آفات اللسان - 4

ناصر بن محمد الأحمد

2013-04-06 - 1434/05/25
عناصر الخطبة
1/ خطورة اللسان 2/ آفات اللسان 3/ آفة الغناء ومساوئها 4/ تعظيم شعائر الله 5/ آفة عظيمة من آفات اللسان

اقتباس

آفة الغناء من أعظم الابتلاءات التي ابتُليت بها أمتنا؛ لأن الغناء، يُحسّن الكلام القبيح، ويزخرفه ويزينه في نفوس الناس، فيزداد قبوله، ويكثر الاقبال عليه، حتى إنك لترى الكبير والصغير، يغني بلسانه وقلبه، وجسمه يتمايل يمنةً ويسرة، وقد سكر من الغناء، وثمل من الطرب، حتى إن المذاهب الهدامة، والعقائد الفاسدة، والأفكار النتنة، رُوّج لها عن طريق الغناء، فضلاً عن...

 

 

 

 

 

إن الحمد لله..

 

أما بعد: لم ينته حديثنا معكم، عن آفات اللسان، وما أدراك ما هي آفات اللسان.

 

يها المسلمون: هناك آفات معينة، هي التي تنصبّ حديثنا عليها في هذا الأسبوع، لا تخطر في البال إنها من آفات اللسان؛ وذلك لأسباب معينة، إما لجهل الناس وعدم علمهم بهذه الآفة، أو لكثرة انتشارها، حتى تبلدت الأحاسيس، وطُمس القلب، ورُئي أن هذه الآفة من ضروريات الحياة، لا يمكن الاستغناء عنه.

 

فإتمامًا للموضوع نذكر لكم أحد هذه الآفات، التي عمت بها البلوى في مجتمعاتنا، ولا تنتبه لها غالب الناس.. إنها من آفات اللسان، وهي الآفة السابعة، وهو الغناء، نعم ذلكم الغناء الذي تطلقه ألسن المغنيين والمغنيات.

 

 نعم، ذلكم الغناء آفة من آفات اللسان والذي انتشر في بيوتنا وشوارعنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، حتى اعتاده الناس، ولم يرو فيه بأسًا ولم يعرفوا أنها من آفات اللسان، بل وصل الحال ببعض المسلمين، أنه يحس بضيق في نفسه، لو افتقده فترة من الزمن، يحس أنه قد فقد شيئًا ضروريًّا، والبعض الآخر، وهذا ألعن من الأول، لا ينام إلا على نغمات الغناء المحرم.

 

انظروا أيها الإخوة: إلى أي حال وصل إليه أبناء المسلمين، إلى أي درجة من سخافة العقول، وصل إليه شباب الأمة، بل حتى كبار السن عندنا، ولم تنجُ منه حتى النساء.

 

والله أيها الإخوة: إن هذه الآفة، وهي الغناء، من أعظم الابتلاءات التي ابتُليت بها أمتنا؛ لأن الغناء، يُحسن الكلام القبيح، ويزخرفه ويزينه في نفوس الناس، فيزداد قبوله، ويكثر الاقبال عليه، حتى إنك لترى الكبير والصغير، يغني بلسانه وقلبه، وجسمه يتمايل يمنة ويسرة، وقد سكر من الغناء، وثمل من الطرب، حتى إن المذاهب الهدامة، والعقائد الفاسدة، والأفكار النتنة، رُوّج لها عن طريق الغناء، فضلاً عن مختلف أنواع المعاصي والفسوق، الذي يصاحب الغناء غالبًا، من زنا اللسان، المتمثل بوصف الخدود والنهود، وغير ذلك مما حرم الله عز وجل.

 

 كما أن هذه الأغاني من أفضل الوسائل التي توصل إليها أعداؤنا، لحثّ الشباب على العشق والغرام، وإضاعة أعمارهم في الخسران والهلاك. يقول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) [لقمان: 6].

 

جاء في تفسير الإمام ابن كثير، رحمه الله تعالى، عن غير واحد من السلف، أن المراد هو الغناء. إضافة أيها الإخوة، لما يصاحب الغناء في هذا العصر من آلات العزف والطرب، حتى يطلب الغناء، ويُسَرّ الناس بهذا الداء، غير سائلين عن حلال أو حرام، وهنالك من يقول: هو حلال لا شيء فيه.

 

أيها المسلمون: من الأدلة على تحريم آلات العزف والطرب، قوله عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر - وهو الفرج، كناية عن الزنا - والحرير والخمر والمعازف". فقوله عليه الصلاة والسلام: "يستحلون" يدل على أن هذه الأشياء في الأصل أنها محرمة. لكن هؤلاء استحلوها، ثم إنه قرن المعازف بالزنا والحرير والخمر، مما يؤكد على حرمتها.

 

فهل يستطيع أحد أن يقول بأن الزنا والخمر حلال، فكذلك المعازف ذُكرت مع الزنا والخمر في نص واحد ليدل دلالة واضحة على تحريمه. فلا أدري أيها الإخوة، لم الغناء والطرب والانبساط في مجتمعاتنا الإسلامية، أهو للعز الذي يتمتع فيه المسلمون، أم للفتوحات التي يحققونها كل يوم. والله إن الواجب في حقنا، البكاء، ولكن أين القلوب التي تبكي، أين هي، لطالما شُغلت بالرقص والغناء.

 

أيها المسلمون: إن الحال الذي تعيشه أمتنا الإسلامية، من الذل والهوان، من الضياع والشتات، من الفرقة والتنازع. إن حال أمتنا الإسلامية، من التخلف في كل جانب. إن حال الأمة، من نقص في الكوادر الوطنية في جميع التخصصات. أهو حال أيها الإخوة، نقصد فيه نغني ونرقص، ونفتح المعاهد لتخريج المتخصصين، في مجال الموسيقى المحرم. ليس هناك وقت للغناء، وليس هناك وقت للطرب، بل الواجب في حق الأمة أجمع، الجد والاجتهاد، لرفع الذل والهوان عن أنفسهم، ولا يكون لهم ذلك، إلا بتحقيق شرع الله في أنفسهم وفي غيرهم.

 

أيها المسلمون: كان في ما مضى، في عهد سلف الأمة، إذا قيل المسلمون، إذا ذُكر المسلمون، تذكرنا القادة الجهابذة، وعملاقة المسلمين في كل مجال. إذا قيل المسلمون، تذكرنا صلاح الدين، تذكرنا شيخ الإسلام ابن تيمية، تذكرنا سعدًا وخالدًا، ونسيبة بن كعب، الخنساء، وخديجة وغيرهم وغيرهم، مما تعجز أن نحصر ما قدموا للإسلام والمسلمين، أما الآن، أما في زماننا هذا.

 

إذا قيل المسلمون، فما ندري من أي الشخصيات نقدم للعالم، أمن مخنثي المغنين والمغنيات، أم من نماذج بنات المسلمين الذي يبيعون أعراضهن على خشبات المسارح، مقابل دراهم معدودة.

 

فاتقوا الله أيها المسلمون: طهّروا بيوتكم من هذا الغناء الخليع، طهروا أسماعكم من هذا المحرم. لا تسخّروا نعم الله عز وجل فيما يسخط الرحمن عليكم. إن هذه الأذن أخي المسلم من النعم التي تحصى عليك، من الله جل جلاله. وقد قال الله تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء: 36].

 

 وسوف يحاسبكم الله عز وجل على كل كلمة أرعيتها سمعك. ما يكون موقفك أمام الله عز وجل، إذا فُتحت صحيفتك يوم القيامة، وإذا كل ما سمعته طوال حياتك، من سخافات كوكبة الشرق، والعندليب الأسمر. تنشر صحيفتك أمام الناس، وإذا كلمات الغناء أضعاف مضاعفة، أمام القرآن وحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم. فاتقوا الله أيها الإخوة، قبل أن نندم في يوم لا ينفع فيه الندم (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88- 89].

 

آفة ثامنة، من آفات اللسان: وهذا قد لا يتفطن لها بعضكم، وتفوته أنها من آفات اللسان وزلاته وسقطاته. ألا وهي التكلم والإمام يخطب يوم الجمعة.

 

فإنها هذا أيها الإخوة، أمر منهي عنه، وقد يعرض صاحبه لفوات أجر الجمعة عليه. يقول عليه الصلاة والسلام، في الحديث الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: "من قال يوم الجمعة، والإمام يخطب، أنصت فقد لغا".

 

إن يوم الجمعة يا عباد الله، لها حرمة خاصة من بين سائر أيام الأسبوع، ولهذا يجب أن يكون لها حرمة خاصة أيضًا في قلب كل مسلم.

 

لا بد أيها الإخوة: من احترام هذا اليوم، ومن جملة هذا الاحترام: عدم التكلم والإمام يخطب. من قال لصاحبه والإمام يخطب أنصت فقد لغا، ومن لغا كما جاء في حديث آخر فلا جمعة له. لم يعد يوم الجمعة، له تلك الحرمة في قلوب المسلمين، كما ينبغي بل كأنه في حس بعضنا أنه كسائر الأيام، بل تجدنا نجد ونعمل في باقي الأيام أكثر من يوم الجمعة، وكأن يوم الجمعة يوم للنوم فقط. تجد من يتأخر للحضور للصلاة، وفي هذا حرمان عظيم له. وتجد من يأتي لاستماع الخطبة بثياب النوم وفي هذا استهتار واضح. وتجد من يحضر في آخر الخطبة الثانية، ليدرك الصلاة فقط، وهذا قد كلف نفسه وأتعبها ولو أكمل نومه، لا أريد أن أقول لكان خيرًا له. بل هو ضرّ له.

 

فاتقوا الله أيها المسلمون: عظّموا ما عظم الله. ومن يعظم شعائر الله، فإنها من تقوى القلوب، تنبهوا لهذا اللسان، فإن زلاته وعثراته لا تُعد ولا تُحصى. قيّدوا هذا اللسان بلجام الشرع، ولا يطلق له العنان، قال صلى الله عليه وسلم: "ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم".

 

بارك الله..

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله:

 

أما بعد عباد الله: نضيف آفة أخرى من آفات هذا اللسان، وتكون بذلك الآفة التاسعة، ألا وهي "السب"، إن إطلاق اللسان بالسب أيها الإخوة، فحش وبذاءة في الرجل، وهي صفة ذميمة قبيحة، إذا تعود لسان الرجل عليه، وهناك من المناطق في هذه البلاد، نسأل الله السلامة والعافية، السب عندهم ليس بشيء، تسمع ألفاظ قبيحة، بين الرجل وأبنائه، بين الرجل وأهله، يستحي الإنسان السوي، أن يحدّث بها نفسه. انتشر السباب بين المسلمين في بعض مناطقنا حتى وصل المجتمع إلى درجة التشبع كما يقال فتبلد الإحساس، حتى صار المدح والسب في حسّ هؤلاء القوم، سيان، لا يختلفان.

 

أيها الإخوة، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) [الأحزاب: 58]، وجاء في حديث ابن مسعود المتفق عليه، قوله عليه الصلاة والسلام: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر". وروى البخاري في صحيحه من حديث سعيد بن زيد رضي الله تعالى عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أربى الربا شتم الأعراض". وقال عليه الصلاة والسلام من حديث ابن عمر الصحيح: "إذا سبك رجل بما يعلم منك، فلا تسبه بما تعلم منه، فيكون أجر ذلك لك، ووباله عليه".

 

عباد الله: إن سبّ المسلم إضافة إلى أنه آفة عظيمة من آفات اللسان، فهو حرام لا يجوز، يوجب الإثم على قائله، ولا تمحو عنك إلا بالتوبة والتحلل من الذي سببته.

 

أيها المسلمون: هناك أشياء أخرى يزل لسان المسلم، فيقوم بسبها، وهو يتصور أنه لا شيء فيه، ولا حرج عليه، وهي في الحقيقة من الأمور المنهي عنه، فمن ذلك مثلاً النهي عن سب الدابة. روى مسلم في صحيحه، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "خذوا ما عليها، ودعوها فإنها ملعونة"، قال عمران: "فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد".

 

فيا له من دين عظيم، ينهى عن سبّ الدابة، ويسعى لتنقية الفؤاد، دين يسعى لتنقية اللسان، وإن إنسانًا تعود على سب الدابة، ليسير عليه أن يسب الناس، وإن إنسانًا تعود على حفظ لسانه من سبّ الدابة، ليسير عليه أن يحفظه في كل ما يرضي الله تعالى.

 

ومما نُهينا عن سبّها أيضًا - الريح. عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الريح، فإنها من روح الله تعالى، تأتي بالرحمة والعذاب، ولكن سلوا الله من خيرها، وتعوذوا بالله من شرها".

 

ومن الأشياء المنهي عن سبّها أيضًا: الديك. فعن زيد بن خالد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسبوا الديك، فإنه يوقظ للصلاة" رواه أبو داود بسند صحيح.

 

ومما نهينا عن سبه أيضًا: الدهر. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر". والمراد بالدهر أيها الإخوة الزمان، وما يقع فيها من الحوادث والنوازل والمصائب. وقوله: "إن الله هو الدهر"، أي أن الله فاعل لهذه الحوادث والنوازل وهو خالقها؛ لأن الدهر وما فيه مخلوق، من جملة مخلوقات الله عز وجل. وهذا يقع فيه بعض الناس هداهم الله، لو قدر الله ونزل به مصيبة، أو وقع في بلاء تجده يسب ويلعن الزمان، ويقول بأن الزمان الماضي كان أفضل من هذا الزمان ونحو هذا وهذا أمر منهي عنه أيها الإخوة، لأن الزمان لا فعل له. وكأن هذا الرجل بسبه للدهر أنه معترض على ما قدره الله عز وجل عليه.

 

هذا لا يليق بالمؤمن، ناهيك عن احتمال وقوع الإنسان، في الاعتراض على أقدار الله عز وجل، والله المستعان.

 

ومما نُهينا عن سبّه أيضًا، الحمى: أو المرض. وهذا أيضًا واقع من بعض الناس هداهم الله، لو أُصيب بمرض، تجده يتذمر، ويسب المرض؛ لأنه لا يدرك ما وراء هذا الحمى، وأنها من نعم الله عز وجل عليه، لو صبر عليها واحتسب.

 

روى مسلم في صحيحه، عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب، فقال: ما لك يا أم السائب؟ تزفزفين. قالت: الحمى لا بارك الله فيها، فقال عليه الصلاة والسلام: "لا تسبي الحمى، فإنها تُذهب خطايا بني آدم، كما يُذهب الكير خبث الحديد".

 

وأيضًا ممن يحرم على المسلم سبّه أيها الإخوة، الأموات. روى البخاري في صحيحه، عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا".

 

وأشد حرمة مما سبق كله أيها الإخوة هو سب الصحابة. يقول عليه الصلاة والسلام في حديث ابن عمر: "لعن الله من سبّ أصحابي". وروى البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهب، ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه".

 

عباد الله: قد يستغرب بعضكم، أو قد يتساءل. وهل هناك أحد يسب الصحابة؟ هل هناك من يجرؤ على سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نقول نعم. هناك طوائف في هذه الأمة، قد ابتُليت بها أمتنا الإسلامية، ممن ينتسبون إلى الإسلام، وهم أبعد ما يكونون فيه، لم يسبوا الصحابة فقط، بل دينهم سبّ الصحابة، يحتسبون الأجر على ذلك من الله جل جلاله. والرسول عليه الصلاة يقول: "لعن الله من سب أصحابي".

 

فكيف بهؤلاء الضالين، بل الملاعين بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين يسبون الصحابة بشكل عام. ويخصصون أنواعًا معينة من السب، لأبي بكر وعمر ومعاوية، رضي الله تعالى عنهم أجمعين. بل يجرءون على ذلك، وقاحة منهم، ببث هذه الشتائم عبر إذاعاتهم.

 

ألا ليت شعري، هل عرف هؤلاء المبتدعة من سبوا؟! هل عرفوا مقام من سبوا؛ تعصبًا لأفكارهم النتنة، وتأويلاتهم الشيطانية، سبوا صدّيق هذه الأمة. الذي يقول عليه الصلاة والسلام في حقه: "أحب الناس إليّ عائشة، ومن الرجال أبوها". سبوا أبا بكر، الذي قال له الرسول صلى الله عليه وسلم وهما في الغار: "يا أبا بكر: ما ظنك باثنين الله ثالثهما". سبوا أبا بكر رضي الله عنه، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وزن بالأمة، فرجح عليها.

 

سبّوا الفاروق، عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت شياطين الإنس والجن فرُّوا من عمر"، فرت الشياطين منه رضي الله عنه وهو حي، ولكن هؤلاء، شياطين الإنس، تشتمه الآن وتسبّه لجبنها وضعفها بعد موته، إنها لا تقدر على المواجهة، مواجهة الرجال للرجال، وما ينالون بفعالهم هذه، سوى الهلاك والخسران إن شاء الله تعالى.

 

سبوا معاوية رضي الله تعالى عنه، كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دعا له عليه الصلاة والسلام فقال: "اللهم اجعله هاديًا مهديًا، واهد به" رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

 

أيها المسلمون: هل تدرون ماذا يعني سب الصحابة؟ هل تعلمون ماذا يعني الطعن في الصحابة؟ أسألكم بشكل آخر: من الذي نقل إلينا الدين كاملاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! أليسوا هم الصحابة؟ كيف تعلمنا الصلاة، كيف تعلمنا الصيام، كيف تعلمنا الحج. أصول الدين وفروعه، من الذي نقله لنا، أليسوا الصحابة؟ فلو جاء من طعن في الصحابة، طعن في صدقهم وأمانتهم، وسبهم فوق كل هذا ماذا يعني هذا؟ هذا يعني الطعن في الدين كله.

 

بمعنى آخر، إن جميع تفاصيل الدين التي نفعلها، غير صحيحة. ولهذا لا يُستغرب، إذا لم يصوموا مع المسلمين، لا يستغرب إذا خالفوا إجماع المسلمين في الطهارة والصلاة، وبقية أصول الدين وفروعه.

 

اللهم......

 

 

آفات اللسان - 1

آفات اللسان - 2

آفات اللسان - 3

آفات اللسان - 5

آفات اللسان - 6

آفات اللسان - 7

 

 

 

 

المرفقات

اللسان - 4

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات