آداب إسلامية

محمد بن صالح بن عثيمين

2022-10-04 - 1444/03/08
عناصر الخطبة
1/حث الإسلام على الأخلاق الحسنة وتحذيره من الأخلاق السيئة 2/فضل بر الوالدين وكيفية ذلك 3/أهمية حسن الجوار وضابط الجار 4/فضل إفشاء السلام وبعض آدابه 5/حث الإسلام على القيام بحقوق المسلمين 6/فضل لين الجانب وبشاشة الوجه 7/أهمية حسن المعاملة 8/التأدب بآداب الأكل والشرب

اقتباس

اعلموا أن ما يتصف به الناس من الأخلاق على وجهين؛ فأخلاق فاضلة شريفة؛ حث لدين عليها، وأمر بها، وأخلاق رذيلة سافلة؛ حذر عنها، وزهد بها. ألا وإن من الأخلاق الفاضلة: بر الوالدين، بالإحسان إليهما، قولا وفعلا في الحياة، وبعد الممات. ألا وإن من برهما بعد الموت: الـ...

 

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي بين لنا أفضل المسالك وأحسن الآداب، ووفق من شاء من عباده لسلوكها وهو الحكيم الوهاب.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وإليه المرجع والمآب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي قام بالأخلاق الفاضلة، وأتمها، وحذر أمته من سفاسفها وأرذلها، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين تمسكوا بآدابه، وانتهجوا مناهجها، وسلم تسليما.

 

أما بعد:

 

أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، واعلموا أن ما يتصف به الناس من الأخلاق على وجهين:

 

فأخلاق فاضلة شريفة حث الدين عليها، وأمر بها، وأخلاق رذيلة سافلة حذر عنها، وزهد بها.

 

ألا وإن من الأخلاق الفاضلة: بر الوالدين، بالإحسان إليهما، قولا وفعلا في الحياة، وبعد الممات.

 

ألا وإن من برهما بعد الموت: الدعاء لهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ وصيتهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما.

 

ومن الأخلاق الفاضلة: صلة الأرحام، وذلك بتعاهدهم بالبر، والإنفاق، ولطف الكلام، فإن من وصل رحمه وصله الله، ومن قطعها قطعه الله.

 

ومن الأخلاق الفاضلة: حسن الجوار، وذلك بإكرام الجار، والتودد إليه بلطف القول له، والهدية إن كان غنيا، وبالصدقة إن كان فقيرا، فما زال جبريل يوصي النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجار حتى ظـن أنه سيـورثه، وحتى قـال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر -رضي الله عنه-: "إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك"[مسلم (2625) الترمذي (1833) ابن ماجة (3362) أحمد (5/171) الدارمي (2079)].

 

ومن الآداب الإسلامية الفاضلة: إفشاء السلام، وإظهاره، بأن تقول لأخيك المسلم: "السلام عليكم".

 

وتشير مع ذلك للبعيد، ولمن لا يسمع، ومن يسلم مرة، فليعدها ثلاثا.

 

ومن رد السلام، فليقل: "وعليكم السلام"، ولا يقتصر على قول: "أهلا وسهلا".

 

ويسلم الصغير على الكبير، والراكب على الماشي، والماضي على القاعد، والقليل على الكثير.

 

وأولى الناس بالله، من يبدؤهم السلام.

 

ومن الآداب العالية: ما أمر به النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته من حقوق بعضهم على بعض، فقد أمرهم صلى الله عليه وسلم بسبع؛ بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام.

 

وإبرار المقسم، يعني: أن من حلف عليك أن تفعل شيئا، فمن حقه عليك أن تبر بيمينه، ولا تحنثه.

 

ومعنى: "تشميت العاطس" أن تقول لمن عطس، وحمد الله: "يرحمك الله"، ويجيبك بقوله: "يهديكم الله، ويصلح بالكم".

 

ألا وإن من الآداب الفاضلة: لين الجانب، وبشاشة الوجه، وسماحة الخلق، وأن لا يضمر لإخوانه المسلمين بغضا، ولا حسدا، ولا غلا، لينال بذلك حبا منهم، وإجلالا، وقربا.

 

ومن حسن الأخلاق: حسن السلوك في المعاملات، بأن يكون المرء سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا قضى ما عليه، سمحا إذا اقتضى.

 

وأن يكون وافيا بما شرط عليه من الشروط الصحيحة، ولا يتحيل على إسقاطها بأنواع الحيل الباطلة الخسيسة.

 

ألا وإن من الأخلاق الفاضلة: التأدب بآداب الأكل والشرب، فيسم الله عند الأكل والشرب، ويحمد الله -تعالى- إذا فرغ، ويأكل باليمين، ويشرب باليمين، فإن الأكل بالشمال، والشرب بالشمال من التشبه بالشياطين.

 

أعـوذ بالله من الشيطـان الرجيـم: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)[النحل: 90-91].

 

وفقني الله وإياكم لأحسن الأخلاق وأقومها، ورزقنا بمنه القيام بعبادته فرائضها وسننها، وتوفانا على التوحيد والإيمان، وأعاذنا من الشرك والطغيان والعصيان، إنه جواد كريم رؤوف رحيم.

 

 

 

 

المرفقات

إسلامية

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات