أخوة الدين وأثرها على الأمة

أسامة بن عبدالله خياط

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ أهمية الأخوة 2/ فضل الأخوة في الدين 3/ كيفية الحفاظ على الأخوة في الدين 4/ حرمة الفرقة والاختلاف

اقتباس

فإن الله تعالى -كما قال بعض أهل العلم- قد وثق صلات المسلمين خاصة بلحمة أقوى من النسب.. هي لحمة العقيدة بما ينشأ عنها من وجدان مشترك وتآلف وتعاطف وتعاون وإخاء؛ لأن صلة الدم أو الجنس قد يمسها فتور وهي أشد ما تكون قرابة، أما وحدة العقيدة فإنها قرابة قوية دائمة متجددة.. يذكرها المسلمون وهم ينطقون بالشهادتين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) في سرهم وجهرهم ..

 

 

 

 

 

الحمد لله الذي أمر عباده بالاعتصام بحبله ونهى عن التفرق والتنازع أمة الإسلام، أحمده -سبحانه- وأشكره على آلائه الجليلة ونعمه العظام، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله.. وخيرته من خلقه سيد الأنام، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه الأئمة المتقين الأبرار الأعلام.

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-، واذكروا أنه خلقكم لعبادته.. فاعبدوه مخلصين له الدين؛ فالسعيد من أخلص دينه لله وتابع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

أيها المسلمون: لقد كان من نعم الله العظيمة وآلائه الجليلة نعمة الأخوة في الدين.. تلك الأخوة التي أخبر عنها -سبحانه- بقوله (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ...) [الحجرات:10]، وجعلها رابطة أساسها العقيدة وعمادها الإيمان؛ إذ الإيمان قوة جاذبة تبعث أهلها على التقارب والتعاطف والتواد.. ولا تنافر بين قلوب اجتمعت على إيمان بالله وعلا لها حب شديد لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-.. إنه التآلف الذي أشار إليه -عز اسمه- بقوله: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال:63].. ذلك التآلف الذي امتاز به مجتمع المؤمنين، والذي صور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واقعه في هذا المثل النبوي المشرق فقال: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد.. إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ".. أخرجه مسلم في الصحيح.

فإن الله تعالى -كما قال بعض أهل العلم- قد وثق صلات المسلمين خاصة بلحمة أقوى من النسب.. هي لحمة العقيدة بما ينشأ عنها من وجدان مشترك وتآلف وتعاطف وتعاون وإخاء؛ لأن صلة الدم أو الجنس قد يمسها فتور وهي أشد ما تكون قرابة، أما وحدة العقيدة فإنها قرابة قوية دائمة متجددة.. يذكرها المسلمون وهم ينطقون بالشهادتين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) في سرهم وجهرهم، ويذكرونها في صلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجهم البيت.. كما تراه هذه الأيام المباركة في اجتماع الإخوة في الله في رحاب بلد الله وفي أرجاء حرمه وفي ظلال بيته، ويذكرونها أيضا في طاعتهم لله وخضوعهم له واستعاذتهم به، ويذكرونها في كل لمحة عين أو خفقة قلب أو تردد نفس..

من أجل تثبت هذه الأخوة والحفاظ على هذه الوحدة جاء في كتاب الله أمر الأخوة في الدين بالاعتصام بحبل الله.. الذي هو (دين الله) في قول حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن العباس -رضي الله عنهما- أو (الجماعة) في قول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أو (القرآن) في قول غيرهما؛ لأن الاجتماع حول كتاب الله يضمن الأساس المتين للوحدة؛ إذ ليس من الممكن اجتماع القلوب على غير شيء.. وليس من المقبول أن تجتمع على باطل، بل يجب أن يكون اجتماعهم على الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. وإذا توفر من هذه الاجتماع أسلوبه الذي تلتقي عنده القلوب وتنتفي الأهواء فقد سلم البناء واستبان المنهج واطمأن المسلمون، لكن على أن يكون هذا الاعتصام بحبل الله مستغرقا جميع أبناء المجتمع المسلم.. شاملا كل أطراف الأمة المسلمة.. لا يتخلف عنه شخص واحد ولا يشذ عنه فرد، كما قال -عز اسمه-: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران:103].

عباد الله.. إن استشعار هذه النعمة المباركة يستوجب كمال العناية بأمرها وتمام الرعاية لحقوقها وشدة الحرص على صيانتها في كل ما يعكر صفوها أو يوهن عراها أو يصدع بنيانها مهما صغر شأنه وقل ضرره؛ ولذا جاء نهي المسلم عن الإشارة إلى أخيه بحديدة.. ففي صحيح مسلم: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: " قال أبو القاسم -صلى الله عليه وسلم- من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي.. وإن كان أخاه لأبيه وأمه ".

وورد أيضا نهيه عن الإشارة إلى أخيه بالسلاح؛ ففي الصحيحين: عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " لا يشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح؛ فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يديه فيقع في حفرة من النار ". وجاء الحديث بصيغة النفي "لا يشير" لإفادة أن هذا لا يفعله المؤمن ولا يقع منه، وهذا أبلغ النهي كما قال أهل العلم بالحديث.

ونهي المسلم أيضا أن يروع مسلماً؛ فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه بإسناد صحيح: عن أبي عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه قال: " حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه، ففزع الرجل؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا يحل لمسلمٍ أن يروع مسلماً ".

ثم ترقى من ذلك إلى النهي عما هو أعظم من ذلك خطرا وأشد ضررا.. وهو الاقتتال بين الإخوة في الدين؛ لأن هذا الاقتتال دليل صادق على التنكر لهذه الأخوة والجحود لهذه النعمة؛ ولأنه فعل مشابه لفعل الكفار الذين يضرب بعضهم رقاب بعض.. فقال -عليه الصلاة والسلام- في خطبة يوم النحر بعد أن ذكرهم بحرمة هذا اليوم وحرمة البلد الحرام والشهر الحرام، قال: " فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا حتى تلقوا ربكم، ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد؛ فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ".. قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: والذي نفسي بيده إنها لوصيته بيده.. لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض أخرج البخاري في صحيحه.

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " كل المسلم على المسلم حرام.. دمه وماله وعرضه... " الحديث..

ولما كانت بواعث التنازع بين المؤمنين كثيرة يصعب وقفها ومنع تأثيرها بصفة دائمة.. فقد شرع الله سبيل الوقاية التي تحجز الإخوة في الدين عن التنكر لهذه الإخوة وتدرأ عنهم سوء العاقبة المترتبة على ذلك؛ فأمرهم بالاحتكام إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم -صلوات الله وسلامه عليه- لأنه الطريق الذي يبلغون به الآمال ويدركون به المنى ويضمنون به العدالة وتطمئن له القلوب وتذعن له النفوس؛ فقال -عز من قائل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [ النساء:59].

فإذا حدث بعد ذلك ما يحذر منه فاحتدم القتال بين المؤمنين فإن الله لم يتركهم يفني بعضهم بعضا، بل بين لهم أي مسلك يسلكون وفي أي الدروب يسيرون لوقف الاحتراب وإطفاء نار الفتنة وإعادة السلام؛ فقال -سبحانه-: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الحجرات:9].. وفي هذا من الرحمة بالمؤمنين والشفقة عليهم وإرادة الخير بهم ما لا منتهى له ولا حد يحده.

فاتقوا الله عباد الله، واذكروا نعمة الله عليكم إذ جعلكم من بعد العداوة إخوانا، واعملوا على القيام بحقوق الإخوة في الدين.. وحذار من سلوك سبيل الفتنة؛ فليس وراء ذلك إلا البوار والدمار وغضب العزيز الجبار.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال:46].

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وبسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

إن الحمد لله، ونحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد:

فيا عباد الله: قال بعض أهل العلم تعليقا على قول الله -تعالى-: (ولا تتازعوا..) الآية: إن الله يبغض إلينا التفرق والاختلاف لأنه أول الوهن وباب الفشل والضياع، والفاشل لا وزن له في هذه الدنيا ولا مكانة له في الآخرة.. بل إنه -سبحانه- يحذرنا من السير على نهج المتفرقين والاقتداء بهم لأنه أعد لهم أسوأ العقاب عنده جزاء تفرقهم، فقال -سبحانه-: (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران:105]..

فإذا مضينا في طريق الفرقة وأضعنا هدف الأمة وتقطعنا فرقا وأحزابا وتمزقنا رءوسا وأذنابا فإن أول ما فرضه ربنا علينا هو براءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منا وانفصاله عنا؛ لأن الأمة التي دعا إليها وأرادها لحمل دعوته لا تعرف الفرقة.. إنما هي أمة واحدة ربها واحد وكتابها واحد وصفها واحد، كما قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) [ الأنعام:159] انتهى.

فاتقوا الله عباد الله، وسارعوا إلى كل سعي لرأب الصدع وجمع الشمل ووحدة الصف وإهالة التراب على بوادر الفرقة وأسباب الشقاق.. واذكروا على الدوام أن الله -تعالى- قد أمركم بالصلاة على خاتم النبيين وإمام المرسلين ورحمة الله للعالمين؛ فقال -سبحانه- في الكتاب المبين: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الأربعة -أبي بكر وعمر وعثمان وعلي- وعن سائر الآل والصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا خير من تجاوز وعفا.

اللهم أعز الإسلام والمسلين.. اللهم أعز الإسلام والمسلمين.. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واحم حوزة الدين، ودمر أعداء الدين وسائر الطغاة والمفسدين، وألف بين قلوب المسلمين ووحد صفوفهم، وأصلح قادتهم واجمع كلمتهم على الحلق يا رب العالمين..

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- وعبادك المؤمنين المجاهدين الصادقين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق أمامنا وولي أمرنا وهيئ له البطانة الصالحة، ووفقه لما تحب وترضى يا سميع الدعاء.. اللهم وفقه وولي عهده وإخوانه إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين يا رب العالمين، وإلى ما فيه صلاح العباد والبلاد يا من إليه المرجع يوم التناد.. اللهم احفظ هذه البلاد حائزة لكل خير سلامة من كل شر وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.

اللهم إنا نسألك أن تكفينا أعداءك وأعداءنا بما شئت يا رب العالمين.. اللهم إنا نسألك أن تكفينا أعداءك وأعداءنا بما شئت يا رب العالمين.. اللهم إنا نسألك أن تكفينا أعداءك وأعداءنا بما شئت يا رب العالمين، اللهم إنا نجعلك في نحور أعدائك وأعدائنا ونعوذ بك من شرورهم.. اللهم إنا نجعلك في نحور أعدائك وأعدائنا ونعوذ بك من شرورهم.

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنينا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر.. اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، واختم بالصالحات أعمالنا..

اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا.. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصل الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
 

 

 

 

 

 

المرفقات

الدين وأثرها على الأمة

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات