عناصر الخطبة
1/نعمة الوقت 2/ أهمية التأصيل الشرعي لفقه الترويح على النفس 3/ ضرورة وضوح الهدف 4/ السفر الممدوح شرعاًاهداف الخطبة
توضيح كيفية استغلال الإجازة / التحذير من تضييع الأوقاتعنوان فرعي أول
الاستجمام يجدد النشاطعنوان فرعي ثاني
أثر الاسترخاء والدعة على الأممعنوان فرعي ثالث
الأندية الصيفيةاقتباس
إن غياب التأصيل الشرعي لفقه الترويح ومقاصده ومآلاته مع فقدان أصول الإفادة من أوقات الفراغ والإجازات ليؤدي بالأمم والمجتمعات إلى مهاوي الخمول والجمود ويهماء الانحراف والجحود، وفي ذلك حتما تعطيل لملكات وقدرات يلزم استثمارها ومواهب وطاقات من الأهمية قدح زنادها واستنفارها
الحمد لله جعل الأوقات مكنزًا للقربات ومثابًا وفوزًا لمن استبق الطاعات ومتابا.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً هي أنفس من التبر مذابا، وأشهد أن نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمدًا عبد الله ورسوله أعظم المرسلين مقاما وأسماهم جنابا؛ اللهم فيا رب صلِّ وباركْ عليه وعلى آله الذين بلغوا من الذكاء أمرًا عجابا وصحبه المشرعين في الحق مرهفات وعضابا، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ يرجو من الجنان موئلاً عليًّا مستطبا، وسلم اللهم تسليمًا عديدًا مديدًا مزيدا.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله.. اتقوه باغتنام الأوقات ومحاسبة النفوس قبل مقاربة الرموس وفض التروس: (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [البقرة:281]؛
فيا عبد الله:
احرصْ على تقواكَ في السّرّاء *** والسرِّ والإعلانِ والضراء
من يتقِ الرحمنَ حفَّه الفرجُ *** وأمرُهُ يسرٌ فلا يخشَى الحر
فاهنأْ بفـوزٍ أيُّهـا التَّقِـي *** فأنتَ بالعيشِ الهني حريّ
أيها المسلمون: وبعد أن فصل بهمةٍ عاليةٍ أبناؤنا الطلاب وفتياتنا الطالبات عن أيام الاختبارات فإننا ندعو الله -سبحانه- أن يكلل جهودهم بالتوفيق والنجاح، ومساعيهم بالفوز والفلاح، وأعمالهم بالخير والصلاح.
ينبلج بعد هذه الأيام الوارفة من الإجازة الصيفية محياها ويتأرج شذاها ورياها؛ فالآمال إلى استثمارها مشرئبةٌ رانية، والآماق إلى اهتبالها متطلعةٌ حانية؛ فيا بشرى لمن عمرها بالبرور والطاعات ووشاها، ويا سعدى لمن دبجها بخير الخير وغشاها.
أيها الأحبة: وفي هذه الملاوة الميمونة يحسن أن يقيد من الأوقات نوادها ويسهل من حزون الإجازة مهادها ويبين من الأسفار كآدها وجوادها ليتخذها المجاز منهجًا وسبيلا والحائر بصيرةً ودليلا؛ لا سيما وقد حل موسم الصيف بكلكله اللافح وقيظه وسمومه الطافح.. معتبرين كون الوقت هو قطب رحى الحياة وأساسها ومادتها وغراسها، بل الوقت إما صديقٌ ودودٌ أو خصمٌ لدود.. ومن أمارة المقت إضاعة الوقت، وفي جليل قيمته وعظيم أهميته أقسم الباري -جل وعلا- به وبأجزاء منه.. كالعصر والفجر والليل والنهار والضحى، ويقول -سبحانه-: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) [الفرقان:62]، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: " نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ " أخرجه البخاري.
ولله در الوزير ابن هبيرة -رحمه الله- حيث يقول:
والوقت أنفسُ ما عنيت بحفظه *** وأراه أسهلُ ما عليك يضيع
نعم -عباد الله- إن الفراغ نعمةٌ جُلّى لا يقدر قدرها إلا من سلبها؛ فأنا لعاقلٍ يبدد الوقت الشريف متعطلا ويمزق الزمن النفيس متبطلاً.. فذاك الذي أضاع الفرص فباء بالغصص واستلزم المقت والنغص.. فيا من هم في منفسح الفراغ.. ألا من ضنينٍ بأوقاته وساعاته؟ ألا من معتبر بفوات شهوره وسنواته؟ ألا من مدكر بمرور أيامه ولحظاته؟
ثم انقضَتْ تلك السنونُ وأهلُها *** فكأنّها وكأنّهم أحلام
قال الإمام ابن الجوزي -رحمه الله-: " ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته؛ فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل فناتج الزمان وناقش النفوس.. والسعيد من اغتنم زمن نهايته الزمن، وانتهب عمرا يا قرب انقطاعه، ولا فض فو القائل:
أمس الذي مَرّ على قربـه *** يعجز أهلُ الأرضِ عن ردِّه
وكل يومٍ من الأيام يعجبُنا *** فإنما هو نقصانٌ من العمر
إخوة الإيمان: ومع تطور أنساق الحياة المعاصرة وامتداد آفاق الناس في التوفر على جوانب الفسحة والمرفهات والتماس حظ من الترويح والمبهجات - فقد غدا فقه الترويح والتسلية وتأصيل الترفيه والتسرية واستثمار أوقات الفراغ ضرورة حيوية وحاجة حياتية في هذا العصر المثخن بالأعباء الثقال الرازح تحت نير الأعمال والأشغال؛ حيث إن الاستمرار في الجهد والعمل مورث للسآمة والملل والنفور والكلل؛ ومن ثم تفتر الهمة وتسترخي العزيمة وتصبح العلل للإنسان لزيمة.. فالاستجمام والتنقل والسفر والإيضاع يجددان النشاط ويبعثان على استئناف التألق والاغتباط.
إن العُلا حدثتني وهي صادقةٌ *** فيما تحدث: أن العزّ في النقل
فيا أحبتنا الكرام: إن شريعة الإسلام القائمة على جلب المصالح ودرء المفاسد المبنية على رفع الحرج ومراعاة التيسير ومجافاة التشديد والتعسير لن تحبس الفطرة النقية ونوازعها المنضبطة السنية دون الترويح والانطلاق، ولن تلجم آمال النفس ورغائبها البريئة وتدعها في أوهاق.. قال تعالى مخبرا عن ترويح إخوة يوسف -عليه السلام-: (أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [يوسف:12].. قال أهل العلم: " المراد بذلك الاستجمام ورفع السآمة، وهو مباح في كافة الشرائع ما لم يكن دأبا ".
وقال ابن جماعة -رحمه الله-: " لا بأس أن يريح الإنسان نفسه إذا خاف مللا ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: " ومن استعان بالمباح الجميل على الحق فهذا من الأعمال الصالحة".
معاشر المسلمين: إن غياب التأصيل الشرعي لفقه الترويح ومقاصده ومآلاته مع فقدان أصول الإفادة من أوقات الفراغ والإجازات ليؤدي بالأمم والمجتمعات إلى مهاوي الخمول والجمود ويهماء الانحراف والجحود، وفي ذلك حتما تعطيل لملكات وقدرات يلزم استثمارها ومواهب وطاقات من الأهمية قدح زنادها واستنفارها؛ فالمنهج الترويحي الإسلامي يستقبل فراغ الأوقات والإجازات بالبشر والطموح والأمل ويكره لأفراده التسيب والسبهللة والكسل؛ لأن الوهن الروحي والفكري والكلال الوجداني والفطري يجعل من المرء سيء التفكير عليل التدبير.. لا يلوي إلا على الترويح السلبي القميئ الهابط المتأسن في بؤر المهانة والإسفاف وحنادس الإباحية والانحلال والشهوات، ويغدو كمن باعوا أخراهم بدنياهم وأقوات يومهم بأوقات يومهم.
فيا رعاكم الله.. هلا استقرأتم التاريخ بعينٍ فاحصةٍ وبصيرةٍ ماحصة؛ فللحقيقة بلجٌ ونورٌ يشع من خلال السطور مهما كان غيهب الأحوال حالكا؛ فما من قومٍ انخرطوا في سلك الاسترخاء والدعة والتخاذل وركنوا إلى التكاسل إلا تصرّمتْ فيهم شموس الفضائل وتضرّمتْ فيهم الشرور والغوائل، وأصبحوا نهبةً للتسفُّل والانحطاط وقالة للزراية والإسخاط.
حاول جسيمات الأمورِ ولا تَقُلْ *** إن المحامـدَ والعـلا أرزاق
وارغبْ بنفسِك أن تكونَ مقصِّرا *** عن غايةٍ فيها الطلاب سباق
إن الترويح المبرور الهادف إلى جلب الخيور ودفع الشرور ودعم العلاقات بين الأفراد والبيئات والأواصر بين الأمم والجماعات على أساسٍ من التراحم والتعاطف والتلاحم والتلاطف بمتنوع الضروب وشتى الوسائل والطرائق لهو سمة رقي المجتمع واستمساكه بمبادئه.. كيف لا ومنتهاه الشعور بالمسرة والحبور والأنس بمرضاة العزيز الغفور؟!
أمة الإسلام: ومن أجل ذلك التأصيل السامي للترويح ندب الإسلام للرحلات الباصرة والسياحات الواسعة وامتطاء صهوة البراري والقفار والأجواء والبحار في أسفارٍ ماتعةٍ بريئة..
سافِرْ تجدْ عوضًا عمّن تفارقُه *** وانْصَبْ فإنّ لذيذَ العيشِ في النَّصَب
لا للسفر للهو والعبث والمباهاة وتزجية الفراغ واقتراف المحرمات وانتهاك المبادئ والأخلاق والقيم؛ فكم من مصطافٍ خارج وطنه قلب ظهر المجن وأظهر من البوائق ما أجن!
نعم للسفر للتفكر في ملكوت العزيز الغفار والاعتبار والادكار بأحوال الأمم كيف تقلبت بين ازدهارٍ وانحدار واستقصاء الدروس والعبر من أخبار من غبر؛ لأن العقل والروح لا يستمدان تألقهما ونفاذهما من ركام الثواء والتلكؤ، بل لا بد أن يتعديا رحاب الملكوت المديدة وعصور الحياة المتطاولة العديدة.. يشهد بذلك أكمل الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب:21].
لقد كانت أوقاته خير مثالٍ يُحتذى وترويحه أزكى دليلٍ يتحدى توسطًا واعتدالًا وسموًّا وكاملا؛ فقد كان - بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم - أظهر حزمًا ولطفًا، وأوفاهم أنسًا وعطفا.
ألا فاتقوا الله عباد الله واستمسكوا بهدي نبيكم صلى الله عليه وسلم واقتفوا سنته -عليه الصلاة والسلام- تفوزا وتغنموا وتفلحوا وتنعموا: (قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ * هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ) [آل عمران:137-138].
بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيد الثقلين.. أقول هذا القول من غير حولٍ مني ولا طول، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمين من كل خطيئةٍ وإثم؛ فاستغفروه وتوبوا إليه إن ربي لغفورٌ رحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله لم يزل إحسانه هامرًا باطنًا وظاهرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مقرٍّ بتوحيده ولآلائه شاكرا.
وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله.. بدد ظلمات الضلالة فغدا نور الهدى باهرًا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الذين نشروا من الحق ما كان عاثرا وشادوا من صرح الفضائل ما كان داثراً، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيراً.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واغتنموا الأوقات قبل الفوات، وبالخيرات دومًا فاعمروها، واعتبروا زوال هذه الدنيا بانقضاء الإجازات؛ ألا فاعمروها.
إخوة الإسلام: ولما كانت الحياة الجادة المثمرة أبية عن الاستقلال دون الجوانب المشرقة في الترويح المباح فإنه لعزيزٌ على العالم الإسلامي أن يقف شاخصًا إزاء متطلبات المسلمين من ترفيهٍ وترويحٍ يتواءم ودينهم وسلوكهم وقيمهم وأعرافهم..
فعلى الآباء والأمهات ورجال التربية والإعلام أن يتواردوا على مقتضاه، وما مقتضاه إلا تثبيت دعائم الحق والخير في نفوس الجيل.. مع الاعتزاز بالإسلام منهج حياة رسالةً وعقيدةً وشريعةً وحضارةً وأخلاقا وقيمًا وشعائر ومشاعر.. وأن يوجهوا اغتنام الإجازة والاصطياف والترفيه البريء والسياحة الإسلامية صوب المنهج المنضبط بالقواعد الشرعية والآداب السنية عبر برامج عملية ومشروعات إيجابية أصالة ومعاصرة في توازن وتوائم مع التكاليف الربانية، وسوس الأنشطة والبرامج والخطب نحو تهذيب النفوس وإرهاف الذهن والحس وإلهاب الذكاء واللب تصعدًا بطلائع النشء الصالح في مدارات النبل والعلا ومدارج العزائم والفضل.. فبورك ذلك الشاب الطموح في حفظ وقته في علمٍ نافع أو عملٍ صالح أو زواجٍ مبهجٍ منضبطٍ بضوابط الشرع المطهر.. لا إسراف فيه ولا مباهاة ولا تبذير
لا زينة المرء تعليه ولا مال *** ولا يشرفه عمٌ ولا خال
وإنما يتسامى للعلا رجل *** ماض العزيمة لا تثنيه أهوال
معاشر الأحبة: ومن زواهر المناهج وغرر المناهج والمباهج في الترويح الشرعي المباح أيام الصيف والإجازات ما تنعم به بلادنا -حرسها الله- من إقامة الأندية الصيفية الماتعة والدروس والدورات العلمية النافعة واللقاءات الثقافية والترفيهية البريئة.. وإنها لصروحٌ للروح زكية، وقلاعُ خير لفلذات المهج سنية، بكفاءات موثوقةٍ مأمونة.. مع ما يعضد ذلك من المناطق السياحية الجذابة والمناظر الطبيعة الخلابة.
تلك الطبيعة قف يا ساري *** حتى أريك بديع صنع الباري
فالأرض حولك والسماء اهتزتا *** لروائع الآيـات والآثار
المنثورة في هذه الديار في كل المباهج والمسار تصورن الحياة وتحفظ الأعراف بحمد الله ومنه ومزيد نعمائه وفضله فلله الحمد أولًا وآخرا وباطنًا وظاهرا
له الحمدُ كلُّ الحمدِ لا مَبْدا له *** ولا منتهى واللهُ بالحمدِ أجدرُ
هذا، واذكروا -رحمكم الله- في كل حينٍ وآنٍ أن المولى الملك الديان قد أمركم بالصلاة والسلام على المصطفى سيد ولد عدنان.. فقال تعالى قولًا كريمًا في أبلغ برهان وأحكم بيان: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56 ] .
صلَّى عليه اللهُ ما بَرْقٌ وَمَض *** وما منيبٌ للمناجاةِ نهض
وآلـهِ وصحبِه الكرامِ مـا *** هطل المزْنِ على الآكَـام
اللهم صلِّ على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته، وبارك على نبينا محمدٍ وآله وصحبه وأزواجه وذريته، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء ذوي القدر العلي والشرف الجلي -أبي بكر وعمر وعثمان وعلي- وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم يا حي يا قيوم احفظ بلاد الحرمين الشريفين وسائر بلاد المسلمين من آفات الفتن والأهواء، واجعلها سالمةً معصومةً من الأدواء والأرزاء والأوباء يا رب الأرض والسماء..اللهم واصرف عنها وعمن قصدها من الزائرين والمعتمرين كل داءٍ ووباءٍ يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم.. يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، وأصلح لنا شأننا كله.
اللهم آمنا في أوطاننا. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، اللهم وفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وهيئ له البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه.. اللهم وفق ولي عهده ونائبه الثاني وإخوانهم وأعوانهم إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، ووفق اللهم جميع ولاة المسلمين لتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- اللهم اجعلهم رحمةً على عبادك المؤمنين.
اللهم ادفع عنا الغلا والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.. عن بلدنا هذا خاصةً وعن سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.
اللهم اشفِ مرضانا وارحمْ موتانا، واختمْ بالصالحات أعمالنا وبالسعادة آجالنا، اللهم فرِّجْ هم المهمومين من المسلمين ونفِّسْ كرب المكروبين، واقضِ الدَّين عن المدينين، واشفِ برحمتك مرضانا ومرضى المسلمين.
اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم واجعلهم عبرةً للمعتبرين يا قوي يا عزيز.. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين، اللهم انصرهم في فلسطين على اليهود الصهاينة الغاصبين يا حي يا قيوم يا قوي يا عزيز يا ذا الجلال والإكرام.. ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون؛ فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم