إيمان ينجي وفتن مضلة

حسان أحمد العماري

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ كثرة الفتن في آخر الزمان 2/ الحكمة من تسليط الابتلاءات 3/ الاختبار الحقيقي لإيمان الفرد وقيمه وأخلاقه وصدقه 4/ سبل النجاة من الفتن والمخرج منها 5/ وجوب مراعاة حقوق الأخوة الإسلامية.

اقتباس

إن المؤمن لتضطرب الدنيا من حوله، وتموج بالفتن، فيثبت هو على الحق والخير.. وتتجاذبه الأحداث والدوافع، فيتشبث هو بإيمانه وتقواه وخوفه من لقاء ربه سبحانه.. ويتهاوى الناس وتسقط القيم ويضعف الإيمان وتضيع الأمانة وينعدم المعروف.. ويثبت على أخلاقه.. وتتزين الشبهات والمغريات للناس، ويتهافت الكثير على أبواب الكبراء والأتباع يأوون إليهم طلباً في مغنم دنيوي، وهو يأوي إلى الله يطلب رضاه ويرجو رحمته، فحفظ دينه ودنياه وآخرته وكتب لنفسه النجاة من فتن مضلة..

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على  الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كل شيءٍ  قائم به وكل شيءٍ خاضع له  غني كل فقير، وقوة كل  ضعيف، ومفزع كل ملهوف، من تكلم سمع نطقه ومن سكت علم سره، ومن عاش  فعليه رزقه، ومن مات  فإليه منقلبه،  كل ملك غيره مملوك، وكل قويٍ غيره ضعيف، وكل غنيٍ  غيره فقير، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدًا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً  ثم أما بعد: 

 

عباد الله: عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب في الناس يوماً فقال: "إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جُعلت عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تُنْكَر، فتجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يُزحزَح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه،... " (رواه مسلم: 1844) ..

 

لقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه وأمته من بعده إلى يوم القيامة بأنهم ومن خلال مسيرة حياتهم سيتعرضون للفتن والابتلاءات والمحن في الدين والنفس والمال والأهل والأولاد والمجتمع والوطن، وأن هذه الفتن سنة من سنن الله في خلقه، وبيّن -سبحانه وتعالى- أن الحكمة منها هو التمحيص بين البشر والتمييز بين الصادق في إيمانه والكاذب، وبين المؤمن والمنافق، وبين الخبيث والطيب، وبين الخير والشر، وبين الحق والباطل، وبين من يستحق التأييد الإلهي في الدنيا وجنته ورضوانه في الآخرة وبين من يستحق غضبه وسخطه في الدنيا وعذابه وناره في الآخرة..

 

ومن ذلك رفع الدرجات وتكفير السيئات وتلك إرادة الله وحكمته في خلقه ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه سبحانه.. قال تعالى: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء 35].. وقال تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ) [آل عمران : 186]..

 

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه، وولده، وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة"، (صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة": 2280)..

 

قال ابن القيم: "فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا، والله -سبحانه - إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله، يستفرغ به من الأدواء المهلكة، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه: أهَّله لأشرف مراتب الدنيا، وهي عبوديته، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه" انتهى" (زاد المعاد : 4 / 195).

 

أيها المؤمنون/ عــباد الله: إن الاختبار الحقيقي لإيمان الفرد وقيمه وأخلاقه وصدقه مع الله وحبه للخير إنما يكون وقت الشدة حينما تظهر حقائق النفوس.. قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [الحج: 11]..

 

إن المؤمن لتضطرب الدنيا من حوله، وتموج بالفتن، فيثبت هو على الحق والخير.. وتتجاذبه الأحداث والدوافع، فيتشبث هو بإيمانه وتقواه وخوفه من لقاء ربه سبحانه.. ويتهاوى الناس وتسقط القيم ويضعف الإيمان وتضيع الأمانة وينعدم المعروف.. ويثبت على أخلاقه.. وتتزين الشبهات والمغريات للناس، ويتهافت الكثير على أبواب الكبراء والأتباع يأوون إليهم طلباً في مغنم دنيوي، وهو يأوي إلى الله يطلب رضاه ويرجو رحمته، فحفظ دينه ودنياه وآخرته وكتب لنفسه النجاة من فتن مضلة..

 

وفي الحديث السابق ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كلما ظهرت فتنة وظن الإنسان أنها ستكون نهايته يأتي الفرج من الله، ثم تأتي أخرى أشد من الأولى "فيقول الإنسان هذه مهلكتي".. وهكذا.. وقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن النجاة من هذه الفتن، وأن المخرج منها والنجاة إنما يكمن في تقوية الإيمان بالله واليوم الآخر.. فقال: "فمن أحب أن يُزحزَح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر".. وصدق الله إذ يقول: (فمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) [آل عمران: 185] ..

 

 إنه الإيمان بأن لك ربّاً يراك، ويحصي أعمالك إن خيراً فخير، وإن شراً فشر وأن هناك يومًا آخر.. هو يوم الفصل والجزاء والحساب يقول سبحانه وتعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ) [البقرة: 177].

 

أيها المسلم: ما من نبي إلا ودل قومه على هذا الإيمان وحذرهم من الغفلة عنه قال تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا اليَوْمَ الآَخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [العنكبوت:36]، وقال تعالى: (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) [النساء: 136].

 

عبــاد الله: عندما ضعُف الإيمان بالله واليوم الآخر فسدت القلوب، وكثرت الذنوب، وظهر الظلم والجشع والعدوان في أبشع صوره، وتعدى الإنسان على أخيه الإنسان، وأصبح المرء لا ينظر إلا إلى مصلحته دون غيره، وأصبحت الغاية تبررها الوسيلة والتعامل المادي بين البشر شعار الوقت ودستور الزمان، إلى جانب كثرة الهموم والقلق النفسي الذي أصاب كثيرًا من أبناء هذه الأمة.. وأصبح الناس في غفلة لن يدركوا خطرها حتى يداهمهم الموت وعندها لا ينفع الندم قال تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ  مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) [الأنبياء:1- 2]، وقال تعالى:  (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كسبت وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [البقرة:281].

 

 عندما ضعف الإيمان بالله واليوم الآخر عق الابن أباه، وهجر الأخ أخاه، وضُيعت الأمانات، وظهرت الخيانات وسُفكت الدماء، وأصبح المرء لا يعطي للدين وزناً ولا للشرع قدراً ولا للأخلاق أهميةً  في سلوكه وتعاملاته..

 

لقد نسينا أن هناك يوماً آخر ولقاء أمام ملك الملوك للجزاء والحساب ففسدت قيمنا وساءت تصرفاتنا وتجرأنا على الحرام وانتهكنا الحدود، وقُتلت النفس المعصومة وحاد القاضي عن الحق، وضيع الحاكم رعيته، وظهر الغش وقل الإنتاج، وضعف المعروف بين الناس، واختفت الأخوة وبرزت العصبية الجاهلية للأوطان والأنساب والقبائل والأحساب، وظهرت الفتن الطائفية والمذهبية والتعصب للأفراد فأوغرت الصدور بالحقد والحسد والضغائن وحل التقاطع وقامت الحروب وغير ذلك، فهل يوجد بمن هذه صفاته.. هل يوجد في قلبه ذرة من إيمان.. وهل أدركنا خطورة الركون إلى الدنيا والغفلة عن الآخرة؟!

 

   وانظروا إلى الإيمان بالله واليوم الآخر كيف يردع صاحبه ويهديه إلى الحق فعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: جاء رجلان من الأنصار يختصمان إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مواريث بينهما قد درست ليس بينهما بينة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنكم تختصمون إليَّ، وإنما أنا بشر، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، وإنما أقضي لكم على نحو مما أسمع منكم، فمن قضيت له من أخيه شيئًا؛ فلا يأخذه؛ فإنما أقطع له قطعة من النار يأتي بها يوم القيامة" (الصحيحة للألباني: 455)، فارتعب الرجلان وخافا لأن هناك يومًا آخر لا مفر منه،  ولأن المطلع على ما في الضمائر هو الله الذي لا تخفى عليه خافية، فبكى الرجلان، وقال كل واحد منهما: حقي لأخي ! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما إذا قلتما؛ فاذهبا فاقتسما؛ ثم توخيا الحق، ثم استهما، ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه"..

 

إننا أحوج ما نكون اليوم  إلى هذا الإيمان لنضع حدّاً للدماء التي تُسفك والأرواح التي تُزهق والخصومات والنزاعات التي تفسد حياتنا، وتدمر أوطاننا وتحول حياتنا إلى جحيم لا يطاق.. إننا بحاجة إلى تقوية الإيمان بالله وتذكر الموت وما بعده لنلجم نفوسنا عن الشر والمنكر والبغضاء والشحناء لبعضنا البعض..

 

إننا بحاجة إلى هذا الإيمان لتتآلف القلوب وتتوحد الكلمة وينبذ الخلاف وتختفي العداوة، وينتشر الحب والتراحم والتسامح بيننا ويكفينا حروب وصراعات واختلافات.. اللهم زكِّ نفوسنا وحسِّن أخلاقنا وأهدنا إلى كل خير.. قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

 

 

الخطبة الثانية: 

 

عبـاد الله: لتكن الإخوة الإيمانية رابطة كل مسلم مع إخوانه، وليسعَ كل مسلم لجعلها سلوكاً عملياً في الحياة؛ يرضي بها ربه ويقوّي بها صفه، ويحفظ بها أمته ومجتمعه ووطنه..

 

واحذروا الفتن والحروب والصراعات والظلم والتقاطع والحسد والغل وسوء الظن تجاه إخوانكم المسلمين .. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى ها هنا- ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه" (رواه مسلم).

 

واحذروا الاختلاف الذي يقود إلى الهلاك..  إن الإمام في المسجد يذكرنا في كل صلاة في اليوم خمس مرات ويحذرنا من اختلاف القلوب لخطورة الأمر وأثره في حياة الأمة عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ -رضي الله عنه-، قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلَاةِ، وَيَقُولُ: "اسْتَوُوا، وَلَا تَخْتَلِفُوا؛ فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ،لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ" (مسلم: 432)..

 

ولن يضيع الله أعمالكم ولن يخيب ظنكم ولن يرضى لعباده إن صدقوا معه وأنابوا إليه إلا كل خير، ولا بد أن تكون لدينا ثقة بالله وفضله وكرمه..

 

 فاللهم سلِّم قلوبنا من كل غفلةٍ، وبعِّد قلوبنا عن كلِّ جفوة، واجعلنا من عبادك الذاكرين، واجعل قلوبنا ليِّنةً بطاعتك، هانئة مطمئنة بحسن بعبادتك، واكتبنا من الصالحين..

 

اللهم احفظنا بالإسلام قائمين, وقاعدين, ولا تشمت بنا العداء الحاسدين, وقوِّ إخوتنا ووحد صفنا وانصرنا على من عادانا، واحقن دمائنا وألِّف بين قلوبنا، ورد كيد عدونا وامكر لنا ولا تمكر علينا برحمتك يا أرحم الراحمين....

 

 هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].

 

 

 

المرفقات

ينجي وفتن مضلة

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات