آخر ما تفقدون من دينكم

فواز بن خلف الثبيتي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات: الصلاة
عناصر الخطبة
1/ أهمية الصلاة ومناصحة تاركيها 2/بعض الأحكام المترتبة على ترك الصلاة 3/حكم صلاة الجماعة وخطر التخلف عنها 4/نماذج رائعة في المحافظة على صلاة الجماعة 5/محافظة السلف على صلاة الجماعة في حال المرض 6/فضل المحافظة على صلاة الجماعة في العشاء والفجر 7/فضل إدراك تكبيرة الإحرام

اقتباس

عباد الله: لا يختلف اثنان في أن رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وأن الصلاة ركن لا يتم إسلام إلا بإقامته، ومن شك... فكان الجواب: إذا كان هذا حالة فإنه كافر مرتد، خارج عن الإسلام، ولا تجوز مساكنته؛ لأن تارك الصلاة كافر، ويترتب عليه أحكام المرتدين، من أنه لا يزوج بمسلمة، وإن كان متزوجاً يفسخ نكاحه ولا تحل له زوجته، وإذا...

 

 

 

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره.

أما بعد:

فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل.

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران} :102].

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1].

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)[الأحزاب:70].

عباد الله: لا يختلف اثنان في أن رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وأن الصلاة ركن لا يتم إسلام إلا بإقامته، ومن شك في ذلك فهو كافر، يستتاب فإن تاب وإلا قتل.

فهي العهد الذي بيننا وبين أهل الشرك والكفر.

وهي وللأسف آخر ما يفقد من الدين، فإذا ضاعت ضاع الدين كله.

والواجب علينا كمسلمين التناصح، والتواصي بالحق، والتذكير بهذه الصلاة، التي ما كان الصحابة يعدون عملاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة، وخاصة في هذه الأيام التي عظم التفريط من بعض الناس في شأن الصلاة، وأصبحوا يجاهرون بتركها والتخلف عن بيوت الله وأدائها فيها.

ولا يخلو حي من شرذمة قليلة منهم، ففي حينا وحول مسجدنا هذا، رجال وشباب لا يشهدون الصلاة معنا ألبتة، اللهم إلا الجمعة وأحياناً.

نعم، رجال وأولياء أمور وشباب تعرفهم بأسمائهم نوصحوا سراً، وأرسل إليهم من يذكرهم، وأوصي بعض آبائهم وحذوا خطر ما عليه أبناؤهم.

ولكن لا حياة لمن تنادي، ولا عذر لهم، فبيوت بعضهم لا تبعد عن المسجد إلا أمتاراً.

وهم أصحاء أقوياء لا يغيب الواحد منهم عن عمله ساعة، ولكن يؤذن المؤذن وتقام الصلاة ويسمع القرآن وهو في بيته مع امرأة وأخواته وبناته لا يخرج ليشهد الصلاة مع المسلمين وليست القضية.

شخصاً ولا شخصية ولا ثلاثة، بل أكثر فهل ينتظر هؤلاء أن ترفع ضدهم قضية إلي المحكمة الشرعية؟ -ولنا الحق في ذلك –في أنهم– كما يظهر لنا – لا يصلون؟ أم نسكت عنهم ونجاورهم ونساكنهم ونجالسهم ونعاملهم معاملة المسلمين ونكون بذلك من الخائنين؟.

فقد سئل علماؤنا الأجلاء عن رجل لا يصلي هل يسكن معه ويخالط أم لا؟

فكان الجواب: إذا كان هذا حالة فإنه كافر مرتد، خارج عن الإسلام، ولا تجوز مساكنته؛ لأن تارك الصلاة كافر، ويترتب عليه أحكام المرتدين، من أنه لا يزوج بمسلمة، وإن كان متزوجاً يفسخ نكاحه ولا تحل له زوجته، وإذا ذبح لا تؤكل ذبيحته؛ لأنها حرام أخبث من ذبيحة اليهودي والنصراني، ولا تحل له أن يدخل مكة أو حدود حرمها، ولا يحق له الميراث، وإذا مات لا يغسل ولا يكفن، ولا يصلي عليه، ولا يدفن مع المسلمين.
ومن قدم تاركاً للصلاة للمسلمين ليصلوا عليه، فقد خانهم.
وهذا الحكم للرجل أو المرأة، سواء كان متزوجاً أو أعرباً، هذا حكم الله فيهم".

قال الله تعالى: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) [المدثر:42-43] صدق الله العظيم.

نعم أيها الأخوة: لا نفهم عن تارك الصلاة في المسجد إلا أنه تارك للصلاة بالكلية، وإلا لو كان مصلياً، فما المانع له من الصلاة فيه؟

حتى لو زعم أنه يصلي في مسجد آخر، أو لديه أعمال وارتباطات، فليست بقدر أن يمر عليه الشهر والشهران ولم يدخل بيت الله المجاور له، وخاصة في صلاة الفجر والعصر ونحوها؛ كما هو حال بعض جيراننا هداهم الله.

ولذا نص الفقهاء رحمهم الله على أن الإنسان ينبغي له الصلاة ي مسجد حيه المجاورة له حتى لا يُساء به الظن.

وكان هذا معمولاً به زمن الصحابة رضي الله عنهم، حتى قال عبد الله بن عمر: "كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر أسأنا به الظن" أي اتهمناه بالنفاق.

نسأل الله السلامة والعافية

ولا أظن مسلماً عاقلا ًيشك في وجوب الصلاة جماعة.

ولماذا أمر الله ببناء المساجد وتعميرها؟ أعبثاً أم لحكمة؟

ولماذا لم يرخص النبي الكريم الرحيم المشفق علي أمته لذلك الرجل الأعمى الكبير السن، البعيد الدار عن المسجد، الموحش القفار، وليس له قائد يقوده؟ فقال له: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب أو لا أجب لك رخصة.

بل الأعجب من ذلك كله، أجبنا لما تتخلف عن الصلاة في المسجد؟ لماذا هم نبيك صلي الله عليه وسلم أن يأمر بجمع حطب كثير ثم تفاح بيوتهم بالنار؟ لماذا؟ وعلي أي شيء يدل؟
وقد قال مبيناً العذر: "لولا فإنها من النساء والذرية".

أيها الأخ المصلي في غير بيوت الله ألم تتفكر يوماً؛ لماذا فرضت الصلاة جماعة في الحرب حال قتال الأعداء؟

فاحذر أخي من استحواذ الشيطان عليك، فقد قال نبينا صلي الله عليه وسلم: "ما من ثلاثة في قربة ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية".

واسمع يا من تتخلف عن الجماعة إلي أمير المؤمنين الملهم، فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يقول: "ما بال أقوام يتخلفون عن الصلاة، فيتخلف بتخلفهم آخرون، لئن يحضروا الصلاة أو لأبعثنَّ عليهم من يجافي رقابهم".

لقد كانت الصلاة جماعة تعني عنده شيئاً عظيماً رضي الله عنه وأرضاه، حتى أنه لما طعن في صلاة الفجر –طعنه أبو لؤلؤة المجوسي– أصابته حالة إغماء شديدة، فأرادوا إيقاظه رضي الله عنه، فلم يستطيعوا من شدة الإغماء، فقيل: إنكم لن تفزعوه بشيء مثل الصلاة، إن كانت به حياة، فقالوا: الصلاة يا أمير المؤمنين قد صليت! فانتبه فزعاً، فقال: "هاه، الله، لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، فصلي رضي الله عنه وإن جرحه ليثعب دماً".

تقول عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم .. يحادثنا ونحادثه فإذا أحضرت الصلاة فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه".

تعظيماً لقدر الصلاة واهتماماً بها.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر".

أيها الأخوة في الله: لقد كانت الصلاة تعني عند النبي صلى الله عليه وسلم أمراً عظيماً، وعلي ذلك الهدي والاهتمام والعمل سار خلفاؤه الراشدين، وصحابته والتابعون، وسلف الأمة رحمهم الله.

وضربوا في ذلك لمن يعدهم أروع الأمثلة:

فسعيد بن عبد العزيز: كان إذا فاتته صلاة الجماعة يبكي. نعم يبكي، بعكس من تبلد حسهم اليوم.

وحاتم الأصم يقول: "فاتتني الصلاة في الجماعة يوماً، فعزائي أبو أسحق البخاري وحده، ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلاف؛ لأن مصيبة الدين أهون عند الناس من مصيبة الدنيا".

قال ربيعه بن زيد: "ما أذن المؤذن لصلاة منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد، إلا أن أكون مريضاً أو مسافراً".

إنهم قوم كما وصفهم رسولنا صلى الله عليه وسلم، ووعدهم بالظل تحت العرش يوم القيامة، فقال: "ورجل قلبه معلق بالمساجد".

بل ضرب السلف الصالح أروع الأمثلة وأصدق الاستجابة، حتى في حالات المرض الشديد.

فعندما سمع عامر بن عبد الله المؤذن وهو يجود بنفسه، ومنزله قريب من المسجد، قال: خذوا بيده، فدخل في صلاة المغرب، فركع مع الإمام ركعة، ثم مات.

لقد كانت هناك دوافع تدفعهم وتستحثهم، تحمل المشاهد في سبيل إقامة الصلاة طاعة لله وامتثالاً لأمره، ورغبة فيما عنده.

حتى قال عدي بن حاتم: "ما جاء وقت صلاة إلا وأنا إليها بالأشواق، وما دخل وقت صلاة قط إلا وأنا لها مستعد".

وقال: "ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا علي وضوء".

بل إبراهيم بن ميمون المروزى رحمة الله: كانت مهنته الصياغة وطرق الذهب والفضة، فكان إذا رفع المطرقة فسمع النداء، لم يردها.

عباد الله: وفي مقابل وعيد الله ونبيه صلى الله عليه وسلم للمتخلف عن الجماعة، فكم هو الأجر كبير، والبشارات عظيمة، لمن حافظ علي الصلاة جماعة؟!!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة وخطوة تكتب حسنة ذاهباً وإياباً".

وقال عليه الصلاة والسلام: "لو يعلم هذا المتخلف عن الصلاة في الجماعة ما لهذا الماشي إليها لأتاها ولو حبواً علي يديه ورجليه".

لو يعلم، ولكنه لا يعلم اختباراً من الله وامتحاناً.

وقال عليه الصلاة والسلام: "صلاة من الإمام أفضل من خمسة وعشرين صلاة يصليها وحدة".

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من صلي العشاء في جماعة ولم يقم حتى يتصرف الإمام كتب الله له قيام نصف ليلة، وإذا صلي الفجر في جماعة حتى يتصرف الإمام كتب الله له قيام ليلة.

وأكد النبي صلى الله عليه وسلم علي صلاة العشاء والفجر بالذات، وعد المتخلف عنها فيه وصف المنافقين.

فعن أبي بن كعب قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً الصبح، فقال: "أشاهد فلان؟ قالوا: لا -هكذا يتفقد الرسول صلى الله عليه وسلم جماعته، ويسأل عنهم لأنه لم يكن هناك أنوار وإضاءة- ثم قال: أشاهد فلان؟ قالوا: لا. قال: إن هاتين الصلاتين -يعني العشاء والفجر- أثقل الصلوات علي المنافقين، ولو تعلمون ما فيها لأتيتموها ولو حبواً علي الركب".

قال الله تعالى: (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)[الإسراء:78].

فصلاة الفجر مشهودة من الملائكة الكرام، وقد ذُكر للنبي صلي الله عليه وسلم رجل نام حتى أصبح –كما هي عادة بعض إخواننا هداهم الله يشهد أحدهم وينام ولا يستيقظ لصلاة الفجر إلا بعد طلوع الشمس أو عند ذهابه للعمل– ذكر للنبي صلي الله عليه وسلم مثل هذا الرجل، فقال: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه" أعزكم الله وأكرم آذاننا وآذانكم أن تكون مراحيض للشيطان.

أيها الآباء الأعزاء، أيها الشباب الأصحاء، أيها الرجال الفضلاء، يا من أنعم الله عليكم بالصحة والعافية وأكرمكم بمجاورة بيوت الله: اغتنموا الصحة قبل المرض، والشباب قبل الهرم، والحياة قبل الممات.

فكم من مريض يحن إلي تلبيه نداء الله حال بينه وبين ذلك المرض، وكم من شيخ كبير أقعده الكبر عن الصلاة ركعتين في بيت من بيوت الله، وكم من ميت يتمني العودة للدنيا ليدخل بيوت الله.

فالله الله في الصلاة، فهي آخر وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما عندنا بين يدي الجبار جل جلاله إذا أوقعنا وسألنا ألم أجعل لكم أسماعاً وأبصاراً وأفئدة؟! ألم تسمعوا: حي علي الصلاة، حي علي الفلاح؟ فلم لم تجيبوا داعي الله.

وقد قال نبيكم محمد صلي الله عليه وسلم: "ثلاثة لعنهم الله: من تقدم قوماً وهم له كارهون -أي لشيء في دينه-، وامرأة باتت وزوجها عليه ساخط، ورجل سمع حي علي الصلاة حي علي الفلاح، ثم لم يجب "اللهم هل بلغت اللهم فاشهد".

 

 

الحمد لرب العالمين، والعاقبة للمتقين.

أما بعد:

فمشروع مقترح، وما أكثر من يبحثون عن المشاريع الاستثمارية الناجحة، والمضمونة الربح.

وخاصة في هذا الزمان الذي تعددت فيه المشاريع وتنوعت، وقل الرابحون، وكثر الخاسرون في كثير من الأعمال، وهذا حال تجارة الدنيا.

إلا أن هذا المشروع المقترح عليكم –بإذن الله– ليس فيه خسارة، وربحه مضمون مؤكد، ولكنه يحتاج إلي رجل ذي عزيمة، وهمة وطموح، ولديه رصيد جيد، وصبر ومصابرة.

نعم أيها الأخوة: هذا المشروع جربه غيركم ونجح فيه، بل جربه من فيهم نوع ضعف وقلة خبرة، فحققوا أرباحاً عظيمة، بصبرهم وعزيمتهم.

إنه مشروع مقترح، ومقدم من صادق الوعد، الذي لا ينطق عن الهوى، من محمد صلي الله عليه وسلم، إلي كل مسلم.

يتمتع بالإخلاص لله تعالي، والمتابعة لنبيه صلى الله عليه وسلم، ولدية همة وطموح ورصيد من إيمان.

وأرباح هذا المشروع ومكاسبه أعظم من عظيمة.

ومدة هذا المشروع المقترح أربعون يوماً.

فلا أظن أحداً منكم الآن إلا وهو متلهف لسماع هذا المشروع العظيم، لتنفيذه وإتقانه، فخذوه.

يقول النبي الكريم صلوات الله عليه وسلامة عليه: "من صلي لله أربعين يوماً في جماعة، يدرك التكبيرة الأولى، كتب له براءتان براءة من النار، وبراءة من النفاق".

"صلي لله" لا رياء ولا سمعة.
"أربعين يوماً" هذه المدة وهي شرط .
"في جماعة" وهذا شرط .
"يدرك التكبيرة الأولى" وهذا شرط آخر.
كانت المفاجأة والنتيجة والربح: "كتب الله له براءتان براءة النار، وبراءة من النفاق".

وهل هين أو سهل هذا الربح؟

فجرب نفسك أيها التاجر، هذه التجارة، وجرب نفسك أيها الشاب، فكم من شباب صغار أتموا هذه الأربعين بشروطها، وليجرب كل واحد منا نفسه وبلا استثناء.

ولا تيأس إذا لم ينجح في المرة الأولي، فقد تسقط بالتأخر عن تكبيرة الإحرام في فريضة بعد عشرين يوماً، أو أقل أو أكثر، فأعد الكرة واستعن بالله.

ولا يكن تجار الدنيا وتجارتها أعظم في قلبك، فقد كان حرص السلف رحمهم الله علي حضور التكبيرة الأولي مع الأمام عجيباً، حتى قال سعيد بن المسيب: "ما فاتتني التكبيرة الأولي منذ خمسين سنة، وما نظرت إلي قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة".

قال الله تعالى: (خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)[المطففين:26].

إنه والله مطلب يستحق المنافسين، وأفق يستحق السباق، فبعض السلف لم تفته تكبيرة الإحرام مع الأيام إلا في يوم واحد -ليس خلال أربعين يوماً، أو أسبوعاً، أو شهراً، وإنما خلال أربعين عاماً- ولعذر.

يقول ابن سماعة: "مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولي إلا يوم ماتت أمي".

ومع حرصهم هذا رحمهم الله فلا غرابة، إذا قال إبراهيم النخعي: "إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولي فاغسل يديك منه".

فلقد كانت تكبيرة الإحرام وحق لها أن تكون –مقياس وميزان للرجل ومدي استقامتهم علي دين الله-.

أعاننا الله وإياكم وجميع المسلمين على طاعته ومرضاته، وبلغنا وإياكم أسباب مغفرته ورحمته ونيل جناته.

وأصلح صلاتنا التي قال عنها نبينا صلى الله عليه وسلم: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، ينظر في صلاته فإن صلحت فقد أفلح، وإن فسدت خاب وخسر".

أعاذنا الله وإياكم من الخيبة والخسران.

اللهم أغفر للمسلمين والمسلمات.

دعاء..

 

 

 

المرفقات

ما تفقدون من دينكم

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات