قصة موسى مع صاحب مدين

الشيخ أحمد بن ناصر الطيار

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/قصة موسى كما وردت في سورة القصص 2/دروس وعبر من قصة موسى 3/ أهمية الحياء للنساء 4/ أهمية القوة والأمانة لمن يتولى القيادة
اهداف الخطبة

اقتباس

أيها المسلمون: ومن فوائد هذه القصة العظيمة: أنه لابد لكل من يتولى أيّ منصب, أن يتصف بصفتين: القوةِ والأمانة. قال شيخ الإسلام رحمه الله: الْوِلَايَةُ لَهَا رُكْنَانِ: الْقُوَّةُ وَالْأَمَانَةُ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) [القصص: 26]. وَقَالَ صَاحِبُ مِصْرَ لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: (إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ) [يوسف: 54]. وَالْقُوَّةُ فِي كُلِّ وِلَايَةٍ بِحَسَبِهَا؛ فَالْقُوَّةُ فِي إمَارَةِ الْحَرْبِ, تَرْجِعُ إلَى شَجَاعَةِ الْقَلْبِ وَإِلَى الْخِبْرَةِ بِالْحُرُوبِ. وَالْقُوَّةُ فِي....

 

 

 

 

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].

 

أما بعد:

 

فإنَّ أصدق الحديث كلام الله, وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم, وشرَّ الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار.

 

عباد الله: لقد أكثر الله تعالى في كتابه العزيز, من قصص أنبيائه ورُسله, لنتأسَّى بهم, ونقتدي بخُلُقهم, ومن بين تلك القصص: قصة موسى عليه السلام, لما خرج من مصر, بعد أن قتل أحدَ أقباط وأقرباء فرعون, من غير قصدٍ منه, قال الله تعالى: (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ) أي: قاصدا بوجهه مدينة مدين، وهي جنوبي فلسطين، حيث لا مُلك لفرعون فيها: (قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ) [القصص: 22] أي: وسط الطريقِ المختَصَر، الموصلِ إليها بسهولة ورفق، فهداه اللّه سواء السبيل، فوصل إلى مدين بيسر وسهولة.

 

(وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ) أي يسقون مواشيهم، وكانَ أهلُها رعاةً للغنم: (وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِم) أي: دون تلك الأمة: (امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ) أي: تُبعدان غنمهما عن حياض الناس، لحيائهما عن مزاحمة الرجال, ومن بخلهم وعدم مروءتهم, لم يساعدوهما  ويسقوا لهما.

 

فلما رأى موسى عليه السلام هذا المنظر العجيب, قَالَ لهما: (مَا خَطْبُكُمَا) أي: ما شأنكما بهذه الحالة: (قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ) أي: لا يُمكن أن نسْقي ونأخذ من الماء, حتى ينتهي الرعاة من سقي مواشيهم، فإذا انتهوا ولم يزاحمونا سقينا: (وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ)[القصص: 23].

 

أي: ولا لنا رجال أشداء يزاحمون الرعاء, فلذلك خرجنا وعملنا, فلا أحدَ يقوم بهذا العمل غيرنا.

 

فرق لهما موسى عليه السلام ورحمهما: (فَسَقَى لَهُمَا) لوجه الله, ولم يطلب منهما أجرةً أو ثمنا.

 

فلما سقى موسى لهما، وكان ذلك وقت شدة الحر، وفي وسط النهار: (تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ) أي ذهب إلى الظل ليستريح بعد التعب.

 

(فَقَالَ) في تلك الحالة، وقد علاه الإرهاق والتعب, وبان عليه الجوع والنَّصب: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)[القصص: 24] أي: إني مفتقر للخير الذي تسوقه إليَّ وتيسره لي.

 

وهذا سؤال منه بحاله، والسؤال بالحال أبلغ من السؤال بلسان المقال، فلم يزل في هذه الحالة داعيا ربه, متضرعا مُلتجأ.

 

وكلّ هذا وموسى عليه السلام لم يُوح إليه بعد, ولم يُبعث بالرسالة والنبوة.

 

وأما المرأتان، فلما رجعتا سريعاً بالغنم إلى أبيهما, تعجَّب أبوهما من حالهما, كيف جاءتا مبكرتين على غير العادة, فسألهما عن خبرهما, فقصتا عليه ما فعل موسى عليه السلام, وكيف ساعدهما من غير أن يرجوا منهما شيئا.

 

فأُعجب بهذا الرجل الغريب, والعاقل اللبيب, فأرسل إحداهما إليه لكي تأتي به إليه.

 

(فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء).

 

وهذا يدل على كرم أصلها وطبعها، فإن الحياء من الأخلاق الفاضلة، وخصوصا في النساء.

 

فـ (قَالَتْ) له: (إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) [القصص: 25] أي: لا لِيمُنَّ عليك، بل أنت الذي ابتدأتنا بالإحسان، وإنما قَصْده أن يكافئك على إحسانك، فأجابها موسى.

 

(فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ) وكيف هرب من بطش فرعون وظُلمه، وكيف أن الله ساقه ودلَّه إليه, (قَالَ) مسكنا روعه، جابرا قلبه: (لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[القصص:25] أي: لا تخف ولا تحزن, فإنك في مكانٍ آمن, لا سُلطان لفرعون عليه, ولا قدرةَ له للوصول إليه.

 

(قَالَتْ إِحْدَاهُمَا) أي: إحدى ابنتيه (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ) أي: اجعله أجيرا عندك، يرعى الغنم ويسقيها، ثم ذكرت السبب في ذلك بقولها: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ) أي: إن موسى أولى من اسْتُؤْجر، فإنه جمع القوة والأمانة، وهو أبعد الناس عن الضعف والخيانة.

 

وإنما قالت ذلك؛ لأنها رأت بأمّ عينها قوة موسى وشِدَّته, حين سقى لهما لوحده، ورأت بأمّ عينها أمانته وديانته، وعفّته وطهارته, وذلك حين رحمهما في حالةٍ لا يُرجى نفعُهما، وإنما قصْدُه بذلك وجه اللّه تعالى.

 

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أفْرس الناس ثلاثة: أبو بكر حين تفرس في عمر, وصاحبُ يوسف حين قال أكرمي مثواه, وصاحبةُ موسى حين قالت: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)[القصص: 26].

 

(قَالَ) صاحب مدين لموسى عليه السلام: (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ) [القصص: 27] أي تصير أجيرا عندي (ثَمَانِيَ حِجَجٍ) أي: ثماني سنين.

 

فطلب هذا الشيخ الكبير من موسى عليه السلام, أن يرعى غنمه ويُزوِّجَه إحدى ابنتيه هاتين.

 

ثم قال له: (فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ) أي: تبرعٌ منك، وليس واجبا عليك.

 

(وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ) أي: ليس قصدي هو أن أشق وأُكلِّف عليك, ولذلك لم أُلْزمك بأكثر من ثمان سنين، ولكني أريد أن تكون قريبا منِّي, فإني قد أنِست بك وأحببتك: (سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) [القصص: 27].

 

فلن أُخلف وعدي وعهدي, بأن أُزوجك إحدى بناتي.

 

فـ (قَالَ) موسى عليه السلام -مجيبا له فيما طلبه منه-: (ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ) أي: هذا الشرطُ الذي ذكرت، قد رضيتُ به، وقد تم فيما بيني وبينك.

 

(أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ) سواء قضيتُ الثماني الواجبة، أم تبرعتُ بالزائد عليها (وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) [القصص: 28] أي: حافظٌ يراقبنا، ويعلم ما تعاقدنا عليه.

 

وهذا الرجل أبو المرأتين، صاحبُ مدين، ليس هو شعيبٌ نبيُّ الله عليه السلام, فقد كان شعيبٌ قبل زمان موسى عليهما السلام بمدة طويلة.

 

وهذه القصة فيها من الفوائد والعِبرِ ما لا يُحصى, وسنقتصر على بعضها, فمنها: المبادرة إلى خدمة الناس ومساعدتهم, من غير أن يُطلب منه ذلك.

 

وقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ".

 

ومنها: إظهار الافتقار إلى الله, وأنه مهما كان عنده من النعم والخيرات, إلا أنه فقير ضعيف محتاج إلى الله.

 

فهذا موسى على قوَّته وشدَّته يقول: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) [القصص: 24].

 

ومنها: أهميةُ الحياءِ وخاصةً للنساء.

 

فتأملوا قوله تعالى: (فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء ) [القصص: 25] أي مشي الحرائر, بعفةٍ ورزانة وأدب.

 

قال ابن جرير رحمه الله: "فجاءت موسى إحدى المرأتين اللتين سَقَى لهما, تمشي على استحياء من موسى، قد سترت وجهها بثوبها.

 

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل". ا. هـ كلامه.

 

أي أن هذا التفسير, هو تفسير أهل العلم من الصحابة والتابعين.

 

قال عمر رضي الله عنه: "جاءت تمشي على استحياء, قائلةً بثوبها على وجهها, ليست بسَلْفعٍ من النساء, أي: ليست سليطةً بذيئة اللسان, ولَّاجةً خرَّاجة, أي كثيرةَ الخروج من المنزل" قال ابن كثير رحمه الله: "هذا إسناد صحيح".

 

وتأمَّلوا كيف وصف الله تعالى حيائها بقوله: (تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء) [القصص: 25].

 

ولم يَقُلْ: على حياء, بل على اسْتِحْيَاءٍ, مُبالَغةً وشدَّةً في الحياء, قد غطَّت وجهها, وسَترتْ بدنها, وخفضَت صوتها, وقَصَرَت نظَرها, وطأْطأَتْ رأسها.

 

فيا له مِن حياءٍ ما أجمله, ويا له مِن خُلُقٍ ما أعْظَمه

 

وقارنوا بين حياء هذه المرأة الصالحة, وبين حياء كثير من بنات المسلمين في هذا الزمن, حتى خرجت علينا في هذه الأيام, امرأةٌ نُزع منها الحياء, فدعت إلى نزع النقاب, واعترضت على شرع الله والعياذ بالله.

 

ومنها: أنه ينبغي للرجل, أن يخطب لبنته أو إحدى محارمه رجلا صالحا, وليس هذا عيبا ولا خطأ.

 

وقد كان كبار الصحابة التابعين رضي الله عنهم, يخطِبون الرجال لبناتهم.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف : 111].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

 

أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهُ الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, صلى الله عليه, وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين, وسلم تسليمًا كثيراً إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

 

أيها المسلمون: ومن فوائد هذه القصة العظيمة: أنه لابد لكل من يتولى أيّ منصب, أن يتصف بصفتين: القوةِ والأمانة.

 

قال شيخ الإسلام رحمه الله: الْوِلَايَةُ لَهَا رُكْنَانِ: الْقُوَّةُ وَالْأَمَانَةُ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) [القصص: 26].

 

 

وَقَالَ صَاحِبُ مِصْرَ لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: (إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ) [يوسف: 54].

 

وَالْقُوَّةُ فِي كُلِّ وِلَايَةٍ بِحَسَبِهَا؛ فَالْقُوَّةُ فِي إمَارَةِ الْحَرْبِ, تَرْجِعُ إلَى شَجَاعَةِ الْقَلْبِ وَإِلَى الْخِبْرَةِ بِالْحُرُوبِ.

 

وَالْقُوَّةُ فِي الْحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ, تَرْجِعُ إلَى الْعِلْمِ بِالْعَدْلِ, وَإِلَى الْقُدْرَةِ عَلَى تَنْفِيذِ الْأَحْكَامِ.

 

وَالْأَمَانَةُ تَرْجِعُ إلَى خَشْيَةِ اللَّهِ, وَتَرَكِ خَشْيَةِ النَّاسِ. ا. هـ.

 

فانظروا إلى رجاحة عقل هذه المرأة وفِطنتِها, كيف اختارت موسى عليه السلام أن يكون أجيرا عند أبيها؛ لأنها رأت منه القوة والأمانة.

 

وما فسد مجتمع من المجتمعات, ولا ضلَّت أمة من الأمم, إلا بسبب تعيين المسؤولين الذين ليس فيهم قوةٌ ولا أمانة, بل تحلَّى كثيرٌ منهم بالضعف والخيانة, والجور والشراهة.

 

ومن فوائد هذه القصة: أنه يجب الرفق بالعامل والأجير, وعدمُ تكليف ما يشق عليه.

 

فقد قال صاحب مدين لموسى عليه السلام: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ )[القصص: 27].

 

وروى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلاَمًا لِي, فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِى صَوْتًا ينادي: "اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ, اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ, لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ". فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-, فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ. فَقَالَ: "أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَمَسَّتْكَ النَّارُ".

 

 

 

 

المرفقات
قصة موسى مع صاحب مدين.doc
التعليقات
المتمسكة بالله
25-11-2019

ما أجمل حياء المرأة! , وما أحلى أمانة الرجل!,وما أفضلهما كلاهما!.

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life