عناصر الخطبة
1/الإيمان باليوم الآخر أحد أصول الإيمان 2/العواقب الوخيمة لعدم الإيمان باليوم الآخِر 3/الآثار الطيبة للإيمان بالله واليوم الآخر 4/سبب تفرق المسلمين وضعفهم عدم رسوخ عقيدة اليوم الآخراقتباس
تظهر آثار عقيدة الإيمان باليوم الآخِر شاملة في حياة المسلم بكل تفاصيلها، التاجر في صدقه وأمانته، والعامل في نزاهته، والقاضي في عدله، والولي في رحمته، والمعلم في إخلاصه ونصحه، فالكل يعلم أنه خُلِقَ للآخرة، وحينئذ يُؤثِر الآخرةَ على الدنيا...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله علا ذِكرُه في المآذن والمنابر، أحمده -سبحانه- وأشكره، في الماضي والمستقبل والحاضر، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له العلي القادر، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، مَنْ أطاعه نجَا، ومَنْ ناوأه تدور عليه الدوائر، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، الذين آمنوا بالله واليوم الآخِر.
أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].
الإيمان باليوم الآخِر، وما أدراك ما اليوم الآخِر؟ أحد أصول الدين، ومن أركان الإيمان، هو حق وحقيقة ومآل لا مناص منه ولا محيد عنه، وكثيرًا ما يُذكَر في الكتاب والسُّنَّة الإيمان بالله متبوعًا بالإيمان باليوم الآخِر؛ تأصيلًا وتأكيدًا للارتباط والتتابع والتلازم؛ لأن الإيمان بالله ابتداءٌ والإيمان باليوم الآخِر انتهاءٌ، يبدأ اليوم الآخِر وبأمر الله بأحداث لا قبل للبشرية بها؛ تنشق السماء، وتتصادم الكواكب، وتتناثر النجوم، وتنفجر البحار، وتذوب الجبال، وإذا ذكر اليوم الآخِر تقاطرت في الذهن المشاهد الجسام، والأحوال العظام التي هي من مقتضيات الإيمان باليوم الآخِر؛ البعث من القبور، الحساب والجزاء، الصراط والميزان، الشفاعة والحوض، وتطاير الصحف بالأعمال، والجنة والنار، وهناك من يكون في كنف الرحمن، ويُكرَمون بالنظر إلى وجهه الكريم، وأقوام يتذوَّقون الحسرة والخسران، وأبلغُ وصف للحال في ذلك اليوم قولُه -تعالى-: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)[عَبَسَ: 34-37].
يوم الآخِرة هو يوم التغابن، ويوم التلاق، ويوم التناد، ويوم الجمع، ويوم الحساب، ولكل اسم مغزى من معنى؛ لتشكل في مجموعها المعنى الشامل لليوم الآخِر، والمتأمل في الكتاب والسُّنَّة يجد حشدًا من النصوص الشرعية، التي تُرسِّخ الإيمان باليوم الآخِر في النفس والحياة، وتجعله ركيزةً من الركائز التي يجب ألَّا تغيب عن الأذهان، ولا تُنسى في خضم مشاغل الحياة وصوارفها، وهذه النصوص الكثيرة الوافرة عن اليوم الآخِر تُجلي أهميتَه في مسيرة حياتنا؛ فهو الحارس من الردى، والمانع من الهوى، والمحصن من الشر، والدافع لكل أبواب الخير.
وإذا ضعُف الإيمان باليوم الآخِر تجرَّأت النفس، وتقحَّمت دوربَ الشر والفساد، يضعف أثر الإيمان باليوم الآخِر، وتذبُل ثمرتُه في الحياة حين يفقد المبنى المعنى، وينكمش مدلوله، وينحصر في دائرة الثقافة والمعرفة الذهنية، أو يبقى حبيس مشاعر تتأجَّج لحظةً ثم تنطفئ، لا تَردع عن شرٍّ، ولا تُحفِّز على طاعة، وقد تُتلى الآيات وتُروى الأحاديث عن اليوم الآخِر ولا يكون لها رصيد فاعل في حياتنا، وأثر إيجابي في سلوكنا، وتهذيب إيماني لتعاملاتنا، والعجب ممن يدعيه بلا عمل، ويزعمه بلا امتثال، قال الله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)[الْبَقَرَةِ: 8].
ومن آمن باليوم الآخِر عمل بمقتضاه، قال الله -تعالى-: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا)[الْكَهْفِ: 110].
ولو قلَّبتَ صفحات المصحف وتأملتَ سور القرآن وآياته فستأخذكَ الدهشةُ، لذلك الربط الشديد، لكل الأعمال صغيرها وكبيرها باليوم الآخِر، وللآثار الجمَّة التي تتجسد في حياتنا، ويحدثها الإيمان باليوم الآخِر، وأول آثار الإيمان باليوم الآخِر: تحلِّي قلب المسلم بالإخلاص لله، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)[الْبَقَرَةِ: 264].
والإيمان باليوم الآخِر يؤسس لاتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، والتأسي به والاقتداء بسنته، قال الله -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[الْأَحْزَابِ: 21]، ويمتد أثر اليوم الآخِر ليشمل عبادات المسلم، وأعظمها عكوف المسلم على مناجاة الله وإقامة الصلاة، قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ)[التَّوْبَةِ: 18]، يجعل اليوم الآخِر لعمرك قيمة، ولحياتك رسالة، ونصب عينيك هدف تسعى لتحقيقه، ومقصد سام ترنو بلوغه، فمن علم أن هناك جنة عرضها السموات والأرض، ونظرًا إلى وجه الرحمن، ولقاء مع النبي العدنان، واجتماعًا مع الصحابة الكرام؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، والثُّلَّة الكرام، ومع مَنْ يحب، مَنْ عَلِمَ ذلك فإنه يحثُّ الخطى، وتعلو همته، ويغتنم الأوقات، ويسارع في الخيرات، ويسمو فوق الترهات، ويعيش في كنف الباقيات الصالحات، ومن أقبل على الله في دنياه أقبل الله عليه في الآخرة وأدناه.
مَشاهِد اليوم الآخِر المستقِرَّة في سويداء القلب تُحيي في المسلم منزلةَ المراقبة، وتقوِّي حاسة اليقظة، ويغدو المسلم محاسِبًا لنفسه، ويبلغ ذروة سنام الإيمان، بالصبر والرضا والتوكل والتسليم لأقدار الله، وتلك مقامات علية، ومراتب سنية.
عقيدة الإيمان باليوم الآخِر تُورِث الطمأنينة لقلب أقبل على الله، وتنزع الخوف من قلب أطاع الله، وتبشره بأن الحزن لن يصل إليه، ولا يعرف إليه سبيلا، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)[فُصِّلَتْ: 30]، وكل مسلم يعلم أن من مَشاهِد اليوم الآخِر القصاص والحساب وأداء الحقوق، وهذا يبث في الحياة أملًا، ويبعث في المسلم تفاؤلا؛ بأن المظلوم سينصر، والظالم سيدحر، والفقير سيعوض، والمبتلى سيكرم، وسيجد المحروم خزائن الحسنات له مدخرة، فهناك الجزاء الأوفى.
تظهر آثار عقيدة الإيمان باليوم الآخِر شاملة في حياة المسلم بكل تفاصيلها، التاجر في صدقه وأمانته، والعامل في نزاهته، والقاضي في عدله، والولي في رحمته، والمعلم في إخلاصه ونصحه، فالكل يعلم أنه خُلِقَ للآخرة، وحينئذ يُؤثِر الآخرةَ على الدنيا.
عقيدة اليوم الآخِر تُنقِّي النفسَ من الشح، وتدفعها للبذل والعطاء والإنفاق، قال الله -تعالى-: (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[التَّوْبَةِ: 99].
ومن آثار الإيمان باليوم الآخِر أنه ينمي في المسلم معاني الإيجابية التي تجعله عامل بناء في مجتمعه، يدعو إلى الخير، يُوجِّه إلى البِرِّ، يحب لغيره ما يحب لنفسه، يرشد وينصح بقول طيب وكلمة حسنة، قال الله -تعالى-: (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 114].
الإيمان باليوم الآخِر يجعل المسلم لامعًا في مجتمعه، متألِّقًا في أفعاله، متفاعلًا مع من حوله، يألف ويؤلف، يأمن جاره بوائقه، يكرم ضيفه، يصل رحمه، يوقر الكبير، ويرحم اليتيم والضعيف، روى البخاري من حديث أبي هرير -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخِر فليُكرِمْ ضيفَه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخِر فليَصِلْ رَحِمَهُ، ومَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخِر فليَقُلْ خيرًا أو ليَصْمُتْ"، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كان يؤمِن بالله واليوم الآخِر فليُكرم جاره"(رواه البخاري).
ومن آثار الإيمان باليوم الآخِر أنه يضبط انفعالات المسلم، ومشاعره، حالَ الأفراح والأحزان، فلا يَبطُر، ولا يسخط؛ فقد روى البخاريُّ ومسلمٌ عن زينب ابنة أبي سلمة، أنها سمعَتْ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ، فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا".
بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، الحمد لله الذي غذَّانا بنعمه، وأشهد ألَّا إلهَ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، أمرَنا بالاستجابة لأمره ونهيه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، أمَرَنا بالاقتداء بسُنَّته، والسَّيرِ على نهجه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.
أما بعدُ: فاتقوا الله حق التقوى.
وإذا أبصرتَ تنازُعَ المسلمين وتفرُّقَ كلمتهم وضَعْفَ وحدتهم، وتقهقر أحوالهم فمرد ذلك وأبرز أسبابه ضعف رسوخ عقيدة اليوم الآخِر، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)[النِّسَاءِ: 59].
ألا وصلوا -عباد الله- على رسول الهدى؛ فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، اللهم بَارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان وعلي، وعن الآل والصحب الكرام، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، اللهم احفظ هذه البلاد المبارَكة من كل شر وسوء ومكروه، اللهم احفظ هذه البلاد المملكة العربية السعودية، من كل شر وسوء ومكروه، اللهم أَدِمْ عليها نعمةَ الأمن والإيمان والاستقرار، اللهم زِدْها إيمانًا وأمنًا واستقرارًا ونجاحًا وفلَاحًا، اللهم احفظ قادتها وولاة أمرها، وعلماءها، ورجالها ونساءها، اللهم احفظ حدودنا وجنودنا، اللهم تقبَّل شهداءنا، وداوِ مرضانا، واشفِ جرحانا، اللهم احفظ جميعَ بلدان المسلمين، من كل شر وسوء ومكروه، وعُمَّ بالخير جميعَ أوطان المسلمين، ورُدَّ الأمةَ إلى الإسلام ردًّا جميلًا، برحمتك يا أرحمَ الراحمينَ.
اللهم إنا نسألكَ الجنة وما قرَّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول وعمل، اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما عَلِمْنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما عَلِمْنا منه وما لم نعلم.
اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوله وآخره وظاهره وباطنه، ونسألك الدرجات العلا من الجنة يا ربَّ العالمينَ، اللهم أعنا ولا تُعِن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم اجعلنا لك ذاكرين، لك شاكرين، لكَ مُخبتينَ، لكَ أوَّاهينَ منيبينَ.
اللهم تقبَّل توبتَنا واغسل حوبتَنا وثبِّت حُجَّتَنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنَّا، اللهم اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا وما أسرَرْنا وما أعلَّنا، وما أنتَ أعلمُ به منَّا.
(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)[الْبَقَرَةِ: 286].
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك، اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم، وغلبة الدَّين وقهر الرجال، اللهم إنا نسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير الفلَاح وخير الحياة وخير الممات، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، أصلِحْ لنا شأنَنا كلَّه، ولا تَكِلْنا إلى أنفسنا طرفةَ عين، اللهم ابسُط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورحمتك ورزقك يا أرحم الراحمين.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، اللهم وفِّقْه لهداكَ واجعل عملَه في رضاكَ، يا ربَّ العالمينَ، ووفِّق وليَّ عهده لكل خير يا أرحم الراحمين، ووفِّق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وتحكيم شرعك يا ربَّ العالمينَ.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10].
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكُروا اللهَ يَذكُرْكم، واشكُروه على نِعَمِه يَزِدْكُمْ، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم