عناصر الخطبة
1/تأملات في آية جامعة 2/مواقف سامية من العفو والصفح الجميل 3/أمر رباني ووعد 4/تفنيد شبهة تالفةاقتباس
إذا علمنا أنَّه أحياناً مجردُ العداوةِ فقط تجعلُكَ لا تُطيقُ النَّظرَ إلى عدوِّكَ، ولا أن تجتمعَ معه في مكانٍ واحدٍ، بل وتشعرُ أن الكرةَ الأرضيةَ بشرقِها وغربِها وشمالِها وجنوبِها لا تتَّسعُ لكما جميعاً، كيفَ عدوٌّ ويُسيءُ إليكَ؟، ومع ذلكَ أنتَ مأمورٌ أن تدفعَ إساءتَهُ بإحسانٍ ووجهٍ مُبتسمٍ وكلمةٍ طيبةٍ؟، فمن يستطيعُ هذا؟، وكيفَ يستطيعُ إخفاءَ نظراتِه العِدائيةِ التي تظهرُ على صفحاتِ وجهِه...
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ المتفضلِ بالعَفوِّ عمن أَنابَ، غافرِ الذَّنبِ وقَابلِ التَّوبِ شَديدِ العِقابِ، أحمدُه على السرَّاءِ والضَّراءِ، وأشكرُه طلبًا للمزيدِ من النَّعماءِ، وأتوبُ إليه وأستغفرُه، وأسألُه اللُّطفَ في القَضاءِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، وفَّق أهلَ الإيمانِ للتَّحلي بمكارمِ الأخلاقِ، وطهَّر قلوبَهم من شوائبِ السُّوءِ والشِّقاقِ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، كانَ بين قومِه مِثالاً للآدابِ البَهيةِ، وعنوانًا للأخلاقِ الزَّكيةِ، بثَّ في أمتِه روحَ الفضيلةِ، وحذَّرهم من شَرِّ الرذيلةِ، وهداهم إلى خيرِ الطريقَيْنِ، وأرشدَهم إلى نيلِ السَّعادتينِ، صلى اللهُ وسلمَ عليهِ وعلى آلِه وصحبِه الذين اقتفوا أثرَه؛ فحيوا حياةً طيبةً، واتبعوا سبيلَه فعاشُوا عِيشةً راضيةً، أولئك هم المؤمنون حقًّا، لهم درجاتٌ عند ربِهم ومغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ.
أما بعدُ: فأوصيكم عبادَ اللهِ ونَفسي بتقوى اللهِ، قالَ -سبحانَه وتَعالى-: (وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[البقرة:237].
عندما تتلوا سُورةَ فُصِّلت، فتأتي على قولِه -تعالى-: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ)، لا تملكُ إلا أن تقولَ في نفسِكَ: صدقَ اللهُ -تعالى- فكيفَ يكونُ العملُ والقولُ الحَسنُ كالعملِ والقولِ السَّيئِ؟، هذا مُحالٌ، ثُمَّ يأتيكَ مِثالٌ عمليٌّ على هذه القاعدةِ، (ادفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، أيْ: أَحسنْ إلى من أساءَ إليكَ، واصبرْ على من أخطأَ عليكَ، واعفُ عمَّن جَهلَ عليكَ، وسترى النَّتيجةَ: (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، فيُصبحُ العدوُّ كأنَّه قريبٌ وصديقٌ، ثُمَّ ذكرَ اللهُ -تعالى- من يستطيعُ تحصيلَ هذه الخصالِ الكريمةِ بقولِه: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)[فصلت:34-35].
سبحانَ اللهِ! أخبروني من منكم قد جرَّبَ هذا؟، إذا علمنا أنَّه أحياناً مجردُ العداوةِ فقط تجعلُكَ لا تُطيقُ النَّظرَ إلى عدوِّكَ، ولا أن تجتمعَ معه في مكانٍ واحدٍ، بل وتشعرُ أن الكرةَ الأرضيةَ بشرقِها وغربِها وشمالِها وجنوبِها لا تتَّسعُ لكما جميعاً، كيفَ عدوٌّ ويُسيءُ إليكَ؟، ومع ذلكَ أنتَ مأمورٌ أن تدفعَ إساءتَهُ بإحسانٍ ووجهٍ مُبتسمٍ وكلمةٍ طيبةٍ؟، فمن يستطيعُ هذا؟، وكيفَ يستطيعُ إخفاءَ نظراتِه العِدائيةِ التي تظهرُ على صفحاتِ وجهِه، كما قالَ المُتنبيُّ:
يُخفي العَداوَةَ وَهيَ غَيرُ خَفِيَّةٍ *** نَظَرُ العُدُوِّ بِما أَسَرَّ يَبوحُ
إنَّها واللهِ أخلاقُ الأنبياءِ، ومواقفُ العُظماءِ، واسمعوا إلى يوسفَ -عليهِ السَّلامُ-، على ما لقيهُ من إخوتِه من حَسدٍ وكَيدٍ وعَداءٍ، حتى كادوا له وهَمُّوا بقتلِه وألقوهُ بِجبٍّ في الصَّحراءِ، ثُمَّ أصبحَ رقيقاً مملوكاً في بلادِ الغُرباءِ، ودخلَ السِّجنَ سنينَ مظلوماً مع الأبرياءِ، واتَّهموهُ بالسِّرقةِ كذباً وافتراءً، (قَالُوا إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ)[يوسف:77]، ولسانُ حالِه:
إذا جَرَحتْ مَساويهم فُؤادي *** صبرتُ على الإساءةِ وانطويتُ
ورحتُ عليهمُ طَلْقَ المحيَّا *** كأني ما سمعتُ ولا رأيتُ
ولكنَّه قابلَ ذلك كلَّه بالإحسانِ والعفوِ، بل والدُّعاءِ لهم بالمغفرةِ؛ (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ * قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[يوسف:91-92]، فماذا كانَ نتيجةُ الإحسانِ، انقلبَتْ العداوةُ إلى وُدٍّ ومَحبةٍ وصفاءٍ، وعاشوا ما بقيَ من حياتِهم في سعادةٍ وهناءٍ.
وها هو نبيُّنا الكريمُ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-، قد أُوذيَ بأعظمَ من ذلك في مكةَ؛ وحاولوا قتلَه على سريرِه، وأُخرجَ من بلدِه عُدوانًا وظُلمًا، ثُمَّ قاتلوه وهو في المدينةِ ليفتِكوا به ومن معه من المسلمينَ، ثُمَّ لما نَصرَه اللهُ عليهم، قالَ لهم وهم مجتمعونَ في يومِ النَّصرِ العظيمِ: "لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه، ماذا تقولونَ، وماذا تظنونَ؟"، قالوا: نقولُ خيرًا، ونظنُّ خيرًا: أخٌ كريمٌ، وابنُ أخٍ كريمٍ، وقدْ قَدرتَ، قالَ: "فإني أقولُ لكم كما قالَ أخي يوسفُ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ-: (لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ)؛ اذهبوا فأنتم الطُّلقاءُ"، قَالَ عمرُ بنُ الخطابِ -رَضيَ اللهُ عنه-: فَفِضْتُ عَرَقًا من الحياءِ من قولِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-.
وها هو يعفو عن عبدِ اللهِ بن أبي السَّرحِ وهو الذي قد ارتدَّ عن الإسلامِ، ورجعَ إلى مكةَ وأخذَ يُشيعُ أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يأخذُ الوحيَ منه، والنَّتيجةُ: أصبحَ عبدُ اللهِ فاتحاً وقائداً ووالياً، نفعَ اللهُ به الإسلامَ وأضرَّ بأعدائهِ، ولما حضرته الوفاةُ، وهو بالرَّملةِ، وكانَ خرجَ إليها فَارَّاً من الفتنةِ، فجعلَ يقولُ لهم من الليلِ: أَصبحتم؟، فيقولونَ: لا، فلما كانَ عندَ الصُّبحِ قالَ: إني لأجدُ بردَ الصُّبحِ، فانظروا، ثم قالَ: اللهمَّ اجعل خاتمةَ عملي صلاةَ الصُّبحِ، فتوضأَ ثم صَلَّى، فقرأَ في أولِ ركعةٍ بأمِّ القرآنِ والعادياتِ، وفي الآخرةِ بأمِّ القرآنِ وسورٍة، فسلَّمَ عن يمينِه، وذهبَ يُسلِّمُ عن يسارِه فقَبضَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- روحَه.
وها هو الشَّاعرُ كعبُ بن زهيرٍ قد أحلَّ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- دَمَه بمكةَ، بسببِ ما كانَ يهجو به الإسلامَ وأهلَه، فأصبحَ هائماً على وجهِه قد ضاقتْ عليه الأرضُ بما رَحُبَت، فَقدمَ المدينةَ فصلى مع رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، ثُمَّ قامَ إليهِ بعدَ الصَّلاةِ، فوضعَ يدَه في يدِه، وكانَ رَسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لا يعرفُه، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إن كعبَ بنَ زهيرٍ قد جاءَ ليستأمنَ منك تائبًا مسلمًا، فهل أنتَ قابلٌ منه إن أنا جئتكَ به؟، قالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: "نعم"، قالَ: أنا يا رسولَ اللهِ كعبُ بنُ زهيرٍ، ثُمَّ أنشدَ قصيدتَه المشهورةَ، وفيها:
أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنِي *** وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ مَأْمُولُ
وقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِرًا *** وَالْعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبولُ
وهكذا كانَ أئمةُ المُسلمينَ، قَالَ صَالِح ُبنُ الإمامِ أحمدِ بنِ حنبلٍ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي يَوْمًا فَقُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إلَى فَضْلٍ الأَنْمَاطِيِّ، فَقَالَ لَهُ: اجْعَلْنِي فِي حِلٍّ إذَا لَمْ أَقُمْ بِنُصْرَتِكَ، فَقَالَ فَضْلٌ: لا جَعَلْتُ أَحَدًا فِي حِلٍّ، فَتَبَسَّمَ أَبِي وَسَكَتَ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ قَالَ لِي: مَرَرْتُ بِهَذِهِ الآيَةِ: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)[الشورى:40]، فَنَظَرْتُ فِي تَفْسِيرِهَا فَإِذَا هُوَ مَا حَدَّثَنِي بِهِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنِي الْمُبَارَكُ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: "إذَا جَثَتْ الأُمَمُ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَنُودُوا: لِيَقُمْ مَنْ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-؛ فَلا يَقُومُ إلاَّ مَنْ عَفَا فِي الدُّنْيَا، قَالَ أَبِي: فَجَعَلْتُ الْمَيِّتَ –أيْ: الخليفةَ- فِي حِلٍّ مِنْ ضَرْبِهِ إيَّايَ، ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ: وَمَا عَلَى رَجُلٍ أَنْ لا يُعَذِّبَ اللَّهُ -تعالى- بِسَبَبِهِ أَحَدًا".
قالَ ابنُ القيمِ -رحمَه اللهُ-: "جئتُ يوماً إلى شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميةَ مُبَشِّرًا له بِمَوتِ أكبرِ أعدائه، وأشدِّهم عداوةً وأذىً له، فَنَهَرني وتَنَكَّرَ لي واسترجع، ثم قامَ مِن فَورِه إلى بيتِ أهلِه فَعَزَّاهُم، وقالَ: إني لكم مكانَه، ولا يكونُ لكم أمْرٌ تحتاجونَ فيه إلى مساعدةٍ إلاَّ وسَاعَدتُكم فيه، ونحو هذا مِن الكلامِ، فَسُرُّوا به، ودَعوا له، وعَظّموا هذه الحالَ منه، -فَرَحِمَه اللهُ ورضيَ عنه-".
أقولُ قولي وأستغفرُ اللهَ لي ولكم.
الخطبة الثانية:
إنَّ الحمدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أما بعد: فهذه هي الحياةُ، ليسَ كلُّ النَّاسِ ترتاحُ له ويرتاحُ لكَ، وإنما تتجاذبُ القلوبُ وتتنافرُ، كما قالَ الشَّاعرُ:
ومَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قَلْبُهُ *** ولَا كُلُّ مَنْ صَافَيْتَهُ لَكَ قَدْ صَفَا
لكن قد أمرَ اللهُ -تعالى- بأمرٍ، ووعدَ بوعدٍ، أمرَ بقولِه: (ادفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، ووعدَ بقولِه: (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، فما هو مدى إيمانِنا بهذا الوعدِ؟
الدُّنيا -أيُّها الإخوانُ- قَصيرةٌ، فلماذا لا نحاولُ تحويلَ من نظنُّ أنَّه عدوٌّ لنا إلى صديقٍ حميمٍ بهذه الطريقةِ؟، نعم هي تحتاجُ صبرٌ؛ لأنَّ اللهَ –سبحانَه- قالَ: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا)، ولكن من صَبرَ ظَفرَ، وكانَ لَهُ نصيبٌ عظيمٌ من الأجرِ ومكارمِ الأخلاقِ، كما قالَ -تعالى-: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)[فصلت:35].
وإياكَ وقولَ من يقولُ: إنَّ الإحسانَ إلى من أساءَ ضَعفٌ وذِلٌّ، لا واللهِ، بل هو شجاعةٌ وعِزٌّ، كما جاءَ في الحديثِ: "وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا"، وإذا كُنَّا في هذه الخُطبةِ ندعو إلى العفوِّ والإحسانِ عمَّنْ أساءَ إلينا، فاسمعْ معي بقلبِك لهذا الحديثِ، اسمعْ إلى هذا المِثالِ الأعظمِ، كيفَ يدفعُ اللهُ -تعالى- بالتي هي أحسنُ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ -رَضيَ اللهُ عنه- قَالَ: قَالَ رَسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: "مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنْ اللَّهِ؛ يَدَّعُونَ لَهُ الْوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ"، فأيُّ مِثالٍ نحتاجُ بعدَ ذلكَ؟
وعاشرْ بمعروفٍ وسامحْ من اعتدى *** ودافعْ ولكن بالتي هي أَحْسَنُ
اللهمَّ إنا نسألُك في مقامِنا هذا أن تغفرَ لنا أجمعينَ، وأن تتوبَ علينا يا ربَّ العالمينَ، اللهم هيئ لنا من أمرِنا رَشدًا، اللهمَّ تُبْ علينا، واغفرْ ذنوبَنا، واستر عيوبَنا، واقض ديونَنا، وارحم موتانا، واشف مرضانا، ورُدَّ ضالَنا إلى الحقِّ.
اللهمَّ اجمع كلمتَنا على الحقِّ المبينِ، واجعل بلدَنا هذا آمنًا مطمئنًا، سخاءً، رخاءً، غدقًا، في نعمةٍ وسائرَ بلادِ المسلمينَ يا ربَّ العالمينَ، نعوذُ بك من زوالِ نعمتِك، وتحولِ عافيتِك، وزوالِها، وفجأةِ نقمتِك.
آمنا في الأوطانِ والدورِ، وأصلحْ الأئمةَ وولاةَ الأمورِ، ووفقهم لما فيه صلاحُ البلادِ والعبادِ، وارزقهم البطانةَ الصالحةَ، التي تعينُهم على الحقِّ، وتأمرهم به، اللهم إنا نسألُك لبلدِنا هذا الأمنَ والطمأنينةَ، واجعل كلمةَ الناسِ فيه على الحقِّ، واجمع شملَهم على الهدى، وهيئ لهم من أمرِهم رشدًا.
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتِنا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنينَ يومَ يقومُ الحسابُ، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم