عناصر الخطبة
1/شدة الحاجة لوحدة الصف ووأد الاختلاف 2/حوادث الاعتداء على الأبرياء ضلال فكري وإفساد في الأرض 3/إراقة الدماء المعصومة من أعظم الذنوباقتباس
إنّ مسؤولية أمن بلادنا الفكري والحسي مسئولية عُظمَى، والجميعُ في سفينةٍ واحدةٍ، ومن خرَقَها أغرقَ الجميعَ. وإننا نرفضُ هذه الأعمالَ ولا نقبلها، وعلينا أن نفضح أهلَها؛ فالمسؤوليّةُ عظيمة، والإجرامُ إجرامٌ، والإصلاحُ غيرُ الإفَساد، وإيذاءُ المؤمنين وسَفكُ دمائِهم غير الجهاد المشروع...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي هدنا للإسلامِ والسُّنَّة، وما كنا لنهتديَ لولا أن هدانا الله... ونشكره أن وفَّقنا للاستقامةِ على الملةِ، وأعاذنا من الغواية، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
أيها الإخوة: نحن في زمن أحوجُ ما نكون فيه في هذا البلاد إلى وحدة الصفوف ورصها، ووأد الفرقة ومسبباتها، فكم من عَدُوٍّ يتربص بنا الدوائرَ، ويسعدُ بكل تعدٍّ وخروجٍ على اجتماع شعب هذه البلاد خلف قيادته، ويَعُدّ كلّ من شَذَّ ومَرَقَ وشقَ عصا الطاعةِ ثائرًا بحق، ومتحررًا من رقِّ العبودية... زعموا!
أيها الإخوة: فقد حدث يوم الأحد الماضي هجوم عدوانيّ إرهابيّ، أعلنت الجهاتُ الأمنيةِ عن إحباطِه؛ فقد ترجلَ ثلاثةُ رجالٍ بسلاحِهم وأطلقوا النار على نقطة أمنٍ في طريق الطرفية بالقصيم، ونتج عن هذا العدوان مقتلُ رجلِ أمنٍ ومقيم، نسأل الله -تعالى- أن يجعلهم في عداد الشهداء، وأن يخلف عليهم شبابَهم في جنات النعيم، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، ويخلف عليهم خيرًا، ومقتل اثنين من المعتدين وإصابة الثالث.
أحبتي: لقد وقع علينا خبر هذه الجريمة النكراء وقوعَ الصاعقة؛ فقد نَعِمْنَا باختفاء هذا الشرِّ وأهلِه فترةً من الزمن، حتى ظنَّ بعضُ الناسِ أنَّ اللهَ قطعَ دابرَهم، لكنَّ أهلَ الشرِّ والفتنةِ لم ينتهوا عن إفسادهم، وإنما تَوَارَوْا؛ بسبب قوة السلطان -ولله الحمد-، وها هم يظهرونَ من جديدٍ في هذا الحادث! وهنا تذكرتُ مَقُولَةَ أَميرِ المؤمنين والخليفةِ الرابعِ عليِّ بنِ أبي طالب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، لَمَّا قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ من الْخَوَارِجِ، جَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِي قَطَعَ دَابِرَهُمْ". فَقَالَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: "كَلَّا وَاللَّهِ، إِنَّهُمْ لَفِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ، فَإِذَا خَرَجُوا مِنْ بَيْنِ الشَّرَايِينِ فَقَلَّمَا يُقَاتِلُونَ أَحَدًا إِلَّا أَلِفُوا أَنْ يَظْهَرُوا عَلَيْهِ".
وهذا الحادثُ حادثٌ إجراميٌّ لا يُقره مَنْ لَهُ أدنى معرفةٍ صحيحة بشرع الله، ولا يقبله من له عقلٌ سَوِيٌّ، أو صاحبُ فطرةٍ سليمةٍ لم تُمسخ، وهو من أعظم المنكرات وأشد المحرمات والموبقات، وينكر ذلك ويجرِّمه كلُّ مسلم، ولا يراه أو يُقِرُّه بحال من الأحوال عمومُ أهل هذه البلاد وعموم المسلمين، فهو إفساد بالأرض وإشاعة للفتنة التي قال الله عنها: (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ)[البقرة: 191].
أيها الإخوة: هذا الاعتداءُ السافرُ بالسلاحِ في رابعة النهار على رجال الأمن في موقع عملهم أو غيرهم، وأمثاله من الجرائم حرامٌ بكتاب الله، حرامٌ بِسُنَّةِ رسولِ الله، حرامٌ بإجماعِ علماءِ الأمةِ؛ لما فيه من إزهاقٍ للأنفس المعصومة، وشناعتُه وضررُه تطال القاتلَ والمقتولَ والمجتمعَ بأسره، قالَ اللهُ -تعالى- بعد ذِكْرِ أولِ قصةِ قتلٍ وقعت على وجهِ الأرضِ: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)[المائدة: 32].
أَيْ: من أجلِ وجودِ هذه النماذج في البشرية، ومن أجلِ الاعتداءِ على المسالمين الوادعين، الذين لا يريدون شَرًّا ولا عدوانًا، جَعَلَ اللهُ جريمةَ قتلِ نفسٍ واحدة ٍكبيرةً تعدلُ جريمةَ قتلِ الناسِ جميعًا، وعلَّل ذلك الشيخُ السعديُّ: "لأنه ليس معه داعٍ يدعوه إلى التبيين، وأنه لا يُقْدَمُ على القتلِ إلا بحقّ، فلمَّا تجرأ على قتل النفس التي لم تستحق القتلَ؛ عُلِمَ أنَّه لا فرقَ عندَهُ بين هذا المقتولِ وبين غيره، وإنما ذلك بحسب ما تدعوه إليه نفسه الأمارةُ بالسوء؛ فَتُجَرِّؤُه على قتله، فكأنه قتل الناس جميعا، وجعل العمل على دفعِ القتلِ وإحياءِ نفسٍ واحدةٍ عملًا عظيمًا يعدل إنقاذ الناسِ جميعًا".
وهذا الاعتداء جُرْمٌ بيِّن في باعثه وغايته وتنفيذه وأثره؛ فباعثه ضلالُ الفكر وفسادُ المنهج، والفهم الخاطئ للدين، وسوءُ تنزيل الأدلة على الوقائع، وأما غايته فإشاعةُ الفُرْقَة وخلقُ العداوةِ والخروجِ على ولي الأمر وإشاعةِ الفوضى وشق عصا الطاعة.
أما تنفيذُه فهو تنفيذٌ لجريمةِ قتلِ عمدٍ لأنفسٍ معصومة حرَّمَ اللهُ إزهاقها، وقد جمع الله -تعالى- لمرتكبِها عقوباتٍ عظيمةً لم يجمعْها لغيرها فقال: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)[النساء: 93]، قال الشيخ السعديُّ -رحمه الله-: "في هذه الآية وعيدُ القاتلِ عمدًا وعيدًا ترجُفُ له القلوبُ وتنصدِعُ له الأفئدة، وتنزعجُ منه أولو العقول، فلم يَرِدْ في أنواع الكبائرِ أعظمُ من هذا الوعيد، بل ولا مثلُه؛ أَلَا وهو الإخبارُ بأنَّ جزاءَه جهنَّم؛ أي: فهذا الذنبُ العظيمُ قد انتهضَ -وحدَه- أن يـُجَازِى صاحبَهُ بجهنَّم، بما فيها من العذاب العظيم، والخزي المهين، وسخط الجبار، وفوات الفوز والفَلَاح، وحصول الخيبة والخسار. فعياذًا بالله من كلِّ سبب يُبعد عن رحمته".
أحبتي: لكم أن تتصوروا كيف أن جريمةَ القتلِ عظيمة مِنْ خَبَرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: عندما قال: "يَجِيءُ الـمَقْتُولُ مُتَعَلِّقًا بِالْقَاتِلِ تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟!". (رواه النسائي، وهو صحيح الإسناد عن ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-).
وواللهِ إِنَّ الفَرَائِصَ لترتعد، وإن القلب لينخلع، من قولِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ" (رواه الترمذي، والنسائي، وصححه الألباني عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-).
ولكثرة خطر الدماء جعلها اللهُ أولَ ما يُقضَى فيه بين الناس، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ". (متفق عليه، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-).
وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَنْ يَزَالَ الـمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا". (رواه البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-). والفسحة: السِّعَة. أي: لا يزالُ في رجاءِ رحمةٍ من اللهِ على ما ارتكبَه من الذنوب، فإذا أصابَ الدمَ الحرامَ ضاقتْ عليه المسالكُ…
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ مُعْنِقًا -أي: خَفِيفَ الظَّهْرِ، سَرِيعَ السَّيْرِ لربه، يَسِير سَيْر الْعَنَق، وَالْعَنَق: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْر وَسِيع-. صَالِحًا، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا، فَإِذَا أَصَابَ دَمًا حَرَامًا بَلَّحَ"؛ -أي: انْقَطَعَ مِنَ الْإِعْيَاء، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَتَحَرَّك-، (رواه أبو داود، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-).
وقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: "إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الأُمُورِ، الَّتِي لا مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا، سَفْكَ الدَّمِ الحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ". (رواه البخاري). ورطات: جمع ورطة، وهي الهلاك، يقال: وقع فلان في ورطة؛ أي: في شيء لا ينجو منه، وقد فسرها في الخبر بقوله: "التي لا مخرجَ لمن أوقع نفسَه فيها"؛ لِمَا فيه من سفك للدماء التي حرَّم اللهُ سفكَها، وما فيها من شق لعصا الطاعة وانتهاك لحقوق الناس، وهز لأمنهم وسبب لتفريقهم.
ويُدْنِي إبليسُ من جنودِه مَنْ يوسوسُ لبني آدمَ بالقتلِ وَيُلْبِسُهُ التَّاجَ؛ فَعَنْ أَبِي مُوسَى -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "إِذَا أَصْبَحَ إِبْلِيسُ بَثَّ جُنُودَهُ، فَيَقُولُ: مَنْ أَضَلَّ الْيَوْمَ مُسْلِمًا أَلْبَسْتُهُ التَّاجَ، قَالَ: فَيَخْرُجُ هَذَا، فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، فَيَقُولُ: أَوْشَكَ أَنْ يَتَزَوَّجَ، وَيَجِيءُ هَذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى عَقَّ وَالِدَيْهِ، فَيَقُولُ: أَوْشَكَ أَنْ يَبَرَّ، وَيَجِيءُ هَذَا فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى أَشْرَكَ فَيَقُولُ: أَنْتَ أَنْتَ، وَيَجِيءُ، فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى زَنَى فَيَقُولُ: أَنْتَ أَنْتَ، وَيَجِيءُ هَذَا، فَيَقُولُ: لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَتَلَ فَيَقُولُ: أَنْتَ أَنْتَ، وَيُلْبِسُهُ التَّاجَ"، (رواه ابن حبان، والحاكم، وصححه الألباني).
اللهم اكفنا شرَّ الأشرار، واحفظ بلادَنا من كل سوء، واحفظ جنودنا من أيدي الغدر والخيانة، أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الخطبة الثانية:
أيها الإخوة: في أعظم مجمع اجتمع لرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في حياته كان فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ خَطَبَهم وَقَالَ: "أَلا، أَيُّ شَهْرٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟" قَالُوا: أَلا شَهْرُنَا هَذَا، قَالَ: "أَلا، أَيُّ بَلَدٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟" قَالُوا: أَلا بَلَدُنَا هَذَا، قَالَ: "أَلا، أَيُّ يَوْمٍ تَعْلَمُونَهُ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟" قَالُوا: أَلا يَوْمُنَا هَذَا، قَالَ: "فَإِنَّ اللَّهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- قَدْ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ" ثَلاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يُجِيبُونَهُ: أَلا، نَعَمْ. قَالَ: "وَيْحَكُمْ، أَوْ وَيْلَكُمْ، لا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ" (رواه البخاري، عَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-).
أيها الإخوة: منفِّذُو هذا الاعتداء لم يراعوا هذه المحرماتِ من الدماء والأموال والأعراض، ولم يَرْعَوُوا لهذه التحذيرات وهم متأثرون بلوثات فكرية دخيلة، ويَصْدُرون بفعلِهم من فكرِ خوارجِ العصرِ الذين هم امتدادٌ للخوارجِ في صدر الإسلام، الذين ينزعون يدَ الطاعة من وليّ الأمر، ويستحلون الدماءَ المعصومةَ، ويتجرؤون على قتل العمد، ويتعمدون الأذية والتخريب بدعاوى كاذبة وحجج واهية بلا مبالاة بحرمة.
كما أن هذا التنفيذ للقتل الآثم افتئاتٌ على ولي الأمر، وانتهاك لسلطانه؛ ذلك أن حفظ دماء الرعية والأمر بالقتل هي من اختصاصه حسب الشرع، ولا يجوز لكائن مَنْ كان أن ينتهك هذه الولاية.
أيها الإخوة: إنّ مسؤولية أمن بلادنا الفكري والحسي مسئولية عُظمَى، والجميعُ في سفينةٍ واحدةٍ، ومن خرَقَها أغرقَ الجميعَ. وإننا نرفضُ هذه الأعمالَ ولا نقبلها، وعلينا أن نفضح أهلَها؛ فالمسؤوليّةُ عظيمة، والإجرامُ إجرامٌ، والإصلاحُ غيرُ الإفَساد، وإيذاءُ المؤمنين وسَفكُ دمائِهم غير الجهاد المشروع…
نسأل الله أن يهدي ضالَّ المسلمين، وأن يجعل هذا البلدَ آمِنًا مطمئنا، وسائر بلاد المسلمين، اللهم أَدِمْ على بلادنا أمنَها واستقرارَها يا أكرم الأكرمين…
اللهم وَفِّق وليَّ أمرنا بتوفيقك وَاكْلَأْهُ برعايتك، وهيِّئ له بطانةً الخير، وَأَبْعِدْ عنه بطانةَ السوءِ، اللهم وفِّق جميعَ ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك واتباع سُنَّةَ نَبِيِّكَ.
التعليقات