ابتهال ودعوات ليفرج الله الكربات

الشيخ محمد سرندح

2023-11-24 - 1445/05/10 2023-11-26 - 1445/05/12
التصنيفات: أحوال القلوب
عناصر الخطبة
1/الابتهال إلى الله تعالى لتفريج الكرب 2/قصة التاجر الذي استغاث بالله تعالى فأغاثه 3/الدعاء باسم الله تعالى الودود وآثاره الطيبة 4/الحث على الدعاء والتضرع 5/التحذير من الغدر وبيان سوء عاقبة الغادرين

اقتباس

إنَّا نتوجه إليكَ يا ودود، واقفين بعرشك الأدنى، ننادي يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعَّالًا لما يريد، ندعوك يا ذا المنِّ والشانِ، أن تَكشِفَ ضرًّا مسَّ أهلَنا الضعفاء في غزة، وسائر فلسطين، ونسألك أن تديم الأمن عليهم، وأن تجعل بلادنا أَمنًا وأمانًا يا ربَّ العالمينَ...

الخطبة الأولى:

 

الحمدُ للهِ، الملكِ القُدُّوسِ السلامِ المؤمنِ المهيمنِ، العزيزِ الجبارِ، المتكبرِ، المتجلِّي على خلقه بأسمائه وصفاته، المحييِ المميتِ، المعزِّ المذلِ، ذي الجلال والإكرام، الحمد لله؛ (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)[الْحَجِّ: 62].

 

الحمد لله الغفور الودود، ذو العرش المجيد، فعَّال لما يريد، نادى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه فقال: "هلموا إلي"، فأقبلوا إليه فجلسوا فقال: "‌هَذَا ‌رسولُ ‌ربِّ ‌العَالَمِينِ ‌جِبْرِيلُ -عليه السلام-، ‌نَفَثَ ‌فِي ‌روعِيَ أَنَّه لَا تَموت نَفْسٌ حَتَّى تَستكْمِلَ رِزْقَهَا، وإنْ أَبْطَأَ عَلَيهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ"، حالنا: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا)[يُوسُفَ: 110]، أملنا: (لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ)[النَّجْمِ: 58]، فعند وقوع الأقدار تتحير الأفهام، قال العارف بالله: "من ظن انفكاك لطف الله عن أقداره فذلك قصور في النظر؛ (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)[يُوسُفَ: 100].

 

اللهمَّ نسألك بلطفك يا مرتجى أن تديم لطفك وأمنك على أهلنا الضعفاء في غزة يا ربَّ العالمينَ، لطفًا يليق بكرمك يا الله يا ودود، اللهمَّ لطفًا بالأطفال الرُّضَّع، والشيوخ الركع، والبهائم الرتع، اللهُمَّ آو النازحين منهم، اللهُمَّ إنهم جياع فأطعمهم، اللهُمَّ إنهم خائفون فأمنهم، اللهُمَّ كما سقيت العطشى منهم من بركاتك، امْنُنْ عليهم بدوام السَّكينةِ والأمنِ من عندك يا الله؛ (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ)[الْأَنْبِيَاءِ: 84].

 

يا عظيمًا يُرجى لكل عظيم، قد عَظُمَ الخطبُ وفاض البلاءُ، دعوناكَ ربي والقلبُ جريحٌ والطَّرْفُ قريحٌ، والعقلُ هباءٌ، آوِ الغريبَ يا ربِّ لأهله، آوِ الأسيرَ يا ربِّ لأهله، قد آلَم الفراقُ بأحبابه، باسمك الأعظم يُرجى دعانا، بالرسول الأعظم يلغى العناء، اللهُمَّ اجعل فرجك لجميع الأسرى يا رب العالمين؛ (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ)[آلِ عِمْرَانَ: 174].

 

وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، اسمه الودود، المحب لعباده، المتودد لخلقه منذ الأزل، فادعوه وقولوا: يا ودود؛ (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)[الْإِسْرَاءِ: 110].

 

وأشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، القائل مبشرا: "إن الله قد تكفل لي بالشام وأهله، فأبشِروا"، اللهُمَّ صلِّ صلاةً كاملةً، وسلِّم سلامًا تامًّا على نبي تَنحَلُّ به العُقَدُ، وتنفرج به الكُرَبُ، وتُقضى به الحوائجُ، وتنال به الرغائبُ، وحُسْنُ الخواتيمِ، ويُستسقى الغمامُ بوجهه الكريم، وعلى آله الطيبين الطاهرين.

 

فإذا اشتدَّ الكربُ وعَظُمَ الخطبُ، ويئسنا من الخلق، نادينا: يا ودود، روى ابن القيم أن تاجرًا ينتقل بين البلاد وكان ناسكًا وَرِعًا، فخرج في تجارته يحمل مالًا، فلقيه لص، قاطع طريق، فقال له: "أعطني ما معك من المال؛ فإني قاتلك"، قال: "خذ المال ودعني وشأني"، قال: "لا أريد المال، ولا أريد إلا قتلك"، قال: "أما إذا أبيت إلا قتلي فذرني أصلي أربع ركعات"، فقال اللص: "صل ما بدا لك"، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات، وكان في دعائه في آخر سجدة أن قال: "يا ودود، يا ودود، يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعَّال لما تريد، أسألك بعزك الذي لا يرام، وبملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني"، فإذا هو بفارس نزل من السماء وأنقذه من اللص بلمحة، وقال للتاجر: "قم من صلاتك، لقد استجاب الله لدعائك"، فقال التاجر: "من أنت، فقد أغاثني الله بك اليوم؟ !"، فقال: "أنا ملك من السماء الرابعة، دعوت بدعائك يا ودود، فسمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت بدعائك الثاني: يا ذا العرش المجيد، فَسُمِعَتْ لِأَهْلِ السَّمَاءِ ضَجَّةٌ، ثُمَّ دَعَوْتَ بِدُعَائِكَ الثَّالِثِ: يا مغيثُ، فَقِيلَ لِي: دُعَاءُ مَكْرُوبٍ، فَسَأَلْتُ اللَّهَ -تَعَالَى- أَنْ يُوَلِّيَنِي نجاتك فأغثتك"، فإنَّا نتوجه إليكَ يا ودود، واقفين بعرشك الأدنى، ننادي يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعَّالًا لما يريد، ندعوك يا ذا المنِّ والشانِ، أن تَكشِفَ ضرًّا مسَّ أهلَنا الضعفاء في غزة، وسائر فلسطين، ونسألك أن تديم الأمن عليهم، وأن تجعل بلادنا أَمنًا وأمانًا يا ربَّ العالمينَ.

 

يا مغيثُ: انقطعت الآمال من تلك الأصنام المقنَّعة، انقطع الرجاء من تلك الأنظمة الظالمة، انقطعت السُّبُل من تلك الزيارات الخادعة، التي تحمل في أروقتها الكذبَ والحقدَ والغلَّ للمسلمين، قولوا كثيرًا: يا ودودُ، أَدِمْ لُطفكَ بنا يا ودودُ.

 

أيها المؤمنون، أيها المسلمون في العالم، يا أهل الحل والعقد: فالكل مسؤول أمام الله، لقد تودد الله إليكم بالنعم، وتجلَّى عليكم باسمه الودود، ورزقكم من الطيبات، طعامًا وشرابًا وصحة وأمنًا، وسيقول لكم يوم الحشر، بلسان العتاب: "‌يَا ‌ابْنَ ‌آدَمَ ‌مَرِضْتُ ‌فَلَمْ تَعُدْنِي، فَقَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَوْ كُنْتَ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي أَوْ وَجَدْتَنِي عِنْدَهُ"، أما علمت أن عبادي الضعفاء مرضوا ولا دواء لهم؟ ! أما علمت أنك لو عدتهم لوجدتني عندهم؟ ! "يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ اسْتَطْعَمْتَنِي وَلَمْ أُطْعِمْكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا اسْتَطْعَمَكَ فَلَمْ تُطْعِمْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي، يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَكَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا اسْتَسْقَاكَ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ كُنْتَ سَقَيْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي "، قال: استسقاك الأطفال الرُّضَّع، فلم تسقهم، أما إنك لو سقيتهم لوجدت ذلك عندي، فاحذر أن تنقطع عنك نفحات اسم الله الودود، وبادر بعمل الخير للإنسانيَّة، فإن الإهمال والتقاعس هو وصمة عار في جبين الإنسانيَّة، ووصمة عار في جبين المجتمع الدوليّ، ووصمة عار في جبين الديمقراطية المزعومة وحقوق الإنسان.

 

لقد اهتم الخليفة عمر بن الخطاب بدابة عثرت؛ (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)[الصَّافَّاتِ: 24].

وإذا تركتَ أخاكَ تأكلُه الصعابُ *** فَاعْلَمْ يا أخاهُ بأنكَ ستُستَطابُ

ويَجِيءُ دَورُكَ بعدَه في لحظةٍ *** إِنْ لم يجئكَ كربٌ تَنهَشُكَ الصعابُ

إِنْ تَأكُلِ النيرانُ غرفةَ منزلٍ *** فالغرفةُ الأخرى سيُدرِكُها الخرابُ

 

"ليس بمؤمن مَنْ باتَ شبعانَ وجارُه إلى جَنْبِهِ جائعٌ وهو يعلمُ"، لقد تجلَّى اسم الله الودود، على الإنسانيَّة فبعث لهم رسول الرحمة محمدًا، -صلى الله عليه وسلم-، رؤوفًا بالرعية، ورؤوفًا بالإنسانية دونَ تحيُّزٍ، لقد سمع -صلى الله عليه وسلم- صوت طفل يبكي في صلاة الفجر فاختصَر القراءةَ وأنهى الصلاةَ رأفةً وشفقةً على الطفل الذي يَطلُب أمَّه في بكائه، وقد تودَّد اللهُ لهذه الأرض المبارَكة أَنْ جعَل رحلةَ العروج إلى السماء منها وقذف الله في قلوب أهل فلسطين الصبر والثبات، تودُّدًا منه -سبحانه- لينالوا الأجرَ بغير حساب، أجرَ الرباط وأجرَ الصبر؛ (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)[الزُّمَرِ: 10].

 

أيها المسلمون: قال صلى الله عليه وسلم: "لَا ‌يَزَالُ ‌اللهُ ‌يَغْرِسُ ‌فِي ‌هَذَا ‌الدِّينِ ‌غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ"، فلا تستخفوا بالدعاء والتذلل والافتقار إلى الله، فهو طاعة لله؛ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)[الْأَنْعَامِ: 42]، نتضرع إلى الله الودود في محنتنا وشدتنا، ونظهر عجزنا أمام ربنا القدير، ونظهر فقرنا أمام ربنا الغني، ونظهر ذلتنا أمام ربنا العزيز؛ (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ)[الْأَنْفَالِ: 9]، وعد الله أن: (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا)[النُّورِ: 55]، اللهمَّ أدم السكينة على أطفالنا، اللهُمَّ أدم الأمن والأمان في ديارنا، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله -عز وجل- حيي كريم، يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفرًا"؛ (وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)[يُوسُفَ: 87]، فاستغفِرُوه وادعوه، يا ودود.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله؛ (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[آلِ عِمْرَانَ: 26]، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ الغفور الودود، وأشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله، -صلى الله عليه وسلم-، القائل: "إن الغادر يُرفَع له لواءٌ يومَ القيامة، يقال: هذه غدرةُ فلانِ بنِ فلانٍ"، فالغادرون المتخاذلون الغادعون المتآمرون يستحقُّون غضبَ الله ولعنتَه، سيكتب التاريخُ غدرَهم وانبطاحَهم، رقصات على آهاتنا مُعلَنة، عن أي تجديد للخطاب الدينيّ ينادون؟! وعن أي شرعية دوليَّة تَقصِدُون؟! ومَنْ يشمت ويشتم أطفالَنا فقد أصابَ إيمانَه شظيةٌ مِنْ نفاقٍ؛ "لا يؤمن أحدُكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، فهل توفيت المروءة وانتقلت إلى رحمته -تعالى-، ففي حصار النبي -صلى الله عليه وسلم- في شعب أبي طالب قال زهير بن أبي أمية: "يَا أَهْلَ مَكَّةَ، ‌إِنَّا ‌نَأْكُلُ ‌الطَّعَامَ، ‌وَنَلْبَسُ ‌الثِّيَابَ، ‌وَبَنُو ‌هَاشِمٍ هَلْكَى، لا يُبَاعُونَ وَلا يُبْتَاعُ مِنْهُمْ! وَاللَّهِ لا أَقْعُدُ حَتَّى تُشَقَّ هَذِهِ الصَّحِيفَةُ الْقَاطِعَةُ الظَّالِمَةُ؛ ليأكلوا مما نأكل".

 

إلهي أنتَ أحنُّ على المستضعَفين منا؛ (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)[يُوسُفَ: 18].

 

إلهنا أنت رب الكون ومدبره، الخلق خلقك، والأمر أمرك، ومن يتوقع أنَّه يتحكَّم بالأحداث والأقدار فهو واهم؛ (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)[الْأَنْعَامِ: 18]، ويبقى المسرى مسجدًا بقرار سماوي؛ (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى)[الْإِسْرَاءِ: 1]، فالمحن والفتن تكشف الأقنعة، قلوب سوداء، وألسنة مسمومة، وذمم مشتراة، ويبقى من يتغنى بالشعارات التي أذاقتنا الويلات، وإلى الله المشتكى.

فمَنْ لم يطرُقْ أبوابَنا عندَ نكستنا *** فكيف الترحيبُ والبيوتُ عوامرُ

 

فقد رصدت الملائكةُ الأعمالَ، واطَّلَع اللهُ على الأعمال، رُفعت الأقلام، وجفَّتِ الصُّحُفُ.

 

إلهي: أغلقتِ الملوكُ أبوابَها، وبابك مفتوح للسائلين، يا حي يا قيوم، أنت حبيب المستغفرين، أنت أنيس المستوحشين، إلهي لقد جبرت بخاطر سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد طول حصار وشدة، وأملنا فيك أن تجبر بخواطرنا، وتديم أمنك علينا، وأملنا فيك أن ترفع عن غزة وفلسطين الحرب وأوزارها، وأملنا فيك يا الله أن تجبر بخواطر جميع الأسرى والمعتقَلينَ، إن القلب يكتب والعيون تبوح، والوجه يبتسم، والضلوع جروح.

 

اللهمَّ ارحم شهداءنا، وشاف جرحانا، واحفظ أقصانا، اللهُمَّ فك الحصار عن المحاصرين، وهيئ لهم من أمرهم فرجًا ومخرجًا، وأبدل خوفهم أمنا يا ربَّ العالمينَ، فأنت الحنان المنان، إلهي تلطف بالشيوخ والأطفال، والمسنين والنساء الثكالى، فالشدة أودت بالمهج، وبيدك تفريج الحرج، لا إله إلا أنت سبحانك إنَّا كنا من الظالمين.

 

اللهُمَّ اجز عَنَّا سيدنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- خير الجزاء، واجز عَنَّا علماءنا، ومشايخنا، ووالدينا خير الجزاء، اجز عَنَّا كل من تسبب لنا بخير خير الجزاء، اللهُمَّ يا مَنْ جعلتَ الصلاةَ على النبي من القُرُبات، نتقرب إليك بكل صلاة صليت عليه، من أول النشأة إلى ما لا نهاية للكمالات.

 

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].

 

ووفاءً لمن قضى نحبَه ولمن هم تحتَ الأنقاض سنصلي صلاة الغائب بعد الجمعة إن شاء الله -تعالى-، وأَقِمِ الصلاةَ.

 

 

المرفقات

ابتهال ودعوات ليفرج الله الكربات.doc

ابتهال ودعوات ليفرج الله الكربات.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات