عناصر الخطبة
1/ الازدواج طبيعة الأحياء 2/ الفائدة من الدراسة الموضوعية لسور القرآن 3/ الغريزة الجنسية في الإسلام 4/ الحكمة من تعدد الزوجات 5/ حديث السورة عن أهل الكتاب 6/ المنافقون وضعاف الإيمان في السورة 7/ الحاجة إلى نهضة نسائية رشيدةاهداف الخطبة
اقتباس
فإننا نقف اليوم وقفة استهداء وتدبر أمام سورة النساء، وسورة النساء سورة مدنية، وهي السورة الثالثة في المصحف الشريف. وعلى عادتنا في التفسير الموضوعي نحاول أن نلتقط صورة سريعة لهذه السورة المباركة، ونحاول أن نجمع ملامحها ونقرب معانيها في... تصور بعض الناس أن الغريزة الجنسية يجب أن تكبح إلى الأبد، وأن تقهر داخل تعليمات مشددة من رهبانية قاسية، هذا التصور ينكره الإسلام، والأساس...
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وأشهد أن محمدًا رسول الله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.
أما بعد:
فإننا نقف اليوم وقفة استهداء وتدبر أمام سورة النساء، وسورة النساء سورة مدنية، وهي السورة الثالثة في المصحف الشريف. وعلى عادتنا في التفسير الموضوعي نحاول أن نلتقط صورة سريعة لهذه السورة المباركة، ونحاول أن نجمع ملامحها ونقرب معانيها في هذه اللحظات القصار التي نؤدي فيها الخطبة.
بدأت السورة بقول الله -جل شأنه-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)، تفيد هذه الآية أن الازدواج طبيعة الأحياء، ففي عالم النبات يوجد الذكر والأنثى، وفي عالم الحيوان يوجد الذكر والأنثى، بل إن القرآن الكريم وجّه النظر إلى أن المادة نفسها تقوم على الازدواج، قال تعالى: (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، وظاهر من هذا الازدواج أن بقاء الإنسانية والحيوانية وامتداد العمران بهذا التكامل بين الذكورة والأنوثة، كأن الأجناس المختلفة ما تمتد جيلاً بعد جيل إلا عن هذا الطريق -طريق التلاقي والازدواج-: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ).
ولا يبقى متفردًا بوجوده غير محتاج إلى آخر -لأن ذاته تفردت بوجود أرقى من كل ما نفكر فيه- إلا الله -جل شأنه- الذي (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).
أما بقية الخلائق فإنها تقوم على هذا الازدواج، فإن الإنسان يألف جنسه، ويعيش معه، وعن هذه المعايشة بين جنسين أو بين فردين من جنس واحد كتم امتداد الوجود.
والنظرة العامة لهذه السورة تجعلنا نلتقط عدة معانٍ شاملة، يمكن أن نقول: إن الصفحات الخمس أو الست الأولى في هذه السورة تتحدث جميعًا عن قضايا الأسرة.
ثم بعد حديث عن العقيدة والأخلاق، وبعد تنبيه إلى ضرورة تخليص النفس من الغش والرياء يبدأ في السورة حديث آخر عن أهل الكتاب، يبدأ هذا الحديث من قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ * وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا)، وأهل الكتاب الذين تحدثت عنهم هذه السورة: يهود ونصارى، ولكلا الجنسين خصائص برزت عندما تحدث القرآن عن كلا الفريقين على حدة.
ثم نجده حديثًا -بعد ذلك- عن المنافقين، وحديثًا آخر عن ضعاف الإيمان.
وما الذي يبرز النفاق ويكشف خبايا الخادعين؟! وما الذي يَعْجِم أعواد المؤمنين ويبيّن الصلب منها والهش؟! أمران: الجهاد في سبيل الله، والحكم بما أنزل الله.
وقد دارت السورة بعد ذلك على هذين الأمرين اللذين يكشفان نفاق المنافقين وضعف الضعفاء.
هذه سورة النساء بإجمال، يمكن أن نجمل العناصر التي تكونت منها سورة النساء في هذه العناصر الخمسة:
أولاً: حديث عن الأسرة وقضاياها، أخذ الجزء الأول من السورة في نحو ست صفحات.
ثانيًا: حديث عن أهل الكتاب من يهود ونصارى، أخذ ما يلي الحديث عن الأسرة، وخُتمت به السورة في حديث عن النصرانية ومزاعمها.
ثالثًا: حديث عن المنافقين وعن ضعفاء الإيمان.
رابعًا: حديث عن الجهاد في سبيل الله.
خامسًا: حديث عن الحكم بما أنزل الله.
قلنا: إن الفائدة من الدراسة الموضوعية لسور القرآن الكريم أنها تعطيك فكرة عجلى عن السورة؛ بحيث إذا رجعت إلى نفسك وأخذت تتلو كتاب ربك وتتدبر ما أودع الله فيه من هدايات تعرف أين تسير وما الذي يواجهك، فإن من العجز الذي وقع فيه بعض المفسرين والقراء أنهم ظنوا آيات القرآن الكريم رُكم بعضها فوق البعض الآخر دون رباط واضح ودون خطة بينة.
وهذا من العجز في تدبر القرآن والقصور في إدراك معانيه ومغازيه. إننا بحاجة إلى تدبر سورة النساء خصوصًا هذه الأيام، لِمَ؟! لأن أوائل السورة تحدثت عن قوانين الأسرة وقضاياها وعلاقة المرأة بالرجل.
وظاهر أن الإسلام يرفض الرهبانية، ظاهر أن الإسلام لا يرى أن الغريزة الجنسية رجس من عمل الشيطان كما تحدثت بعض الديانات.
الإسلام يرى -وهو دين الفطرة- أن الزواج عبادة، وأن علاقة الرجل بامرأته علاقة طبيعية ينبغي أن تصان في إطار من تعاليم الشريعة ونطاق من حدود الله.
تصور بعض الناس أن الغريزة الجنسية يجب أن تكبح إلى الأبد، وأن تقهر داخل تعليمات مشددة من رهبانية قاسية، هذا التصور ينكره الإسلام، والأساس في هذا أن طبيعة الفضيلة العموم والنفع، بمعنى أنك تقول: الصدق فضيلة، فإذا عم الصدق ارتقى الناس وانتفعوا.
الأمانة فضيلة، فإذا عمَّت الأمانة ارتقى الناس وانتفعوا. فإذا قلت مع القاصرين: الرهبانية فضيلة، فإذا عمّت الرهبانية باد الجنس البشرى وتلاشى، فلا فضيلة إذًا في هذه الرهبانية؛ لأن نهايتها أن تقهر البشر في حرب لا معنى لها.
إنما قام الإسلام على عمل جميل وهو ضبط الغرائز البشرية، وضبط الغرائز البشرية مسألة معقولة ومعروفة، فإن الماء يروي الظمآن ويحفظ الحياة، وهو بالنسبة إلى الأرض يروي الأرض ويحيل جدبها خصبًا. لكن متى يكون الماء كذلك؟! يوم يؤخذ بقدر وتوضع له أنظمة.
الغرائز الجنسية كذلك، إذا أطلقت في فيضان مدمر قتلت البشر، أما إذا وُضع لها نظام مضبوط معقول كانت مصدر حياة للناس، وقد نظم الإسلام الغريزة الجنسية فلم يطلقها ليتحول البشر إلى حيوانات، ولم يقيدها التقييد الذي يبيد البشرية، أو يجعل النفاق الجنسي علامة فيها، والشذوذ المستقبح شارة لها، بل أباح الزواج ورحب به، وهشّ له، وأعان عليه بكل جهده.
وكما أباح الإسلام الزواج أباح التعدد، لِمَ؟! لأنه يرى أن الفائض النسائي بين المجتمعات كلها لا يعالج إلا بهذا الأسلوب، يعنى إذا وجد نسوة زائدات مستعدات للزواج وكان عدد الرجال المستعدين للزواج أقل فما الحل؟! الناس هنا بين أمرين: إما أن يفرضوا رهبانية على المرأة الزائدة فلا تتصل برجل أبدًا، وإما أن تتصل بالرجال عن طريق الزنا والبغاء. وإما أن تشرك امرأة أخرى في رجل تنتسب إليه وينفق عليها ويكون أولادها منه حاملين لاسمه. أي الحلول أشرف للمرأة؟! أن تكون محبوسة إلى الأبد في سجن الرهبانية، أو مطلقة العنان في ميدان البغاء والحيوانية، أم تكون شريكة لامرأة أخرى في رجل يرعاها ويوفر لها حياة الشرف والاستقامة؟!
إن الإسلام لما أباح التعدد كان منطقيًّا في هذه الإباحة، ثم هو قبل ذلك وبعده ما أباحه إلا لمن يقدر على تبعاته ويستطع العدالة فيمن جمع بينهن في بيته.
قضايا الأسرة تحتاج إلى كلام طويل نرجئه إلى حديث آخر لأني أريد أن ألقي نظرة شاملة عاجلة على عناصر السورة الأخرى.
لقد تحدثت السورة عن أهل الكتاب من يهود ونصارى، بدأ حديثها عن اليهود بقول الله -جل شأنه-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ)، وقول الله بعد ذلك: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ)، وقول الله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا)، هذا الكلام عن اليهود لابد أن نلحظ فيه أن الإسلام يعتبر الضمير اليهودي ضميرًا ملوثًا، وأنه يعصي الله عن إدراك لمعصيته، وأنه يعرف الحق ويحيد عنه، وذلك بعكس كثير من النصارى، فهم -إن صح التعبير- مخلصون في ضلالهم. تعبير مستغرب!! ولكن أحيانًا يخطئ الإنسان، ويوغل في الخطأ، ويتحمس لخطئه أو خطيئته وهو مغلق الذهن، حائر الفكر، مشتت الخطا، لا يعرف له هدفًا سليمًا ولا غاية صائبة، وقد يكون هذا الحائر الذي فقد الاستقامة في مسلكه وفكره قد يكون خطرًا جدًّا على الحقيقة وعلى الإيمان؛ لأن كثيرًا من الناس في هذا المضمار ينطبق عليهم قوله تعالى: (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا)، وقوله تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)، اليهود مغضوب عليهم. لماذا؟! لأن شراسة طباعهم، وقساوة قلوبهم، وسماجة أعمالهم، والكبر الذي يصيغ سيرتهم وحياتهم يجعلهم جريئين على الله، ويجعل ما يصدر عنهم من آثام ظاهر الشر بادي القبح، فهم مثلاً -كما تروي سورة النساء- يُسألون من قريش -وقريش وثنية-: أنتم أهل كتاب خبراء بالوحي، تدركون طبيعة المنتسبين إلى السماء وإلى الكتب السماوية، دلّونا: أنحن على الحق أم محمد؟! فيكون جواب اليهود: أنتم على الحق. عجبًا!!
إذا كنتم أهل كتاب سماوي تؤمنون بالله وبموسى نبيه وبما أرسل بعد موسى من أنبياء، فإن الله الواحد لا يجوز بتّة أن يكون له شريك، وأن تكون هذه الأصنام التي لا تضر ولا تنفع -والتي عكف عليها القرشيون- آلهة مع الله، أو وسائط وشفعاء إليه.
يذكر القرآن الكريم الشهادة المزورة التي أعطاها اليهود إخوانهم عبدة الأصنام في قوله -جل شأنه-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا)، ومن علامات التعمق في الضلال أن هؤلاء يتمنون للمسلمين أن يتركوا كتابهم ونبيهم، وأن لا يعرفوا ربهم، وأن لا يشرحوا الوحدانية على النحو النضير الجليل الذي ذكره القرآن الكريم.
بينما نجد أن النصارى في تأليههم للمسيح وزعمهم أنه إله أو جزء إله أو شبه إله أو ابن إله أو ما إلى ذلك مما عاشوا به ونشروه وتعصبوا له، نجد أن القرآن الكريم يتناول هؤلاء ليشرح لهم الحقيقة مبينًا أنهم أهل غلو وأنهم ضلوا السبيل: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا).
ثم هل يوجد في أهل السموات وأهل الأرض من يشعر بغضاضة حين يسجد لله؟! كلا، فإن البشر والملائكة وكل حي له عقل يكون في أشرف أحواله وأزكى أوصافه وأطيب أوقاته عندما يحني صلبه راكعًا أو ساجدًا ليقول لربه في خشوع وإجلال وإعزاز: سبحان ربي الأعلى. وهذا معنى الآية الشريفة: (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا).
إن شرف العباد في عبوديتهم لله، ما من نبي ولا ولي ولا ملك ولا بشر إلا وعظمته في أن يحني رأسه، وأن يتجه بقلبه، وأن يسلم لله وجهه، وأن يقول في أدب وتواضع لله -جل شأنه-: أنا عبدك وأنت ربي. هذه حقيقة، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يؤكد هذه الحقيقة بقوله: "اللَّهُمَّ إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتى بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي". هذه هي العبودية. من عيسى؟! ومن غيره؟! عباد لله لا يزيدون ولا ينقصون.
هكذا تناولت سورة النساء اليهود والنصارى، وسنفصل ذلك في وقت آخر إن شاء الله.
بين تناول السورة للفريقين نجدها تناولت صنفين من الناس: الصنف الأول: منافق، والصنف الثاني: ضعيف الإيمان.
ما الذي كشف الصنفين معًا؟! كشفهما فرض الجهاد، وتحكيم الله -جل جلاله- في قضايا الناس، أصحاب القلوب المريضة يكرهون الحكم بما أنزل الله، وما أكثر هؤلاء الآن، سنتحدث في خطبة أخرى -إن شاء الله- عن ناس يستميتون الآن كي يحرموا الحلال -وهو زواج الرجل بامرأة ثانية-، بينما هم خرس -سكتوا سكوت القبر- عن اتصال الرجل بامرأة أخرى دون حرج.
لقد قرأنا في الصحف منذ أيام كيف أن فتاة حمقاء ركبت سيارة مع رجل -مع ذئب، هو لا يستحق أن يوصف بأنه رجل-، فلما انتهك عرضها وداس شرفها وذهبت إلى القضاء قيل لها: لقد ذهبتِ باختيارك، لا دخل للقانون في أمرك، لا يستطع القانون أن يصنع شيئًا، فإن القانون يبيح الزنا بالتراضي!!
وأنا أعجب ولا ينقضي عجبي، أين المتحدثات عن قضايا المرأة يقلن: هذا لا يجوز، غيروا هذا القانون واقطعوا الطريق على هؤلاء الذئاب أو الكلاب؟! سكوت، سكتن سكوت القبر! أما النطق، أما الهيجان، أما الأصوات الفاجرة فضد قانون الأسرة وحده. سنتحدث -إن شاء الله- عن ذلك.
المهم أن الحكم بما أنزل الله كشف المنافقين، قال -جل شأنه-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا).
هؤلاء -الذين يزعمون أنهم آمنوا- رفضوا أن يحكم الله فيهم ورسوله، فكان الرد عليهم: هذا كفر، ما دمتم تريدون أن تتحاكموا إلى الطاغوت -وقد أمرتم أن تكفروا به- فلا بد أنكم كفرتم بالله، وتمضي السورة تشرح هذا الكفر: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). الكلام عن هؤلاء المنافقين يطول.
نجيء -على عجل- إلى كلام السورة عن ضعفاء الإيمان، ويبدأ هذا الكلام فيذكر هؤلاء الضعاف بأمرين:
الأمر الأول: حرصهم على الحياة، خوفهم من الموت، رغبتهم في المتع، زهدهم في وعد الله الذي وصف فيه الدار الآخرة.
هذا المعنى تناولته السورة من أول قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا).
بيّن القرآن الكريم هنا أن ناسًا من المسلمين أدوا الواجبات الأخرى لأنها سهلة الأداء، فلما كُلِّفوا بالقتال في سبيل الله خشوا على حياتهم، وأحبوا أن يبقوا على ظهر الأرض أطول عمر ممكن، فكان جواب القرآن لهم: إن الأجل ليس وفق رغبة الإنسان ولا هو بتعرضه للأخطار أو ابتعاده عنها، الآجال عند الله، لا سلطان للبشر عليها، وكما قال شوقي:
وقد ذهب الممتلي صحة *** وصح السقيم فلم يذهب
وقال ابن الرومي:
أعمارنا جاءت كآي كتابنا *** منها طوال فصلت وقصار
هذه مسألة إلهية، وعندما يجيء الموت فلا يصده حصن: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا).
أغلب الناس يتصور أن الحسنة والسيئة تعني الطاعة والمعصية، وهذا غلط، فإن الذين يقولون للرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا الكلام لا يقصدون إطلاقًا أن الحسنة الطاعة والسيئة المعصية، إنما يقصدون -وهذا تعبير القرآن في أغلب الآيات- بالحسنة الحال الحسنة من رخاء ومن أفراح، ويقصدون بالسيئة الحال السيئة من أزمات، ومن قحط، ومن ضيق. تأمل قول الله تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ). فالحسنة: الحال الحسنة من ربيع خصب وأيام رخيّة، والسيئة: الحال السيئة من أزمات وقحط.
ومن ذلك أيضًا قوله تعالى في السورة نفسها: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ * ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آَبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ). هذا معنى الحسنة والسيئة في الآيات هنا.
فهؤلاء الذين ضعف إيمانهم كانوا يفرون من التكاليف الشاقة خوفًا على حياتهم.
الأمر الثاني: أنهم ناس فوضويون، خفاف طائشون، وهذا عيب لا أزال أراه في الأمة الإسلامية، خصوصًا بعدما ضعف إيمانها وقل يقينها، وشاع الاضطراب في أمورها، يقول الله في وصف هؤلاء الضعاف من المؤمنين: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ).
والمعنى: أن هؤلاء يطيرون وراء كل رأي، في أيام السلام، أو في أيام القتال يستخفهم أي كلام يشاع فيجرون وراءه، ولو كانوا أهل عقل وتثبُّت لكان رؤساء من أهل العلم يسألونهم ويستفتونهم ثم ينزلون على رأيهم وعلى حكمهم.
والذي لاحظته في الأمة الإسلامية -وأنا آسف- أن هذه الأمة منذ فقدت الخلافة الصحيحة فقدت الوالد الحاني، والأب العطوف، والأستاذ المعلم، والمربي الصادق، فكانت النتيجة أن أصحاب الديانات الأخرى يرجعون إلى حكمائهم كاليهود لهم حكماء صهيون، تجد التاجر اليهودي أو المهندس اليهودي يترك الأمر للحكماء، فهؤلاء يرسمون الخطة وعلى الشعب أن يتبع، وكذلك يفعل النصارى.
أما الأمة الإسلامية فإن أئمتها وعقلاءها إما أضاعتهم الأيام بإضاعة الخلافة الراشدة، وإما سقط لواؤهم في المجتمع لشيوع الفسق والخيانة وضياع الدين، فأصبح أمر الناس بأيدي من لا ينصح ولا يعقل، والأمة أحوج ما تكون في سلمها وحربها إلى أن تسأل أولى الذكر كما قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
ما أحوج أمتنا إلى أهل الذكر يقودونها في سلمها وفي حربها. خمسة عناصر تلمحها -على عجل- في سورة النساء:
أولاً: قضايا الأسرة أولاً.
ثانيًا: ثم كلام عن أهل الكتاب بشقيهم اليهود والنصارى، شاع في أول السورة وآخرها.
ثالثًا: ثم كلام عن المنافقين وعن ضعفاء الإيمان، وسبب الكلام عنهم: الحكم بما أنزل الله، والقتال في سبيل الله وهما قوام السورة بعد ذلك.
هذه نظرة عجلى إلى سورة النساء، أوصي بعد ذلك من يقرؤون السورة أن يقرؤوها وهم يدركون كيف ينتقلون بين جنباتها، ويغفر الله لنا ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله (الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ). وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين. وأشهد أن محمدًا رسول الله إمام الأنبياء وسيد المصلحين. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.
أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-.
أيها المسلمون: أمتنا بحاجة إلى نهضة نسائية رشيدة. لم؟! لأن هناك بعض المتدينين لا يعقلون قضايا المرأة وينظرون فيها بحماقة وقلة فقه، ولو وكل الأمر إليهم لحبسوا النساء في البيوت، فلا عبادة ولا علم ولا عقل ولا فكر ولا نشاط ولا شيء. هذا النوع من المتدينين الجهلة ينبغي أن يحرم من الكلام باسم الله.
النهضة النسائية الرشيدة تحتاج إلى أن يطرد نوع آخر من المتحدثين في قضايا المرأة وهم عبيد أوروبا الذين يريدون إشاعة الخنا في بلادنا، والذين لا يعنيهم أمر العفة ولا أمر الأسرة، ولا يبالون أن يثقلوا ما هنالك بعمى غريب، ومع أن الأسر في أوروبا أسر على ورق، ومع أن الغرائز الجنسية جعلت الأعراض كلأً مباحًا، مع هذا كله فإن من أعمى الله بصائرهم وأبصارهم من النساء والرجال يريدون نقل هذه الحضارة إلى بلادنا.
لا أريد لا تدين الحمقى الذين لا فقه لهم، ولا انحلال الكذبة الذين لا شرف لهم ولا عرض.
قضية المرأة تحتاج إلى نهضة نسائية راشدة وأقول: أنا أعرف نساءً في السلك الجامعي -أساتذة- يشرفن الآن على بيوت الطالبات وعلى أعمال نسائية جليلة في خدمة المرأة، وعندما أرسلن إلى مؤتمرات كتبن تقارير تبكي دمًا على حالة الإسلام في البلاد التي ذهبن إليها، وأعرف نساءً في وزارة التربية والتعليم كن يدعونني إلى خطبة الجمعة في المدرسة بأولياء الطالبات مع الطالبات أنفسهن، هؤلاء كن ناظرات مدارس ولهن نشاط ديني بارز، وعطف على تعاليم الإسلام وانعطاف إليها واضح.
وأعرف أديبات مسلمات يكتبن كتبًا رقيقة في خدمة الدين ورفض التبرج ولهن أقلام رائعة، أسأل نفسي وأسأل هذه الأمة: لِمَ لا يقود هؤلاء النسوة الحركة النسائية في بلادنا؟!
أنا أريد أن تقود النسوة امرأة تصلي وتزكي وتصوم وتحج البيت، أما أن يتصدر قياد النسوة فريق من الغجر يقلن في بجاحة: إن مصر منفتحة مع الأمزجة -دفاعًا عن شارع الهرم ومباذله ومخازيه ومعاصيه- فهذا كلام غريب.
نحن بحاجة إلى نهضة نسائية رشيدة، لكن من يقود هذه النهضة؟! اللائي كتبن ضد الاحتشام وافترين الكذب على الطالبات العفيفات؟! هؤلاء يجب طردهن فورًا من ميدان النهضة النسائية، نريد تسليم النهضة النسائية إلى نساء عفيفات عاقلات محصنات آمرات بالمعروف ناهيات عن المنكر حافظات لحدود الله.
إننا نعلم أن الإسلام صان المرأة وكفل لها حقوقًا عظيمة وجعل إنسانيتها فوق الظنون.
يوم كانت مؤتمرات تنعقد في أوروبا تسأل: هل للمرأة روح أم ليس لها روح؟! وإذا كان لها روح فهل هي روح إنسانية أم حيوانية؟! يوم وقع هذا في أوروبا كان الفقهاء في الأمة الإسلامية يقولون: إن المرأة في بيت زوجها، ينبغي أن يوفر لها الزوج من يخدمها.
هذا الكلام العجيب يُطوى كله ويردم كله ويجيء بعض النسوة الجاهلات المتبجحات يردن أن يطرحن الإسلام ظهريًّا وأن يقدن حركة نسائية لا تعرفها أمتنا.
إنني أقول: إذا بقي زمام النهضة النسائية في أيدي نسوة يحاربن الفضيلة وقوانين الله ويسكتن على قوانين الزنا وقوانين العهر فإن هذه النهضة لن يبارك لها في خطوة، وسنكون لها بالمرصاد.
لقد انتهى إلى الأبد العهد الذي كان يفرض علينا فيه من يتحدث باسمنا ونحن نرفضه، وانتهى إلى الأبد أيضًا العهد الذي يتصدر النسوة فيه من يريد أن يتحدث باسمهن وهن لا يعرفنه.
نحن أمة مؤمنة، الرجال مؤمنون، والنساء مؤمنات، فإذا كان هناك رجل لا دين له أو امرأة لا دين لها فلتتحدث بأي اسم إلا اسم هذه الأمة.
إن أمتنا تريد أن ترتبط بدينها وكتابها، وهي تأخذ دينها لا من المتبجحات الكاذبات على الله وعلى الناس، ولكنها تأخذ دينها من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
قلت -ولا أزال أقول-: في الميدان النسائي الآن نسوة أساتذة في الجامعات وفي وزارة التربية والتعليم وغيرها، ويوجد علماء لهم القول في صياغة القوانين، ويوجد بعد ذلك خبراء بالمجتمع الأوروبي وما في المجتمع الأوربي من فسق وانحلال.
فكيف يتصور بعض الناس أن القوانين الإسلامية يُلعب بها بعيدًا عن هذه الحقائق كلها؟! هذا مستحيل، هذا مستحيل.
"اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر".
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
أقم الصلاة.
نظرات في سورة النساء (2) المحور الذي تدور عليه السورة - إرساء قواعد المجتمع وتبيين معالمه
نظرات في سورة النساء (3) بناء المجتمع الإسلامي
نظرات في سورة النساء (4) الدولة في الإسلام
التعليقات