عناصر الخطبة
1/ بشاعة صور الإجرام تحدث لأهلنا في سوريا 2/ مظاهر الحقد الأسود تحرق بلاد الشام 3/ خطر النصيرية على أمة الإسلام 4/ هتك أعراض العفيفات مأساة تقض مضاجع المسلمين 5/ خذلان المسلمين لإخوانهم في سوريا 6/ واجب كل مسلم ومسلمة تجاه إخوانه في بلاد الشام
اهداف الخطبة

اقتباس

إنكم تنظرون ما يحل بإخوانكم فترون حالهم، وترون مصابهم، أو ليس فيكم قلوب تتحرك والنساء أعراضها تُهتك، والأطفال يُقتلون، والشيوخ يُعذبون ويُذبحون، والله إن كل ما يصير هين حتى نصل إلى العرض!! ينتفض الحبيب صلى الله عليه وسلم وتقوم أمته معه وأصحابه يناصرون امرأة كُشف ثوبها، فما بالكم بنساء المسلمين اللاتي يُغتصبن ولا تتحركون!!!

 

 

 

 

 

الحمد لله قاهر الظلمة والطواغيت، ناصر الموحدين أهل الإيمان، لا إله إلا الحي الواحد الأحد الفرد الصمد جل في علاه، سبحان من لو سجدنا بالعيون له على شبا الشوك والمحمى من الإبر لم نبلغ العشر من معشار رحمته ولا العشير ولا عشر من العشر، اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على المبعوث رحمة للعالمين سيد الأولين والآخرين ..

وماذا أقول والكلام لا يسعفني، والخطب لا تناسبني ما دام المقام مقام نصر، ليت أنّا نستطيع أن نفعل أكثر مما نتكلم ..

يا شام صبرا فإن النصر يقترب *** وسوف ينصر من للحق ينتسب
الله قدر ما يجري فلا جزع *** من المصاب ولا خوف ولا هرب
تصبّروا صابروا بالحق إن لكم *** وعدًا من الله بالتمكين يرتقب
لا تحسبوا أن غير الله ينصركم *** فرابطوا بكتاب الله واحتسبوا
الله أكبر من ظلم الظلوم، فلو *** طال التجبر لا يبقى له سبب
كم ظالم ساس أقوامًا بقوّته *** قد مات ليس له ذكر ولا نسب
يا شام يا شام نار القهر تقتلني *** والقلب في داخل الأحشاء يلتهب
أرى نساءك والطاغوت يقتلهم *** والعرض يُهتك والأطفال قد سُلبوا
وأمة الحق بالأهواء قد شُغلوا *** عن الجهاد فلا نصر ولا أرب
يا أمة النصر إن الشام قد ذُبحت *** فناصروها فإن الموت يقترب

الصبر الصبر يا أهل الشام، الصبر .. الصبر والثبات يا أهل الشام، فإن النصر قادم بإذن الواحد الأحد، لا تستعجلوا النصر، واستحضروا خبر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل عليه متأذيًا من الأذى والعذاب الذي يصيب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله ألا تدعو الله لنا؟ ألا تستنصر الله لنا؟

فماذا كان جوابه له صلى الله عليه وسلم؟ "إنكم أناس تستعجلون، إنه كان فيمن كان قبلكم من يؤتى بأمشاط الحديد فيمشط ما دون لحمه وعظمه ما يصرفه ذلك عن دينه، ويؤتى بالمنشار -في الخبر- فيوضع على مفرق رأسه فيشق بنصفين ما يصرفه ذلك عن دينه".

ولسوف ينصرن الله أهل الحق، ويعلو شأنكم يا أهل الشام، فاصبروا .. اصبروا فإن أرضكم أرض الملحمة وأرض البركة، وأرض البطولة، وأرض الشهادة، وأرض المحشر، واعلموا أن الله يعدّكم لأمر كبير.

إن صبركم يا أهل الشام صبر لأمة الإسلام، صبر لأهل التوحيد، يا أهل الشام والله إن صبركم مؤذن بالفرج، ومهما اشتدت الأزمة فإن الله ناصركم.

أيها المسلمون: إنكم تنظرون ما يحل بإخوانكم فترون حالهم، وترون مصابهم، أو ليس فيكم قلوب تتحرك والنساء أعراضها تهتك والأطفال يقتلون، والشيوخ يعذبون ويذبحون، والله إن كل ما يصير هين حتى نصل إلى العرض .

ينتفض الحبيب صلى الله عليه وسلم وتقوم أمته معه وأصحابه يناصرون امرأة كُشف ثوبها، فما بالكم بنساء المسلمين اللاتي يُغتصبن ولا تتحركون ..

تتصل بي إحداهن فتقول: أوليس لكم قلوب تتحرك؟ أو أفئدة تنتفض؟ أوليس لكم أخوات ؟ أولسنا أخواتكم؟

يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيًّا منسيًّا .. ليتني لم أصل إلى زمن لا أستطيع فيه أن أنصرهم إلا بالكلام، أين السلاح وأين أبطال الجهاد ؟ أين القادة الذين فتكوا بالكافرين ؟

والله إن ما يحصل بالشام يقدّد أفئدتنا وقلوبنا، ويجعلنا نتحرك في كل يوم كلما نظرنا أعراضنا تهتك ..
وحالهم حال طفل يقول :

يا أخي المسلم نعاني *** في زمان العنفوان
كلنا تحت السنان *** قد شربنا الذل ألوان
دارت الدنيا علينا *** ما بقى شيء في يدينا
والهوى يرمي إلينا *** غدره، والكل قد خان
كم يتيم يتمنى *** أن يرى منا ومنا
راح من بالعطف منا *** والجزاء من جنس الإحسان
أمة الحق أفيقي *** واضربي زيف النعيق
إنما النصر الحقيقي *** أن يُرى للدين أعوان

أيها المسلمون: بيوت تُهدم، وأطفال تُقتل، ونساء تُهتك أعراضها، والمسلمون سكارى في غوايتهم والنصر يحلو لهم في لعبة القدم!!

أين نصرنا لإخواننا؟ أين انتفاضتنا لهم ؟ أين تحركنا معهم ؟

يا أمة الإسلام: إني أعلم أن الله سينصرهم إذا التجئوا إليه، وإذا اشتدت الأزمة فسوف تنفرج، ولكن أريد أن تتحرك سرايا المجاهدين لتخلص إخواننا المجاهدين .

يا أمة الإسلام: أين غيرات الرجال؟ أين غيراتنا على الأعراض ؟ النصارى يغارون واليهود يغارون والملحدون أهل الكفر يغارون، ونحن يا أبناء السنة يا أهل الملة والشرعة والعقيدة لا نغار على أخواتنا المسلمات، أوليس فيكم مثل خالد، إنكم مستسلمون فخائن أو مجرم.

يا أهل الشام صبرًا واستحضروا أن الله تعالى يقول (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [سورة العصر: 1- 3].

وليحضر عندكم أنكم تفتنون، وأنكم تختبرون؛ ليميز الصابر من الكاذب، وليخرج خبث الشام وليخرج مجاهدوها وأبطالها وأهل النصر والجهاد فيها، ورب الكعبة هذا ما يكون (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت: 1- 4].

فتن الله من قبلنا ليعلم الصادق من الكاذب، وهو يفتنكم يا أهل الشام ليعلم صادقكم من كاذبكم ولسوف ينصركم فالجئوا إليه ..

أيها المسلمون: لقد رأيتم من المناظر ما يمزق الأفئدة، الشاشات في كل يوم تعرض مصائبنا ونحن لا نتحرك، كأن قلوبنا جلمود، كأننا تبلد إحساسنا، أوليس فينا غيرة تغار على المسلمين وعلى أعراضهم ؟ بيوت تُهدم وأطفال تُقتل، وشيوخ تُعذب، وأمة تُقتل بلا سبب إلا أنهم قالوا ربنا الله، ودعوا للحرية والكرامة تحت راية لا إله إلا الله .. لو كان فينا مؤمن متوكل ما زاد فينا الشر والأشرار.

أيها المسلمون: إني أحذركم الدائرة عليكم، وأحذركم أن يرجع الأمر لكم، وأن تندموا ولات حين مندم ..

انصروهم ما دام النصر في أيديكم، فلا تنتظروا إذنًا من أحد، ولا تنتظروا أن يقدّم لكم أحد من المعونة ما يوصلكم لإنقاذ إخوانكم .

اخرجوا زرافاتٍ ووحدانًا لنصرة أهل التوحيد، لنصرة أهل الشام الذين صبروا على البلاء بينكم ليضربوا لكم الأمثلة وأروعها ..

ماذا سأكتب يا شام الكرامات *** والكل يسبح في وحل الخيانات
ماذا سأكتب لا حرفي يطاوعني *** على البكاء ولا في رسم آهاتي
النار في داخلي تقتات من جسدي *** والهم والغم في صحوي ونوماتي
أموت في كل يوم كلما نظرت *** عيني المجازر في أرض الفتوحات
شيخ يعذبه الأوغاد في صلف *** من التكبر في ذل ومأساة
والطفل يقتل في غدر بلا سبب *** والأم تغرق في دم الحشاشات
والعرض يهتك يا للعار في زمن *** تآمرت فيه ألوان العمالات
مجازر القتل والتعذيب ظاهرة *** على العيان وفي كل القنوات
يموت في كل وقت مسلم ونرى *** جنازة العز في كل الجنازات
يا أمة العز إن الشام غارقة *** في دمها فتنادوا بالبطولات
ثوروا على الظالم الطاغوت وانتصروا *** وجاهدوا الكفر في كل المساحات
لا يؤخذ الحق باستجداء هيأتهم *** فحطموا الكفر وامضوا للكرامات
سيروا على منهج المختار واتحدوا *** على الجهاد فيا فوز الشهادات
من مات في ساحة الإيمان منتصرًا *** لله نال بها أعلى المقامات
فناصروا راية التوحيد وانتفضوا *** على الروافض أعداء الديانات
يا إخوة الدين نصر الله موعدنا *** لا يخلف الوعد من رب البريات
يا إخوة الحق إن العدل غايتنا *** على اليقين فماذا في المذلات
أقسمت بالله رب العرش أن لنا *** نصرًا وإن طال يأتي بالمسرات
يا رب وحِّد صفوف المسلمين على *** نور الهداية من وحي الرسالات
وانصر شام المعالي في بليتها *** على الطواغيت من شر الحثالات

أيها المسلمون: لن يجدي الكلام ولن تنفع الخطب إلا إذا صاحبها الفعل، أين أموالنا التي لا تُصرف للمسلمين؟ أين سلاحنا الذي لم يصل إليهم؟ أين رجالنا الذين يقدمون أنفوسهم في سبيل الله؟ أين القنابل والمدافع والسيوف؟

أين الذين إذا تقدموا، وقالوا: لا إله إلا، الله قدموا الروح رخيصة لله تعالى؟ أين أهل الشهادة؟ أين أهل العمليات الاستشهادية؟!

هاتوا سلاحي قد تعبت من الخطب..
ما عاد يجدينا التكلم يا عرب ..
ما عاد يجدينا التخاطب والهرب..
يا مسلمون وثار في قلبي اللهب..
يا مسلمون وكلنا تحت العذاب بلا سبب..
أموالنا في غير نصرة ديننا ..
في غير نصرة أرضنا..
في غير نصرة عرضنا..
وسلاحنا أضحى حطب..
تحت الطواغيت انتحرنا..
أو سجدنا..أو خضعنا
تحت حكم أبي لهب..
أواه يا جيل الذنب..!
أواه يا جيش البطولات المجاهد في الكتب..
هل يخرج الأبطال من ورق الكتب..؟؟!
أني لأسأل في عتب؟!
أين الملايين التي زادت على عد الرتب..؟!
أين السلاح ؟ وأين جند المسلمين ؟
أما لنا غير الكذب..!
أو ما لنا من قائد للدين والإيمان والتوحيد دومًا ينتسب..؟!
أني لأقسم بالذي برأ البرية من عدم..
وأقام أسباب النعم..
لن ينصر الإسلام ألا من تمسك بالقيم..
وأقام شرع الله في كل الأمم..
أقسمت بالرحمن بالله العظيم وبالرحيم وبالقوي المنتقم..
لن ينصر التوحيد ألا من تكفن بالعقيدة واليقين وبالعزيمة والهمم..
أقسمت أن الدين منصور.. وأن الكفر مدحور..
ولو جاروا .. ولو قالوا .. ولو طال الظلام..
فنوره آتٍ وقد كتب القلم.

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا يا الله يا قوي يا عزيز يا جبار يا منتقم أن تنصر إخواننا المسلمين في الشام .. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في الشام .. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في الشام ..

يا الله .. يا الله.. طال ليل الظالمين، طال ليل الطواغيت الكافرين.. طال ليل بشار ومن معه، طال ليل النصيرية الكافرة، طال ليل أعداء الدين، اللهم فأحنهم الغداة، اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تغادر منهم أحدًا.

 

 

 

 

 

 

المرفقات
يا شام صبرًا.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life