وصايا وتنبيهات للمسلمين في أرض الرباط

يوسف بن عبد الوهاب أبو سنينه

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/الوصية بالتوبة والإنابة لله تعالى 2/الحال السيئة لمعظم الناس في هذه الأيام 3/حماية المقدسات واجب على الأمة جمعاء 4/الوصية بالثبات في أرض الرباط 5/الخير في أمة الإسلام إلى يوم القيامة 6/الوصية باغتنام العشر الأواخر 7/نصائح وتنبيهات للمسؤولين عن شؤون المسلمين 8/نداء إلى الأسرى والمعتقلين 9/الرد على المعتدين على القرآن الكريم

اقتباس

العدلُ يُوجِب الاجتماعَ، ويدُ اللهِ مع الجماعة، وما هُزمت جماعةٌ إلا عندَ افتراقهم، فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ، ووحِّدُوا أنفسَكم على طاعة الله، واحذروا الفتنَ والأيديَ الباطلةَ، والنفوسَ المضِلَّةَ، إيَّاكم والخديعةَ، فإنها خُلُق وضيع، إذا ذهب الوفاء نزَل البلاءُ، إذا مات الاعتصام عاش الانتقام، إذا ظهرت الخيانات انمحقت البركات....

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا من أمة محمد -عليه الصلاة والسلام-، له الحمد كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه، حمدًا دائمًا مع خلوده، لا منتهى له دونَ مشيئته، نحمده على النعم المتوالية، ونشكره على المِنَن المتعاقبة، حمدَ معترِف بنعمائه، شاكرينَ لآلائه، متضرعينَ إليه بأسمائه.

تباركتَ يا الله ربي لكَ السنا *** فحمدًا لمولانا وشكرًا لربنا

بأسمائك الحسنى وأسرارها التي *** أقمتَ بها الأكوان من الفنا

فندعوكَ يا اللهُ يا مبدعَ الورى *** يقينًا يَقِينَا الهمَّ والكربَ والعَنَا

 

ونشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، كاشف الضراء، وسابغ النعماء، ودافع البلاء، وسامع الدعاء، أنطق المحرابَ والمنبر بتلاوة الذكر الحكيم، ونشهد أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبده ورسوله، سيد كل عابد، صلى الله عليه ما طلَع شاهدٌ، وعلى آله وصحبه ما سجَد لله ساجدٌ.

 

أما بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: قال رجل لشيخ أهل البصرة؛ الإمام الحسن البصريّ -رحمه الله-: "يا أبا سعيد كيف حالكَ؟ قال: كيف حالُ مَنْ أمسى وأصبح ينتظر الموت، ولا يدري ما يُصنَع به"، وكان يقول: "يا عجبًا لقوم أُمِرُوا بالزاد، وأُوذِنُوا بالرحيل ما الذي ينتظرون؟"، وسئل يومًا: "أينام إبليس فتبسَّم وقال: لو نام لوجدنا راحةً"، وكان يقول: "كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشُّعِه وزُهدِه ولسانِه وبصرِه".

 

ابنَ آدمَ: إنما أنتَ أيامٌ، كلما ذهب يومٌ ذهَب بعضُكَ، فاعمل لآخرتك، فاللهَ اللهَ يا عبادَ اللهِ، شمِّروا الذيلَ؛ فإن السيل قد بلَغ الزبى، فحلوا الحبى، وتوجهوا إلى رب الأرض والسما، فهو الذي يقبل التوبةَ عن عباده ويعفو عن السيئات.

 

عبادَ اللهِ: من لم يقدِر على جمع الفضائل فلتكن فضائله ترك الرذائل، كثيرون من الناس في هذه الأيام يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم، نسوا الله فنسيهم، يدفنون الحسنة، ويُظهِرون السيئةَ، فإن كان المرءُ عالِمًا بدَّعوه، وإن كان جاهلًا عيَّرُوه، وإن كان فوقهم حسدوه، وإن كان دونهم حقَّرُوه، وإن نطق قالوا: مهذار، وإن سكت قالوا: عَيِيّ، وإن قدَر قالوا: مقتِّر، وإن سمح لهم قالوا: مبذِّر؛ أليس هي تلك أحوال الناس اليوم، فرضاهم غايةٌ لا تُدرَك، وأحمقُ الناس مَنْ طلَب ما لا يُدرَك، كان الناس ورقًا لا شوكَ فيه، وهم اليوم شوكٌ لا ورقَ فيه، انظروا كيف يتعاملون مع بعضهم بعضًا، وكيف يخدعون أنفسهم، الواحد منهم يرى سرابًا فيظنه شرابًا.

 

فيا أيها المسلمُ: لا تعامل بالخديعة، فإنها خُلُق اللئام، وامحض أخاكَ النصيحةَ، حسنةً كانت أم قبيحةً، وساعِدْه على كل حال، وزُل معه حيث زال.

 

عبادَ اللهِ: من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مدخل السوء يُتَّهم، ومن لا يملك لسانَه يندم، فإياكَ -أيها المسلمُ- أن تكون كابن آدم القاتل، فأصبح من النادمين، رحم الله عبدًا تكلم فغنم أو سكت فسَلِم، ليكن حظُّ المؤمن منكَ ثلاثًا: إن لم تنفعه فلا تضُرَّه، وإن لم تُفرحه فلا تَغُمَّه، وإن لم تمدحه فلا تَذُمَّه، ليكن وجهك بسطًا، ولتكن كلمتك طيبة، تكن أحب إلى الناس من أن تعطيهم العطاء، إذا أَلِفَ القلبُ الإعراضَ عن الله صحبته الوقيعةُ في أولياء الله، مَنْ جَهِلَ أقدارَ الرجالِ فهو بقدرِ نفسِه أجهلُ.

 

فيا أيها المؤمنون: استمِعُوا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من أمتي رجال قلوبهم على قلب إبراهيم، يدفع اللهُ بهم عن أهل الأرض، إنهم لم يدركوها بصلاة ولا بصوم ولا بصدقة، قالوا: فَبِمَ أدركوها يا رسولَ اللهِ؟ قال: بالسخاء والنصيحة للمسلمين وسلامة الصدور".

 

عبادَ اللهِ: حماية المقدسات من أوجب الواجبات على أمتنا، فالمولى -تبارك وتعالى- أكرَمَنا بالسُّكنى في هذه الأرض المقدَّسة، فهنيئًا لكم بهذا الشرف النبيل، هنيئًا لكم بصبركم، لقد تعرَّض مسجدنا لانتهاكات مؤلمة، في القدس وفي المسجد الإبراهيمي في الخليل، واعتدي على المصلين على الأطفال والشباب والشيوخ وكبار السن كما اعتدي على النساء، وتم تضييق الخناق على العُبَّاد والزُّهَّاد، في ساحات المسجد الأقصى، العبث والتخريب بالممتلكات، تعطيل الشعائر الدينيَّة، كل ذلك وحدث ويحدث، فأين أصحاب المسؤوليَّة؟! غدًا سوف تُسألون.

 

بيت المقدس تهدم فيه البيوت، ويُستولى على العقارات، ويُبعَد الناسُ عن أماكن العبادات، والاعتقالات والمداهَمات، ويا لَلأسف هناك فئة رضت بأن تكون مع الخوالف، اصبر -أيها المسلمُ- على كيد الزمان وكده، فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده.

 

أيها المسلمون: ثباتكم كنز وفَّر الله به أقسامكم، وحِرْز طهَّر الله به أجسامكم، وعِزٌّ أظهَر اللهُ فيه إسلامَكم؛ فـ: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[مُحَمَّدٍ: 7]، أحسِنوا -رحمكم الله- الثقةَ بمن لم يزل بكم برًّا لطيفًا، وتذكروا أن كيد الشيطان كان ضعيفًا، اغتنِموا أيامكم، فقد قرب الفرجُ، والنصرُ آتٍ لا محالةَ، ألم يعدنا المولى -تبارك وتعالى- بالنصر المبين؟ فمهما استفحل أمر العدو واستحكم شرُّه فلا يأس ولا قنوط، إذا أردتم النصر فاحذروا المعاصي؛ الخمر أم الخبائث، والربا من أسباب الهزائم، والتطاول على الأئمة وأهل العلم من الفساد في الأرض، وسرقة الأراضي من الظلم، فمَن ظلَم من الأرض شبرًا فإنه يُطوَّقَه من سبع أراضين، جرائم القتل والأخذ بالثأر من الكبائر، فينا مَنْ يُفرِّق ويستحلى الانقسام، ومنَّا مَنْ يبني مسجد الضرار، ويمشي مع الأشرار، ويحارب الأبرار، ويَلبَس أجمل الثياب، وهو ذئب من الذئاب، لقد عميت البصائر، وأظلمت السرائر ورغم كل ذلك تدَّعون كمالَ اليقين، والدخولَ في غمار أولياء الله الصالحين.

 

كلَّا، ساء ما تتوهمون، ثم كلَّا، سوف تعلمون، هناك يُرفَع الحجابُ، ويوضع الكتاب، ويُجمَع بينَ مَنْ وجَب له الثوابُ، وحقَّ عليه العذابُ، فيُضرَب بينَهم (بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ)[الْحَدِيدِ: 13].

 

ولكن في المقابل أليست أمتنا أمة الخير؟ أليس منا السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار؟ أليس منا حماة الديار؟ أليس منا الثابتون على مواقفهم؟ والمتضرعون إلى المولى -تبارك وتعالى- في المسجد الأقصى؟ هؤلاء يدفع الله بهم وبدعائهم البلاء، انظروا إلى النساء المؤمنات العابدات، المربيات، اللواتي يربينَ أولادهنَّ على الخير والمحبة والمحافظة على الأرض والعِرْض، المرأة المسلمة مؤمنة قانتة عابدة، ذاكرة خاشعة، كريمة الصفات، موجهة للبنين والبنات.

 

وأنتم أيها الرجال: عامِلُوا نساءكم بالمعامَلة الحسنة والعِشرة الطيبة، بالمعروف والإحسان، كفاكم شحًّا وبخلًا، أبغض الحلال إلى الله الطلاق، إياكم وظلم أنفسكم، إياكم والظن السيئ الخبيث، ورَد في الحديث الشريف، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَنَا أَوَّلُ مَنْ يُفْتَحُ لَهُ بَابُ الْجَنَّةِ، إِلَّا أَنَّهُ تَأْتِي امْرَأَةٌ تُبَادِرُنِي فَأَقُولُ لَهَا: مَا لَكِ؟ وَمَا أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا ‌امْرَأَةٌ ‌قَعَدْتُ ‌عَلَى ‌أَيْتَامٍ ‌لِي"، هنيئًا مريئًا لهذه المرأة الصابرة التي تُخرج العالِم، والحافِظ، والأديب، والأريب، والطبيب، والمصلِح، والفاتِح، والمدافِع.

 

فيا أيها العابدون في هذه الرحاب الطاهرة: تذكَّرُوا أنكم في العشر الأواخر، وفيها ليلة القدر، فيا من ضاع عمره في لا شيء استدرك ما فاتك في ليلة القدر، فإنها تحسب بالعمر؛ يا ليلة القدر للعابدين اشهدي، يا أقدام القانتين اركعي لربك واسجدي، يا ألسنة السائلين جدي في المسألة واجتهدي.

 

اللهم إنا نسألك العفو والعافية، والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللهم إنك تسمع صلاتنا، ونداءنا ودعاءنا، وترى مكاننا، وتعلم سرنا وعلانيتنا، اصرف عنا شر الأشرار، وارحمنا برحمتك يا عزيز يا غفار.

 

عبادَ اللهِ: ورَد في الحديث الشريف: "مَنْ صام رمضانَ ثم أتبَعَه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر"، أو كما قال، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فيا فوز المستغفرين استغفروا الله.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الذي لا موهبةَ إلَّا منه، ولا بلوى إلا بقضائه، لا مَفزَعَ إلا إليه، يا رب إن عبادك جاؤوا إلى بيتك طلبًا لمغفرتك وطمعًا في رحمتك، فلا تردَّهم خائبينَ، أنتَ وليُّنا فاغفر لنا وارحمنا، وأنت خير الغافرين.

 

ونشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، الحي المعبود، ناصر الحق وأهله، وقامع الباطل وحزبه، ونشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسله المولى -تبارك وتعالى- لإكمال الدين وإظهار الإيمان، وإبطال الأوثان، وإذهاب الشرك والطغيان، كان عليه الصلاة والسلام أشجع الناس، ما فرَّ قطُّ، ولا تنازَل عن حق، علَّم أصحابَه الثبات، والوحدة، وعدم الفُرقة والنزاع، والصبر في موقف الجد والاجتهاد، وصل وسلم على سائر الأنبياء والمرسَلينَ، صلاةً وسلامًا يطمئن بها القلب القاسي ويلين، وصل وسلم على بقية الملائكة في عليين، صلاةً وسلامًا يكونان سببًا للسعادة والتأمين، وصل وسلم على الصحابة الكرام، صلاةً وسلامًا تمنحنا بها عند الوفاة حسن الختام.

 

أما بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: قال أحد الصالحين: "صحبتُ الدهرَ واختبرتُه، وامتحنتُ تقلُّبَه وانقلابَه، فلم أرَ شيئًا أشدَّ من طالح يلي أمر صالح، ولم أجد لهذا الدهر شيئًا أنفع من الصبر ومسالَمة أهله، ولم أرَ هلاكَ أهله إلا بالحرص والطمع، ووجدتُ العزَّ في الرضا عن المولى -تبارك وتعالى-".

 

عبادَ اللهِ: ألا إن من صفات المؤمن أن يكون عونًا لأخيه، الأحوال فيها شدة، عدد يسير، وهَمّ كثير، والواجب على المسؤول أن ينعش الفقير ويجبر الكسير، ويسهل العسير، ويصفح ويداوي، ويأمر بالعطاء ليكشف البلاء، ويزيل البلاء.

 

فيا أيها المسؤول: أينما كنت: اتق الله فيما ولَّاك، واحفظه في رعاياكَ التي استرعاكَ، ولا تجعل الكفر موضع الشكر، والعقاب موضع الثواب، كيف تصنع غدًا إذا وُضِعَ الميزان؟! وكيف تجيبون إذا لاقيتم الله فرادى؟! اتق الله وافتح الأبواب، وسهِّل الإجابةَ، وانصر المظلوم، وردَّ المظالمَ، إياكَ والتسويفَ، فإذا جاءكَ الموتُ فماذا في يديك؟! لا شيء.

 

أيها الرجل: إن الله سلَّطَكَ على عبيده فانظر كيف تجيبه إذا سألك عنهم، مساكين، طلبوا الراحة فأخطأوا الطريق.

 

عبادَ اللهِ: العدلُ يُوجِب الاجتماعَ، ويدُ اللهِ مع الجماعة، وما هُزمت جماعةٌ إلا عندَ افتراقهم، فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ، ووحِّدُوا أنفسَكم على طاعة الله، واحذروا الفتنَ والأيديَ الباطلةَ، والنفوسَ المضِلَّةَ، إيَّاكم والخديعةَ، فإنها خُلُق وضيع، إذا ذهب الوفاء نزَل البلاءُ، إذا مات الاعتصام عاش الانتقام، إذا ظهرت الخيانات انمحقت البركات.

 

ومن هنا نوجه نداءنا إلى أسرانا، نقول لهم: حمايتكم فرض على الجميع، ورفع الظلم عنكم دين في أعناق الأمة، والدعاء متواصل لكم من هذه الرحاب الطاهرة، وتذكروا أن الأسير أسير نفسه وشهواته، وأسير شيطانه وهواه، اللهم كن معهم وأطلِق سراحَهم وفُكَّ أَسْرَهم، واكلأهم بعين رعايتك وعنايتك يا ربَّ العالمينَ.

 

أيها الأحبابُ: القرآن الكريم كتاب الله -تبارك وتعالى-، لقد قام فئة ضالة بإحراقه، وهذا يمسُّ مشاعرَ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، نقول لهؤلاء: أحرقتم صحفًا، ولكنكم لن تستطيعوا أن تحرقوا القلوب الحافظة، أطفال المسلمين بمئات الآلاف الذين يحفظون القرآن عن ظهر قلب؛ (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 49]، فموتوا بغيظكم؛ (قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ)[التَّوْبَةِ: 94]، وسوف تُحاسَبون على إساءاتكم وحقدكم.

 

وأنتم أيها المصلون في هذه الرحاب الطاهرة: تعاونوا مع إخوانكم الحُرَّاس القائمين في هذا المسجد المبارك، ومع الإخوة والأخوات المتطوعين والعاملين، إياكم ثم إياكم وإعطاءَ الفرصة للآخرين أن يُنَغِّصوا علينا هذه الأيامَ الطيبةَ، هذه الأيام التي نتعبَّد فيها وفي رحاب المسجد الأقصى المبارك، إيَّاكم وإعطاءَ الفرصة لهؤلاء، اتركوا المسلمين في عباداتهم وفي صلواتهم وفي دعواتهم، فالفرج قريب، والفتح آت لا محالة، توجهوا إلى الله وقولوا: اللهم قل الناصرون لنا، واعتز الظالم، وأنت المطلِع العالِم، والمنصِف الحاكم، بك نعتزُّ عليكَ، وإليكَ نهرُب من يديك، فقد تعزز علينا بالمخلوقين، ونحن نتعزز بك يا ربَّ العالمينَ، اللهم إنا حاكمناهم إليك، وتوكلنا في إنصافنا منهم عليك، وقد رفعنا ظُلامتنا إليكَ، وَوَثِقْنَا في كشفها بكرمك، فاحكم بيننا وبينهم، وأنت أحكم الحاكمين.

 

(رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)[الْبَقَرَةِ: 250]، وتوفَّنا مسلمينَ، وألحِقْنا بالصالحينَ، واجعلنا من ورثة جنة النعيم، واغفر لنا ولوالدينا، ولمشايخنا، ولمن كان له حقٌّ علينا، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وللمؤمنين والمؤمنات.

 

وأنتَ يا مقيمَ الصلاةِ أقمِ الصلاةَ؛ (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].

المرفقات
724vgrAKzbPveroZJHY81tjzqvulyUvIXbEX3Msd.pdf
xf9fd2RmU9K4G90TbQGANvOBpz6V5224vIwBaue3.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life