جميلٌ، واللهُ المستعانُ على ما تصفون، وادعوا الله وأنتُم موقنونَ بالإجابة.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، جابر القلب الكسير، وميسِّر كل عسير، ومجيب نداء المستجير، وأشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذو القدر العظيم، والخُلُق العظيم، اللهُمَّ صل على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- صلاة دائمة بدوام الله العظيم، صلاة بقدر عظمة ذات الله العظيم.

 

الفرصة الذهبية التي واكبتِ الفتنَ زمنَ النبوة أنَّ الوحي لا زال بينَ ظهرانيهم، فقد تخلَّف عن المسلمين قوم أصابَهم الندمُ، ولجأوا إلى الله فَقَبِلَ توبتِهم، وأنزَل فيهم قرآنًا بقَبول توبتهم، ولكن من كانت ذمته مشغولة بدماء إخوانه المؤمنين اليوم، وخان أمته ووطنه وأهله فسوف تلفظه أمته، وحسابه عند الله.

 

اللهُمَّ إن أهلنا وأطفالنا بين يدي حكمك وعدلك، وأنت أحكم الحاكمين، ألَا وإنَّ الله يُصيب الأمةَ بالفتن والمصائب، بقدر ما أحدثوا من الذنوب، ولا ذنب أكبر من ترك حكم الله في الأرض، فكيف بحال الأمة اليوم بعد قرن من الزمان، قد أصابها الهوان، وهي معطلة لحكم الله في الأرض؟! قال -صلى الله عليه وسلم-: "حدٌّ يُعمَل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحًا"، فأعلى مقاصد الشريعة الإسلاميَّة حفظ الدين، وحماية بيضة المسلمين.

 

اللهُمَّ رُدَّنا إليكَ ردًّا جميلًا، اللهُمَّ اجمع كلمة المسلمين، اللهُمَّ وحد صفهم، اللهُمَّ اجعل لنا وللمسلمين من كل هم فرجًا، ومن كل عسر يسِرًّا، ومن كل بلاء عافية، اللهُمَّ كن مع أهلنا في غزة وفلسطين، اللهُمَّ كن لهم عونًا وظهيرًا، وسندًا ومُجِيرًا، اللهُمَّ إنَّا نعوذ بك من مظلات الفتن، اللهُمَّ ارحم شهداءنا، وشاف جرحانا، وداو مرضانا، اللهُمَّ آو المشردين يا ربَّ العالمينَ، اللهُمَّ أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف، اللهُمَّ احم المسجد الأقصى من كيد الكائدين، ومن اعتداء المعتدين، ومن تدنيس الكفر والكافرين، واجعله عامرًا بالإسلام والمسلمين، اللهُمَّ أطلق سراح أسرانا، وارفع البلاء عن المسجونين، وأعدهم إلينا سالمين.

 

اللهُمَّ اجز عَنَّا سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- خير الجزاء، وارض اللهُمَّ عن الصحابة والتابعين، اللهُمَّ اجز عَنَّا مشايخنا وعلماءنا ووالدينا خير الجزاء، اللهُمَّ يا مَنْ جعلتَ الصلاةَ على النبي من القُرُبات، نتقرب إليك بكل صلاة صليت عليه، من أول النشأة إلى ما لا نهاية للكمالات؛ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ:180-182]، وأَقِمِ الصلاةَ.

المرفقات

الثبات في زمن الفتن.doc

الثبات في زمن الفتن.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات