عناصر الخطبة
1/من أجلّ العلوم وأعظمها 2/فضائل العلم بالله سبحانه وتعالى 3/من معنى الغفور والغفار 4/سعة رحمة الله ومغفرته 4/التعبد لله باسمه الغفور 5/من آثار الإيمان باسم الله الغفور.اقتباس
سعةُ مغْفرةِ اللهِ... فمهما عَظُمَ الذَّنبُ، فمغفرةُ اللهِ -تعالى- أَعْظمُ، فاللهُ -تعالى- لا يُعْجزُه ذَنْبٌ كيفما كانَ، وهذا عامٌّ في جميعِ الذنوبِ، مِنْ كُفْرٍ وشِرْكٍ، وشكٍّ ونِفاقٍ، وفسقٍ، وغيرِ ذلكَ، كلُّ من تابَ من أيِّ ذلكَ تابَ اللهُ عليه، وتبقى المقاصَّةُ في حقوقِ العبادِ....
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحمدُ للهِ واسعِ المغفرةِ، عَظيمِ الفضْلِ والهبةِ، له الحمدُ -سبحانَه- في الأولى والآخِرةِ، وَأَشْهَدُ ألّا إِلَهَ إِلّا اللهُ وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ، غافرُ الذنبِ وقابل التَّوبِ، وَأَشْهَدُ أنّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، أرسله ربُّه رحمةً للعالمينَ، صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وصحبِهِ وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعدُ: فاتّقُوا اللهَ أَيُّهَا المؤمنونَ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102].
عبادَ اللهِ: مِنْ أجلِّ العلومِ وأعظمِها: العلمُ بأسماءِ اللهِ -تعالى- وصفاتِه؛ لأنَّ شرفَ العلمِ بِشَرفِ المعلومِ، والعلمُ بأسماءِ اللهِ الحُسنى وصفاتِه العُلا؛ إذا تعرَّف العبدُ عليها وعَلِمهَا وتَعبَّد اللهَ بها؛ نالَ خيري الدنيا والآخرةِ، ومَن اشْتَغلَ بمعرفةِ ذلك اشْتَغلَ بما خُلقَ من أجلِه وهو عبادةُ اللهِ -سبحانه-؛ إذْ لا يُتَصوُّرُ عبادةُ مَنْ لا يَعرفُه العبدُ؛ واللهُ -جلَّ وعلا- أَمَرَ نبيَّه -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- بالعلمِ به -سبحانَه-، فقالَ: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ..)[محمد:19]، والأمرُ لأُمّتِه كذلكَ.
ومِنْ أعظمِ طُرقِ العلمِ بالله -تعالى-: تدبُّرُ أسمائِه وصفاتِه وأفعالِه الدالَّةِ على كمالِه وعظمتِه وجلالِه؛ فإِنَّهَا تُوجِبُ بذْلَ الجهْدِ في التألُّهِ له، والتعبُّدِ للربِّ الكاملِ الذي له كلُّ حمدٍ ومجدٍ وجلالٍ وجمالٍ. يقولُ شيخُ الإسلامِ -رحمهُ اللهُ-: "القُرآنُ فيه مِنْ ذِكْرِ أسماءِ اللهِ وصفاتِه وأفعالِه، أكثرُ ممَّا فيهِ مِنْ ذِكْرِ الأكْلِ والشُّربِ والنِّكاحِ في الجنَّةِ، والآياتُ المتضمنةُ لِذكْرِ أسماءِ اللهِ وصفاتِه أعظمُ قدرًا من آياتِ المعادِ"(درء تعارض العقل والنقل: 5/ 310).
عبادَ اللهِ: عن أَبِي هُرَيرَةَ -رضي اللهُ عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ"(رواه البخاري: 7392).
ومِنْ أسماءِ اللهِ الحُسنى "الغفورُ، والغفَّارُ، والغافرُ"، قال بعضُ أهلِ العلمِ: "سمَّى اللهُ نفسَه بالغفورِ في إحدى وتسعينَ آيةً، ومن ذلك قولُه -تعالى-: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الحجر: 49]، وأما اسمه الغفار فقد جاء في خمس آيات، ومن ذلك قوله -تعالى-: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ)[ص:66]، وأما الغافرُ فقد وَرَدَ مرةً واحدةً في القرآنِ، في قولِه -تعالى-: (غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ)[غافر:3].
قال الزجَّاج: "معنى الغَفْر في حقِّ اللهِ -سبحانَه-: هو الذي يَسترُ ذنوبَ عبادِه، ويُغطِّيهم بسَتْرِه"(تفسير أسماء الله الحسنى: ص38)، وقال الحليْميّ: "الغافرُ هو الذي يَسترُ على المذنبِ، ولا يُؤاخذُه فيَشْهَرُه ويَفْضَحُهُ، وأما الغفورُ فهو الذي يَكْثُر منه السَّترُ على المذنبينَ من عبادِه، ويزيدُ عفْوُه على مؤاخذتِه"(المنهاج: 1/102).
أيُّها المؤمنونَ: والغفورُ والغفارُ والغافرُ من أسماءِ اللهِ -تعالى- تتضمَّنُ صفةَ المغفرةِ، وكَثْرةَ السَّترِ على المذنبينَ، فهو -سبحانَه- يَعْفو ويَصْفحُ عنهم إذَا تَابوا وأنَابُوا إليهِ واستغفروه وصدَقُوا في ذلكَ، ولو بَلَغتْ ذنوبُهم عنانَ السماءِ، أو ملأَتْ خطاياهُم الأرضَ؛ فإنَّه يغفرُها -سبحانَه- ويَسترُها عليهم.
يقولُ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ-: "قالَ اللَّهُ -تبارَكَ وتعالى- يا ابنَ آدمَ: إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني؛ غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أُبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغتْ ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أُبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقُرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًاٍ لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً"(رواه الترمذي 3540، وصححه الألباني).
ويقولُ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ-: "إنَّ عَبْدًا أصابَ ذَنْبًا -ورُبَّما قالَ أذْنَبَ ذَنْبًا- فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ -ورُبَّما قالَ: أصَبْتُ- فاغْفِرْ لِي، فقالَ رَبُّهُ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ ثُمَّ أصابَ ذَنْبًا، أوْ أذْنَبَ ذَنْبًا، فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ -أوْ أصَبْتُ- آخَرَ، فاغْفِرْهُ فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أذْنَبَ ذَنْبًا، ورُبَّما قالَ: أصابَ ذَنْبًا، قالَ: قالَ: رَبِّ أصَبْتُ -أوْ قالَ أذْنَبْتُ- آخَرَ، فاغْفِرْهُ لِي، فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا، فَلْيَعْمَلْ ما شاءَ"(رواه البخاري: 7507).
ومِنْ عظيمِ كرمِ اللهِ -تعالى- وسعةِ مغفرتِه قَولُهُ -تعالى-: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الزمر: 53]، وهي من أرجى آياتِ الرحمةِ والمغفرةِ.
وعن أبي هريرةَ -رضي اللهُ عنه- عن النبيِّ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- قال: "غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ، مَرَّتْ بكَلْبٍ علَى رَأْسِ رَكِيٍّ يَلْهَثُ، قالَ: كَادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا، فأوْثَقَتْهُ بخِمَارِهَا، فَنَزَعَتْ له مِنَ المَاءِ، فَغُفِرَ لَهَا بذلكَ"(رواه البخاري 3321).
عبادَ اللهِ: ومِنْ طُرِقِ تَحقيقِ التَّعبُّدِ باسمِ اللهِ -تعالى- الغفورِ وغيرِه ما يأتي:
أولاً: تعبُّدُ العبدِ باسمِ اللهِ الغفورِ وغيره يقتضي أَنْ يسعى في تحصيلِ أسبابِ المغفرةِ من جميعِ أبوابِها بِصْدقٍ وحُسنِ ظنٍّ بربِّهِ، فاللهُ -تعالى- عندَ ظنِّ عبدِه به، فليوقنْ أَنَّه مهما أَذْنبَ ومهما عَصى ثمَّ تابَ صادقًا منيبًا مقبلاً، فمغفرةُ اللهِ أعظمُ، وهي شاملةٌ لذنوبِ العبادِ ما لم تَصِلْ إلى حدِّ الشِّركِ. فكلَّما أَذْنبَ بادَر بالتَّوبةِ والاستغفارِ، وأَكْثرَ من الحسناتِ؛ ولا يَيْأسْ ولا يَقْنَطْ من رَوْحِ اللهِ -تعالى-.
ثانياً: التحلِّي بالصَّفحِ عن النَّاسِ ومغفرةِ زلَّاتِهم، فكما يُحبُّ العبدُ ويرجو أَنْ يغفرَ اللهُ لهُ الزلَّاتِ، ويمحو عنه السيِّئاتِ، فلْيعاملْ غيْرَهُ بنفسِ ما يرجُو؛ فيعفُو عن المسُيءِ له، ويغفرُ ما اقترَفَه في حقِّه، فهو أدعى لأَنْ يغفرَ اللهُ له، فاللهُ -تعالى- يُحبُّ مَنْ يتَّصفُ بهذهِ الصفاتِ.
وَصَدقَ اللهُ العظيمُ: (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[النور: 22].
باركَ اللهُ لي ولكمْ في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والعظاتِ والذِّكرِ الحكيمِ، واسْتَغفروا اللهَ إنَّه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسلامُ على الرسولِ الكريمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ النبيِّ الأمينِ، صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين.
أما بعدُ: فاتَّقوا اللهَ أيُّها المؤمنون، واعلموا أنَّ من آثارِ الإيمانِ باسمِ اللهِ الغفورِ وغيرِه ما يأتي: أولاً: إثباتُ صفةِ المغفرةِ للهِ -جلَّ جلالُه-، وهذا هو اعتقادُ أهلِ السنةِ والجماعةِ.
ثانيًا: سعةُ مغْفرةِ اللهِ -تعالى-: فمهما عَظُمَ الذَّنبُ، فمغفرةُ اللهِ -تعالى- أَعْظمُ، فاللهُ -تعالى- لا يُعْجزُه ذَنْبٌ كيفما كانَ، وهذا عامٌّ في جميعِ الذنوبِ، مِنْ كُفْرٍ وشِرْكٍ، وشكٍّ ونِفاقٍ، وفسقٍ، وغيرِ ذلكَ، كلُّ من تابَ من أيِّ ذلكَ تابَ اللهُ عليه، وتبقى المقاصَّةُ في حقوقِ العبادِ.
ثالثًا: عدمُ القنوطِ من رَحْمةِ اللهِ -تعالى-؛ فيقينُ العبدِ بأنَّ له ربًّا يَغْفرُ الذَّنبَ، ويمحو الزلَّةَ يفتحُ أمامَه بابَ الأملِ والرجاءِ، ويَجْعلُه أَبْعدَ ما يكونُ عن اليأسِ والقُنوطِ من رحمةِ اللهِ.
رابعًا: عِظَمُ جُرم مَن قنَّط العُصاةَ مِنْ رحمةِ اللهِ -تعالى-؛ فعن جُنْدبِ بنِ عبدِ اللهِ البجليِّ -رضي اللهُ عنه- أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- حدَّث أنَّ رجلاً قال: "واللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ، وإنَّ اللَّهَ -تعالى- قالَ: مَن ذا الذي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أنْ لا أغْفِرَ لِفُلانٍ، فإنِّي قدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ، وأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ، أوْ كما قالَ"(رواه مسلم: 2621).
خامسًا: مغفرةُ اللهِ -تعالى- للشِّركِ مقيدةٌ بالتَّوبةِ وغيرِ الشِّركِ من الذنوبِ داخلٌ في مشيئتِه -سبحانَه-: قالَ -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)[النساء: 48].
سادسًا: الاتِّصافُ بِصفَة ِالمغفرةِ في حقِّ من أخطأَ في حقِّهِ من بني آدمَ؛ فكما يُحبُّ العبدُ ويرجُو ويطْمعُ في مغفرةِ اللهِ لهُ ومقابلةِ زلَّاتِه ومعاصيهِ بالمغفرةِ والسَّترِ؛ فعليه أَنْ يُعاملَ النَّاسَ بمثْلِ ما يُحِبُّ أن يُعامَل به.
سابعًا: مداومةُ الاستغفارِ: فلا يوجدُ عبدٌ يَسْلمُ من الذنوبِ، والمعصومُ مَنْ عصمَه اللهُ -تعالى-؛ وكثرةُ ملازمةِ الاستغفارِ تُذْهبُ الذنوبَ، وتمحو الخطَايا؛ يقولُ -تعالى-: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا)[النساء: 110].
ثامنًا: تَنوُّعُ أسبابِ المغْفرَةِ وكَثْرتِها: وهذا مِنْ سعةِ رَحْمةِ اللهِ -تعالى- بعبادِه أنَّه لم يُعلِّقُ مَغْفرتَه لذنوبِهم ونجاتَهم من عذابِه بتوبتِهم واستغفارِهم فقط؛ بلْ جَعَلَ لذلكَ أسبابًا كثيرةً.
أسألُ اللهَ -تعالى- أَنْ يَغْفرَ لنَا ولكم ووالدِينا ووالدِيكم وجميعِ المسلمينَ.
هذا وصلُّوا وسلِّموا على الحبيبِ المصطفَى والقدوةِ المجتبى؛ فَقَد أمَرَكُم اللهُ بذلكَ؛ فقالَ -جلَّ وعلا-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم