التذكير بالتوبة والإنابة ورعاية المسجد الأقصى

إسماعيل الحاج أمين نواهضة

2023-01-06 - 1444/06/13 2023-01-08 - 1444/06/15
عناصر الخطبة
1/التحذير من المعاصي والموبقات 2/خطورة الإيمان مع عدم العمل 3/كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون 4/التحذير من طول الأمل 5/وجوب الاعتبار بمرور الأيام والأعوام 6/وقفات مع انقضاء عام وبدء عام 7/الوصية بالمسجد الأقصى

اقتباس

اعلموا أنكم إن لم تُبادِروا بالتوبة من المعاصي وتقوموا بردّ الحقوق إلى أصحابها، وتتركوا التعامُل بالربا والمحرَّمات، فإنكم لا تأمنون من نزول العقاب بكم؛ فإن العصاة لربهم متعرضون لذلك في كل وقت وفي كل حين، فاللهم اجعلنا يا كريم، يا عزيز، يا رحيم، يا قدير، بتذكيرك منتفعين...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، ثم الحمد لله، الحمد لله، أعظَم للمتقين العاملين أجورَهم، وشرَح بالهدى والخيرات صدورَهم، أظهَر الحقَّ بالحق، وجعَل كيدَ الكافرينَ الحاقدينَ المعتدينَ في تبابٍ وهلاكٍ، الحمد لله (الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[الْإِسْرَاءِ: 1]، أشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، وفَّق عبادَه للطاعات وأعان، وبشَّر المؤمنين بالنصر المبين، ولو بعد حين.

 

إلهٌ أعزَّ مَنِ اعتزَّ به فلا يهان، وأذلَّ مَنْ تكبَّر عن أمره وشرعه، وأشهد أنَّ نبينا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا محمدًا عبد الله ورسوله، خير مَنْ علَّم حُسن الأخلاق، وكريم الصفات، إمام الأنبياء والمرسَلينَ ليلة الإسراء والمعراج، فصلوات الله وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله، يا من بعثك الله لتتم مكارم الأخلاق، وعلى آلك وأصحابك أهل الْهُدَى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان، ما تعاقب الليل والنهار، وما دام في الكون ظلمة وضياء.

 

أمَّا بعدُ، أيها المؤمنون: يقول الله -تعالى-: (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)[النَّحْلِ: 45-47].

 

أيها المسلمون: إذا ما نظرنا إلى مجتمعاتنا، وأُسَرنا وأبنائنا وبناتنا وَجَدْنا انتشارَ المعاصي والمحرَّمات بجميع أنواعها وأشكالها، وبصورة لم يسبق لها مثيل؛ مِمَّا يترتَّب عليه حلول الهزائم والمصائب والبلايا والأمراض الفتَّاكة المستعصية، وممَّا يترتَّب عليه تسليط الأعداء علينا، وسيطرتهم على خيرات وثروات بلادنا، والنَّيْل من مقدساتنا، ومساجدنا، ومسرى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

 

يا مؤمنون: إن ارتكاب المعاصي واقترافها يَحُول دونَ تحقيق النصر، ورفع الظلم، فلذلك ندعو فلا يُستجاب لنا، مع أنَّنا ندَّعي الإيمان والإسلام، وممَّا تجدر الإشارة إليه، أنَّ مَنْ آمَن بقلبه ولسانه، وضيَّع ما فرَض اللهُ عليه، مِنْ فِعلِ المأموراتِ، واجتنابِ المنهيَّاتِ، وفعلِ المنكَراتِ، فأمرُه في غاية الخطورة؛ ويُخشى عليه إن لم يتداركه الله -تعالى- بالتوفيق والهداية بتوبة خالصة صادقة، قبلَ مماته، وحتى لا يلتحق بركب المنافقين والكافرين والفاسقين، ويُحشَر معهم في نار جهنم، في نار الله الموقدة، (الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ)[الْهُمَزَةِ: 7-9].

 

وقد ورد في الأثر: "ليس الإيمان بالتمنِّي، ولكِنْ ما وقَر في القلب وصدَّقَه العملُ، وإن قومًا غرتهم الأمانيُّ حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، وقالوا: نحن نُحسِن الظنَّ بالله -تعالى-، وكذبوا، لو أحسَنُوا الظنَّ لَأَحْسَنُوا العملَ"، وفي الحديث الذي رواه أبو الدرداء: "‌أوحى ‌الله -‌عز ‌وَجلَّ- ‌إِلَى ‌بعض ‌الْأَنْبِيَاء: ‌قل ‌للَّذين يتفقَّهون لغير الدِّين، ويتعلمون لغير الْعَمَل، وَيطْلبُونَ الدُّنْيَا بِعَمَل الْآخِرَة، ويَلبَسُونَ للنَّاس مُسُوكَ الكباشِ، وَقُلُوبُهُمْ كقلوبِ الذئابِ، ألسنتُهم أَحْلَى من الْعَسَل، وَقُلُوبُهُمْ أَمرُّ من الصَّبْرِ، إيَّايَ يُخادِعون، وَبِي يستهزئون؟ لَأفتحَنَّ لَهُم فتْنَةً تَذَرُ الْحَلِيمَ فيهم حيرانَ"، وعليه يا مؤمنون: اثبتوا على طاعة ربكم وفعل الخيرات، واستكثروا منها، واصبروا عليها، وداوموا على ذلك حتى تلقوا الله -عز وجل- فيرضيكم، ويرضى عنكم، ويدخلكم دار كرامته؛ (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ)[الرَّعْدِ: 35].

 

أيها المؤمنون: وكما نعلم أنَّ كلَّ ابنِ آدمَ أو بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، قال تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)[طه: 82]، وعليه يتوجب على العصاة أن يُبادروا إلى التوبة قبل فوات الأوان، ويسارعوا إليها من قبل أن ينزل بهم الموت فجأة وبدون سابق إنذار، كما هو مشاهد في أيامنا هذه، فيلقون ربهم مثقلين بالذنوب والآثام، فينطبق عليهم قول الله -تعالى-: (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا)[طه: 74].

 

يا مؤمنون: اعلموا أنكم إن لم تُبادِروا بالتوبة من المعاصي وتقوموا بردّ الحقوق إلى أصحابها، وتتركوا التعامُل بالربا والمحرَّمات، فإنكم لا تأمنون من نزول العقاب بكم؛ فإن العصاة لربهم متعرضون لذلك في كل وقت وفي كل حين، فاللهم اجعلنا يا كريم، يا عزيز، يا رحيم، يا قدير، بتذكيرك منتفعين، ولكتابك الحكيم، ورسولك الأمين متبعين، وعلى طاعتك وعبادتك مجتمعين وقائمين، وتوفنا يا ربنا مسلمين مؤمنين، وألحقنا ووالدينا وإخواننا وأحبابنا بالصالحين المتقين، يا أرحم الراحمين.

 

جاء في الحديث الصحيح: "اغْتَنِمْ خمسًا قبلَ خمسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ".

 

يا مؤمنون: اعلموا أن من أبر الأشياء على الإنسان الإيماني -أي: الذي يدَّعي الإيمانَ- طول الأمل، ومن طال أمله ساء عمله؛ لأن طول الأمل يحمل على الحرص الشديد على الدنيا، وحينئذ ينسى الآخرة ولا يعمل لها.

 

يا مؤمنون: إن الدنيا دارُ زوالٍ وانتقالٍ، وعن قريبٍ يرتحل الإنسانُ منها إلى الآخرة، ويتركها وراءَ ظهره، والْمُشاهَد أنَّ الإنسانَ حينما يموت يتبَعُه ثلاثةُ أشياء: أهلُه، وماله، وعمله، فيرجع اثنان، ويبقى معه واحد، يرجع الأهل والمال، ويذهب معه العمل؛ (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)[الزَّلْزَلَةِ: 7-8].

 

جاء في الحديث الشريف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرينَ، لعدوهم قاهرينَ، لا يضرُّهم مَنْ خالَفَهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمرُ اللهِ وهم كذلك. قالوا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".

 

اللهم اجعلنا وإيَّاكم منهم يا ربَّ العالمينَ، أو كما قال: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، ويا فوزَ المستغفرينَ استغفروا الله.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله، ذي الرضا والجلال، الحمدُ لله ربِّ العالَمِينَ على كل حال، المتصف -سبحانه- بالعزة والعظمة، يعفو ويصفح ويغفر الذنوب، يملي ويمهل، لعل المذنبين والعصاة يتوبون، نسأله السلامة فيما مضى، وما سوف يأتي من خطوب، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ ذو العظمة والكبرياء، يضل من يشاء، ويهدي من يشاء، يقلب القلوب والأبصار، وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، صاحب الخُلُق العظيم، أرشدنا إلى طريق الهداية والرشاد، وحذرنا من التردي والسقوط في الغواية والضلال، فصلوات الله وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله، وعلى آلك وأصحابك الغر الميامين، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

أيها المؤمنون: نحن مع بداية عام جديد وانتهاء عام مضى، فإنَّه يحسن التذكير في أن يكون لنا منهج رشيد، وخطوات مدروسة، فيما يتعين علينا ويتوجب أن نفعله، ونحن نستقبل هذا العام الجديد.

 

يا مؤمنون: من هذا المنطلق تكون لنا وقفات في استقبال هذا العام، من أبرزها وأهمها: الاعتبار بمرور الأيام والأزمان؛ فإن عجلة الزمن تدور، وقطار العمر يمضي، وأيام الحياة تمر، فمن منا يتأمل في ذلك جيِّدًا؟ ويعتبر بما جرى ويجري؟ فالاعتبار مطلب شرعي، أمرنا الله -تعالى- به في كتابه الكريم؛ (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)[الْحَشْرِ: 2]، تفكروا في هذه الأيام والليالي، فإنَّها خطوات تقطعونها إلى الدار الآخرة، حتى تنتهوا إلى آخر سفركم، وإن كل يوم يمر بكم، بل وإن كل لحظة تمر بكم فإنَّها تبعدكم من الدنيا وتقربكم من الآخرة، وهي خزائن لأعمالكم، محفوظة لكم، شاهدة بما فيها من خير وشر، فَطُوبَى لعبد اغتنم فرصها فيما يقربه إلى الله، وطوبى لعبد شغلها بالطاعات والأعمال الصالحة واجتناب الشرور والآثام، وطوبى لعبد اتعظ بما فيها من تقلُّبات الأمور والأحوال، قال تعالى: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ)[النُّورِ: 44].

 

إن العقلاء والحكماء من الناس لَيتبصَّرون في مُضِيّ الأيام والساعات، ويعتبرون بما فيها من مواعظ وأحداث، فيُقرِّرون استغلالَها فيما ينفعهم، فإن كلَّ ماضٍ قد يُسترجَع إلا العمل المنتهي.

 

أيها المؤمنون: ومن الوقفات التفاؤل والاستبشار بالخير، فما أجمل أن نتفاءل بالخير، ونستبشر بأن قادم الأيام أفضل، وأن ننطلق بروح جديدة؛ روح التفاؤل والتحدي، والبناء، والصمود، والثبات في أرضنا ومقدساتنا؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كان يُعجِبُه الفألُ الحَسَنُ، ويَكرَه الطِّيَرَةُ"، نعم كانت نظرة الحبيب للمستقبل نظرة تفاؤل، نظرة تبعث الأمل في النفوس، بالرغم من المحن والآلام التي مرت به، فلم يعرف أن هذه الظروف غيرته، أو أصابته بالملل، بل كلما استحكمت حلقاتها ازداد تفاؤلًا وتشوقا للنصر، وقد نصره الله، فلنسر على نهجه، ولنتفاءل خيرًا، ولنعتقد جازمين أن النصر حليفنا، وأن المستقبل لديننا وعقيدتنا، بمشيئة الله -تعالى-، ولنبدأ عامنا الجديد متحررين من الكآبة والحزن والسآمة، فأملُنا ورجاؤنا في الله كبيرٌ، فإن بيده مقاليد الأمور كلها، وليكن تخطيطُنا للأعمال سليمًا وحكيمًا ليكون النجاحُ حليفَنا، وهذه دعوة موجَّهة لكل فرد منا، أن يقف مع نفسه، وقفةً صادقةً، ثم لينظر من أي الأبواب يدخل، وماذا ينبغي عليه أن يفعل، ومع من يتعاون، للوصول إلى الهدف المنشود، قال تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 139].

 

فاللهم اجعل عامَنا الجديدَ عامَ عز وتمكين أمتنا وشعبنا، وعام تحرير لبلادنا، ومقدساتنا، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارَك، أُولى القِبلتينَ، وثاني المسجدينِ، وثالث المساجدِ التي تُشَدّ إليها الرحالُ، المسجد الأقصى يا مسلمون، يا مرابطون، إنَّه تاجُ عِزِّنا وكرامتنا، جزءٌ من عقيدتنا، مسجد إسلامي بقرار رباني، لا يقبل الشراكة ولا التقسيم ولا التغيير، فشدوا الرحال إليه، ائتوه فصلوا فيه؛ فإن صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 200].

 

أيها المرابطون: إنَّ العامَ المنصرمَ كان صعبًا على شعبنا وأمتنا؛ حيث شهدت مدُنُنا وقرانا أحداثًا جسامًا، وجراحات دامية، واجتياحات متكررة، واعتقالات عشوائيَّة، وإعدامات ميدانيَّة، إلى غير ذلك مما هو معلوم للجميع.

 

إن كل ذلك حدَث -مع الأسف ويحدث- في ظل الانقسامات العربيَّة والإسلاميَّة، وفي ظل الحروب المدمِّرة، وهرولة بعض دولنا للتطبيع مع الاحتلال، فحسبُنا الله ونعم الوكيل على كل ظالِم ومتخاذِل مفسِد في الأرض، ومعتدٍ أثيمٍ.

 

اللهم يا منزلَ الشفاء، وارفعَ البلاء، ومجيبَ الدعاء، وناصرَ المظلومين، ارفع عَنَّا وعن أمتنا وشعوبنا، البلاءَ والشدائدَ والحصارَ والأمراضَ، وكيدَ الأعداء ومكرَهم، وانصرنا عليهم، واحفظ بلادنا ومقدَّساتِنا، وأهلَنا في كل مكان من كل مكروه وسوء، واجعل مدينة القدس مدينة أمن وسلام، وآمِنْ أهلَها في بيوتهم، وارفع عنهم الحصار والاعتداءات المتكررة، واجعلهم من المرابطين الصامدين الصابرين، وأنزل عليهم وعلى الأمة جمعاء السكينة والطمأنينة، واحفظ المسجد الأقصى من كل سوء، وأبعد عنه كيد المعتدين، ودنس المدنسين، واجعل أفئدة من الناس تهوي إليه ليبقى عامرًا بالركع السجود، واجعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًّا سخاء رخاء دار عدل وإحسان، وسائرَ بلاد المسلمين.

 

اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، وعلماءنا العاملين الصادقين، وأسكنِهم فسيحَ جناتكَ، واحشرهم مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا، واشف جرحانا ومرضانا، ومصابينا، وفُكَّ قَيدَ أَسرَانا ومعتقلينا، وأعدهم إلى ذويهم سالمين غانمين؛ (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، اذكروا لله يذكركم، واستغفروه يغفر لكم، واسألوه يعطكم، واشكروه يزدكم، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، يا ربَّ العالمينَ، وأَقِمِ الصلاةَ.

 

 

المرفقات

التذكير بالتوبة والإنابة ورعاية المسجد الأقصى.pdf

التذكير بالتوبة والإنابة ورعاية المسجد الأقصى.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات