الإيثار

ياسر الطريقي

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ مرتبة خُلُق الإيثار 2/ ثمراته 3/ صوره وبيان أعلاها 4/ الهدي النبوي في الإيثار وتربية المسلمين عليه 5/ من مجالات الإيثار 6/ ذم الشح والتحذير منه.

اقتباس

إيثارٌ جمٌّ مع ضِيْقِ العيشِ, وقِلَّةِ ذات اليد, وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: إِنِّي مَجْهُودٌ، فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ. ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ..

 

 

 

 

إن الحمد لله, نحمده, ونستعينه, ونستغفره... وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَإِنَّ أَفْضَلَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.

فاتقوا اللهَ –عباد الله- حقَّ تُقاه, فمن اتقى اللهَ -تعالى- وراقبَه وأطاعَهُ وقاه، وهداهُ إلى أحسنِ الأخلاقِ واصطفاه: "اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِع السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ".

أيها المؤمنون: البذلُ والسخاء, والجودُ والعطاء أخلاقٌ فاضلة, وصفاتٌ عظيمة, وخصالٌ حميدة, ما تحلى بها رجلٌ إلا أصبحَ محلَّ المدحِ والثناءِ عندَ جميعِ العُقَلاء.

وفي الأخلاقِ صِفَةٌ أرْفَعُ من هذِه الخصالِ مَرْتَبَة, وأَسمى مَنْزِلَة, وأعلى مَكانة, وهي أَنْ يُؤْثِرَ غَيْرَهُ بالشيء مع حَاجَتِه إليه, صِفَةٌ اتَّصَفَ بها المُتقونَ الأبرار, وأَفْلَحَ بها الصحبُ من الأنصار, وأثنى عليهمُ اللهُ بها في كتابِه فقال: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الحشر:9].

صاحبُ الإيثارِ موعودٌ بخيرٍ مما آثَرَ به غيرَه: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [المزمل:20].

يُحَقِّقُ المُؤْثِرُ على نَفْسِهِ حَقَيقَةَ الإيمانِ بِصِدْقِ مَحَبَّتِهِ لغَيرِهِ ما يُحبُّهُ لِنَفْسِهِ، ففي الصحيحين عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- عَن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ".

بالإيثارِ تَتَأَلَّفُ القلوب, وتَقْوَى أَوَاصِرُ الأُخُوَّة, وتَعْظُمُ المَحَبَّة, وتَظْهَرُ الرَّحْمَة, ويسُودُ الإِلْفُ بَيْنَ أفرادِ المُجتمع, وتَخْفُتُ نَارُ التَنَازُعِ, وتَزُولُ الشّحْنَاء.

قال ابنُ القَيِّمِ -رحمه الله-: "الدينُ كُلُّهُ والمعاملةُ في الإيثار".

والإيثارُ –عبادَ الله- أنواعٌ وصُوَر, مِنْهَا ما يَتَعَلَّقُ بالخالق, ومِنْهَا ما يَتَعَلَّقُ بالخَلْق, وأَعْظَمُ أنواعِه وصُوَرِه: إيثارُ رِضَا الخَالِقِ على رِضا المخلوق, وفي الترمذيِّ مَرْفُوَعاً:"مَن الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مؤونَةَ النَّاسِ, وَمَن الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ".

ومِنْ أَعْلى صُوَرِ الإِيْثَار: التَّضْحِيَةُ بالنَّفْسِ في سبيلِ الله؛ لأَنَّ مَنْ أَرَاقَ دَمَهُ لِنُصْرَةِ دِينِ اللهِ فَقَدَ آثَرَ آخِرَتَهُ على دُنْيَاه, وفَضَّلَ مَوْتَهُ في سبيلِ إعلاءِ كَلِمَةِ الله.

وتَجَرُّد النفسِ عن هَواهَا, واتِّبَاعُهَا الحّقَّ ولو خَالَفَ مُبْتَغَاهَا مِنْ أَعْظَمِ صُوَرِ الإِيْثَارِ وأَعْلَاها, وأَعْظَمُهُ إِيْثَارُ الحَقِّ ولو كان فيه هَلَاكُ النَّفْس, كما فَعَلَ السَّحَرَةُ الذين آمنوا بموسى فقالوا لفرعون: (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) [طه:72].

ونَبِيُّنَا -صلى الله عليه وسلم- إِمَامُ المُؤْثِرِيْن، رَبَّى أَصْحَابَه على الإِيْثَارِ، ودَعَا إِلَيْه قَوْلَاً وَعَمَلاً، فأَصْبَحَ هَدْيَاً نَبَوِيَّاً يَتَمَثَّلُهُ السَّلفُ في حَيَاتِهِم, ومَنْ تَأَمَّلَ الأحاديثَ والآثارَ وجَدَ أَرْوَعَ صُوَرِ الإِيثار.

جَاءَتْ امْرَأَةٌ بِبُرْدَةٍ –كما في البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه- فقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي أَكْسُوكَهَا, فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- مُحْتَاجًا إِلَيْهَا, فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا إِزَارُهُ, فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اُكْسُنِيهَا, فَقَالَ: "نَعَمْ"، فَجَلَسَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي الْمَجْلِسِ، ثُمَّ رَجَعَ فَطَوَاهَا ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ, فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: مَا أَحْسَنْتَ سَأَلْتَهَا إِيَّاهُ, لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا, فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ. قَالَ سَهْلٌ: فَكَانَتْ كَفَنَهُ.

إيثارٌ جمٌّ مع ضِيْقِ العيشِ, وقِلَّةِ ذات اليد, وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: إِنِّي مَجْهُودٌ، فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ. ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرَى فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ!.

فَقَالَ: "مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ"، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ, فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ, فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لَا، إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي, قَالَ فَعَلِّلِيهِمْ بِشَيْءٍ, فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَطْفِئي السِّرَاجَ, وَأَرِيهِ أَنَّا نَأْكُلُ, فَإِذَا أَهْوَى لِيَأْكُلَ فَقُومِي إِلَى السِّرَاجِ حَتَّى تُطْفِئِيهِ. قَالَ: فَقَعَدُوا، وَأَكَلَ الضَّيْفُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "قَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ".

وامْتَدَحَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الأَشْعَرِيِّينَ, وهمُ قَبِيلةُ أبي موسى -رضي الله عنه-كما في الصحيحين عنه -رضي الله عنه-، فقال: "إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا[أي: فَنِيَ زادُهم] فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ".

وما زَالَ في المسلمين اليومَ مَنْ حَالُهُ كحَالِ الْأَشْعَرِيِّينَ, يتقاسَمُونَ الرَّغِيفَ والمَأْوَى, يُمَثِّلُونَ الجَسَدَ الواحِد, ويَضْرِبُونَ أَرْوَعَ الأَمثِلةِ في الإيثارِ، لا سيما في أوقاتِ الأَزَمَات, والحروبِ, والكوارثِ والمُلِمَّاتْ, نَسْألُ اللهَ لَنَا ولَهُمُ الثَّبَات.

أقول هذا وأستغفر الله, فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله على إحسانِه, والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه, وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريك له تعظيماً لشأنه, وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: أيها المؤمنون: تَفْضِيلُ الإنسانِ نَفْسَهُ على غَيْرِهِ, بِحَيْثُ لا يَهْدِفُ إلا لِنَفْعِهِ الخَاصِ يُعَدُّ أَثَرَةً قَبِيْحَةً, وصِفَةً ذَمِيمَة, حَذَّرَ منها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فقال –كما في سنن أبي داود, وغيرِه-: "إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ! فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالشُّحِّ، أَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ فَبَخلُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا".

والشُحُّ على المؤمنينَ بالخيرِ والبِرِّ والمعرُوف سِمَةٌ من سِمَاتِ المنافقين, قال -تعالى- في مَعْرِضِ ذَمْهِّم: (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) [الأحزاب:19].

ولا يجتمعُ الشُّحُ والإيمانُ في قلبِ عَبْدٍ أبداً, كما رُوِيَ ذَلكَ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.

عبادَ الله: إيثارُ المُؤْثِرِين, وسَخَاءُ الصالحين إنما يُقَابَل بِنَفْسٍ مُتَعَفِّفَةٍ غَيْرِ مُسْتَشْرِفَة, في الصحيحين عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-: إِنَّ نَاسًا مِنْ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ فَقَالَ: "مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ؛ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ".

وتَأَمَّلْ كَيْفَ قَابَلَ عَبْدُ الرحمن بن عَوفٍ -رضي الله عنه- إِيْثَارَ أَخِيْهِ سَعْدِ بنِ الرَّبِيْع حِيْنَ عَرَضَ عَلَيْهِ مَالَهُ فَقَال: أُقَاسِمُكَ مَالِي نِصْفَيْنِ، وَأُزَوِّجُكَ, فكانَ جَوابُ عَبْدِ الرحمن: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ. دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ.

والإيثارُ -عبادَ الله- إنما يكون في أمورِ الدنيا وحظُوظِ النفس, وأما القُرُباتُ والطاعات فلا إيثارَ فيها؛ لأن الحقَّ فيها لله -تعالى-.

والهديةُ, والقيامُ بِخِدْمَةِ الأَصْحَابِ, والمُشَارَكَةُ في خِدْمَةِ الحَيِّ والمُجْتَمَعِ, والعَفْو عن الأَخَطَاءِ, والسعيُ في الإصلاح, والمساهمةُ في المعروف, وتقديمُ شيءٍ من المالِ للدعوةِ, ونُصْرَةُ المظْلُومين, وسَدُّ عَوَزِ المُحتَاجِين، أَعَمالٌ يَقُومُ بِها مَنْ اتَّصَفَ بالإيثار والمُسارعَةِ بالجودِ والمُبادرةِ إلى البَذْلِ والعَطَاء؛ اقْتِدَاءً بخَاتمِ الأَنْبِياء, صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم ارْضَ عن الخلفاء الراشدين, وعن سائرِ أصحابِ نبيك أجمعين, وعنا معهم بفضلك وإحسانك وجودك يا أرحمَ الراحمين...

اللهم أعز الإسلامَ والمسلمين... اللهم انصر عبادَك الموحدين في الشام وفي كل مكان, اللهم انصرهم نصراً مؤزراً على عدوك وعدوهم, اللهم ولِّ عليهم خيارهم, واكفهم شر أشراهم.

اللهم وأصلح إمامنا, وولي أمرنا, وارزقه البطانةَ الصالحة التي تعينه على الحق, وتدله إليه.

اللهم آت نفوسنا تقوها, وزكها أنت خير من زكاها, أنت وليها ومولاها. اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنى والزلازل والمحن, وسوء الفتن, ما ظهر منها وما بطن.

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرَّجْتَه، ولا كرباً إلا نفسته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا غائباً إلا رددته يا حي يا قيوم.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار, ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان, ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا, ربنا إنك رؤوف رحيم.

 

 

 

 

 

المرفقات
إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات