عناصر الخطبة
1/إكرام كبار السن من محاسن الإسلام 2/مراعاة الإسلام لكبار السن في العبادات 3/من صور الإهمال والتقصير في حقوق المسنين 4/وجوب توقير كبار السن واحترامهم.اقتباس
مَنْ كَانَ عِنْدَهُ قَرِيْبٌ مُسِنٌّ فَلْيَعْلَمْ أَنَّ هَذَا مِنْ نِعَمِ اللهِ -تَعَالَى- عَلَيهِ، وَذَلِكَ أَنَّ بِرَّهُ وَالتَّرَفُّقَ بِحَالِهِ وَالأَخْذَ بِخَاطِرِهِ وَمُرَاعَاةَ مَشَاعِرِهِ، بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الخَيرِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. فَكَمْ مِنْ دَعْوَةِ وَالِدٍ أَوْ مُسِنٍّ بِفَضْلِ اللهِ -تَعَالَى- قَرَّبَتْ...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحَمْدُ للهِ مُبْرِئِ البَرَايَا، مُجْزِلِ العَطَايَا، لَهُ جَزِيلُ الحَمْدِ وَكَرِيمُ التَحَايَا، خَلَقَ خَلْقَهُ وَجَعَلَ نُفُوسَهُم مُسْتَودَعَاتِ الخَفَايَا، وَأَرْسَلَ إِلَيهِمْ رُسُلَهُ بِجَمِيلِ الخِصَالِ وَأَحْسَنِ السَّجَايَا، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، خَيرُ بَشَرٍ وَطِئَتْ الثَّرَى قَدَمُهُ، وَنَطَقَ بِالَحقِّ فَمُهُ، وَجَرَى فِي عِرْقٍ دَمُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَومِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[الحشر:18].
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: دِينُ الإِسْلَامِ أَعْظَمُ الأَدْيَانِ وَأَكْمَلُهَا، فَأَحْكَامُهُ وَتَشْرِيعَاتُهُ صَالِحَةٌ لِكُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ، مَهْمَا تَبَدَّلَتْ أَحْوَالُ النَّاسِ.
وَشَرِيعَةُ الإِسْلَامِ أَعْظَمُ الشَّرَائِعِ وَأَيْسَرُهَا، جَلَتِ القُلُوبَ، وَسَمَتْ بِالنُّفُوسِ، وَهَذَّبَتِ الجَوَارِحَ.
وَتَعَالِيمُ الإِسْلَامِ وَأَحْكَامُهُ أَعْطَتْ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ وَمُسْتَحَقَّهُ، حَتَّى مَعَ غَيْرِ المُكَلَّفِينَ وَغَيْرِ المُسْلِمِيْنَ، بَلْ وَغَيْرِ العُقَلَاءِ مِنَ الحَيَوَانِ وَالطَّيْرِ وَالجَمَادِ.
وَمِمَّنْ عَظَّمَ الإِسْلَامُ حَقَّهُمْ وَاِهْتَمَّ بِشَأْنِهِمْ وَتَكَاثَرَتِ النُّصُوصُ فِي العِنَايَةِ بِهِمْ: أُولَئِكَ الذِينَ شَابَتْ رُؤُوسُهُمْ وَلِحَاهُمْ فِي الإِسْلَامِ، فَقَدْ خَصَّهُمْ اللهُ -تَعَالَى- بِأَحْكَامٍ دُونَ غَيْرِهِمْ، وَتِلْكَ الأَحْكَامُ فِيهَا حِفْظٌ لِمَكَانَتِهِمْ وَتَوْقِيرٌ لِكِبَرِ سِنِّهِمْ وَمَنْزِلَتِهِمْ.
رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنْ عَبْدِاللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا"، وَأَخْرَجَ البُخَارِيُّ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الكَبِيرُ".
وَلَمَّا تَقَرَرَت هَذِهِ الحَقِيْقَةُ بِفَضْلِ كِبَرِ السِّنِّ فِي الإِسْلَامِ؛ كَانَ أَهْلُ العِلْمِ يَعْمَلُونَ بِهَا؛ قَالَ مَالِكُ بنُ مِغْوَلٍ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ طَلْحَةَ يَعْنِي اِبْنَ مُصَرِّفٍ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- فَصِرْنَا إِلَى مَضِيقٍ فَتَقَدَّمَنِي، ثُمَّ قَالَ: "لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْبَرُ مِنِّي بِيَومٍ مَا تَقَدَّمْتُكَ".
وَرَأَى إِبْرَاهِيمُ بنُ سَعْدٍ -رَحِمَهُ اللهُ- شَبَابًا قَدْ تَقَدَّمُوا عَلَى أَشْياخٍ، فَقَالَ مُخَاطِبًا أُولَئِكَ الشَّبَاب: "مَا أَسْوَأَ أَدَبَكُمْ!، لَا أُحَدِّثُكُمْ سَنَةً".
وَمِنْ تَعْظِيمِ الإِسْلَامِ لِشَأْنِ المُسِنِّينَ أَنَّهُ رَاعَى ظُرُوفَهُمْ فِي شَأْنِ العِبَادَاتِ، فَفِي شَأْنِ الصَّلَاةِ أَمَرَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- بِمُرَاعَاةِ أَهْلِ الأَعْذَارِ وَمِنْهُمُ الكَبِير؛ رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلْنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى لِنَفْسِهِ فَلْيُطِلْ مَا شَاءَ".
وَمِنْ مُرَاعَاةِ الإِسْلَامِ لِلْمُسِنِّينَ فِي شَأْنِ الصِّيَامِ أَنَّ اللهَ -تَعَالَى- قَالَ: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)[البقرة:184]، قَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا-: "نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الشَّيْخِ الكَبِيرِ الذِي يُطِيقُ الصَّوْمَ ثُمَّ ضَعُفَ، فَرُخِصَ لَهُ أَنْ يُطْعِمَ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا".
وَمِنْ مُرَاعَاةِ الإِسْلَامِ لِلْمُسِنِّينَ فِي شَأْنِ الحَجِّ مَا رَوَاهُ البُخَارِيُّ عَنِ اِبْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا- قَالَ: جَاءَتِ اِمْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِي عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَهَلْ يُقْضَى عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: "نَعَمْ".
هَكَذَا عَلَّمَنَا الإِسْلَامُ، وَهَكَذَا رَبَانَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، فَنِعْمَ هَذَا الدِّينُ، وَنِعْمَ هَذَا المُرَبِّي.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيات وَالذِّكْرَ الْحَكِيمَ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُم وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الداعي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسُلَّمُ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَإِخْوَانِهِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاِقْتَفَى أثَرَهُ وَاِسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[التوبة: 119].
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مِنْ شَدِيدِ الأَسَفِ وَبَالِغِ الأَسَى: أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَتَرَفَّعُ عَنِ الجُلُوسِ مَعَ المُسِنِّينَ، بَلْ يَضِيقُ ذَرْعًا إِذَا كَانَ بِجَانِبِهِ أَحَدُ المُسِنِّينَ فِي مَجَالِسِ الوَلَائِمِ وَالمُنَاسَبَاتِ، وَقَدْ يَتَعَمَّدُ أَنْ يُكَلِّمَ جَلِيسَهُ مِنَ الجَانِبِ الآخَرِ حَتَّى يَنْصَرِفَ عَنِ الحَدِيثِ مَعَ ذَلِكَ المُسِنِّ، بَلْ إِنَّ بَعْضَ الأَبْنَاءِ يَتَضَايَقُ مِنْ دُخُولِ أَبِيهِ عَلَى أَصْحَابِهِ إِذَا كَانُوا ضُيُوفًا عِنْدَهُ، وَيَتَحَرَّجُ مِنْ ذَلِكَ عِنْدَ زُمُلَائِهِ.
وَإِذَا كَانَ هَذَا الشَّابُّ زَاهِدًا فِي الأَجْرِ وَالثَّوَابِ فِي الأَخْذِ بِمَشَاعِرِ ذَلِكَ المُسِنِّ، فَإِنَّ المُرُوءَةَ وَمَكَارِمَ الأَخْلَاقِ وَالشَّهَامَةَ تَحُثُّ عَلَى أَنْ يَحْتَرِمَ الكَبِيرَ وَيُعْطِيَهُ مَا يَلِيقُ بِهِ مِنَ المَكَانَةِ وَالتَّقْدِيرِ.
وَقَدْ يُبْتَلَى مَنْ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا الفِعْلَ في شَيْبَتِهِ. قَالَ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ -رَحِمَهُ اللهُ-: "بَلَغَنَا أَنَّهُ مَنْ أَهَانَ ذَا شَيْبَةٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَبْعَثَ اللهُ عَلَيهِ مَنْ يُهِينُ شَيْبَهُ إِذَا شَابَ".
أَيُّهَا الإِخْوَةُ: احْرِصُوا عَلَى تَوْقِيرِ المُسِنِّينَ، لَعَلَّكُمْ تَحْظَونَ مِنْهُمْ بِدَعْوَةٍ، احْرِصُوا عَلَى بِرِّهِمْ، وَالأَخْذِ بِخَوَاطِرِهِمْ، وَمُرَاعَاِة مَشَاعِرِهِمْ، قَبِّلُوا رُؤُوسَهُمْ، وَبُشُّوا فِي وُجُوهِهِمْ، قَدِّمُوهُمْ فِي مَرَاكِبِكُمْ وَمَكَاتِبِكُمْ، وَإِذَا جَمَعَتْكُمْ بِهِمْ مَجَالِسُ فَأَظْهِرُوا لَهُمُ التَّقْدِيرَ وَالاِحْتِرَامَ، وَالتَّقْدِيمَ فِي الكَلَامِ.
لَقَدْ كَانَ هَؤُلَاءِ المُسِنُّونَ يُوَحِّدُونَ اللهَ -تَعَالَى-، وَلَهُ يَرْكَعُونَ وَيَسْجُدُونَ، قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ أَوْلَادُهُمْ وَأَحْفَادُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْ مَعَارِفِهِمْ، أَلَا يَشْفَعُ هَذَا لَهُمْ بِأَنْ يُقَدَّرُوا وَيُحْتَرَمُوا، وَأَنْ تُعْرَفَ لَهُمْ مَكَانَتُهُمْ؟ أَلَا يَشْفَعُ لِأُولَئِكَ المُسِنِّينَ مَا أَصَابَهُمْ فِي أَوَّلِ حَيَاتِهِمْ مِنْ تَعَبٍ وَكَدٍّ وَنَصَبٍ وَمَرَضٍ فِي سَعْيِهِمْ لِطَلَبِ الرِّزْقِ لِأَهْلِيهِمْ وَأَوْلَادِهِمْ؟
مَنْ كَانَ عِنْدَهُ قَرِيْبٌ مُسِنٌّ فَلْيَعْلَمْ أَنَّ هَذَا مِنْ نِعَمِ اللهِ -تَعَالَى- عَلَيهِ، وَذَلِكَ أَنَّ بِرَّهُ وَالتَّرَفُّقَ بِحَالِهِ وَالأَخْذَ بِخَاطِرِهِ وَمُرَاعَاةَ مَشَاعِرِهِ، بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الخَيرِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
فَكَمْ مِنْ دَعْوَةِ وَالِدٍ أَوْ مُسِنٍّ بِفَضْلِ اللهِ -تَعَالَى- قَرَّبَتْ بَعِيدًا، وَيَسَّرَتْ عَسِيرًا، وَغَيَّرَتْ أَحْوَالاً، وَجَعَلَتْ مَكَانَ الآلَامِ آمَالاً، وَمَكَانَ الهَمِّ وَالحُزْنِ فَرَحًا وَسُرُورًا!، وَفِي المُقَابِلِ كَمْ مِنْ دَعْوَةِ مُسِنٍّ مَظْلُومٍ مَقْهُورٍ فَرَّقَتْ جَمْعًا، وَأَبْدَلَت الغِنَى فَقْرًا، وَالصِّحَّةَ مَرَضًا!، وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)[الإسراء: 23-24].
يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ -تَعَالَى- قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّلَاَةِ عَلَى نَبِيهِ مُحَمٍّدِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَعَلَ لِلصَّلَاَةِ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَالْإكْثَارَ مِنْهَا مَزِيَّةً عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْأيَّامِ؛ فَاللهَمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحبِهِ أَجَمْعِينَ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِرْكَ والمُشْرِكِيْنَ، وَاِحْمِ حَوْزَةَ الدِّيْنِ، وَاِجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمِيِنَ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَاِجْعَلْ وَلَايَتَناَ فِي مَنْ خَافَكَ وَاِتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِميْنَ وَالمُسْلِمَاتِ، وَالمُؤْمِنيْنَ والمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدَعَواتِ.
عِبَادَ اللهِ: إِنَّ اللهَ يَأْمَرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وإيتاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكِرِ وَالْبَغِيِّ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاِذكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذكُركُمْ، وَاُشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكرُ اللهُ أكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم