أحداث تكشف الأخلاق (2)

عبد العزيز بن عبد الله السويدان

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات: بناء المجتمع
عناصر الخطبة
1/ من الناس من يعبد الله على حرف 2/ ثبات الرجال عند الأزمات 3/ حاجة المجتمع إلى الرجال الثابتين على المبادئ 4/ التحذير النبوي من عدم الثبات على المبادئ 5/ طغيان الثقافة الغربية وضرورة الوعي والوقوف على خطورة الأمر 6/ صفات أهل الثبات 7/ أهمية تربية أنفسنا على الثبات في المواقف

اقتباس

نريد أن نربي أنفسنا على صدق الموقف، وأن نثبت على قيم ديننا، وفضائل أخلاقنا، مهما تغير الزمان، وأن نعي التيارات التي تحاول حرفنا عن منهج الستر والحياء، ومنهج القوة والعدالة الذي يرضاه ربنا جل في علاه، ومنهج نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ..

 

 

 

 

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

يقول الحق -سبحانه وتعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [الحج:11]، يعبد الله على حرف، أي على شك، أو على انحراف، أو على طرف الدين لا وسطه.

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كان الرجل يقدم ‏ ‏المدينة ‏ ‏فإن ولدت امرأته غلاما ونتجت خيله قالَ هذا دين صالح؛ وإن لم تلد امرأته ولم تنتج خيله قالَ هذا دين سوء"، ضعيف الإيمان، لا يصمد أمام الابتلاء، بل إن مواقفه كلها مربوطة بشهواته؛ فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه.

وبعضهم يفتن في الأذى، نسأل الله السلامة والعافية، (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ)‏ [العنكبوت:10].

أيها الإخوة: إن الرجال يُعْرَفون على الحقيقة عند الأزمة، فهنالك مَن يثبتون لمعتقداتهم وقيمهم وأخلاقهم، فلا يتنازلون عن شيء منها، لا يوالي أحدهم أو يعادي من أجل الدينار والدرهم، أو يطيع أي مخلوق في معصية الخالق، ولا يؤذي المسلمين الغافلين؛ تزيفاً لسيد، أو تهيُّؤاً لمنصب، ويضبط لسانه عند الغضب، فلا يسبق لسانه عقله فيطلق امرأته وأم أولاده إثر نزغة شيطان عابرة.

ليست الأحلام -أي العقول- في حال الرضا؛ إنما الأحلام في حال الغضب، قال احد الحكماء: ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن: لا يعرف الحليم إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا في الحرب، ولا الأخ إلا عند الحاجة.

فالصفة ما لم تمتحن فلن تنسب لصاحبها، ولن يستحقها حتى يرى مدى صدق تلك الصفة في أفعاله وشخصيته، فعند أبي القاسم البغوي بإسناد حسن، والخطيب في الكفاية، وغيرهما، أن رجلاً شهد عند عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقال له عمر: لست أعرفك، ولا يضرك ألَّا أعرفك، فأتِ بمَن يعرفك حتى أقبل شهادتك، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا أَعْرِفُهُ. قَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ تَعْرِفُهُ؟ قَالَ: بِالْعَدَالَةِ، وَالْعَقْلِ. قَالَ: هُوَ جَارُكَ الأُولَى الَّذِي تَعْرِفُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، وَمُدْخَلَهُ وَمُخْرَجَهُ؟ قَالَ: لا. فَقَالَ: فَعَاملكَ بِالدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ، اللَّذَيْنِ يُسْتَدَلُّ بِهِمَا عَلَى الْوَرَعِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَرَفِيقُكَ فِي السَّفَرِ الَّذِي يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى مَكَارِمِ الأَخْلاقِ؟ قَالَ: لا. قال: أراك رأيتَه يرفع رأسه ويخفضه في المسجد، لَسْتَ تَعْرِفُهُ، ثُمَّ التفت لِلرَّجُلِ: ائْتِ بِمَنْ يَعْرِفُكَ.

معاشر الإخوة: لا أحد يزعم الكمال، ولا نصفه ولا حتى ربعه، ولا يكفي السعي والجد في محاولة الوصول إلى شيء من ذلك.

ولا شك أن الناس يكادون يجمعون على أن المجتمع في حاجة ماسة لا إلى كثرة الرجال فحسب؛ وإنما إلى رجال الثبات على المبادئ الشريفة، والأخلاق الفاضلة، فما الثناء على الكم والعدد إلا باصطحاب الكيف والنوع، أما العدد هكذا فلا.

في قصة طالوت وجنوده جاء القرآن بأسلوب الاستفهام المعرب عن الكثرة، جاء بـ "كم" الخبرية وأدخل عليها "مِن"، فقال (كَمْ مِنْ) للإمعان في كثرة وقوع ذلك.

(كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ) [البقرة:249]، هذه مقالة صفوة جنود طالوت لما سمعوا المخذلين يقولون: (لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ) فأدركوا الموقف بهذه المقالة وأنقذوه.

(كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ) مقالة نابعة من سويداء قلوب الذين يظنون أنهم ملاقو الله، (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ).

نابعة من قناعة كالحديد، فالفئة القليلة الغالبة فيها من الصفات الشريفة من قوة القلب، ورباطة الجأش، وقبل ذلك الإيمان الراسخ بقوة الله تعالى، والتوكل عليه، والثبات على هذا المعتقد، وعدم الحيدة عنه.

صفات ليست عند الفئة الكثيرة، هذه الصفات هي التي حسمت الموقف لا الكثرة (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ) [251].

ولما طلب عمرو بن العاص المدد من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في فتح مصر كتب إليه عمر: أما بعد: إني قد أمددتك بأربعة آلاف رجل، على كل ألف رجل منهم مقام الألف، هم: الزبير بن العوام، والمقداد بن عمرو، وعبادة بن الصامت، ومسلمة بن مخلد.

أربع رجال بأربعة آلاف رجل! بل قبل ذلك لما حاصر خالد بن الوليد الحيرة وطلب من أبو بكر مددا ما أمده إلا برجل واحد فقط: القعقاع بن عمرو! وقال في كتابه: "لا يُهزَم جيش فيه مثله" وقال: "إن صوت القعقاع في الجيش خير من ألف مقاتل".

وليس الثبات في القتال هو المقصود باستحضار هذه الأمثلة؛ كلا! ولا الشجاعة ولا الإقدام؛ وإنما المقصود هو الشخصية الثابتة الواثقة بشكل عام.

الشخصية التي لا تهزها رياح الفتن، ولا تضعفها أباطيل المرجفين، الشخصية التي تثبت على صفاء منهجها، الذي آمنت أنه الحق، ولم تبدل، كما في قوله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) [الأحزاب:23].

يا أبا بكر، هل سمعت ما يقول صاحبك؟! يزعم أنه يذهب إلى البيت المقدس ويعود في ليلة واحدة! أوَقَالَ ذلك؟ قالوا: نعم، قال: فقد صدقكم، إني أصدقه بخبر السماء، بالخبر يأتيه من السماء.

الشخصية الثابتة على منهجها، إن الذي يتعالى بعقله على منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان، ويحاول صرف أذهان الناس عن فهم أولئك بنصوص الكتاب والسنة بإيراد فهم جديد، ويتباهى باكتشافه، ما لم يتنبه له العلماء، ما لم يتنبه له سماحة الشيخ الإمام ابن باز ولا الشيخ ابن عثيمين ولا الشيخ الألباني -رحمهم الله- ولا قرناؤهم، بعد أن كان هو يوما ما ملتزما بمنهجهم، منافحا عنهم؛ بحجة تغير العصر، الذي يفعل ذلك في الحقيقة يزعم أنه أفهم منهم، وأعلم منهم، وأحكم منهم، وأورع منهم، ولو لم يقل ذلك صريحا بلسانه.

ويجب أن يتنبه إلى أن القضية هنا ليست مسألة فقهية عابرة خالفهم فيها، لا، ولا اجتهادا اجتهدوه لا نص فيه ولم يناقض مقصداً من مقاصد الشريعة، أبدا، القضية ليست كذلك، ولو كانت كذلك لهان الأمر، فالعالم، مهما بلغ من العلم، يبقى غير معصوم من الخطأ؛ ولكن القضية استبدال منهج كامل قائم على أخلاق النبوة في التعامل مع مجريات الحياة ومستجدياتها.

وهنا يجري تقويم الثبات على الحق، وهنا يمتحن الرجال، وهو ما حذر منه -صلى الله عليه وسلم- صاحبته ومن سيأتي من بعدهم لما قال: "مَن يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثاتِ الأمور!".

إن العلم الطبيعي شيء والثقافة شيء آخَر، العلم الطبيعي والتقنية مطلب كل عاقل، سواء كان متدينا أو حتى ملحدا؛ ولكن الثقافة التي بها ينظر إلى الأشياء وتتصور الأشياء وتضبط المبادئ والقيم يجب أن تصان من التحريف والتبديل، يجب أن تصان، وإذا كانت نابعة من الدين تأكد الصون.

لما تراجع المسلمون عن القيادة تراجعت معهم ثقافتهم، وأطفأ نورها، وحصل اختلاف في الأمة كبير، وجرت سنة الله في تبعات الغالب والمغلوب، واستبدل العالم شرقا وغربا ثقافة الإسلام بثقافة الغرب.

ولقد أشار الشيخ صالح الحصين -الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي- في كلمة افتتح بها "ملتقى المراة السعودية ما لها وما عليها" السبت الماضي، أشار في كلمته إلى أثر تسلط الفكر الغربي وثقافته على الكرة الأرضية بمجمعها لفترة طويلة من الزمان، يقول جزاه الله خيرا: "كيف تسلط هذا الفكر على الكرة الأرضية بفترة طويلة من الزمان؟ وكيف تأثرنا بها نحن؟ بل وتورثانها حتى تشربناها والتصقت بمجتمعاتنا وفكرنا التصاق اللحم بالعظم؟! واستقرت في اللاشعور، تقودنا وتميل بنا ذات اليمين والشمال ونحن لا نشعر!.

الثقافة الغربية! إنها العبودية الفكرية الغربية، أي نعم! ما زلنا -ولله الحمد- نصلي ونزكي ونصوم ونحج؛ ولكن أثر الفكر الغربي والثقافة الغربية واضح على الرؤى والأفكار والمفاهيم خاصة فيما يتعلق بالحقوق والقيم، ويزيد أثر تلك الثقافة وضوحا يوماً وراء يوم، ولم يقف أثرها عند عامة الناس فقط؛ بل ألقى بظلاله على الخاصة أيضا، حتى ظهر أثرها على أطروحات فئة من الدعاة وطلبة العلم الشرعي، وأصبحت تلك الثقافة الغربية مقياسا لكثير من القيم، وأصبحت مصطلحاتها مرجعاً يُستند إليه حين التقييم، كمصطلح الحرية بجميع جوانبها، كحرية المرأة، حرية التعبير، حرية المعاشرة الجنسية، حرية التدين، حرية اختيار الجنس، وكمصطلح حقوق الإنسان بمفهوم تلك الثقافة طبعا، وغيرها من المصطلحات التي تدور في عالمنا الإسلامي بكل أريحية وقبول.

وقد أشار الشيخ إلى ضرورة التنبه إلى أثر تلك الثقافة علينا عند النظر في موضوع حقوق المرأة المسلمة، وأنه حتى نخرج بالنظرة الصحيحة الصافية تجاه حقوق المرأة فإنه يجب أولا أن نتحرر من رق تلك الثقافة، وأن ننآى بعقولنا من ثقافة الفكر الغربي في مثل هذه القضايا الثقافية...

وبالرغم من غزارة طرحه مساء اليوم حول هذه القضية الحساسة إلا أنه صباح اليوم التالي، وبعد كلمة ألقيت حول موضوع حقوق المرأة في النظام السعودي، دخلت امرأة إعلامية وقالت في نهاية كلماته: "متى تتحرر المرأة من وصاية الرجل؟!"...

وقد ردَّت عليها إحدى الأكاديميات الفاضلات ردا جذلا طيبا، ويهون الأمر إذا صدر هذا الكلام من إعلامي أو إعلامية وعت أم لم تعِي كلام الشيخ، ولكن الخوف إذا غرد في الجو نفسه طالب العلم الشرعي.

فقد داخل أحد الشرعيين مداخلة أشار فيها إلى ضرورة إعادة النظر في حقوق المرأة، وألمح إلى مسألة غطاء الوجه، وأنه ينبغي أن يكون من حقها كشف الوجه في ظل المتغيرات، فأجابه المحاضر إجابة هادئة وافية لعل فيها تعديلا لنظرته.

الشاهد أنه حتى ذلك الشرعي، وبالرغم من استفاضة الشيخ صالح بالأمس حول ضرورة التحرر من رق الفكر الغربي الذي منه نقض الحجاب بشكل عام، وبغطاء الوجه بشكل خاص، قد بان أثر مفهوم الفكر الغربي عليه من حيث يعلم أو لا يعلم.

أسأل الله تعالى أن يثبتنا على هداه، وأقول هذا القول فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من سار على نهجه واهتدى بهداه إلى يوم الدين.

أما بعد: فقد أثنى الله تعالى على عباده بالعديد من الصفات الجميلة، ومنها قوله تعالى: (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة:177].

هناك وفاء بالعهد فلا حيدة، وهناك صبر في البأساء والضراء وحين البأس فلا جزع، فهذه الصفات بلا شك من دلائل الصدق والتقوى، نحن بحاجة إلى القوي؛ لكن بشرط ألا يعطل قوته عند الحاجة، وألا تخور قواه عند الفتن، وبحاجة إلى الأمين الذي يستأمن على كل شيء، على الدين وعلى المال وعلى الكلمة وعلى أية مسؤولية؛ لكن قبل ذلك يكون ثابتا على أمانته، لا يخون ولا يغدر في السر.

وصفة أي صفة لا قيمة لها ما لم تكن صادقة، بحيث يكون الإنسان ثابتاً على مبدئه، يصبر عليه ويحتسب، ولا يتنازل عنه تحت ضغط واقع، ولا يبيعه بأي ثمن.

معاشر الإخوة: نريد أن نربي أنفسنا على صدق الموقف، وأن نثبت على قيم ديننا، وفضائل أخلاقنا مهما تغير الزمان، وأن نعي التيارات التي تحاول حرفنا عن منهج الستر والحياء، ومنهج القوة والعدالة الذي يرضاه ربنا جل في علاه، ومنهج نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وخلفائه الراشدين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين.

 

 

 

 

 

 

المرفقات

تكشف الأخلاق (2)

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات